الشيعة واستغاثة الأقصى
الهيثم زعفان
التاريخ: 5/4/1431 الموافق 21-03-2010
منذ أربعة عقود قال أحد علماء أهل السنة الثقات: " لو أن كل مسلم بصق على تل أبيب بصقة لغرق اليهود بداخلها"؛ وكانت حرب العاشر من رمضان، وتم تلقين اليهود درساً سيظل مكتوباً على خلف رقبة كل يهودي بكى ولطم من هول ما رآه في هذه الحرب.
واليهود يعلمون جيداً مصيرهم إذا هم دخلوا في مواجهة عسكرية مع المسلمين الموحدين، ويعلمون أنه في هذه المرة لن يكتفى بكتابة الدرس على " القفا"، ولكن قبورهم سيحفرونها هم بأيديهم، وسيهيلون التراب على أنفسهم فيها، لأن الموت انتحاراً حينها سيكون أرحم لهم مما سيرونه من قطع للرقاب بأسنان أحد من المناشير، وهدم للثكنات العسكرية بسواعد أشد بأساً من ثورات البراكين، وثبات في المعركة بقلوب تستمد ثباتها وغلظتها على أعداء الله من إيمانها بالمنتقم الجبار.
ولن تجدي حينها أحدث الأسلحة والذخائر، لأن الرعب والفزع من المصير المحتوم، ومن ثم امتلاء حفاضاتهم بقاذوراتهم لا إرادياً، كل ذلك لن يمكنهم من حمل أقدامهم، فما بالك بحمل أسلحتهم، وكيف سيسيطرون عليها والماء يغرق أجسادهم بولاً وعرقاً ودموعاً، تمهيداً لسيلان دمائهم التي سيتم سفحها بلا رحمة.
لكن! إذا كان الحل الوحيد في تأديب اليهود الصهاينة هو الحل العسكري، فما هي العقبة التي تؤجل قطع أعناقهم ؟.
عند أهل السنة والجماعة فإن العقبة الشرعية متمثلة في فتح ولي الأمر لباب الجهاد
أما عن الشيعة فإن الوضع يختلف كلية، فالعقبة الشرعية المعرقلة أهل السنة والجماعة غير موجودة عندهم.
فلو اتفقنا على أنه لا حل مع اليهود الصهاينة إلا بقتالهم، ونظرنا على هذا الأساس إلى الشيعة عسكرياً لوجدنا ثلاث جبهات رئيسية.
الجبهة الأولى.... الكيان الفارسي
وهذا الكيان عبارة عن دولة كاملة قائمة على العقيدة الشيعية، وحاكمها وولي أمرها ذو الأصول اليهودية يصدع أسماعنا صباح مساء بالموت لأمريكا والدمار لإسرائيل؛ وبالتالي فإن العقبة الشرعية الموجودة عند أهل السنة والجماعة غير موجودة لدى شيعة إيران.
فهل تحركت إيران عسكرياً لنصرة الأقصى؟ ذلك الأقصى الذي لا يحتاج في استغاثته الراهنة إلا للنصرة العسكرية.
ولماذا لا يصدق القول مع الفعل في محاربة شيعة إيران لليهود، وإن لم يستجب الشيعة لاستغاثة الأقصى الآن فمتى سيستجيبون؟.
فقط أذكر المتناسين بأن الخميني كان يحفز المقاتلين الإيرانيين أثناء حربهم مع العراقيين بأن من سيموت سيكون شهيداً، وستستقبله الحور العين فور خروج الروح من الجسد الشيعي؛ وأتساءل ألا توجد حور عين للشيعة إذا دخلوا في حرب مع اليهود الصهاينة في فلسطين؟.
الجبهة الثانية... جبهة حزب الله
وجبهة حزب الله لا تنتظر الموافقة على القتال العسكري من حاكم لبنان، إذن فعقبة الحاكم غير موجودة لدى حزب الله الشيعي، فلماذا إذن لا يهب جنود حزب الله لنصرة الأقصى عسكرياً قبل أن يهدم؟.
وإذا كان جنود حزب الله هم أقرب الجنود ميدانياً من المواقع الصهيونية الاستراتيجية، فلماذا لا يجيبون استغاثة الأقصى بضرب تلك المواقع الاستراتيجية؟.
كما أن خطابات زعيمهم الكلامية توحي بأن لديهم القدرة على المواجهة العسكرية مع الصهاينة، والأقصى يستغيث؛ فمتى ستستخدم إذن تلك القدرة العسكرية؟.
الجبهة الثالثة.. الجبهة الحوثية
الحوثيون عصبة تملك زمام قرارها بعيداً عن الحاكم اليمني، فمشكلة طاعة الحاكم أيضاً غير موجودة عندها، ولديها إمكانات عسكرية مكنتها من الدخول في مواجهات عسكرية مع أهل السنة سواء في السعودية أو في اليمن، والآن هي في فترة استراحة المقاتل، ويمكنها عسكرياً أن تؤلم الكيان الصهيوني في عدة مواقع استراتيجية، فلماذا إذن لا تهب تلك العصبة الشيعية المقاتلة لنصرة الأقصى قبل أن يهدم؟.
خلاصة القول أن استغاثة الأقصى الراهنة لا تلبى إلا عسكرياً، وأهل السنة والجماعة لديهم عقبة شرعية في هذا الأمر، يحاول علماء أهل السنة الثقات الدندنة عليها وإزالتها، وحينها سيعرف اليهود حجمهم، خاصة وأن أوراق اللعبة لم تعد كلها في يد أمريكا، ولم تعد أمريكا 1973 هي أمريكا "توابيت" 2010.
أما بالنسبة للشيعة فحكامهم قبل جنودهم، يدغدغون مشاعر المسلمين بالخطابات الرنانة، والعبارات الحالمة، ولديهم القدرات العسكرية الكافية للدخول في مواجهة مع اليهود، كما لديهم كتائب عسكرية مدربة ميدانياً، ويقطنون على مقربة من مواقع صهيونية إستراتيجية بضربها يختل الكيان الصهيوني.
فهل بعد كل هذه الإمكانيات الحربية، والخبرات القتالية، والمواقع الاستراتيجية مقبول من الشيعة أن يلبوا استغاثة الأقصى كلامياً؟.