من تصدير الثورة إلى تصدير المتعة
بقلم – علي الكاش* - باختصار-
الايدز في إيران
في الصراع السياسي بين تيار المحافظين والتيار الإصلاحي، كانت هناك الكثير من النقاط محور خلاف بين الفريقين لكن الذي يخصنا في هذا البحث، هو المشاكل الجنسية التي أمست تشكيل تهديداًً حقيقياً للمجتمع الإيراني، وانتشار الايدز بسبب المخدرات وزواج المتعة، وانتشار دور الدعارة ولا سيما في المناطق ذات الطابع الديني مثل مدينة قم وطهران ومشهد.
ويشكو محافظ مدينة قم من انتشار بيوت الدعارة في مدينته المقدسة، وهي مدينة الحوزة العلمية، وفي اجتماع مع المسئولين في المحافظة، ذكر بأن عدد بائعات الهوى في المدينة يتجاوز (20000) امرأة، هذا حسب ما مسجل في حين أن الأرقام الحقيقية هي أضعاف هذا العدد، فقد ألقي القبض عام 2001 على أكثر من (17000) امرأة تمارس الرذيلة تحت ستار " زواج المتعة " وتشير المعلومات بأنه تم إلقاء القبض على أكثر من (10000) فتى وفتاة بسبب سلوكهم الذي لا يتوافق مع الإسلام، ومنطلقات الثورة الإسلامية، كما تم العثور على كميات كبيرة من المشروبات الروحية، وأوراق اللعب(القمار) وغيرها من " أدوات الوقوع في الحرام" كما يسميها زعماء الدين الإيرانيين، وتشير الصحف الإيرانية إلى أن مدينة قم تحولت إلى مرتع خصب لتجارة المخدرات أيضاً، وكشف عام 2001 عن فضيحة "غولشهر" التي هزت إيران وقتذاك عن إيجار الفتيات القاصرات وتزويجهن كرهاً عبر زواج المتعة، وكان الأمر يجري تحت رعاية رجال الدين وبتشجيع منهم، وكانت الفضيحة تتعلق بإنشاء " مؤسسة رعاية شؤون الفتيات الهاربات" عام 1997، وذلك لإيواء والاعتناء بالفتيات اللواتي يهربنّ من بيوتهنّ، بسبب تعرضهنّ للتحرش الجنسي من عوائلهن أو سوء المعاملة، أو بسبب إدمان آبائهنّ على المخدرات، وتبين بعد التحقيق أن رجال الدين والمسئولين الأمنيين وكبار القضاة قد تزوجوا منهن لساعات " زواج المتعة " دون أعبارات العدة القانونية والشرعية، ومن ثم بدءوا بعرضهن على الزبائن، وقد أصيب عدد منهن بمرض الايدز، ويذكر حجة الإسلام موسوي بأن معلومات وصلت أليه تفيد بأن "فتيات" المؤسسة كن يغادرنها ليلاً رغم أن التعليمات لا تجيز ذلك وعلى متن حافلات تعود للحرس الثوري الإيراني، وسيق رئيس المركز( حجة الإسلام منتظري مقدم ) مع عدد من رجال الدين ورجال الأمن والقضاء إلى العدالة، وتم إغلاق المركز بسبب تحوله إلى مركز للتجارة والاستغلال الجنسي للمئات من الفتيات القاصرات، ومن الجدير بالذكر أن الرئيس السابق محمد خاتمي أصدر أوامر مشددة بالتكتم على أسماء رجال الدين الشيعة الذين وردت أسمائهم في التحقيق، ولا سيما أولئك المنتمين إلى الحوزة العلمية في قم للحفاظ على سمعتهم؟ ولكن بالرغم من هذه الإجراءات فقد تسربت بعض الأسماء ومنها حجة الإسلام حسين علي شاكري، وحجة الإسلام قلي زادة وآخرين.
وكانت الفضيحة الثانية عندما ألقي القبض على سعيد هاني الذي قتل (16) مومس إرضاءً لله وحماية للدين، لأنهن عاهرات يفسدن الأخريان حسب قوله، ولا سيما أنهن يمارسن الدعارة تحت غطاء الزواج المؤقت قرب مدينة مشهد المقدسة، حيث مزار الأمام الرضا، وعقب رئيس الشرطة على أقوال المتهم بأن الدعارة " واقع مرير في إيران" وأن الأمر يحتاج إلى إرادة قومية، وشكا من عدم توفر مؤسسات إصلاحية للعاهرات.
وفي تصريح لوزير الصحة الإيراني عام 2001 ذكر د.علي سياري بأن عدد المصابين المسجلين رسمياً بفيروس الايدز في طهران أكثر من (15) ألف شخص وأن العدد يتضاعف سنوياً بستة أضعاف، ويعرب المسئولون في وزارة الصحة الإيرانية عن خشيتهم من أن يكون عدد المصابين حالياً بحدود (60-70) ألف شخص، ويؤكد هؤلاء أن العدد الصحيح غير معروف وربما يتجاوز هذه التقديرات، وأوعز الوزير سبب انتشار المرض إلى زواج المتعة قائلاً " ان انتشار زواج المتعة جعل مكافحة هذا المرض صعباً، حيث يجيز القانون للرجال الزواج بأكثر من امرأة وبأوقات مختلفة مما يساعد على انتشار الأمراض التناسلية ومنها الايدز "، ويرى عدد من المحللين أن انتشار الايدز في إيران يرجع إلى :- العامل الأول هو انتشار ظاهرة المخدرات وتعاطيها عبر وخز الإبر،حيث تشير المصادر بأن عدد المدمنين الإيرانيين يصل إلى حوالي (4) مليون شخص، منهم (200000) يتعاطونها عبر الإبر، والعامل الثاني:- العلاقات الجنسية غير الشرعية كالبغاء وزواج المتعة الذي يشجع رجال الدين الإيرانيين عليه ويعتبرونه حلالاً، والعامل الثالث:- العوامل الاجتماعية والاقتصادية، بسبب الجهل والفقر وارتفاع نسبة الأميين، إضافة إلى البطالة والتي تصل بحدود 25% من عدد القادرين على العمل، إضافة إلى ارتفاع نسبة التضخم التي تصل إلى35%، كما أن حوالي 53% من السكان يعيشون تحت خط الفقر، يضاف إلى ذلك ضعف الوعي الصحي، وانخفاض مستوى الخدمات الطبية، وعدم السيطرة على بيوت الدعارة، ويستغرب عدد من الإيرانيون قيام الدولة بشن المداهمات على الأماكن العامة، للبحث عن مرتدي الـ" تي شيرت" وبناطيل الجينز الأمريكية، أو البحث عن الأقراص المدمجة، والعاب الحاسوب، ومساحيق الزينة والماكياج باعتبارها أسلحة ثقافية يستخدمها الغرب لضرب الثورة الإسلامية ومبادئها، في حين أنها تغض النظر عن ظاهرة زواج المتعة وانتشار أماكن الدعارة وتجارة المخدرات؟ وترى الدكتورة (مينو محرز) الأخصائية المعروفة بمرض الإيدز ضرورة القيام بحملة توعية شاملة لمكافحة المرض، والقضاء على أسبابه ومنها المخدرات وزواج المتعة.
وضع المنظرون الإيرانيون حلاً لمشكلة بيوت الدعارة وتفشي حالات الفساد والانحلال الخلقي، من خلال إنشاء ما يسمى " بيوت العفة" ولا شك أن القارئ من خلال العنوان سيتبادر إلى ذهنه بأنها بيوت لنشر الوعي الديني والثقافي والصحي، وإرشاد الفتيات إلى قواعد بناء الأسرة المقدسة في الإسلام، ولكن الحقيقية هي خلاف ذلك، فقد استبدلوا أسم"الدعارة" إلى" العفة" فقط تحت يافطة جمع النقيضين وبطريقة تدل على الفراغ الفكري، والسطحية الدينية، وذكروا بأن بيوت العفة الغرض منها مكافحة الفحشاء، والعلاقات غير المشروعة بين الجنسين، والأمراض الجنسية الناجمة عنها وخاصة مرض الايدز، وتمكنت صحيفة الشرق الأوسط من الحصول على وثيقة تتضمن معلومات أغرب من الخيال عن طبيعة عمل هذه البيوت، ومنها ممارسة الرذيلة فيها تحت تسمية الزواج المؤقت أو زواج المتعة لمدة زمنية تتراوح بين ساعة واحدة و(99) عام؟؟ وان الزوجين " حسب تسمية الوثيقة" يمنحون الأذن بالإقامة في الفنادق أو إيجار البيوت، ويشرف على بيوت العفة رجل دين بدرجة أمام وطبيب وشرطي، للتأكد من خلوهم من الأمراض الجنسية، ولم يغيب عن خلد رجال الدين "الخمس" فأوجبوا أن تدفع أجور لرجال الدين من قبل المتمتعين، وحددت قيمة الزواج ما بين (30) ألف تومان إلى مليون حسب العمر والجمال وفترة الزواج، ولا يحتاج الرجل في هذا سوى مجهوده وشهادة سلامة صحية مع عدم تناسي تقديم الخمس للسادة؟؟
وللحق فإن بيوت العفة وضعت شروطاً قاسية لمن يحق لهن ممارسة هذا الزواج وهنّ الأرامل، والنساء غير الراغبات بالزواج الدائم؟ والطالبات والفتيات اللواتي يقمن في مناطق بعيدة عن الأهل؟؟ إضافة إلى الفتيات غير الجميلات والمرضى؟؟ والمدهش ان الجانب الإيراني بدلا من أن يضع الحلول الجذرية لهذه الآفة المميتة ويقتلع أسبابها، فإن الجهات الرسمية تتجاهلها وتصر على أن إيران تحتل مرتبة متأخرة في قائمة الدول التي ينتشر فيها الايدز.
زواج المتعة تعريفه ونبذة تاريخية عنه
يعرف زواج المتعة بأنه عقد يقرر فيه الرجل والمرأة غير المتزوجة المدة التي يقرران خلالها البقاء مع بعضهما، والمال الذي تتقاضاه المرأة لقاء تقديم خدماتها الجنسية للرجل، وهو لا يتطلب عقد أو شهود أو تسجيل لدى المؤسسات الرسمية، كما يعرف كذلك بأنه زواج إن- صحت التسمية - يقصد به الطرفان بالاستمتاع الجسدي بينهما لفترة يتفق عليها، ولقاء اجر معين وينتهي بانتهاء أجله، ويختلف الزواج كرابطة مقدسة عن زواج المتعة في ان الأخير يتم بالاتفاق على أجل محدد، وتقع الفرقة بانتهاء الأجل، في حين أن الزواج الدائم ينهيه الطلاق البائن وتترتب عليه عدة واجبة شرعاً، كما أن المرأة يحق لها في زواج المتعة الأجر المتفق عليه فقط، في حين يترتب للزوجة الدائمة الحق في الميراث والنفقة وسائر حقوق الزوجية، كما ان عدة المطلقة من نكاح يضمر نيةّ الطلاق كعدة مثيلاتها، أما في المتعة فللمرأة بعد انقضاء متعتها عدة خاصة تخالف عدة المطلقة، كما أن الزواج بنية الطلاق قابل للاستمرار، إذا أرد الزوج ذلك وغير من نيته، ولا يحق له ذلك في زواج المتعة وكذلك للمتمتعة بعد انقضاء الأجل، وفي الوقت الذي لا يحق للرجل أن يتزوج أكثر من أربع نساء، ففي زواج المتعة يحق له ما يشاء حسب قدرته المالية والجنسية، والزواج الدائم يستدعي الإعلان عنه ووجود شهود ويسجل في دوائر الدولة، وهذا غير موجود في الزواج المؤقت، والهدف من الزواج هو الإنجاب وبناء الأسرة والمحافظة على النسل البشري، أما الزواج المؤقت فالهدف منه اللذة الجنسية فقط.
وتشير المصادر التاريخية بأن هذا النوع من الزواج عرف في الجاهلية وتبعها إلى الفترة الانتقالية الأولى للإسلام، فقد عرف الزواج المؤقت في عهد الرسول (صلى الله عليه و سلم) وحرمه الرسول بعد ذاك، ويرى عدد من علماء المسلمين، ان الرسول كان يتخذ سبلاً للترخيص فيما يخفف عن المسلمين عند الضرورة، حتى إذا أنسوا أحكامه عاد فحرمه، وكان السبب في السماح به، إن الفترة الانتقالية من الجاهلية إلى الإسلام، كان الزنا فيها منتشراً بين العرب، ولما أنضوا تحت لواء الإسلام وبدأت الغزوات والجهاد ابتعدوا عن نسائهم وكان عدد منهم قد طلب من الرسول أن يستخصى، لكن الرسول نهى عن ذلك، وسمح لهم بزواج المتعة، وهو نفس ما درج عليه الإسلام في السماح بالربا وشرب الخمر ومن ثم نهى عنهما، وقد ورد ذلك في صحيحي مسلم والبخاري في أحاديث النهي، كما ورد عن الصحابي سبرة الجهني، بأنه "غزا مع النبي (صلى الله عليه و سلم) في فتح مكة، فأذن لهم في متعة النساء، فلم يخرج منها حتى حرمها إلى يوم القيامة" وهكذا أجمع الفقهاء، وشذ عنهم أبن عباس (رض) حيث أباحها عند الضرورة، فقد سأله سائل عن متعة النساء فرخص بها، من ثم تبين له أن الناس توسعوا فيها ولم يقتصروا على الضرورة، فرجع عنها.
وتشير المصادر بأن الصحابة أجمعوا على تحريم نكاح المتعة، سوى ابن عباس ونفر قليل وأنه لم يكن مباحاً بشكل عام، وأقتصر على الضرورات فقط، ويرى العديد من الفقهاء أن الزواج هو الرابطة المقدسة في الإسلام مستشهدين بالكثير من الآيات الكريمة ومنها " وبعولتهن أحق بردهن" و "لهن مثل الذي عليهن بالمعروف" " حتى تنكح زوجاً غيره" والآية الكريمة " والله جعل لكم من أنسكم أزواجاً، وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ". وتحدثنا الدكتورة شهلا الحائري في كتابها " المتعة" بأن زواج المتعة يرجع إلى الديانة المجوسية، وتشير الأساطير إلى زواج الملك رستم من أبنة الملك سامانغام بطريقة الزواج المؤقت، وأنجبا الملك سهراب ، وكذلك الأمر في الديانة الزرادشتية حيث يحق الزواج المؤقت بين أتباع الديانة حتى في حالة وجود زواج دائم بين الزوجين، فيحق لكل منهم أن يتزوج بشكل مؤقت، ومنذ سقوط نظام الشاه وتسلم الخميني السلطة عام 1979 أصبح زواج المتعة شائعاً في إيران.
موقف المذهب الشيعي
رغم أن الأحاديث المتواترة عن آل البيت رضوان الله عليهم بتحريم زواج المتعة، لكن فقهاء المذهب الشيعي الأثنى عشري سمحوا به استنادا إلى رواية أبن عباس من جهة وتنكيلاً لأبن عمر الذي نقل عنه أمر النهي، وقد سئل أبن عمر عن المتعة فقال : حرام ، فقيل له : أن أبن عباس يفتي بها فقال " فهلا تزمزم بها في زمان عمر" أي لماذا لم يفتي بها في زمن الخليفة عمر بن الخطاب (رض)؟ وتفيد المصادر الشيعية بأن عمر بن الخطاب من قام بتحريم زواج المتعة وليس الرسول، ومن المعروف عن عمر بن الخطاب قوله "لو تقدمت فيها (المتعة) لرجمت" ويدعي الفرس أن ابن الخطاب كان يخشى على أمته من العجم وحفاظاً على نسبهم حرم المتعة، منوهين بأنه لا يحق لعمر أن يحرم، مستندين إلى رواية أبن عباس، بالرغم انه ورد في صحيح مسلم حديث للرسول (صلى الله عليه و سلم) جاء فيه "كنت قد أبحت لكم زواج المتعة، وأن الله قد حرمه إلى يوم القيامة" كما ورد عن الترمذي حديث عن سفيان عن الزهري عن عبد الله والحسن أبني محمد بن علي عن أبيهما عن الأمام علي (ع) أن النبي (صلى الله عليه و سلم) نهى عن متعة النساء وعن لحوم الحمر. تذكر الروايات الشيعية أن الأمام جعفر الصادق (رض) سئل عن المتعة فأجاب بأن المتمتع " ينال ثواباً عن كل كلمة تبادلها مع المرأة، ويمنحه الله ثواباً عندما يمد يده إلى المرأة، وعندما يدخل عليها، يغفر الله جميع ما تقدم من ذنوبه، وعندما يغتسل تحل عليه رحمة الله ومغفرته عدة مرات، على عدد الشعرات التي تبللت بمياه الاغتسال". رولا شك أن الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة تفند هذا الادعاء المنسوب ظلماً للأمام الكبير (ع) ، الذي حاشا أن يتكلم بهذه الطريقة المكشوفة، التي يتورع حتى السفهاء بالحديث عنها هكذا؟ فكيف بحفيد الرسول الأعظم (صلى الله عليه و سلم) ومن الطبيعي أن هذا الكلام المتهرئ من وضع الفرس فقد ورد في مراجعهم الكبرى عند المجلسي والطوسي والطبرسي والنعماني والكليني وغيرهم.
موقف رجال الدين المعاصرين من زواج المتعة
فيما يتعلق بالشريعة الإسلامية كان رجال الدين ينظرون لهذا المرض وغيرها من الأمراض الجنسية الناجمة عن العلاقات الجنسية غير الشرعية نظرة من يرتكب الخطيئة، انطلاقا من الدفع باتجاه إقامة علاقات جنسية مشروعة في إطار الزواج والابتعاد عن السلوكيات المنحرفة، وغالباً ما كان يحجر عن المرضى بسجون أو مناطق عازلة ويبعدون عن المجتمع ، وبالنسبة للديانة المسيحية فقد كان رجال الدين يطالبون بمعاملة مرضاه بالرحمة و المسامحة وعدم نبذهم أو حجرهم، أما الديانة اليهودية فقد كانت قريبة من موقف علماء المسلمين في ممارسة العلاقات الجنسية ضمن الزواج باعتباره علاقة مقدسة ورابط اجتماعي وشرعي. وفي الدورة التاسعة لمجمع الفقه الإسلامي الذي عقد عام 1991 رفض المجمع الزواج المؤقت، معتبراً انه زواج فاسد لوجود معنى المتعة فيه، وهو مبني على جهالة، ومن ابرز الفقهاء المحدثين الذين رفضوا هذا الزواج واعتبروه محرماً الشيخ محمد شلتوت، رغم أنه من الدعاة إلى تقريب المذاهب، فقد ذكر بأن هذا الزواج ليس الزواج الذي شرعه الإسلام ونزل به القرآن، فقد ربط القرآن الزواج بأحكام كثيرة منها التوارث وثبوت النسب والنفقة الزوجية والعدة والطلاق والظهار واللعان وحرمة الزواج من خامسة وغير ذلك مما لا يوجد في الزواج المؤقت. كما أفتى الشيخ يوسف القرضاوي بأن الزواج في الإسلام عقد متين وميثاق غليظ يقوم على نية العشرة المؤبدة بين الطرفين، لتحقيق ثمرته النفسية من السكن النفسي والمودة والرحمة، وغايته النوعية من استمرار التناسل وامتداد بقاء النوع الإنساني، أما زواج المتعة فلا يتحقق فيه المعنى الذي أشرنا إليه، كما جاء عن الشيخ فيصل مولوي بأن هذا الزواج محرم، لأن الغاية الأساسية من الزواج هي بناء العائلة والتربية الصالحة للأبناء، وهذا يتم عبر الزواج الدائم، أما الشيخ عبد الفتاح أدريس فقد ذكر بأن زواج المتعة لم يكن مباحاً بوجه عام، وإنما كان يباح في حال الغزو، عند شدة العزوبة على المجاهدين العازيين في سبيل الله، لأنهم تركوا زوجاتهم خلفهم، وكان الجهاد يستمر عدة أشهر، فكان الوحي ينزل على الرسول (صلى الله عليه و سلم) بإباحة هذه المتعة، ثم بعد أن ينتهي سبب تشريعها ترتفع الإباحة ويكون الحرمة، وقد تعدد هذا عدة مرات، وأقتصر أباحته على الغزو وعلى المجاهدين الغازين في سبيل الله، إلى أن جاء التحريم القاطع بنكاح المتعة، وأصبح أمر المتعة عند أهل السنة وغيرهم من المحرمات، ولم يقل بإباحته في أيامنا هذه إلا الشيعة الأمامية لتأويل عندهم بإباحته.
بعد تصدير الثورة الإسلامية تصدير الدعارة إلى العراق
كان للانفلات الأمني الذي حصل بعد دخول قوات الاحتلال إلى العراق وما صاحبه من فوضى شملت كل مرافق الحياة، ولا سيما فتح الحدود أمام كل من هب ودبّ من كافة الجهات ونزوح مئات الآلاف من العراقيين من التبعية الإيرانية إلى العراق بدعوى أن النظام السابق طردهم، إضافة إلى محاولة النظام الإيراني بتغيير وطبوغرافية المنطقة الجنوبية لضمها إلى سيطرته، ولضمان فدرالية الجنوب فقد نزح هؤلاء إلى العراق بدعم إيراني ودعم من الأحزاب الشيعية المنضوية تحت الولاء لإيران، وقام هؤلاء عبر المؤسسات الخيرية الإيرانية، والتي لم يجد العراقيون لحد الآن أي خير منها ومسميات أخرى بالتوافد بطريقة غير معقولة، ويذكر عضو مجلس محافظة كربلاء " بأنهم زودوا بالهويات العراقية وحصلوا على الجنسية العراقية رغم أن العديد منهم لا يتكلم العربية ويتكلمون الفارسية بطلاقة "وأشترى عدد كبير منهم أراضي وبيوت في المناطق الجنوبية من العراق وفي كربلاء والنجف، وكشفت التقارير أن رئيس الوزراء السابق إبراهيم الجعفري وزع الكثير من الأراضي لهم تحت يافطة جمعيات إنسانية وبناء حسينيات، وأصبحوا مواطنين عراقيين رغم أنف الجميع، كما توافد مئات الألوف من الإيرانيين إلى المناطق المقدسة لغرض الحج، ومعذرة من هذه التسمية، ولكن كما هو معروف في المذهب الشيعي بأن شد الرحال إلى العتبات المقدسة في العراق أهم بكثير من شد الرحال إلى الكعبة المشرفة، ويطلق الإيرانيون لقب "حاج" على زائر هذه العتبات معتبرين أن الحج للكعبة لا يقل أهمية عن الحج لكربلاء والنجف بل إن بعض مصادرهم تعتبرها اوجب واهم من حج الكعبة، في الوقت الذي يسمونه في العراق " الزاير للرجل والزايرة للمرأة " وكان الزوار سابقاً – في ظل النظام البعثي السابق- يخضعون إلى تعليمات صارمة، وحتى على مستوى الوفود الرسمية ؟
وكانوا هؤلاء الوافدين بصفة زوار أو مؤسسات خيرية إيرانية تحت مسميات أسلامية، أو حجاج إيرانيين، قد جلبوا معهم أمراض إيران وخاصة المخدرات والايدز، عبر التزاوج مع العراقيين بـ"زواج المتعة" وكذلك عبر تعاطي المخدرات عن طريق الحقن بالإبر، وسنركز على موضوع الدعارة وزواج المتعة باعتباره العامل الأول لانتشار الأمراض التناسلية وأهمها الايدز، كما أكدت التقارير الدولية والمسئولين الإيرانيين والعراقيين على حد سواء.
القنوات الإيرانية
- عبر تجارة المخدرات، فقد كانت إيران المرجع الأول لتجارة المخدرات في العراق ومنطقة الخليج، وتم إلقاء القبض على المئات من المتاجرين بها والذين أكدوا بأنهم يجلبونها من إيران، كما أشارت الكثير من المصادر العراقية الرسمية إلى هذه الحقيقية وسننشر حلقة خاصة حول موضوع تجارة المخدرات في العراق وآثارها.
- الترويج إلى زواج المتعة من خلال إرسال الآلاف من النساء إلى المنطقة الجنوبية من العراق والعتبات المقدسة كالنجف وكربلاء بدون "محرم" كما هو الأمر في الحج إلى الكعبة المشرفة، وكان عدد من هذه النسوة ممن يمارسن الرذيلة في إيران، وقد وجدن الفرصة مناسبة لمارستها في العراق لتحقيق الأرباح وتدمير أركان المجتمع العراقي بدعم من الجمهورية الإسلامية، التي اعتبرتها أفضل الطرق للحد من انتشار الظاهرة في إيران وتصديرها إلى العراق الممزق، لتنظيف إيران منها من جهة والاستفادة من الأموال الناجمة عنها، إضافة إلى تدمير الروابط الاجتماعية في العراق المحافظ على القيم واحترام رابطة الزواج وتقديسها وكذلك كطريقة للانتقام من البلد الذي أذاق زعمائها السم الزعاف خلال الحرب العراقية الإيرانية وإرجاع الحياة إلى المشروع الشعوبي القديم.
- الزوار الإيرانيون، حيث يشير عضو المجلس المحلي لمحافظة كربلاء بأنه " يؤم المدينة سنوياً الملايين من الزوار، وكانوا سابقاً – النظام البعثي السابق- يخضعون إلى تعليمات صارمة، وشروط معينة كي يتمكنوا من زيارة العراق والأماكن المقدسة" ومن المعروف أنه في النظام السابق كانت الشهادة الصحية للخلو من مرض الايدز، إضافة إلى وجود فرق صحية في المجمعات الحدودية تقوم بفحص الوافدين من الخارج "فحص الايدز" من الشروط الأساسية للدخول إلى العراق، وحتى على مستوى الوفود الرسمية، ولكن مع انهيار النظام انهارت كافة القوانين والنظم والتعليمات حتى تلك التي تصب في صالح العراق وشعبه، على اعتبار أنها جزء من أرث النظام السابق وألغيت أو تركت دون العمل بها؟
وكانوا هؤلاء الوافدين بصيغة مواطنين عراقيين أرجعت لهم حقوقهم، أو مؤسسات خيرية إيرانية تحت مسميات أسلامية، أو الحجاج الإيرانيين، ويشير السيد حسين حداد عضو اللجنة المكلفة بحفظ النظام في الحضرة الحسينية أن أكثر من (500) إيراني يطوفون في المقام، ولا حظ كلمة يطوفون لتأكيد كلامنا حول اعتبار الزيارة كالحج، ويوضح المسئول الأمني هاشم عبد الأمير أن الزوار "يجتاحون الحدود خلسة، ويتنقلون بالحافلات دون ادني تنظيم، ويدخلون معهم المخدرات"، ويضيف عبد الحسن محمود أمام الضريح الحسين (ع) بأن "القادمين خلسة هم مصدر المشاكل للعراق، وإنهم يسيئون لسمعة الزوار" من خلال تصرفاتهم وقد جلبوا معهم أمراض إيران وخاصة المخدرات والايدز، عبر التزاوج مع العراقيين بـ"زواج المتعة" وكذلك عبر تعاطي المخدرات عن طريق الحقن بالإبر، وقد تحدثنا في حلقة سابقة عن موضوع المخدرات ودور إيران في تخريب العراق عبر هذه القناة، وسنركز على زواج المتعة باعتباره العامل الأول لانتشار الأمراض التناسلية وأهمها الايدز في العراق، كما أكدت التقارير الدولية والمسئولين الإيرانيين والعراقيين على حد سواء. ومن الجدير بالذكر أن مستشار الأمن القومي العراقي كريم شاهبوري (موفق الربيعي) خلال زيارته الأخيرة إلى البلد الأم إيران أكد على ضرورة تعزيز الجانب الأمني وآلية دخول الزوار الإيرانيين إلى العتبات المقدسة، ولكنه لم يبين ما هي هذه الآلية التي لم ترى البصر لحد الآن، وهل هي تخدم العراق أم الأجندة الإيرانية؟
- قيام رجال الدين الإيرانيين الزائرين للعراق، والأحزاب الشيعية الموالية لإيران بترويج ظاهرة زواج المتعة والدعوة إليها، من خلال الإصرار على أنها حلال ولا تتنافى مع مبادئ الدين الإسلامي الحنيف، والدليل أن كبار المراجع العظام يمارسونها بلا هوادة وفعلاً بدأ مفعول الدعاية الدينية يسري كالهشيم أولا بين الشباب العراقيين ومن ثم انتقلت العدوى إلى النساء العراقيات، وساعد على انتشار الظاهرة وجود العديد من النساء العوانس في العراق بسبب الحروب الثلاثة التي خاضها النظام السابق واستشهاد وأسر وتعويق أكثر من نصف مليون عراقي، يضاف إلى ذلك خلو العديد من الأسر العراقية بسبب هذه الحروب لسلطة الأب الذي أستشهد وعوق، علاوة على الفقر والحصار الاقتصادي، وسوء المعيشة بعد غزو العراق من قبل قوات التحالف، وانتشار حالات الاغتصاب في السجون ومراكز الشرطة من قبل هذه القوات والميليشيات التي تختطف النساء ويتحولن إلى الدعارة مخافة الرجوع إلى الأهل، وتشير المعلومات إلى تعرض أكثر من (2000) امرأة خلال العام الحالي إلى الخطف من قبل هذه الميليشيات، ناهيك عن اعترافات الجنود الأمريكان باغتصاب عدد من الحرائر العراقية وكانت آخرهم الشهيدة الملاك عبير قاسم حمزة.
- هناك العشرات من المؤسسات الخيرية الإيرانية في المناطق المقدسة في العراق وهي ذات نشاطات مخابراتية غريبة ومبهمة، ويشير عدد من العراقيين الذين يرفضون الإفصاح عن هوياتهم بسبب الخوف من القتل، باعتبار أن الإيرانيين هم أصحاب النفوذ الفعلي في مناطقهم وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها، وان من جملة نشاطات هذه المؤسسات ترويج ظاهرة انتشار الدعارة وزواج المتعة من خلال البيوت التي تملكها، وتسخيرها لبعض رجال الدين من ذوي الأصول الإيرانية لعقد الزواج المؤقت والتشجيع عليه.
- بسبب عدم الرقابة الحكومية على المطبوعات الواردة إلى العراق، فقد انصبت دور النشر الإيرانية بتسويق عشرات الألوف من الكتب الشيعية التي تخدم أغراضها في العراق، وكانت الأسعار مدعومة من قبل النظام الإيراني، وتباع بخصومات مالية كبيرة إلى الموزعين العراقيين تصل نسبتها إلى 75% من أسعارها الحقيقية، وبشروط دفع أشبه ما تكون بالمجانية، وراجت الكثير من المطبوعات التي تحرض شيعة العراق على زواج المتعة وتؤكد انه حلال في الإسلام وانه كان مباحاً في عهد الرسول (صلى الله عليه و سلم) لكن عمر بن الخطاب هو الذي حرمه وانه لا يحق لعمر أن يحرم ما لم يحرمه الرسول، ويحدثنا أحد مستوردي الكتب من إيران، بأنه أستورد عشرات الألوف من كتاب شهلا الحائري "زواج المتعة"- وهي حفيدة آية الله الحائري التي تحلل الزواج المؤقت، وتنسب إلى الخليفة عمر بن الخطاب تحريمه وليس الرسول (صلى الله عليه و سلم) -وأن الطلب عليه متزايد في العراق، ولما سألته أليس في ذلك خطراً على الشباب؟ أجابني بأنه استفتى المراجع في النجف وشجعوه على جلبها لتنوير شيعة العراق حول هذه المسألة المهمة ؟
- مما شجع على ظاهرة انتشار الدعارة والزواج المؤقت ان بعض المناطق كانت مؤهلة لاكتسابها، لعوامل جغرافية وتاريخية، ففي البصرة عرفت مناطق محددة تنشط فيها بيوت البغاء والتي غالباً ما كان يرتادها الزوار من دول الخليج، مثل منطقة "البصرة القديمة" و"حي الطرب" وغيرها من الأماكن الكثيرة، وكذلك الأمر في الديوانية "منطقة الفوار" وفي ديإلى "منطقة كنعان" ومناطق أخرى، لذا فقد استردت هذه المناطق مكانتها السابقة وازدهرت فيها التجارة من جديد، ولكن هذه المرة تحت غطاء الزواج المؤقت.
من المعروف أن العراق كان من البلدان النظيفة من ناحية بيوت الدعارة، ورغم ان هذا لا يعني خلوه منها، ولكنها كانت مركزة في المناطق التي اشرنا أليها وسرعان ما اضمحلت، كما أن الأحكام القانونية كانت قاسية على من يطاله القضاء العراقي، وفي الماضي القريب كانت البيوت مركزة في أحياء بعيدة عن المدن، واتسمت بقذارتها وعدم توفير المياه والشروط الصحية فيها، وقد أختلف الأمر بعد غزو العراق، وفي حديث مع العلامة المغفور له جلال الحنفي، أمام جامع الخلفاء في بغداد، كنا نتسامر عن كتابه "جولة في مباغي بغداد" حيث كان رحمه الله يزور هذه الأماكن للتعرف عن أسباب الظاهرة، وينهى النساء عن هذا الإثم في برنامج أصلاحي ويدلهم على الطريق المستقيم، ويطالب الحكومة بتقديم الرعاية الاجتماعية والصحية للنساء، فسألني أن كنت أمتلك من الكتاب نسخة أضافية حيث فقدها بطريقة الإعارة! فرددت بالإيجاب فابتسم وقال أنها حصتي أو هديتي سمها ما شئت، وبادرته القول "يا شيخ أية فائدة منها الآن، لقد انتشرت المباغي في كل مكان من العراق، وأظنك بحاجة إلى طائرة مروحية وجيش من الورعين للوقوف عليها"؟
عند إنشاء مجلس الحكم سيء الصيت، حاولت الأحزاب الشيعية الطائفية وبالذات حزب الدعوة الإسلامية والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية وبإيعاز وتوجيه أيراني واضح، شرعنه هذا الزواج وتمريره بالقرار (137) الذي أبطل القانون المدني العراقي، فقد قام أبن إيران المدلل عبد العزيز الحكيم أثناء رئاسته لمجلس الحكم في ديسمبر عام 2003 بإلغاء قانون الأحوال الشخصية بالقرار (137) بالرغم من الصعوبة التي واجهته وهي صعوبة نسائية وليبرالية عربية كردية داخل المجلس وخارجه حتى ألغي قرار الإلغاء بعد تصويت الأكثرية ضده، وعند تسلم الباجة جي السلطة بعده ألغى القرار نهائياً، ويحاول الكاتب رشيد الخيون أنة يبرأ السيد السيستاني من دوره في اللعبة المكشوفة استنادا إلى كلام السيدة رجاء الخزاعي عضو المجلس سيْ الصيت والمنضوية تحت العباءة السيستانية، على اعتبار أن سماحته عندما سئل عن الأمر؟ ذكر "بأنه لا علاقة له به"!
ومن المعروف أن القانون المدني كان ساري المفعول على كافة الطوائف الدينية في العراق دون استثناء ولكن إلغاء القرار كان الغرض منه تحرير الشيعة من أحكامه وإتاحة الزواج المسيار وزواج المتعة، ويبدو أن المندوب السامي بول بريمر أدرك المغزى، وليس حباً بالزواج ألدائمي، ولكنه كشف الأصابع التي تقف وراء القرار المذكور، بالإضافة إلى رغبته بالحد من نفوذ التيار الإسلامي والشريعة الإسلامية في الحياة المدنية، لذلك فقد أوعز بإلغاء القرار، وكان صفعة كبيرة للأحزاب الموالية لإيران التي لم تكتف بالتشجيع والمجاهرة بزواج المتعة وإنما تحاول أن تعطيه الصبغة الرسمية لتفكيك المجتمع العراقي وتحطيم أسسه الأخلاقية، بما يتواءم ومفردات المسلسل الشعوبي ضد العراق الذي تدعمه إيران.
شواهد من العراق الجديد
تضافرت ظاهرة الفساد في العراق بعد غزو العراق من طرفين أولهما من الجارة المسلمة إيران، والثاني من قبل قوات الاحتلال ، فقد أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية تقريراً عن انتشار ظاهرة الرقيق الأبيض بين الفتيات العراقيات، وارجع التقرير السبب إلى انهيار القوانين، وأشارت صحيفة "التايم" الأمريكية إلى أن ظاهرة التجارة الجنسية في أراضي العراق لم تراع السن القانونية للفتاة، فمن بين الضحايا فتيات في سن المراهقة وبعمر (14) سنة، وفي الوقت الذي ذكرت "جمعية حرية المرأة في العراق" بأن عدد الفتيات اللواتي اختطفن حوالي (2000) فتاة فأن المسئولين الغربيين يؤكدون بأن هذه الأرقام ليست حقيقية، وتفوق ذلك الرقم بكثير، وقد أعترف احد المهربين لصحيفة الشرق الأوسط عن مؤشرات انتشار تجارة الرقيق الأبيض في العراق، مشيراً بهذا الصدد " تجارة التهريب تبدأ من السلاح وتنتهي باللحم الأبيض" ويكشف المهرب أن " تجارة النساء (اللحم الأبيض) والأعضاء البشرية أصبحت رائجة في العراق، وهو يدار من قبل شبكات غاية في التعقيد، ويصعب التقرب منها" ويشير احد أفراد الشرطة العراقية " أن الأمر لم يعد يقتصر على الغجر وبنات الليل وإنما وصل إلى خريجات الجامعات" متخذاً لبوساً جديدة عبر زواج المتعة وزواج المسيار وغيرها.
وفي دراسة قامت بها "المنظمة العراقية للمتابعة والرصد" ذكرت بأن الأمراض الجنسية تشهد ارتفاعا كبيراً في العراق وخاصة في محافظات العراق الجنوبية والوسطى كالبصرة والنجف وكربلاء و واسط والقادسية و ميسان وذي قار والمثنى وبابل، وهي التي يقطنها أكثرية شيعية، وأن زواج المتعة والتجارة بالمخدرات وانتشار بيوت الدعارة هي التي تقف وراء هذه الظاهرة، وفي دراسة للجنة "رقابة البيئة الصحية" و"الرقابة الاجتماعية" فأن هذه الزيادة اقترنت بتفشي ظاهرة زواج المتعة لدى أبناء الطائفة الشيعية، بعد أن كان هذا الزواج محظوراً أبان الحكم السابق، وفي أشارة خطيرة حول تفاقم الظاهرة تشير البيانات ان نسبة المصابين بالأمراض الجنسية تبلغ 50% ممن تزوج بطريقة المتعة؟
كما تشير تقديرات الدوائر الصحية في المحافظات ذات الأكثرية الشيعية بأن عدد الإصابات بالأمراض الجنسية ومنها الزهري والايدز، والتي تم تسجيلها بحدود (75000) ألف إصابة سجلت خلال عام واحد، وتؤكد الدراسة أن الأعداد الحقيقية أكبر من هذا بكثير، وان العديد لم يراجعوا بسبب القيود الاجتماعية !!مع العلم أن إعراض الايدز على سبيل المثال قد تظهر خلال ستة أشهر إلى سنتين؟ وتشير أيضاً إلى أن العديد من الإصابات كانت قد رصدت من الوافدين من إيران، وهو الأمر الذي أصبح ملازماً لظاهرة السياحة الدينية وزواج المتعة، وتشير بعض الدراسات إلى أنه منذ غزو العراق تقدر حالات زواج المتعة بمليون حالة، وأن عدد من الرجال والنساء يرتبطون بالعديد في علاقات جنسية يومية تحت غطاء زواج المتعة، وانه بالرغم من وجود شروط مرنة في هذا الزواج لكن حتى هذه لا يلتزم بها المتمتعون.
ومن الغرائب أن تتم الكثير من هذه الزيجات في بيوت الدعارة، والتي تتمتع بحماية الميليشيات الشيعية، وكذلك أجهزة الشرطة والأمن، ويبدو أن الأمر قد أنطلى على العديد من الطالبات البسيطات والفقيرات الحال في الجامعات، حيث يشكو الكثير من الأساتذة والطلاب تنامي هذه الظاهرة في الجامعات العراقية ولاسيما في المناطق الجنوبية والمقدسة وخاصة من قبل الموسرين أو أبناء أصحاب النفوذ في العراق الجديد إضافة إلى عناصر الميليشيا، وفي آخر تصريح للدكتور حسين عبد الله الجابري مدير معهد الإمراض السارية والمعدية في مدينة النجف المقدسة، أكد بأن معدلات الإصابة بمرض الايدز في مناطق الجنوب العراقي ذات الأغلبية الشيعية في ارتفاع مخيف جداً، مرجعاً السبب في ذلك إلى انتشار ظاهرة زواج المتعة غير المبني على أية ضوابط صحية مع الأخذ بنظر الاعتبار تزايد عدد الزوار القادمين من إيران وباكستان، ووجه انتقادا لاذعاً للسادة ( من آل النبي ) كما يدعون الذين يروجون هذا الزواج ويكتبون عقوده بأقلامهم النتنة، مؤكداً أن مدد الزواج قد تكون أسبوع أو ليلة واحدة دون الحاجة إلى اخذ مستمسكات ثبوتية من المتعاقدين، واعتبر الجابري انه من المستحيل رصد حالات المرض وحامليه لمنعهم من نشر العدوى القاتلة إلى الغير.
وقد حاول الجابري عبثاً دعوة الحوزة العمياء والمرجعيات العظمى بإيقاف زواج المتعة خلال فترة قصيرة ليتسنى للدوائر الصحية والتي يشرف عليها التيار الصدري وهنا مكمن الداء ترتيب شروط وضوابط لمثل هذه الزيجات وخاصة الإيرانيين القادمين من خارج الحدود، الذين يدفعون أموالا طائلة للتمتع بالعراقيات ليلة واحدة أو عدة ليالي بحضور احد السادة الذي يصعب عليه العد فوق العشرة بدون الاستعانة بحصى أو مسبحة لإكمال الحساب ؟ ويشير الجابري بأن عدد الحاملين للفيروس والذين سجلوا لمدة شهر في النجف فقط بلغ (80) مريضاً.
أن المعلومات السابقة الذكر تشير إلى ضلوع إيران كعامل مباشر في استفحال هذه الآفة في العراق، سواء كان عن طريق زوارها المصابين بهذه الأمراض التي ترسلهم إلى العراق، أو عبر الميليشيات التي ترعاها في العراق، أو من خلال المؤسسات الوهمية العاملة في العراق، ومن خلال تسخير المراجع الدينية من الفرس الذين يؤمنون بهذا النوع من الزواج رغم تداعياته الحالية، والمشاكل الناجمة عنه، وكان الأولى بالحكومة العراقية أن تأخذ بنظر الاعتبار انتشار المخدرات والأمراض الجنسية كإحدى أهم مسئولياتها لا ان تجعل الوضع الأمني شماعة تعلق عليها تجاهلها لبقية الظواهر المهددة للكيان العراقي، ان الموضوع ينبأ عن كارثة كبيرة تحدق بالعراق، وان قيام الدولة بمسؤولياتها تجاه الزوار الإيرانيين وبقية الوافدين إلى العراق، لا يمكن أن تكون بهذه الحالة المزرية واللامبالاة الغبية، وأن طلب الشهادة الصحية من الوافدين أمر مهم وواجب ويتعلق بسلامة العراق وشعبه، كما أنه لا بد من القيام بتوعية صحية وإرشادية للشباب من خلال وسائل الأعلام المختلفة للتنبيه على خطورة هذه الظواهر الغريبة عن المجتمع العراقي، فحتى وقت قريب كان شيعة العراق يرفضون الكلام عن زواج المتعة، وحتى لو كانوا فعلاً مؤمنين به كعقيدة لكنهم كانوا يرفضونه كممارسة، وان الطلب من امرأة عراقية شيعية الزواج بالمتعة كان يعد امتهانا لكرامتها، وغالباً ما كان المروجين لهذا الزواج يخرسون، ويحرجون عندما تسألهم : فيما إذا يوافقون على تزويجك بالمتعة من أحدى أخواتهم أو قريباتهم؟وأذكر في حديث لي مع أحدى الأخوات العزيزات وهي هاشمية النسب وذات مستوى أكاديمي رفيع للغاية تحدثنا عن هذا الموضوع، فقالت أؤكد لك بأن هذا الأمر فيه الكثير من اللغط والافتراء على أئمتنا رضوان الله عليهم، وان شيعة العراق ترفض هذا النوع وتعتبره أقصر باب يؤدي إلى الزنا، واستدركت لكنه يمارس بطريقة بشعة في طهران لعوامل ليس لها أية صلة بالدين والمذهب.
من النتائج الكارثية التي ترتبت على انتشار هذه الظاهرة ارتفاع معدل التجارة الرقيق الأبيض في العراق وقد اتخذت شكلين هي التجارة الداخلية بين المحافظات نفسها، وتجارة خارجية عبر تصدير البغاء إلى دول الجوار التي ستكتوي بناره عاجلا أم آجلا. فقد كشف تقرير صادر عن الشبكة الاتحادية الإقليمية للإنباء (ايرين) بأن تجارة الرقيق الأبيض من العراق إلى الخليج تشهد تزايداً ملحوظاً بع الغزو الأمريكي للعراق. حيث تقوم بعض الميليشيات والعصابات باستغلال حالات الفقر عبر تهريبهن إلى دول الخليج تحت غطاء تأمين وظائف عمل لهن، وتشير المنظمة بأن(3500) فتاة عراقية سجلن كمفقودات في العراق ويشتبه في خضوعهن إلى الاستغلال الجنسي، ويؤكد الناشط الحقوقي طارق الشمري بأن معلومات جمعتها عدد منظمات إنسانية تشير إلى تورط كبار رجال المعممين في إدارة شبكات الدعارة، مضيفاً "لدينا معلومات عن تورط رجال دين في شركات من هذا النوع وخاصة في البصرة والعمارة، حيث يجري تهريب فتيات عراقيات إلى إيران تحت يافطة تلقي العلوم الشرعية في قم وطهران، وهناك يتم بيعهن إلى سماسرة الجنس."موضحا بان الأمر لا يقتصر على رجال الدين فحب وإنما هناك هيئات حكومية تشارك في مثل هذه العمليات " أن هناك شبكات من هذا النوع يقودها بعض أعضاء المجالس في المحافظات وخاصة المحافظات الجنوبية، ولا يستطيع أحد من الأهالي أن يفضح دورهم بسبب الخشية من القتل، فأغلب هؤلاء ينتمون إلى أحزاب سياسية ولديهم ميليشيات. وقد تمت تصفية عددا من الفتيات اللواتي عدن من تلك الدول بعد أن اكتشفن زيف تلك العمليات، ومنها ما أعلن عنه كما حصل في النجف والبصرة ومنها ما بقي طي الكتمان"
ان هذه التصريحات تضعنا في حالة من الشك إزاء من يمكن ان يساهم في إطفاء نار هذه الرذيلة طالما ان المراجع العظمى يستمتعون ويحللونها وطالما إن الحكومة ممثلة بهيئاتها تشارك فيها أيضا ؟ من جهة أخرى ان الأحزاب الحاكمة والتي تحمل مع الأسف الشديد اسم الله سبحانه وتعإلى أو الإسلام كحزب الدعوة الإسلامية والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية وحزب الله فرع العراق وحزب الفضيلة وثأر الله وانتقام الله ، الله ينتقم منهم جميعا يدفعون باتجاه ترويج هذه الظاهرة البشعة،يضاف إلى ذلك الميليشيات المسعورة الناثرة للفساد والدعارة وخاصة جيش المهدي يحتضنون أماكن الدعارة ويروجون للبغاء، ولم يكتف قائد هذا الجيش الهزيل بالمتعة الفريدة فحولها إلى متعة جماعية عبرت فتوته الأخيرة والتي حاول بعض أنصاره إبعاده عنها لكنها كانت تحمل ختمه الشخصي وحتى لو لم يكن ذلك حقيقية وهو ما لم يكذبه هو نفسه بل بعض مرتزقته فهو يعلم علم اليقين ان هذه الظاهرة الشاذة موجودة بين صفوف الجيش الذي سيملأ الأرض عدلاً بعد أن ملئت جورا ؟ فقد سألته إحدى الزينبيات إزهار حسن الفرطوسي نسبة إلى زينب الطاهرة عليها رضوان الله": "نحن جماعة من المؤمنات الزينبيات المناصرات لجيش المهدي، ونود أن نسأل سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد مقتدى الصدر حفظه الله بأن جماعة من جيش الإمام قد وجهوا لنا دعوة لحضور حفلة متعة جماعية في إحدى الحسينيات، وقد قالوا إن أجر المتعة مع الجماعة أكثر سبعين مرة من التمتع منفردا".
وتستطرد الزينبية البلهاء "سألنا أحد السادة وكلاء الشيخ محمد اليعقوبي عن المتعة الجماعية فنفى علمه بأي شيء يتعلق بهذا النوع من المتعة وقال إنها من البدع. فهل يجوز لنا التمتع الجماعي؟ علما بأنه محصور بعدة ساعات فقط (أي أقل من ليلة) وأن الغاية من هذه الحفلة هو سد رغبات جيش الإمام حصرا من الذين لا يستطيعون النكاح لانشغالهم بالمعركة مع النواصب وأن أجر التمتع يعود ريعه لتجهيز جيش الإمام بالسلاح. أجيبونا جزأكم الله خير الجزاء".
أما الإجابة المنسوبة لمقتدى الصدر وتحمل توقيعا وختما باسمه، وتاريخها 23 شوال 1426 فجاء فيها ما يلي: "من المعلوم أن زواج المتعة حلال مبارك في مذهبنا وقد حاول النواصب تشكيكنا فيها ومنعنا منها مخافة أن يتكاثر أبناء مذهبنا ويكثر عددنا ونصبح قوة كبيرة، لذلك فإننا ندعو أبناء المذهب من عدم التحوط بأي شيء يتعلق بزواج المتعة، وإن إقامة حفلات المتعة الجماعية هي من الأمور التي أجازها مراجعنا العظام مع أخذ الحذر من عدم دخول أحد من غير المسلمين أو من أبناء العامة تلك الحفلات لئلا يطلعوا على عورات المؤمنات، ولعل هذا هو السبب في كراهة السيد اليعقوبي لها".
وأضافت الفتوى: "هذا ومن المعلوم أن التمتع مع أحد جنود جيش الإمام أكثر أجرا من غيره، لأنه يبذل دمه من أجل مقدم الإمام، لذلك نرجو من الزينبيات عدم التبخل عليهم بشيء مما منحهن الله من نعمة بأجسادهن وأموالهن، وأننا ندعو الأخت الزينبية إلى مراجعة أحد وكلائنا المعتمدين لأخذ الاذن منه في إقامة تلك الحفلات حتى تكون تحت مراقبة تامة وسيطرة مطلقة من قبل جيش الإمام. وجزأكم الله خير جزاء المحسنين".
لا أرى ان الأمر يحتاج إلى تعليق فالجريمة ظاهرة والقتلة مكشوفين والضحايا موجودين، رغم تحفظنا على الكثير مما تضمنته الفتوى التي لا يصح ان يطلق عليها هذه التسمية، فمقتدى الصدر كما يدعوه البعض (سيد أتاري) لشغفة بلعبة الأتاري الصبيانية لم يصل بعد إلى درجة الإفتاء كي يفتي مثل هذه الفتوى الخرقاء، من جهة ثانية هناك تعارض بين الفرق الشيعية نفسها حول مشروعية أو عدم مشروعية هذا الزواج المبني على المتعة، فمنها من تحللها كالأثنى عشرية في حين تحرمها معظم الفرق الأخرى، كما ان ما يسمى بالمتعة الجماعية لا تعني أكثر من مفسدة جماعية وهي تذكرنا بنوادي العراة في أوربا وحتى هذه الأخيرة فيها ضوابط أفضل من زواج المتعة سواء كانت بالمفرد أو الجملة.
بغض النظر عن الموقف الديني حيث ان رجال الدين أولى منا بمناقشة الموضوع باستفاضة ومعرفة، وبغض النظر كذلك عن الاتفاقيات الدولية التي تؤكد على احترام المرأة، وبغض النظر عن المسئولين في الحكومة العراقية المستمتعين او المتسترين على هذه الحالة، وبغض النظر عم موقف العمامات السوداء أو الغمامات السوداء وهم يرون ان المجتمع يسير نحو الرذيلة والفناء ومع هذا فأنهم مصرون على إلباس حالة العري هذه لباس الدين، وبغض النظر عن القيم الاجتماعية والأخلاقية التي تمسك بها المجتمع العراق لما يزيد عن (1400) عاما رافضاً هذا النوع من الزواج معتبراً انه والزنا وجهان لعملة واحدة، بغض النظر عن كل هذه الأمور نقول للرجل العراقي قبل المرأة العراقية، هل ترضى بأن تستمع أمك او أختك او أبنتك أو قريبتك حتى مع توفر الشروط التي يدعيها أصحاب العمائم السوداء ؟ هل يمكنك ان تتحمل مسئولية ولادة طفل من هذا الزواج وتتولى رعاية شؤونه في ظل غياب الوالد المستمع بسفر أو موت أو مرض أو غياب تحت أية حجة باعتبارك ولي أمره ؟ وهل تقبل ان يكون من صلبك وليد من رحم وطأه الكثير من قبلك ؟ وما هو شعورك على سبيل الفرض بأن تكون أنت نفسك وليد متعة ؟ هل ستشعر بالكبرياء والفخر أم الخزي والعار ؟ في الوقت الذي تدعون في مصادركم ان الصحابي عبد الله بن الزبير (رض) هو ابن متعة وتعتبرونها مثلمة عليه ؟ ولنفترض جدلاً انه ليس بمقدور الأب او غيره إعالة هذه النطفة الخاطئة فمن يتحمل مسئوليتها الأم المستمتعة أو رجال الدين الذين يروجون لها أو الحكومة العاجزة باعتبار أن الجميع مشترك بهذه الجريمة النكراء ؟ وأنت كأب أو أخ أو ولي أمر فتاة ما هل تفضل أن ترتبط ابنتك أو أختك أو قريبتك بزواج دائم ومقدس أم بزواج متعة ؟ وأخيرا وليس آخراً هل ان الغرض من الزواج هو المتعة فقط ؟
ثم نقول للماجدة العراقية لا بد أن تدركي بأنك عنوان أمتك وأخلاقها وكبريائها وفخرها وقيمها، وإنما تزهو الأمم بنسائهن إضافة إلى الرجال، ومعاذ الله أن ترهنني شيم الدين والوطن والعادات والتقاليد بلذة عابرة مع رجل سرعان ما يتركك ليحتضن امرأة أخرى بعد أن أخذ وطره منك ا ليتشارك الأمر نفسه مع العشرات من النساء؟ انك ذات مرتبة كبيرة في الدنيا مجدك الله جل جلالة بها فأنت الأم والأخت والبنت والحبيبة والصديقة وجمعيها عناوين مهمة في الحياة لا يمكن العيش دونها أو ان تستمر الحياة دونها. انك من اكبر الأسماء في هذه الحياة فأنت الأم و المربية للأجيال كافة أنت الأرض الخصبة فان زرعت فيك بذرة طاهرة طيبة ستثمر نبتة مثلها والعكس صحيح ! أنت عنوان الوطنية تنشئين الأجيال على القيم والتقاليد الموروثة والعادات والتقاليد العريقة، تعلميهم حب الدين والوطن والتضحية مثلك ! مثلك الأعلى خديجة الكبرى و فاطمة الزهراء ونساء الرسول عليهن أفضل الصلوات وزينب والشيماء أخت الرسول وأسماء بنت ابي بكر الحامل ذات النطاقين ولم يمنعها حملها عن تأدية واجبها تجاه النبي وصاحبه الصديق ونساء آل البيت حرائر النبي العظيم والخنساء والآلاف من الرموز العربية والإسلامية. أنت حفيدة هؤلاء جميعا وحري بك المحافظة على هذه المكرمة التي منحها الله لك فطوبى لك أن فعلت ويا لغضب الله منك أن خالفت.
لست واعضاً و لا مصلحاً وربما لا أصلح لذلك مطلقاً ولكنك أمي وأختي وزوجتي وشقيقتي وقريبتي ويكفي أنت ابنة وطني الأشم فحري ان أخشى عليك من غضب الدين والدنيا، ولكني سأقول لك فكرة خطرت على ذهني المولع بحبك، وهي انه في الوقت الذي جعل الله ثواب المؤمنين الصادقين والمجاهدين الجنة خالدين فيها، فأنه جلّ جلاله.وضع هذه الجنة تحت أقدام الأمهات، تتصوري ليس تحت يديك ولكن تحت أقدامك، لله درك فأية منزلة لكنّ عند الله؟ وأي مكرمة تحظين بها؟ أو ليس الأجدر بك حفظ العهد مع الخالق والابتعاد عن الكبائر، ودرء اللذة الزائلة غير الناجمة عن العلاقة المقدسة التي أمر بها الله عبر الزواج وتكوين الأسرة؟ وأهمس هذه الحقيقية في أذنك بأن المومس تمارس البغاء تحت مبرر الحاجة إلى المال، والمتمتعة تمارسه تحت تبرير اللذة، فان كان لدى الأول مبرر فأنه بلا شك اقوي من مبرر الثانية؟ وهذه مقارنة فيها إرشاد للبيب!
أما الحوزة العلمية والمراجع الدينية فنقول لهم عجباً لأمركم فأنكم أما أن تصمتوا صمت القبور بالحوزة الصامتة أو تجاهروا في أفسد الأمور لإشباع رغبات زائلة ما أنزل الله بها من سلطان فأن كنتم تروجون لهذا النوع من الدعارة وانتم قادة الأمة الدينيين فما عسى نقول للمفسدين ؟ وعلى سبيل الافتراض وليس الجزم ان زواج المتعة حلال في عقيدتكم وان من نتائجه كما تبين البيانات الدولية والعراقية هذه الآفات وأهمها الايدز ناهيك عن الضياع والفساد أليس من الواجب وقف الحد عنه ولو بشكل مؤقت طالما أنه زواج مؤقت ؟ نقولها رحمة بالعراق وطناً وشعباً فأن كان لكم ثأراً فارسيا وصفويا من الإسلام الذي حطم مجوسيتكم قبل مئات القرون فقد أخذتم ما فيه الكفاية وأن كان بلا وجه حق؟ لقد عانى هذا الشعب المسكين، ما عانى ولا أظن أنه يوجد في عقيدتكم ما يسمح بتدمير المجتمع وقتل النفس بهذه الآفات الخطيرة ! نناشدكم بمرارة رغم أننا على ثقة بأننا نخاطب مجموعة من الطرشان والخرسان بأن تصحوا من غفوتكم، فالعراق في طريقه للهاوية وانتم أحد اكبر أسبابها! فماذا ستقولون لله عز وجل والتأريخ والأجيال القادمة فيا لبؤسنا بكم ويا لبؤسكم في الآخرة فقد ضيعتم دناياكم ودنيا غيركم وآخرتكم وآخرة غيركم.
ونسأل قادة الأحزاب السياسية الشيعية أهكذا تصان كرامة نساءكم من الطائفة؟ أهكذا يأمر الدين؟ وهل هذا هو العراق الديمقراطي الذي تنون بنائه وأول ركن منه هو هدم نظام الأسرة والمجتمع ونشر الفساد والرذيلة ؟ ونسأل عبد العزيز الحكيم: هل هذا ما قصدته بدعوتك للدول العربية والإسلامية بـ " إتباع النموذج الإيراني في العلاقات مع العراق»؟؟ هنيئاً لكم العراق الجديد!
نناشد العالم بأسره والمنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، وكذلك الدول الإسلامية والمنظمات المنضوية تحت لواء الإسلام وتقديم الخدمات الإنسانية، ونناشد كل الخيرين من علمائنا من رجال الدين الأفاضل وبشكل خاص العلامة القرضاوي وشيخ الأزهر الشريف والقادة ومنظمة المؤتمر الإسلامي وزعماء ألأحزاب الدينية والسياسية ورجال والأعلام بأن يضموا صوتهم إلى صوتنا في الكشف عن هذا المخطط الإيراني- الأمريكي اللئيم الذي يستهدف تدمير بنية المجتمع العراقي، وبث الخراب والفساد في ربوعه الطاهرة، وليستذكر الجميع أنه لمن المجحف أن يتحول هذا البلد العظيم مهبط الأنبياء والأولياء ومنارة المجد التلبد إلى مرتع للفساد والرذيلة وتجارة المخدرات؟