سامي سعيد حبيب
29-11-2015
أوروبا تدعم الهجمة الروسية "المقدسة" على العالم الإسلامي!! تعيش روسيا أجواء حملة صليبية جديدة على العالم الإسلامي وهويته أطلقوا عليها الحرب "المقدسة" وأخذوا على ذلك مباركة المؤسسة الدينية الرسمية الروسية الكنيسة الأرثوذكسية ، تماماً كما فعل جورج بوش الابن الذي قال عن حربه على العالم الإسلامي أنها حرب صليبية. وتستهدف هذه الحرب الروسية المقدسة بالتواطؤ مع أمريكا وأوربا منع قيام حلف إسلامي عظيم في حال انتصار المقاومة الإسلامية السورية المعتدلة في الصراع الجاري في سوريا ، والذي ربما تحول إلى مشروع نهضة إسلامية كبرى بقيادة بلاد الحرمين الشريفين وملكها الحازم سلمان بن عبد العزيز تساندها تركيا المسلمة السنية ، الأمر الذي يغيظ الروس ليعلن بوتين في أحد تصريحاته في هذا الصدد (إن العالم بأسره يعلم أن الحكومة التركية لا تزال تؤسلم تركيا على مدى السنوات الأخيرة ) ترى ما شأن بوتين بشؤون تركيا الداخلية ؟.
ظلت روسيا تتدخل في سوريا منذ البداية بشكل خفي نسبياً إلى أن اتضح لها أن وكلاءها في الحرب إيران وحزب الله اللبناني ونظام بشار الأسد ليسوا قادرين على كسر المقاومة السورية المعتدلة فقامت بالتدخل العسكري السافر بزعم محاربة التطرف الإسلامي ممثلاً في داعش الإرهابية ، ومن العجب العجاب وفي الحين الذي استهدفت فيه داعش عدداً من البلاد العربية والإسلامية من بينها السعودية فإنها لم تستهدف قط أعداء الأمة لا إسرائيل ولا إيران ولا حزب اللات .. هذا التناقض العملي يثير في العقول الكثير من التساؤلات عن الهوية الحقيقية لداعش ، وكون قياداتها العليا الغامضة التاريخ صنيعة الاستخبارات العالمية الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية.
تلقت روسيا في الأسابيع الأخيرة ثلاث لطمات قاسية أفقدتها توازنها وأفقدتها الحد الأدنى من التعامل الدبلوماسي : إسقاط طائرة الركاب الروسية فوق سيناء المصرية في 31 أكتوبر 2015 م , و إسقاط تركيا للمقاتلة الروسية سوخوي 24 بعد أن انتهكت السيادة الجوية للأجواء التركية ومقتل طيارها الروسي الثلاثاء الماضي على أيدي المقاومة السورية ، ثم جاء تدمير المقاومة السورية لطائرة هيلوكبتر روسية بصاروخ محمول وقد تم توثيق هذه العملية العسكرية بالصوت والصورة وعرضت على شاشات الفضائيات. وبدأ الرئيس الروسي يتلفت يمنة ويسرى ليسترد بعض ماء الوجه المراق على ثرى سوريا فتوعد بنشر أحدث نظام روسي مضاد للصواريخ والطيران الـ إس 400 على الأراضي السورية. وتوعد بملاحقة الإرهابيين إينما كانوا في العالم .
بوتين الذي تقوم بلاده منذ أن دخلت قواته سوريا بشكل صريح و أخذت توجه الغارات الجوية يومياً إلى المقاومة السورية بما فيها الجيش الحر وليس إلى داعش ، يستغل بوتين استقطاب فرنسا التي مرت بهجمات "إرهابية" فيما يبدو أنها عمليات مفتعلة ( اللواء المزور ) يراد منها إيجاد ذريعة للتدخل العسكري الفرنسي بشكل مباشر فيما يجري على الساحة السورية وإغراء الرئيس الفرنسي أولاند بتقمص دور تاريخي يقوم من خلاله بدور حامي حمى المسيحية في أوربا من إرهاب داعش ومساعدة روسيا في "الانتقام" من الضربات الموجعة التي تلقتها. كما قام الرئيس الروسي بالطلب من الاتحاد الأوربي مساعدته في الحرب على الإرهاب ، ويبدو أن الإتحاد الأوربي سيرتكب خطأً تاريخياً عظيماً بالاستجابة للطلب الروسي.
الأمة الإسلامية على مفترق طرق تاريخي هو الأخطر في التاريخ الحديث ،وللمرحلة رجالها وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وأعوانه. وخير ما يمكن أن يفعله المسلم هو الارتقاء إلى تفهم تحديات المرحلة والتعبئة الإيمانية لها ، والعمل بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم بكثرة العبادة والدعاء.
المصدر : مركز الشرق العربي