من أسباب انتشار التشيع بالمغرب

بواسطة مركز التأصيل لدراسات والبحوث قراءة 1760
من أسباب انتشار التشيع بالمغرب
من أسباب انتشار التشيع بالمغرب

25-5-2014

تكلمنا من قبل عن خطر التشيع في المملكة المغربية، وها نحن نعود من جديد لنؤكد على ما قلناه مرة ثانية؛ لعظم هذا الأمر، ولما يمثله التشيع من خطر على الإسلام والمسلمين بل على العالم أجمع، ففي متابعة فكرية قريبة العهد بهذه المتابعة تحدثنا عن سببين من أسباب نفاذ المذهب الشيعي إلى داخل المجتمع المغربي، فتحدثنا عن دور المال الإيراني في استقطاب أبناء المملكة المغربية، سيما أولئك الذين يعانون من الفقر والبطالة، حيث سعى دعاة الشيعة إلى توفير دخل شهري لكل فرد مغربي يدخل في التشيع دون تعب منه أو عمل.

أما السبب الثاني الذي أشرنا إليه فكان: الاستمالة عن طريق زواج المتعة، حيث استغل دعاة المذهب الشيعي النساء والجنس في الترويج لمذهبهم، واستقطاب الشباب، سيما الذين يرغبون في الزواج، لكنهم في عوز وعجز عن تكاليف الزواج المرهقة للشباب ولعائلاتهم، وعليه فيرى الشاب من هؤلاء أن الزواج الشيعي بديل سهل للزواج وتكاليفه.

ولا يقتصر الأمر على هذين السببين فلانتشار التشيع في المملكة المغربية أسباب أخرى، أشار إليها أحد الكتاب المغاربة في مقال قصير له، ففي مقال له أشار الكاتب المغربي كاسم مبارك إلى أربعة أسباب أخرى لانتشار مذهب التشيع في المغرب، وهي أسباب فكرية إذا ما قورنت بالسببين المشار إليهما في أول حديثنا، حيث يمكننا إن ندرجهما تحت مسمى الأسباب المادية لنشر التشيع.

أما أول الأسباب الفكرية المشار إليها في هذا المقال، فهو (الأمية الدينية)، حيث أوضح الكاتب أن هذه الظاهرة تم تكريسها بشكل ممنهج، فالنظام التعليمي المغربي الذي همش البرامج والمقررات الدينية جعل الفجوة العلمية التي يعاني منها المغاربة خطراً تدخل منه كل رياح الفتن والأفكار الهادمة للاستقرار؛ فالجهل بتاريخ المسلمين، وعدم الاضطلاع على المصادر التاريخية السنية التي تقرأ تاريخ الخلافة الإسلامية قراءة موضوعية يجعل المناعة الفكرية عند المغاربة غير محصنة ضد أخطار الأفكار والتحريفات الشيعية للحقائق وللتاريخ.

كما أشار الكاتب إلى سبب آخر لا يقل أهمية عن سابقه، وهو (الإهمال الإعلامي للشأن الديني)، ففي مقابل الإهمال الإعلامي لقضايا الشباب المغربي وما يخص الجانب الديني؛ تكاثرت القنوات الشيعية التي تتبنى منهجية إعلامية موجهة تستهدف البلدان السنية كالمغرب، وتؤثر في الوعي العام للمغاربة.

كما نبه الكاتب إلى ظاهرة الاستلاب الثقافي والديني التي يتعرض لها مغاربة المهجر، سيما مغاربة أوروبا، مشيراً إلى أن الجالية المغربية في الخارج ليست فقط رقماً اقتصادياً، ومصدر للعملة، بل هي مكون للنسيج المجتمعي الذي يجب أن يكون محصناً وموحداً، ومرتبطاً بالوطن.

أما آخر الأسباب المشار إليها فتمثل في ضعف الدور الديني الدعوى لوزارة الأوقاف، حيث انحصر دور الوزارة بشكل تدريجي في أدوار شكلية وبروتوكولية بعيدة عن الهموم الدينية الحقيقية للمغاربة، كما أن التحكم الدقيق في البرامج والمساجد، بل وحتى خطب الجمعة، يجعل الهاجس الأمني أكثر حضوراً من التوعية الدينية الحقيقية للمغاربة..

وإلى جانب هذه الأسباب فهناك سببان آخران، ساهما بشكل أو بآخر في انتشار التشيع في المملكة المغربية، أولهما حركات التصوف المغربي، وعلى رأس هذه الحركات جماعة العدل والإحسان، حيث يرى الشيعة أن ما يتعلق بدور هذه الجماعة في الترويج لأفكار التيار الشيعي يتجلى في الحماس الزائد الذي أبداه مرشدها العام "عبد السلام يا سين" لثورة الشيعة في إيران، وتمجيده لمبدأ مقارعة الشيعة للظالم عبر التاريخ، ورفضهم الرضوخ لظلمه..!!

أما السبب الأخير فيتمثل في التوافق العلماني الشيعي على بعض القضايا، والتي على رأسها بغض الصحابة، والهجوم على الأصول والثوابت السنية، حيث اعتمد كثير من العلمانيين على المرويات الشيعية في طعوناتهم على أهل السنة، وبدا وكأن طريقتهم واحدة، وهدفهم واحد، وكأن بينهما توافق من نوع ما.

فهذه جملة من الأسباب التي أدت إلى دخول عدد من المغاربة في التشيع، وهي أسباب متنوعة ومختلفة، ما يعني أن جهوداً كبيرة لابد من بذلها؛ للوقوف في وجه هذه الهجمة الشرسة، التي يتعرض لها الشمال الإفريقي والعالم الإسلامي ككل، لا المملكة المغربية فحسب.

المصدر : مركز التأصيل للدراسات والبحوث



مقالات ذات صلة