محمد موافي
وسوف يضايق العنوان كثيرين بعضهم أصدقائى، وسوف يقول بعضهم إننى داع لفتنة بين السنة والشيعة والعلويين فى عالمنا العربى، وسوف يقول آخرون: إننى أتلقى دعما من الخارج- وكم أتمنى هذا- وسوف يقولون لمعاليك إن ما يجرى بأرض الشام هو مخطط صهيونى أمريكى باذنجانى كهرمانى، وقل لهم: ربما يكون ذلك، ولكن الحقائق كلها التى نراها أمامنا، تدل لكل ذى عين يرى أو من كان له سمع يصغي، أن هناك حربا طائفية تحصد أرواح أهل السنة فى الشام، وهم السواد الأعظم من الناس فى الشام، ويحكمهم سفاح علوى، يعمل كأنبوب مجارى لتوصيل السموم من إيران إلى حزب الله، وهو لا يمثل أى تهديد على الإطلاق لإسرائيل، وبالتالى فهو لا يقف فى طريق توك توك أمريكى.. فضلا عن قطار المصالح الأمريكية بالمنطقة.
قال الكابتن لطيف، إن الصورة لا تكذب، والصورة تقدم لنا جثثا لأطفال ونساء وشيوخ وشباب فى قرى ومدن كلها من السنة، والصورة لا تكذب وهى تقدم رئيس الوزراء السورى فى طهران يكاد يركع لولى نعمته على أكبر صالحي، فما بالنا، ويا ويح خيالنا ماذا فعل أمام نجاد تاجر السجاد.
وغريب جدا أمر الجماعة القومجية فى مصرنا العربية، فهم ببداية الأحداث، قالوا: "هناك فرق كبير بين مبارك وبشار، فمبارك صديق لليهود، ولكن بشار الأسد رمز للمانعة" وطبعا كانوا طامعين فى أموال بشار، ثم ذهب بعضهم إلى مؤتمرات وندوات غسيل سمعة بطهران، فعادوا محشوين بالفستق واللوز، فلعب كبيرهم دور الأراجوز، وقال: "نحن مع بشار لأنه داعم للسيد حسن نصر الله"، وتساءلنا يومها: ما الذى يجعلكم مصرين على تقديم نصر الله على أنه سد منيع، مع أنى أراه مثقوبا- السد مش حسن- فنصر الله هو الذى رقص بمركباته الحربية الحقيرة فى قلب بيروت كاستعراض للقوة، فى توترات ما بعد اغتيال الحريرى.
وأما رفيق الحريرى، فسوف تثبت الأيام القادمة مفاجآت من العيار الثقيل جدا، وسوف نفاجأ بأن تحقيقات الجنائية الدولية سليمة، وأن بشار بمعاونة عملائه فى لبنان هم من قتلوا الحريرى، وليس إسرائيل كما تصدق سيادتك.. والحريرى - اختلفنا أو اتفقنا عليه- فهو رمز للطائفة السنية بلبنان، وهو كان الرجل القريب من السعودية، يعنى تركلها يمينا، أو تمررها يسارا، أو تسددها مباشرة، فسوف تصل إلى أن هناك حربا طائفية، وأن هناك حلما كاذبا اسمه الهلال الشيعى، وأن هناك متشيعين مصريين متخفين فى ثياب صحفية..
المصدر: صحيفة المصريون
