هل تكون موريتانيا محطة جديدة لنشر التشيع؟

بواسطة مركز التأصيل للدراسات والبحوث قراءة 1694
هل تكون موريتانيا محطة جديدة لنشر التشيع؟
هل تكون موريتانيا محطة جديدة لنشر التشيع؟

1-3-2015

الشيعة من أنشط الناس وأشدهم حرصاً على نشر مذهبهم، ولذلك فهم لا يدخرون وقتاً أو جهداً أو مالاً في سبيل توسيع دائرة تواجدهم ونشر معتقدهم وثقافتهم وعاداتهم، وتعد إفريقيا بما تعانيه من حالات ضعف سياسي، وجهل ديني، وفقر ومرض، بيئة مثالية لنشر أفكار الشيعة والتشيع، وتحرك قادة التشيع بيسر وسهولة.

ولا يعني هذا تخلي الشيعة عن هدفهم الأول والأكبر والذي يتمثل في تفريس دول الخليج وشيعنة أهله، حيث تعد إفريقيا ظهيراً قوياً، من شأنه التعجيل بما تخطط له إيران في دول الخليج العربي، وما تحلم به من إقامة دولتهم الكبرى "المزعومة".

ومن الدول التي تسعى إيران– مؤخراً- إلى نشر التشيع فيها موريتانيا، وقد سلط الضوء على هذا الأمر الزيارة التي قام بها رجل الدين الشيعي اللبناني محمد قانصو إلى موريتانيا مؤخراً.

ومع أن الزيارة اقتصرت على لقاءات مع بعض مسؤولي الأحزاب الصغيرة المعروفة بعلاقتها بالنظام السوري، إلا أن إشراف قانصو على تدشين مدرسة قرآنية صغيرة باسم الزعيم الروحي لشيعة غرب أفريقيا، اللبناني "عبد المنعم الزين"، فجر غضباً كبيراً لدى الأوساط الدينية. 

وهو الأمر الذي أثار حفيظة عدد من الكتاب والنشطاء العاملين في مجال مكافحة التشيع، ومنهم سيدي أحمد ولد باب، وهو إعلامي موريتاني متابع لقضايا التشيع، حيث اعتبر ولد باب هذه الزيارة ذات طابع "استكشافي" للتعرف على المنافذ التي قد تساهم في اختراق الشيعة لموريتانيا، مؤكداً في الوقت ذاته أن الحديث عن وجود التشيع في موريتانيا هو "أمر مبالغ فيه".

واتهم ولد باب، وهو المدير الناشر لموقع "زهرة شنقيط" الإلكتروني، أطرافاً موريتانية، لم يسمها، بانتهاج "سياسة فبركة الوجود الشيعي" بموريتانيا من أجل "الحصول على مكاسب مادية من قبل الحوزات الإيرانية والبعثات الدبلوماسية المقربة من دول التشيع"، وفق قوله.

مضيفاً إن "الحديث عن الوجود الشيعي في موريتانيا هو بمثابة فقاعة إعلامية، حيث لا توجد معطيات على الأرض تسند هذا الأمر".

وأكد ولد باب أن "الشيعة لا توجد لديهم أنشطة دينية وتعليمية بموريتانيا كما لا توجد أماكن عبادة خاصة بهم (حسينيات)، ولا استثمارات اقتصادية تابعة لهم كما هو الحال في الدول التي يوجد فيها نشاط للتشيع".

لكن هذا- على أية حال- لا يمكن أن يكون مصدر طمأنينة، فالمحاولات الشيعية لاختراق المجتمعات العربية والإسلامية معروفة، والنشاط الشيعي يتسم بالتقية، ولهذا فمن الصعب اكتشاف أمرهم بسهولة، فالشيعة في العادة يتحركون في صمت شديد إلى أن تقوى شوكتهم، ويستشعرون بقوتهم، ومن ثم يتحينون الفرص للظهور في الوقت المناسب، كما كان في أكثر من بلد عربي.

إن النشاط الشيعي في موريتانيا يستدعي الكثير من الحذر، كما يستدعي تحرك الجميع لمواجهة هذا الأمر قبل تمدده وانتشاره، وتحوله إلى قوة يصعب – بعد ذلك- الوقوف أمامها ومواجهتها، وهذا لن يتم إلا بتحصين المجتمع عقديا وتوعيته بالمخاطر التي تحدق به، والمتمثلة في ما ينشره دعاة التشيع من أباطيل تستهدف النيل من الصحابة والتشكيك في أصول الاعتقاد ومصادره، على حد كلام الشيخ الموريتاني عمر الفتح ولد سيدي عبد القادر، إمام مسجد "شجرة الأنبياء".

المصدر : مركز  التأصيل للدراسات والبحوث



مقالات ذات صلة