2-10-2013
عنوان الكتاب: دراسات منهجية لبعض فرق الرافضة والباطنية
المؤلف: عبد القادر بن محمد عطا صوفي
الناشر: أضواء السلف
سنة النشر: 1426هـ – 2005م، ط1
عدد الصفحات: 347
ـــــــــــــ
سعى المؤلف في هذا الكتاب إلى تقديم صورة عامة لأشهر المعتقدات لما يعرف بـ"الرافضة"، و"الباطنية"، فعرَّف بالمقصود بهما، وضرب الأمثلة عليهما بأشهر الفرق المنتسبة لهما، فبدأ الأمر بالتعريف بالرافضة، ثم بين أخطر معتقداتها وأشهر الفرق المنتسبة للرفض، وفي القسم الثاني من الكتاب تحدث المؤلف عن الباطنية، فعرض لأخطر معتقداتها، مع التعريف بجملة من الفرق التي تندرج تحتها، وعلية جاء هذا الكتاب في فصلين، الأول منهما تحت عنوان: في الفرق والتيارات الرافضة، والثاني تحت عنوان: في الفرق والتيارات الباطنية.
بين المؤلف ففي القسم الأول من كتابه أن الرافضة طائفة ذات آراء اعتقادية؛ أخطرها: تكفير أكثر الصحابة رضي الله عنهم، والطعن في خلافة الشيخين؛ أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، والقول بأن الخلافة في علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وفي ذريته من بعده.
كما أشار المؤلف إلى سبب إطلاق لفظ الرافضة على هذه الطائفة، فعرض لأكثر من سبب، ورجَّح أنهم سموا رافضة لرفضهم الدين، بتكفير الصحابة، وتحريفهم القرآن وردهم لنصوص السنة إلى غير ذلك من الأمور الكفرية..
وعن بدايات الرفض أشار المؤلف إلى أن أول من نادى بمعتقد الرفض رجل يهودي اسمه: عبد الله بن سبأ، حيث ادّعى الإسلام، وتظاهر بمحبة آل البيت، وغلا في علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وزعم أنه الوصي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ قياسا على وصية موسى عليه السلام ليوشع بن نون.
ثم عرض الكاتب لأخطر المعتقدات التي يدين بها الرافضة، فبين أن منها:
- الطعن في عدالة الصحابة وإنكارها.
- تكفير الصحابة رضي الله عنهم جميعا، عدا نفرا يسيرا منهم.
- القول بأن الصحابة رضي الله عنهم حرفوا القرآن الكريم، وحذفوا منه مثالبهم.
- القول برجعة الصحابة رضي الله عنهم وفي مقدمتهم أبو بكر وعمر إلى الدنيا قبل يوم القيامة للاقتصاص منهم.
- تكفير العشرة المبشرين بالجنة عدا علي بن أبي طالب.
ومن معتقداتهم أيضا جعلهم الإمامة ركن من أركان الدين، حيث زعموا أن الإمامة منصب إلهي كالنبوة، وأنه لا فرق بين النبوة والإمامة، بل جعلوها أعظم أركان الإسلام..
وأشار المؤلف إلى أنّ لأئمة الرافضة عند أتباعهم مقاما لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل، كما أن الحلال عندهم ما أحله أئمتهم، والحرام ما حرَّموه، والدين ما شرعوه..
كما ادعى الرافضة لأئمتهم العصمة ومعرفة الغيب الذي استأثر الله بعلمه..
وبين المؤلف أن "التقية" عند الرافضة فريضة لا يقوم مذهبهم إلا بها، وقد عرفها بأنها: كتمان الحق، وستر الاعتقاد، وكتمان المخالفين، وترك مظاهرتهم بما يعقب ضرراً في الدنيا أو الدين..
ومن عقائد الباطنية الفاسدة التي أشار إليها المؤلف عقيدة البداء، و"البداء" بمعنى الظهور بعد الخفاء، أو بمعنى نشأة رأي جديد. والبداء بمعنييه يستلزم سبق الجهل وحدوث العلم، وكلاهما محال على الله، لكن الرافضة تنسب البداء إلى الله.
وتتمة للفصل الأول من هذا الكتاب عرّف المؤلف بإحدى فرق الرفض، وهي فرقة الشيعة الاثنا عشرية، وأتباع هذه الفرقة هم الذين شايعوا عليا رضي الله عنه على وجه الخصوص، وقالوا بأنه أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحقهم بالخلافة، وولده من بعده.
وفي نهاية حديثه عن الاثنا عشرية لخص المؤلف أخطر معتقداتها في: القول بتحريف القرآن، والقول بالإمامة، والقول بعصمة الأئمة، والقول بالبداء، والقول بالرجعة، والقول بالتقية، وتكفير الصحابة.
بعد الحديث عن الروافض انتقل المؤلف في القسم الثاني من الكتاب للحديث عن الباطنية، فأشار إلى أنها طائفة ذات أفكار وآراء، يجمعهم القول بأن لظواهر النصوص من الكتاب والسنة بواطن، تجري في الظواهر مجرى اللب من القشر، وأنها بصورها توهم عند الجهال الأغبياء صورا جلية، وهي عند العقلاء والأذكياء رموز وإشارات إلى حقائق معينة.
وبعد حديثه عن سبب تسمية الباطنية بهذا الاسم، والغرض من إقامة هذا المذهب، أشار المؤلف إلى أن لهذا المذهب أخطار بالغة السوء على المجتمع، وأن هذه الأخطار تتلخص في الآتي:
- حين ادعى الباطنية أن لكل شيء ظاهرا وباطنا ولكل تنزيل تأويلا ظاهره غير مراد، شككوا الناس في ظواهر التنزيل..
- قدموا للعقيدة مفهوما مغايرا لمفهوم التوحيد الإسلامي، فصدوا الناس عن اعتناق الدين الحق.
- دعوا إلى إسقاط التكاليف الشرعية، والفروض الدينية.
- دعوا إلى إباحة شرب الخمر، وانتهاب اللذات، والانغماس في الشهوات، وإباحة نكاح البنات والأخوات.
- قدَّموا نظرية الشيوعية المطلقة في النساء والموال، ونشروا الإباحية- وغيرها من الشرور- بين الناس.
وأشار المؤلف إلى أن الباطنية ليست فرقة مستقلة بذاتها، وإنما هي طائفة يندرج تحتها عدد من الفرق، يجمعها القول بالظاهر والباطن، وهذه الفرق، وإن اتحدت في قولها: إن لنصوص الشريعة ظاهرا وباطنا، وخصَّت نفسها بعلم الباطن، إلا أنها تختلف فيما بينها في مسائل كثيرة وهامة، تعد من أسِّ العقيدة.
ثم عرض الكاتب لأشهر الفرق الباطنية وهي: الإسماعيلية، والنصرية، والدروز، والبابية والبهائية، والقاديانية، فأخذ في إلقاء الضوء على جوانب متعددة من تلك الفرق؛ كالحديث عن نشأتها، وأصولها، وأخطر معتقداتها.
ففيما يخص الإسماعيلية بين الكاتب أن الإسماعيلية واحدة من فرق الباطنية، إضافة إلى كونها إحدى فرق الشيعة الإمامية، لأن من معتقداتها أن الإمامة في ذرية الحسين بن علي- على نحو قول الشيعة الاثنى عشرية- لكنهم خالفوا الاثنى عشرية في تسلسل الإمامة بعد جعفر الصادق؛ فزعم الإسماعيلية أنها صارت إلى إسماعيل بن جعفر، أو ولده محمد بن إسماعيل، وادعى الاثنا عشرية أنها انتقلت إلى موسى بن جعفر.
وبين المؤلف أن الإسماعيلية رافضة، لحملهم معتقد الرفض بما ينطوي عليه من أفكار خطيرة، فهم: رافضة، وباطنية، وشيعة إمامية.
وعن النصيرية بين المؤلف أن مؤسسها كان ينتسب إلى الشيعة الإمامية الاثنا عشرية، لكنه ترك هذه الفرقة نتيجة خلاف حصل بينه وبين أتباعها، فأسس لنفسه فرقة ضمنها أسوأ ما في الفرق المعاصرة له من معتقدات، كالقول بأن للنصوص الشرعية ظاهراً وباطناً، وأن الباطن غير مراد، وكسب الصحابة رضي الله عنهم، وشتمهم، والقول بارتدادهم، وكذا القول بالتناسخ، والقول بالإباحية ونحو ذلك من المعتقدات الفاسدة.
ومن الفرق الباطنية التي عرض لها المؤلف فرقة الدروز، وهي من الفرق التي انشقت عن الإسماعيلية، وحالها شبيه بحال سابقتها، فكما تربَّت الإسماعيلية في أحضان الإثنا عشرية، ثم انشقت عنها، كذلك تربت طائفة الدروز في أحضان الإسماعيلية، ثم خرجت عليها ببعض المعتقدات التي تخالفها ظاهراً.
ومن الباطنية أيضا فرقة البابية، وهي من الفرق الباطنية التي ظهرت في العصر الحديث، وألقت بثقلها في المجتمع الإسلامي- مدعومة من أعداء الإسلام- وقد نشأت هذه الفرقة وتربَّت في أحضان الشيعة الاثنى عشرية، ثم انشقت عنها، وأتت بمعتقدات فاسدة، أشهرها زعمهم أن روح المهدي المنتظر قد حلت في أئمة البابية، وأن الشريعة البابية قد نسخت بمجيئها شريعة الدين الخاتم؛ الإسلام.
وعلى أنقاض البابية قامت فرقة أخرى لا تقل خطورة عن البابية، وهي البهائية، حيث تعد البابية الحركة الأم التي وضعت الأسس، ومهدت السبل لظهور البهائية، إذ تعود أصول أغلب التعاليم والمعتقدات البهائية إلى البابية التي سلكت طريقا يعد استكمالا لما بدأته الفرق الباطنية.
وكانت القاديانية آخر الفرق الباطنية التي تحدث عنها الكاتب في كتابة، وهي امتداد للفرق المنكرة لختم النبوات بالنبوة المحمدية، وهي إحدى الحركات الهدامة التي نشأت في أحضان أعداء الإسلام، وتحت رعايتهم ووصايتهم، فالاستعمار البريطاني هو المغذي لأفكار هذه الفرقة، والموجه لزعيمها القادياني، وقد أوجدها بغرض التشويش على المسلمين، وذلك بمحاولة ضرب مفهوم الإسلام الصحيح، وتنحية مفهوم الجهاد، إلى غير ذلك من الأفكار المنحرفة والمعتقدات الباطلة.
وصلى الله وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
المصدر : مركز التأصيل للدراسات والبحوث