سنة العراق السد الأخير

بواسطة عبد الملك الشامي قراءة 629

سنة العراق السد الأخير

 

بسم الله، والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فمنذ قيام الثورة في إيران عام 1979م كان الهم الأول لمن قام بها -وهو إمامهم خميني وبقية زعماء الثورة- هو تصدير تلك الثورة إلى بقية الدول الإسلامية! ولكن قيام الحرب العراقية الإيرانية ولمدة ثمان سنوات حيث أبلى العراقيون بقيادة أهل السنة فيها البلاء الحسن وانتصروا على إيران رغم قلة عدد سكان العراق وصغر مساحته أمام عدد ومساحة إيران.

لقد أوقف العراق المد الشيعي الصفوي القادم من ايران كل هذه السنين، ولكن بعد احتلال العراق من قبل الأمريكان تغيرت المعادلة وتحولت عقارب الساعة لصالح الشيعة في العراق. بل كانت احد مسوغات أمريكا لدخول العراق هو مظلومية الشيعة من قبل السنة كما ادعت أن عددهم هو أكثر بكثير من السنة وهذا مجانب للصواب .

لقد تعرض اهل السنة في العراق لعمليات ثأر واجتثاث ممنهج من قبل الأحزاب الشيعية التي دخلت مع المحتل إلى ارض العراق، فيما كان ينشغل اهل السنة بمقاومة المحتل الأمريكي وبعد ذلك عطلوا مشروعه في المنطقة كما عطلوا المشروع الايراني الصفوي من قبل.

لقد تحمل اهل السنة في العراق وبوسائلهم الذاتية عدوانيين من اكبر قوتين اقليمية وهي ايران وعالمية وهي امريكا. وبوسائلهم الذاتية يؤزرهم انتمائهم الى مذهب اهل السنة والجماعة الصافي النقي . وتاريخهم العروبي القبلي وتربيتهم على معاني الشهامة والكرم وكما هو معروف لكل من خالطهم وسبر اخلاقهم .

ولكن الهجمة قوية وشرسة ودون مساعدة من الأخوان ولا عون واكبر بكثير مما يتحمله سنة العراق.

لقد وقف سنة العراق وعلى مدى التاريخ سداً منيعاً لحماية ارض الأسلام والعروبة من العدو التاريخي الباطني القادم من إيران والمتلبس بلباس التشيع لأهل البيت ظلماً وعدوانا.

لقد عانى أهل السنة في العراق وخلال السنوات التي اعقبت الاحتلال عمليات قتل يصاحبها تعذيب بشع واغتيالات لوجهائهم من شيوخ مساجدهم وعلمائهم وطبقتهم المهنية والأكاديمية . وحرق وتدمير لمساجدهم وأحيائهم حتى ملئت المقابر بمغدوريهم وتخمت السجون بمعتقليهم وازدحمت دول الجوار بمهجريهم.

كل هذا اجبرهم على الدخول في انتخابات لم يكونوا مقتنعين بجدواها ولكن من باب تقليل الشر الواقع عليهم . فدخلوا وانتخبوا وضمن ضوابط وقوانين الدستور العراقي والذي كتب في ظل الاحتلال. وضمن ما رسمته امريكا لتسيير ما يعرف بالدولة العراقية ما بعد الأحتلال. ولكن وبعد ظهور النتائج وفوز القائمة العراقية والتي انتخب معظم مرشحيها اهل السنة . جن جنون عملاء ايران وثاروا ثوران الثور الهائج في الزريبة . ونعقوا نعيق الغراب وحاصوا حيصة الحمر. رغم حصولهم على اصوات تتجاوز تلك القائمة بكثير.

ان الروح الأجتثاثية والثأرية وعدم الاعتراف بأي حق للمخالف التي يتبناها هؤلاء والتي تربوا عليها ورضعوا عقائدها المسمومة مختلط بحليب أمهاتهم، لا تسمح لهم بأعطاء اي دور لأهل السنة ولو كان محدودا. 

فقد حصلوا على مزايا لا يريدون ان يفرطوا ولو بجزء منها فالأجهزة الأمنية التي تجتث اهل السنة بأيديهم والمال والتعليم وخيرات نفط العراق بأيديهم أيضا.

إن هذه الروح الثأرية التي تربوا عليها لهي من صميم عقيدتهم بل ومما يتلقوه وفي كل مناسباتهم من علمائهم ومشايخهم ودعاتهم الذين ينفثون في روعهم سموم الحقد والكراهية.

فهذا عالمهم  نعمة الله الجزائري يقول في كتاب الانوار النعمانية : ــ

(إننا لم نجتمع معهم – أي مع أهل السنة – لا على إله و لا على نبي و لا على إمام ، و ذلك أنهم يقولون : إن ربهم هو الذي كان محمداً نبيه ، و خليفته بعده أبو بكر ، ونحن – أي الرافضة – لا نؤمن بهذا الرب و لا بذلك النبي ، إن الرب الذي خليفة نبيه أبو بكر ، ليس ربنا و لا ذلك النبي نبينا(.

ولا تستغرب فقد قال العلامة الرافضي "الخوانساري" عند ترجمته لنصير الدين الطوسي ما نصه: ومن جملة أمره المشهور المعروف المنقول حكاية استيزاره للسلطان المحتشم هولاكو خان، ومجيئه في موكب السلطان المؤيد مع كمال الاستعداد إلى دار السلام بغداد لإرشاد العباد وإصلاح البلاد، بإبادة ملك بني العباس، وإيقاع القتل العام من أتباع أولئك الطغام، إلى أن أسال من دمائهم الأقذار كأمثال الأنهار، فانهار بها في ماء دجلة، ومنها إلى نار جهنم دار البوار(روضات الجنات  6/300).

وهذا إمام العصر عند الرافضة "الإمام الخميني" يقول بكل صراحة ما نصه:  إذا كانت ظروف التقية تلزم أحداً منا بالدخول في ركب السلاطين، فهنا يجب الامتناع عن ذلك حتى لو أدى الامتناع إلى قتله، إلا أن يكون في دخوله الشكلي نصر حقيقي للإسلام والمسلمين مثل دخول علي بن يقطين ونصير الدين الطوسي رحمهما الله (الحكومة الإسلامية ص142).

فقتل أهل السنة هو نصر عند الخميني ونصر لإسلامهم المحرف وليس لإسلامنا فلا عجب حين نرى اجتثاثهم لأهل السنة فليعقل الواهمون.

ويقول العالم الرافضي "نعمة الله الجزائري" معلقاً على هذه الحادثة، وهو لا يخفي فرحه وتشفيه وسخرية من مقتل أهل السنة: فانظر إلى هذه الجزية التي لا تعادل دية أخيهم الأصغر وهو كلب الصيد، فإن ديته عشرون درهماً، ولا دية أخيهم الأكبر وهو اليهودي )الأنوار النعمانية- نعمة الله الجزائري(2/308(.

ويقول الطوسي: (اعلموا أنا جند الله، خلقنا من سخطه، فالويل كل الويل لمن لم يكن من حزبنا، قد خربنا البلاد، وأيتمنا الأولاد، وأظهرنا في الأرض الفساد، فإن قبلتم شرطنا، وأطعتم أمرنا، كان لكم مالنا، وعليكم ما علينا) مخطوطة في مكتبة كلية الآدابجامعة بغداد: (رقم 975(.

إن الطوسي يتكلم بالضبط بما نراه واقعا في عراقنا الحبيب من تخريب للبلاد وقتل للعباد حتى أصبح عدد الأرامل والأيتام بالملايين.

قوم علمائهم يفكرون بهذه الطريقة فكيف يفكر عوامهم ودهمائهم وسياسيهم؟!!

لقد حاول الساسة الشيعة وبكل طريق ازاحة اهل السنة في الانتخابات الأخيرة تارة بالتهديد والوعيد وتارة بالاعتراض على نتائج الانتخابات وتارة بالاعتقالات العشوائية والاغتيال وكل من يتابع اخبار الفضائيات يدرك هذا .

كل هذا ليس لأن السنة فازوا ولكن لربما وجد لهم دور ولو ضئيل وأيضا مشكوك في حصوله لوجود المحتل الأيرامريكي الجاثم على أرض العراق.

هذه مقدمة فقط ليفهم اخواننا في أرض الحرمين خاصة وارض العروبة عامة.

ماذا يحاك ضدهم ومن يتربص على حدودهم . وما هي اخلاق القوم وعقائدهم .

الآن وعلى الحدود الشمالية الشرقية للملكة يتربص الملايين من الشيعة. والذين تدربوا على كافة صنوف القتل والتدمير والغدر وسفك الدماء.

تلك الضباع الكاسرة والجائعة والمعبأة بالحقد والكراهية تتربص وعلى أهبة الأستعداد وتنتضر ساعة الصفر للهجوم . وكما كانت من قبل جاهزة لتدمير مئتي مسجد في يوم واحد.

وما حدث من شيعة اليمن الحوثيين اكبر دليل على هذا التوقع .

 ان هجوم الحوثيين على جنوب المملكة كما يقال في العلوم العسكرية هو تعرض لجس النبض فقط ومعرفة قدرة العدو فحسب، وقد وجدت المملكة المشقة في دحرهم رغم قلة إمكانيات الحوثيين وقلة عددهم.

فكيف اذا انضم اليهم شيعة العراق والمنطقة الشرقية والخليج وما تعده ايران اليوم في غرب المملكة من قواعد فكرية وعسكرية  في اريتريا وجزر القمر وعموم افريقيا.

ان سنة العراق كانوا دائما هم حماة شرق المنطقة العربية بل وكانوا على اهبة الاستعداد للمساعدة في كل مكان وتشهد لهم ساحات القتال في فلسطين وسوريا ومصر وارتريا أبان احتلالها من قبل أثيوبيا أقول هذا رغم إني لست عراقيا ولكن الواقع يشهد لهذا.

ان قوما بهذه المواصفات أيتركون هكذا يذبحون ويجتثون دونما عون ولا مساعدة وهم سور وسد منيع ضد كل امتداد رافضي من شأنه ان يتقدم باتجاه ارض الحرمين وبقية بلدان المنطقة .

ان لله في خلقه سنن شرعية وكونية يجب اخذ العبرة منها والسير على هداها قال تعالى{ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذَّبِينَ }آل عمران137 وقال جل وعلا { يُرِيدُ اللّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }النساء26.

ان الله لا يحابي احدا لنسبه او لخلقته او لماله أو لجاهه ولكن كما قال تعالى { وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ }الحج 40وقال جل وعلا{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلاً إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاؤُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ }الروم47.

 فكم من دول كان الإسلام بها شامخا ابيدت عن بكرة ابيها. فهذه الأندلس اكبر عظة وعبرة بل وهذه فلسطين وفيها المسجد الأقصى المبارك بأيدي اليهود الآن وكم من دول رافضية قد احتلت البيت الحرام سابقا .

فقد اعلن أمير مكة الخطبة للمعز الفاطمي على منابرها  وظلت مصر الفاطمية الرافضية تحكم الحجاز حتى سقوطها ولما انتقل المعز من المغرب إلى مصر عمل على إرسال الكسوة إلى البيت ، وأصبحت عادة أن ترسل كسوة الكعبة كل عام من مصر حتى منتصف القرن العشرين.

كذلك فإن دولة القرامطة التى حاربت الدولة العباسية تمكنت فى عهد أحد قوادها وهو أبو طاهر القرمطي من الاغارة على قوافل الحجاج والفتك بها حتى امتنع الناس عن الحج ، ثم قام أبو طاهر بقلع الحجر الأسود من الكعبة المشرفة سنة (317 هـ / 929م) ،

وحتى المعتزلة اصحاب العقائد المنحرفة لما اعتنق الخليفة المأمون الفكرة القائلة بخلق القرآن، وظل هذا الوضع قائماً طوال عصر (المعتصم) و(الواثق) اللذين حكما بعد المأمون ، خطب أحمد بن أبى دؤاد الوزير المعتزلي الشهير في مسجد نمرة يوم عرفة قائلاً إن القرآن يستحيل أن يكون كلام الله ، لأنه لو كان كلامه لكان معناه أن الله قديم ويأتى بصفة من صفات البشر وهى الكلام ، ولذلك فالقرآن مخلوق مثل أي شىء ، واتهم كل من لم يقل بخلق القرآن بالشرك أو العته أو المروق .

وخلال الدولة العباسية فى العصر الثاني لها صارت دولة ضعيفة يتحكم فيها الوزراء الذين أصبحوا يعينون ويقيلون الخلفاء ، ويفرضوا سيطرتهم الفكرية والدينية حسب المذهب الذي يعتنقوه ، وقد أدى ذلك إلى جعل الحجاز تابع مذهبياً إلى الوزير الحاكم فى بغداد ، فحينما استولى البويهيون على بغداد استطاعوا أن يفرضوا نفوذهم على الخليفة العباسي ، فخلعوا المستكفي بالله وولوا الخليفة المطيع ، ولتأكيد نفوذهم السياسي فقد عملوا على حماية المذهب الشيعي الذى ظل مطارداً فكرياً طوال عهد الأمويين والعباسيين ، ، وحاول بني بويه الانتصاف لأهل البيت كما يزعمون ، فكانوا يقومون بالدعاية المذهبية ، ومن ضمن هذه الدعايات فرض النفوذ الديني على الأماكن المقدسة فى الحجاز ، فقاموا ببناء الأضرحة على مقابر أهل البيت ، ووصلت دعايتهم إلى مواسم الحج، فكان الخطيب لابد وأن يدعو لهم بعد الدعاء للخليفة العباسي.

مما سبق نعرف أن الأمة اذا تهاونت ولم تأخذ بالاسباب المعنوية من الإيمان بالله ورسوله وتصحيح عقائد الناس وتوعيتهم بالأخطار التي تدور حولهم من مخططات الفرق الضالة والمنحرفة . وتأخذ كذلك بالأسباب المادية من اعداد العدة للدفاع عن حوزة الأوطان ضد اي اعتداء خارجي من اي جهة كانت وعسكرة المجتمع ليكون شريكا ويتحمل المسؤولية في هذا الدفاع فالوضع جدا خطير فالعدو يشحذ سكاكينه ويحد سيوفه للانقضاض على دولنا السنية .

وخاصة بعد تضعضع السور الشرقي الذي كان يحمي الأمة . فماذا ستكون النتيجة لو انهار هذا السور لا قدر الله .

سوف يسيطر شيعة العراق على اكبر احتايطيات النفط بالعالم يرفد هذا الملايين منهم المدربين على القتل وسفك الدماء وإيران الشيعية من ورائهم . وفي منطقة تماس مع مملكة التوحيد . فماذا يمنعهم من اكمال المسير .

هذا مالا تنتمناه ولكن الامور لا تؤخذ بالأمنيات.

لذا يتعين على اخواننا في دول الخليج لأنها تملك الإمكانيات المادية وبقية الدول العربية مثل مصر واليمن والاردن والمغرب وغيرها والتي تملك الرجال والكفائات.

1-ان يدعموا وبكل الوسائل سنة العراق لانهم خط الدفاع الاول ضد التمدد الإيراني الصفوي . ولا سيما ان هناك فرصة ومن خلال الانتخابات الاخيرة ان لا يعود الحكم المطلق ليد الشيعة وان لا يتركوا السنة في العراق لملاقاة مصيرهم منفردين .

2-دعم التجمعات السنية التي تقف بوجه أيادي وأذناب إيران في المنطقة وخاصة سنة لبنان الذين يقفون بوجه عملاء ايران في ذلك البلد. وكذلك سنة اليمن المواجهين للتمدد الحوثي ودعم سنة سوريا أيضا .

3-التصدي للتمدد الايراني الرافضي في الأماكن التي ينشط فيها مثل أفريقيا واندونيسيا وغيرها بل ونشر العقيدة الصحيحة لأهل السنة والجماعة فإن الهجوم احسن وسيلة للدفاع .

4-قطع كل عمليات التبادل التجاري مع إيران فلا يعقل أنها تعتدي علينا وتحرض وتسب رموزنا ونكون احد سبل دعمها اقتصاديا.

5-نشر الوعي لخطورة الدور الايراني الرافضي في المنطقة في اوساط اهل السنة.

6-دعم الفضائيات التي تفضح العقيدة الشيعية وتتصدى لها وإنشاء فضائيات جديدة تقوم بهذا الواجب.

 7-الاستعداد المادي من خلال تجيش الجيوش ودعمها بأحدث انواع الأسلحة ليعرف العدو ان ديار السنة ليست لقمة سائغة وانه سوف يرد له الصاع صاعين في حالة اقترابه من ديارهم.

8-دعم اهل السنة في داخل ايران ولا سيما في الأحواز وبلوشستان وغيرها فلا يعقل ان ايران تتدخل وتدافع عن الأقليات  الشيعية داخل المجتمعات السنية ونحن نتخلى عن اخواننا في ايران .

9-تحصين المجتمعات السنية ضد الأفكار والشبهات التي تبثها إيران من أنها داعمة للمقاومة الفلسطينية وفضح دورها التخريبي المعادي لأهل السنة في المنطقة وتعاونها مع العدو اليهودي الامريكي.

هذا ما جال في خاطري من قلق وألم على حال أهل السنة وخاصة في بلاد الحرمين الشريفين. نسأل الله ان يلهم حكامنا للأخذ بزمام المبادرة في التصدي لهذا المد الجارف والمشروع المدمر ويوفقهم لما فيه خير البلاد والعباد . اللهم امين

 

عبد الملك الشامي

24/4/2010

 



مقالات ذات صلة