جرف الصخر.. هجرها أهلها وسكنتها الميليشيات

بواسطة جريدة البصائر قراءة 906
جرف الصخر.. هجرها أهلها وسكنتها الميليشيات
جرف الصخر.. هجرها أهلها وسكنتها الميليشيات

سلام الجنابي

تقع ناحية جرف الصخر شمالي محافظة بابل ضمن قضاء المسيب وتبعد عن بغداد حوالي 70 كم. وتشكل شريط على طول ضفة نهر الفرات وتتميز بأرضها الزراعية الخصبة وكثافة نخيلها الشامخ. تبلغ مساحتها 50 كم ويسكنها حوالي 60 ألف نسمة الغالبية العظمى منهم تكونها عشيرة الجنابيين ويمتهن أكثرهم الزراعة والرعي لكسب عيشهم ويمتازون بالكرم والشجاعة والتواضع وحياتهم البسيطة. ونظرا لموقعها الاستراتيجي الواقع بين 4 محافظات (بابل,بغداد,الأنبار,كربلاء) فقد شكلت أهمية بالغة لقوات الاحتلال الأمريكي للسيطرة عليها وإخضاع أهلها ولكنها ضلت عصية على المحتلين وأعوانهم وخسروا فيها الكثير من جنودهم وآلياتهم وأصبحت من المناطق الساخنة الخطرة على قوات الاحتلال رغم حملات الاعتقال والتهجير التي تعرض لها أهالي الناحية.

“دخلت القوات الحكومية وميليشيا الحشد مدعومة بمقاتلين من الحرس الثوري الإيراني إلى مركز ناحية جرف الصخر بتاريخ 24\10\2014 “

وفي منتصف عام 2014 دخل (تنظيم الدولة) إلى ناحية جرف الصخر بعد انسحاب جيش المالكي منها آنذاك وسيطروا على مركز الناحية بشكل كامل مما أدى إلى نزوح أغلب العائلات خارجها بسبب بدء الجيش الحكومي ومايسمى التحالف الدولي بقصف الناحية بشكل عشوائي ولم تبقى إلا عدة عائلات لم تستطع الخروج منها.
وبعد عدة أشهر من الأشتباكات والقصف العنيف دخلت القوات الحكومية وميليشيا الحشد مدعومة بمقاتلين من الحرس الثوري الإيراني إلى مركز ناحية جرف الصخر بتاريخ 24\10\2014 وسيطرت عليها بشكل كامل بعد انسحاب( تنظيم الدولة) منها حيث قامت هذه الميليشيات باعتقال كل العوائل الموجودة داخل الناحية بما فيهم الأطفال والنساء واقتيادهم إلى جهة مجهولة ولا يزال مصيرهم غير معروف إلى يومنا هذا. وقد قدرت أعداد العوائل المختطفة ب50 عائلة حسب شهادات أقارب هذه العوائل ومنظمات إنسانية ومدنية.
وبعد السيطرة على الناحية منعت القوات الحكومية والميليشيات الدخول والخروج من وإلى الناحية بحجة تطهيرها من العبوات الناسفة والألغام وإعادة أعمارها ولكن في الواقع قامت هذه القوات بنهب كل المنازل وسرقة أغراضها حسب روايات أهالي مناطق الحامية والحي العسكري وحي الشرطة المحيطة بجرف الصخر الذين كانوا يشاهدون شاحنات الميليشيات والجيش الحكومي المحملة بالأغراض المنزلية المسروقة تخرج من الناحية يوميا وبأعداد كبيرة. ولم تكتفي الميليشيات بسرقة المنازل وحرقها وتهديمها بل حتى قاموا بسرقة المواشي وتجريف النخيل والأراضي.

“تسعى حكومة العبادي والميليشيات الإيرانية إلى إحداث تغيير ديموغرافي في ناحية جرف الصخر “

ومنذ سيطرة القوات الحكومية والميليشيات على جرف الصخر قبل 4 أعوام وإلى يومنا هذا لم يرجع أي شخص من أهالي الناحية إليها رغم الإدعاءات الكاذبة لرئيس الحكومة حيدر العبادي والمسؤولين المحليين في محافظة بابل بعودة الأهالي. والواقع يقول ان ناحية جرف الصخر مسيطر عليها من ميليشيا حزب الله والعصائب ويمنع دخول المدنيين إليها ويتم زراعة الحشيشة فيها وخزن السلاح والصورايخ الإيرانية بينما أهالي الناحية الأصليون يعانون الظروف المعيشية المزرية في مخيمات النزوح في عامرية الفلوجة وباقي المحافظات وسط صمت حكومي وعربي ودولي.
هذا وحيث تسعى حكومة العبادي والميليشيات الإيرانية إلى إحداث تغيير ديموغرافي في ناحية جرف الصخر يطالب أهل هذه الناحية المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية إلى التحقيق في جرائم الميليشيات بحق المدنيين في هذه الناحية المنكوبة ومحاسبة المسؤولين وإعادة أهاليها المشردين إلى مناطقهم.

 

المصدر : جريدة البصائر

8/1/1440

18/9/2018

 



مقالات ذات صلة