فيلم شيعي يسئ لخليل الرحمن إبراهيم

بواسطة الهيثم زعفان قراءة 557

فيلم شيعي يسئ لخليل الرحمن إبراهيم

الهيثم زعفان

 

التاريخ: 20/3/1431 الموافق 06-03-2010

 

اتفقت كافة المجامع الفقهية على حرمة تجسيد الأنبياء والصحابة في الأعمال الدرامية، وقد شدد مجمع البحوث الإسلامية في ختام مؤتمره في الأسبوع المنصرم على هذا التحريم، حفاظاً على مهابة الأنبياء والصحابة في النفوس، وامتثالاً لكثير من الأحكام الشرعية في هذا الصدد.

وإذا كان الشيعة في أفلامهم ومسلسلاتهم يحرصون على تعظيم مهابة أئمتهم في نفوس المشاهدين، حيث لا يجرؤ ممثل أو مخرج شيعي على تجسيد أحد أئمة الشيعة، ويظهرون الشخصية في صورة نور يتحرك بلا صوت. إلا أن حالة الدراما الشيعية مع الأنبياء نجد فيها العجب العجاب، من تجسيد، وتجاوزات كلها إساءات في حق أنبياء الله عليهم السلام.

وقد نبهنا من قبل لتلك التجاوزات، وقلنا أنهم يزحفون نحو أفلام ومسلسلات يجسدون فيها كافة الأنبياء بما فيهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وبما تمليه عليهم أدبياتهم الشيعية الباطلة.

والآن نحن أمام فيلم شيعي من إنتاج إيراني، مدته ساعتان، عن أبي الأنبياء سيدنا إبراهيم عليه السلام، تبثه كافة المنابر الإعلامية الشيعية، وبه التجاوزات العقدية التالية:
أولاً... يجسد الفيلم صور سيدنا إبراهيم، وسيدنا إسماعيل، وسيدنا لوط، والسيدة سارة، والسيدة هاجر، وصوت سيدنا جبريل، وجميعهم قام بتجسيدهم ممثلون وممثلات إيرانيون
وقدموا الشخصيات بصورة تمثيلية تشوه كثيراً الصورة المثالية المنطبعة عن هؤلاء الأبرار في الأذهان أثناء قراءة القرآن.

ثانياً... الفيلم الشيعي عرض عدة مشاهد بطريقة نبرأ منها، ونسأل الله ألا يعذبنا بها، وهي مشاهد إعجاب عاطفي متبادل بين سيدنا إبراهيم والسيدة سارة "قبل أن يتزوجا"، حيث كانت السيدة سارة تملأ الماء في دلو تحت صنبور، وجاء الممثل المجسد لسيدنا إبراهيم ومد يده ليمسك يد الدلو الممسوك بيد الممثلة المجسدة للسيدة سارة ،في مشهد سلطت فيه الكاميرا على اليدين القريبتين جداً، ثم بدأ هذا الممثل يقول كلمات للممثلة تعبر عن الحب والإعجاب بطريقة غير مباشرة، وتحدثت العيون كثيراً، وبعد قليل وفي مشهد آخر يقول آزر للممثل "ألن تأتي معنا يا إبراهيم، فقد تكون سارة هناك؟" في إشارة خبيثة لقصة حب تجمعهما، وأثناء إلقاء النمرود للممثل المجسد لشخصية سيدنا إبراهيم في النار، تخرج الممثلة المجسدة للسيدة سارة من بين الجموع وتقول أقذفوني معه، وتبكي بكاءً شديداً.

ثالثاً...بعد موت النمرود يتبادل الممثل المجسد لسيدنا إبراهيم نظرات الإعجاب مع الممثلة المجسدة للسيدة سارة، ثم يذهب هذا الممثل للممثل المجسد لوالد السيدة سارة ويقول له " إني أخطب منك سارة"، ليأتي بعد ذلك المشهد الصادم وهو "حفل الزفاف"، والذي كان عبارة عن جلوس الممثل المجسد لسيدنا إبراهيم مع الممثلة المجسدة للسيدة سارة، كجلسات العرسان في الكوشة، والدف يزفهما، والموسيقى الصاخبة طوال الفيلم تعزز المشهد.

رابعاًً...ترشح الممثلة المجسدة للسيدة سارة للممثل المجسد لسيدنا إبراهيم ممثلة مجسدة للسيدة هاجر كي يتزوجها، وتعدها لليلة العرس، ويقدم الفيلم مشهدا غير لائق بالأنبياء، يدخل فيه الممثل المجسد لسيدنا إبراهيم على الممثلة المجسدة للسيدة هاجر، ويغلق الباب عليهما، في إشارة غير لائقة لدخول الرجل بعروسه، ثم تبكي الممثلة المجسدة للسيدة سارة أمام غرفة الدخول بكاءً شديداً، لتنتقل الكاميراً فوراً لمشهد ولادة الممثلة المجسدة للسيدة هاجر، لطفلها المجسد لشخصية سيدنا إسماعيل.

خامساً... الغيرة تشتد في نفس الممثلة المجسدة للسيدة سارة وتطلب أن تخرج هاجر وابنها البالغ من العمر أربع سنوات من بيتها، ويأتي الصوت المجسد لسيدنا جبريل طالباً الخروج إلى أرض الحجاز، وهنا تبكي الممثلة المجسدة للسيدة هاجر بكاءً شديداً وتندب حالها تذمراً وتقول سخطاً " أي خطيئة فعلت كي أعاقب هذا العقاب".

سادساً... مشهد غاية في التلبيس والخطورة وفيه؛ الممثل المجسد لسيدنا إبراهيم نائم بجوار الممثلة المجسدة للسيدة سارة، فينادي مناد خفي " يا إبراهيم- يا إبراهيم" فينهض الممثل ويقول ( أنا أسمعك، أشعر بك، أنت أقرب إلى من الوريد، أشعر بالقوة الملكوتية، فيقول الصوت، عد يا إبراهيم إلى إسماعيل وهيئ إبنك للذبح)، وهنا وقفة غاية في الأهمية ففي كل مرة كان يأتي فيها الصوت المجسد لسيدنا جبريل طوال الفيلم كان يقول ( أنا جبرائيل يا إبراهيم مبعوث لك من الله) عدا هذا المشهد، فقد صور وكأنه حديث مباشر بين الله وبين سيدنا إبراهيم، تعالى الله عما يصفون.

بعد هذا المشهد الملتبس بكى الممثل المجسد لسيدنا إبراهيم بكاءً شديداً، وأخذ يندب ذبحه لإسماعيل، ويقول سخطاً وموجهاً رأسه للسماء ( أي خطيئة اقترفتها كي أجازى عليها بهذا الابتلاء، ترى ماذا فعلت يا ربي حتى تبتليني بهذا الابتلاء)، ما هذا السخط الذي يضرب رسالة الأنبياء أولي العزم في العمق؟
وذهب الممثل ليذبح الممثل المجسد لسيدنا إسماعيل الذي كان عمره في الفيلم لا يقل عن ثلاثين عاماً، ليأتي الصوت من السماء بتصديق الرؤيا، والفدي بـ"ذبح عظيم"، لتسلط الكاميرا على "نعجة صغيرة أنثى مضحكة للغاية".

وقد تجنب الفيلم بشارة ميلاد سيدنا إسحاق، والعجل الحنيذ، وعذاب قوم لوط، وانتهى ببناء الكعبة.
إن هذا الفيلم بحاجة إلى وقفة جدية من علماء أهل السنة والجماعة، وحكامهم ليوقفوا هذا الهزل الشيعي بحق أنبياء الله.

ولا يفوتني التنبيه على أن الكيان الفارسي المنتج لهذا الفيلم المسيء لأنبياء الله، بصدد بث فضائية خاصة بالأفلام والمسلسلات الشيعية عبر القمرين الصناعيين النايل سات والعرب سات، منتصف هذا الشهر، وإن خرجت هذه القناة فأتوقع أن إدارتي القمرين سيفتحان على نفسيهما جراء الإساءات الشيعية فيضاناً من الملاحقات القضائية، فضلاً عن الغضب الجماهيري العنيف، انتفاضة لنصرة أنبياء الله من هذه البذاءات والإساءات الشيعية، وخوفاً من العقوبات الربانية، إن نحن صمتنا عن تلك الإساءات التي هي جزء ضئيل من نتائج تحليلنا لمحتوى الدراما الشيعية.

 

المصدر: المصريون

 



مقالات ذات صلة