ماذا لو كانت طالبان حزب الله ؟!

بواسطة أحمد موفق زيدان قراءة 594

ماذا لو كانت طالبان حزب الله ؟!

 

 أحمد موفق زيدان

 

حركة طالبان الأفغانية التي تقاوم الاحتلال الأجنبي على أرضها... تتحرك داخل نسيج اجتماعي أفغاني متناغمة مع الواقع الاجتماعي الأفغاني، ولذا نرى هذا الانسجام وهذا التحرك السهل والسلس لمقاتلي الحركة، شعارها السير على سير الأضعف وبالتالي رأينا كيف فشلت الاستراتيجية الأميركية والبريطانية في العثور على أبو ريشة أفغاني والعثور على صحوات أفغانية لتقاوم المد الطالباني ،نأت الحركة ولا تزال عن الانغماس في المختلف وركزت على المؤتلف ، وعلى المشتركات بين طوائف الشعب الأفغاني وهو مقاومة المحتل، وضع دفع خصومها في السلطة الأفغانية إلى الصمت عليها وأحيانا تكرار مواقفها وآرائها...

الآن السؤال الذي يطرح نفسه ماذا لو كانت حركة طالبان حزب الله، بمعنى أن الأخير لو كان هو الذي يبدي مقاومة في أفغانستان وعلى مدى ثماني سنوات متواصلة لعشرات الدول المشتركة عمليا في القتال ولعشرات الدول الأخرى المتواطئة دعما لوجسيتا أو استخباريا أو إعلاميا أو بطرق أخرى، ماذا لو كان الحزب في مكان حركة طالبان، كيف سيكون التعاطي الإسلامي معه، رأينا كيف أن حربه في تموز لشهر واحد أعقبها نشر قوات اليونيفيل على مسافة أربعين كيلومتر للحؤول دون السماح لأي مقاوم الوصول إلى فلسطين المحتلة، كيف تم استثمار هذا الشهر، وكيف تم تصويره على أنه معركة فاصلة في حين كانت النتائج نشر قوات اليونيفيل التي رأيناها، أما طالبان فلا بواكي لها، وطالبان التي تقاوم من أجل أرضها واستقلال بلدها لم نلمس واحدا بالمائة من التعاطف العربي والإسلامي معها، هذه الحركات الإسلامية المهمومة والمشغولة بدعم حزب الله ومشغولة بالعمل لمشاريع الآخرين، فمن كان تابعا لمشاريع الآخرين يصعب عليه أن يعمل لمشروع خاص به ...

دعم المقاومة في فلسطين الحبيبة واجب مقدس، وعدم فعل ذلك فضلا عن منعه والحؤول دون خيانة لله ولرسوله وللأمة، ولكن هل هذا الدعم مقتصر عبر البوابة المصرية، بعد أن أغلقوا البوابة الجولانية والبوابة الجنوبية اللبنانية، فهم يحق لهم أن يغلقوا البوابتين، لكن يحق لهم أيضا أن يعبثوا بالنسيج الاجتماعي في بلاد الشام وغيرها، ويحق لهم أن يعبثوا بنشر حوزاتهم الشيعية في شآم الأموية، بينما يمنعون المدارس الشرعية السنية بذريعة الطائفية، ودراسة البعث الشيعي التي أصدرتها حركة العدالة والبناء ينبغي أن تكون ناقوس خطر حقيقي وجدي للحركات الإسلامية المهمومة بمشاريع الآخرين، وناقوس خطر حقيقي للأنظمة العربية الحريصة على عدم استنساخ تجارب السحل والقتل والمثقاب الكهربائي العراقية في بلدانها ...

المصدر: المصريون

 



مقالات ذات صلة