السؤال:
يقول صاحبنا بدري المصري الذي يعمل بالرياض: عندنا في القرية شيخ له ضريح، ويعمل له الناس مولداً كل عام ويجمعوا بعض المال من المواطنين وأنا ممن يؤخذ منهم المال وأنا غير مقتنع، ولما عارضت قالوا لي: إن هذا ليس حرام، ونحن نشتري بهذا المال ذبائح للناس الذين يحضرون المولد من البلدة وغيرها، فما الحكم في ذلك بارك الله فيكم ؟
الجواب:
هذا بدعة ومنكر، لا يجوز اتخاذ الموالد لا للعالم ولا لشيخ القبيلة، ولا لكبير الحارة ولا لغيرهم، الموالد بدعة، وهكذا الاحتفال بالمولد النبوي على صاحبه أفضل الصلاة والسلام ليس له أصل، وهكذا الاحتفال بموالد الأنبياء أو الصالحين أو العلماء كله لا أصل له، وقد كان النبي ﷺ بين أصحابه في المدينة عشر سنين، ولم يحتفل بمولده ﷺ ولم يأمر بذلك، ولم يفعله أصحابه y وأرضاهم، وهكذا خلفاؤه الراشدون الصديق وعمر وعثمان وعلي لم يحتفلوا به، وهكذا بقية الصحابة لم يحتفلوا به، وهكذا من بعدهم في القرون المفضلة القرن الأول والثاني والثالث لم يحتفلوا بذلك .
فينبغي للمسلمين أن يدعوا هذا، وإنما المهم أن يحافظوا على طاعته ﷺ، واتباع شريعته وتعظيم أمره ونهيه، والمسارعة إلى ما أمر به وترك ما نهى عنه عليه الصلاة والسلام .
وأما الشيوخ والعلماء، فمن باب أولى أن لا يجوز اتخاذ موالد لهم، فهذا الضريح الذي عندكم لا يحتفل بصاحبه لا بمولد ولا بغيره، ولكن إذا كان طيباً يدعى له بالمغفرة، إذا كان مسلم يدعى له بالمغفرة والرحمة، ويزار الزيارة الشرعية يمر على قبره ويدعى له.. السلام عليك يا فلان! غفر الله لك ورحمنا وإياك ويكفي، أما أن يدعى من دون الله، يستغاث به هو أو يتمسح بقبره أو يطاف به هذا منكر عظيم، لا يطاف بقبره ولا يدعى من دون الله، لا يقال: يا سيدي فلان، انصرني أو أنا في حسبك أو في جوارك أو اشفع لي أو اشف مريضي، كل هذا منكر لا يجوز، بل هو من المحرمات الشركية، وهكذا لا يطاف بالقبر ولا يتمسح بالتراب ولا بالنصائب، كل هذا من المنكرات العظيمة ومن التبرك المنكر، بل طلب البركة من القبور شرك أكبر نسأل الله العافية. فالواجب على أهل القرية أن يحذروا ما حرم الله عليهم، وأن يدعوا هذا الاحتفال وأن لا يأخذوا أموال الناس بالباطل، وأن يدعوا لهذا الميت إذا كان طيباً مسلماً يدعى له بالمغفرة والرحمة ويكفي والحمد لله .
المصدر : الموقع الرسمي لسماحة الشيخ الإمام بن باز رحمه الله