رحيل العلامة ابن جبرين عنا

بواسطة كاظم الربيعي قراءة 973
رحيل العلامة ابن جبرين عنا
رحيل العلامة ابن جبرين عنا

رحيل العلامة ابن جبرين عنا

   

كاظم الربيعي - خاص بالراصد

رزئ العالم الإسلامي بفقد الإمام العلامة عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين رحمه الله، وقد عرفه سائر أبناء المسلمين بعلمه وتواضعه واهتمامه بشؤون المسلمين وآلامهم وجراحاتهم في كل مكان.

كان العلامة عبد الله بن جبرين رحمه الله تعالى أحد أعلام أئمة الدين، الذي جمع بين العلم والتواضع والزهد والاهتمام بشؤون المسلمين، وكل هذا أهّله لأنْ يكون في زمرة العلماء الربانيين، الذين لم ينقطعوا للتعليم والتدريس فحسب وإنما فرغوا أنفسهم للعامة والخاصة، وسنتعرض في هذه العجالة لموقف الشيخ رحمه الله مع قضايا الأمة من خلال موقفه من قضية فلسطين وقضية العراق وقضية "التشيع".

 

موقفه تجاه القضية الفلسطينية:

نعت رابطة علماء فلسطين للشيخ ابن جبرين بقولها: "فقدان الشيخ الداعية ابن جبرين خسارة كبيرة للأمة جمعاء، لاسيما أنه كان مدافعاً من الطراز الأول عن قضايا الأمة الإسلامية وأهل السنة، مجتهداً في قضايا العصر وفق كتاب الله تعالى وسنة النبي عليه الصلاة والسلام، كما كان داعياً إلى الله تعالى على بصيرة. 

وكان ابن جبرين أحد أبرز العلماء الذين دعوا إلى نصرة غزة، حيث انتقد مَن تخاذل عنها خلال العدوان الإسرائيلي الأخير".

لقد كان للشيخ فتاوى ومواقف كثيرة حول الشأن الفلسطيني كان آخرها ما أصدره بعض العلماء والقضاة المجتمعين في مكة المكرمة مناصرة لأهل غزة في العدوان الإسرائيلي الأخير وكان الشيخ رحمه الله على رأس الحاضرين لهذا اللقاء والذي خرج بما سمي بـ(بيان مكة الثاني) والذي نص على جملة من الأمور منها:

* (أن السعي إلى تحرير فلسطين هو واجب شرعي على الشعوب والحكومات، وأن ما تقوم به الفصائل الجهادية لتحقيق هذا المقصود هو من أعظم الواجبات الشرعية ....

* حرمة مبادرات السلام التي تتضمن الاعتراف بحق اليهود في أرض فلسطين، وتطبيع العلاقات معهم.....

* مشروعية الجهاد والمقاومة لأهل فلسطين مادام الاحتلال في أرضهم ويمارس الحصار عليهم ..

* الدعوة لعموم الأمة حكومات وشعوبًا إلى تفعيل سلاح المقاطعة الاقتصادية على كافة المستويات ضد العدو اليهودي، وكل من تعاون معه أو دعمه، واتخاذ كل التدابير الكفيلة بنشر هذه الثقافة ......

* دعوة عموم المسلمين لمد يد العون لإخوانهم في غزة بكافة أنواع الدعم، والسعي لكفالة أسر ضحايا العدوان، والعمل على إعادة إعمار ما تم هدمه وتخريبه على يد العدو اليهودي).

من جانبه أثنى الشيخ رحمه الله في كلمته في اللقاء على الدور الذي يبذله أهل الجهاد في غزة من كبت للعدو اليهودي الذي يخطط ويطالب بكثير من بلاد المسلمين، حتى إن مطامعهم في دولة إسرائيل الكبرى تصل إلى شمال المدينة.

وأوصى ابن جبرين العلماء بالتواصل مع الناس مذكرا أن حرب هؤلاء الأعداء دينية وليست لأجل الأشخاص.

ونبه رحمه الله أن ما أصابنا وأصاب أهل غزة هو من الابتلاء الذي ذكره الله عز وجل، وطلب من الجميع الجهاد بالمال والدعاء، وأشار إلى ذلة اليهود وقال: إن ما دفع اليهود وشجعهم هو تعاون الصليبيين معهم، مبشراً أن هذا العدو سينهزم تحقيقا لإسلامنا وديننا، ثم ختم كلمته بالدعاء على اليهود وأتباعهم،والنصرة والتمكين للمسلمين (1).

وقد أصدر الشيخ بيانا حول وجوب نصرة المسلمين في غزة ومما جاء فيه: (قد اشتهر ما أصاب المسلمين في قطاع غزة من دولة فلسطين، في السنوات الماضية، وفي الأيام القريبة، من الحصار الاقتصادي الشديد، الذي قامت به الدولة الصهيونية الكافرة، ومن يساعدها من سائر دول الكفار، حتى تضرر المواطنون في قطاع غزة من هذا الحصار الذي أنهكهم وأضعفهم ، فلما أيقن العدو بضعفهم وقلة حيلتهم وهوانهم حتى على أقرب الناس إليهم أحدق بهم هذه الأيام، ورماهم بالصواريخ والقاذفات، وأهلك الحرث والنسل، وقتل وجرح وأدمى ما جاوز ألف شخص من مدنيين وعسكريين، ونساء وأطفال، وقصده إبادة المسلمين الذين لهم تواجد في تلك الدولة، وتسميتهم بالإرهابيين، لقيامهم بالدين الإسلامي، وكذلك مدافعتهم عن أنفسهم وعن أسرهم دفع الضعفاء بقدر ما يستطيعون، ولاشك أن اليهود أعداء للإسلام .. وعلى هذا فالواجب على أولئك المسلمين المنكوبين أن يصبروا ويحتسبوا الأجر في هذه المصيبة ..... ونوصيهم أيضًا بالقيام بقدر ما يستطيعون من المقاومة والمدافعة، ويعتمدوا على ربهم ويطلبوا منه النصر على الأعداء، ويثقون بنصر الله تعالى، .. ثم نذكر المسلمين في كل مكان بحقوق الأخوة الإسلامية العامة، فإن المسلمين إخوة في كل مكان، وأن أولئك المسلمين من أهل غزة من أحق من يحتاجون إلى نصر إخوانهم المسلمين بقدر الاستطاعة، حتى يرتفع عنهم ظلم الأعداء وجورهم، وهكذا مطالبة أولئك الأعداء في كل محفل برفع هذا الظلم الذي ليس له مبرر ولا سبب من الأسباب، وتخويف أولئك الأعداء من عواقب هذا الظلم والاعتداء.

كما نوصي المسلمين في كل مكان بالدعاء لإخوانهم المسلمين بالنصر والتمكين، ونرى جواز القنوت في الصلوات كلها، أو في صلاتي المغرب والصبح، دعاء للمستضعفين، ودعاء على المعتدين الظالمين، كما نتواصى أيضًا بالمسارعة إلى مساعدتهم ماديًا ومعنويًا إذا تيسر ذلك، كالتبرع لهم بالمال، ليكون قوتًا يقتاتون به، حيث قد أهلك العدو الحرث والنسل، وكذلك أيضًا التبرع بالدم لحاجة مرضاهم، واستقبال أولئك المرضى والجرحى وعلاجهم بقدر الاستطاعة، رجاء أنهم يعيشون ويسعدون في الحياة مع أهليهم وأولادهم، وهكذا إرسال المعونات العينية، كالكسوة والأطعمة والأواني، وكل ما هم يحتاجون إليه) (2).

كما وجه نصيحة إلى الرئيس المصري يوصيه فيها بنصرة أهل غزة ودعمهم جاء فيها (نوجه هذه النصيحة لحاكم مصر العربية الإسلامية، تتضمن الوصية بالرحمة للإسلام وللمسلمين، فإن الله تعالى وصف نفسه بالرحمة، وكذلك وصفه نبيُّه صلى الله عليه وسلم وحثّ العباد على التراحم بينهم، فقال صلى الله عليه وسلم: «الراحمون يرحمهم الرحمن»، «ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء»، وقال صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمنين في توادِّهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى».

وبما أن إخواننا المسلمين في منطقة غزة من فلسطين قد نالهم الأذى من العدو الغاشم المتمثل في اليهود، والذين تمكنوا في دولة فلسطين، وفرضوا سيطرتهم وقوتهم على المسلمين، وتطاولوا على هذه المنطقة، فقتلوا الأبرياء، وسفكوا الدماء، وأهلكوا الحرث والنسل، وهدموا المساجد، وهدموا البيوت، واستحلوا المحارم، فإن من الواجب على حاكم مصر أن يساعدهم ولو بتقبُّل اللاجئين الذين يهربون من القتل والأذى، وتقبُّل الجرحى لعلاجهم، وما في الإمكان من مساعداتهم المالية، فقد تبرع خادم الحرمين الملك عبد الله آل سعود وولي عهده الأمير سلطان بن عبد العزيز بمبلغ أربعين مليون لإغاثة هؤلاء المنكوبين، وجمع من المواطنين ما يزيد على تسعين مليون ريال سعودي.

وحيث إنّ المسلمين يجب عليهم أن يرحموا إخوانهم، وأن يمدوا لهم الصلة، ويساعدوهم، فإن على حاكم مصر مسئولية كبيرة، حيث إنهم مجاورون له، وأنهم من العرب المسلمين، وأنهم لا يلجئون إلى مصر إلا هربًا من الأذى والقتل، فالمطلوب من حاكم مصر أن يتقبلهم وأن ينقذهم من هذا الهلاك وهذا الظلم الشديد بما يقوم في قلبه وقلوب من حوله من الرحمة، فإن الرحمة لا تنزع إلا من قلب شقيّ).

 

موقفه تجاه القضية العراقية:

لقد شهد للشيخ ومواقفه تجاه العراق قيادة الجيش الإسلامي في العراق كما في بيان الجيش الإسلامي: ( كان رحمه الله تعالى من العلماء المعدودين في زمننا هذا الذين يعتنون بأمر الأمة وما يجري لها من آلام ونكبات وبلايا ورزايا فكان قريبا من واقعها يسأل عنها ويتساءل ولم تكن تأخذه في فتواه لومة لائم، وإننا في الجيش الإسلامي في العراق نشهد له بمواقفه الشجاعة والنبيلة تجاه أهل العراق فقد كان حريصا على أن يسمع أخبار الجهاد والمجاهدين ولم يبخل علينا بنصح وتوجيه) (3).

 من أبرز مواقف الشيخ رحمه الله بيانه المشهور المعنون بـ(وجوب نصرة أهل السنة في العراق) والذي جاء فيه: (فقد انتشر وتحقق ما تعمله الرافـضـة بأهل السنة في العراق، حيث يداهمونهم على حين غفلة، ويقتلونهم قتلاً ذريعاً، ولا يرقبون إلاًّ ولا ذمة، ولا يراعون طفلاً ولا امرأة، ولا شيخاً كبيراً،فيطلقون عليهم النار لإبادتهم، وقد يحرقونهم داخل المنازل والدور) (4).

 

موقفه من الشيعة:

في بيان الشيخ بخصوص اعتداء الشيعة على سنة العراق، فصل فيه معتقد الشيعة في النقاط التالية:

-  تكفيرهم لصحابة النبي صلى الله عليه وسلم.

- طعنهم في أمهات المؤمنين، وبالأخص عائشة وحفصة، ورميهم عائشة بالفاحشة وقد أنزل الله براءتها في القرآن الكريم(5).

- تكفيرهم لأهل السنة في كل زمان ومكان، كما تدل على ذلك مؤلفاتهم وأشرطتهم، ويحكمون عليهم أنهم في النار مخلدون فيها، وهذه عقيدة راسخة فيهم، وأدل دليل فعلهم الآن بأهل السنة في دولة العراق، وانضمامهم إلى النصارى في قتال وإبادة أهل السنة (6).

- طعنهم في القرآن الكريم، لما لم يجدوا فيه ما يؤيد مذهبهم في الغلو في علي وابنيه وزوجته، اتهموا الصحابة أنهم أخفوه وحذفوا منه ما يتعلق بفضائل علي وذريته، وقد ألف شيخهم النوري الطبرسي كتاباً أسماه: "فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب،حشد فيه من النقول المكذوبة ما أمكنه، وهو مقدس على زعمهم، ومؤلفه من أكابرهم.

- ردهم للسنة النبوية الصحيحة، فلا يعتبرون بكتب أهل السنة، كالصحيحين، والسنن،والمسانيد، التي تلقتها الأمة بالقبول، ولو كانت بأصح الأسانيد، حيث إن فيها فضائل الصحابة، وإن رجال الأسانيد من أهل السنة، مع أن العلماء رحمهم الله قد نقحوا تلك الأسانيد، وتكلموا على الرجال من يقبل ومن لا يقبل (7).

- غلوهم في علي والحسن والحسين وفاطمة رضي الله عنها، فهم يصفونهم بصفات الغلو والإطراء (8) حتى عبدوهم مع الله، وصرفوا لهم خالص حق الله، ودعوهم في الملمات والمضائق، ورووا في حقهم وفضائلهم أكاذيب هم في غنى عنها، مما لا يصدق بها من له أدنى مسكة من عقل، وذلك دليل على ضعف عقولهم وتمسكهم بالأكاذيب التي تلقوها عن علماء الضلال.

- بدعهم الكثيرة التي تدل على ضعف العقول، ومن أشهرها ما يقيمونه من المآتم والحزن سنوياً في يوم عاشوراء، حيث يضربون صدورهم وخدودهم، ويطعنون أنفسهم بالأسلحة، حتى يسيلوا الدماء، وينوحون ويصيحون، مما يدل على سخافة وخفة العقول، وكذا ما ابتدعوه من عيد يسمونه "عيد الغدير"، مما لا أصل له عن الأئمة الاثني عشر ولا عن غيرهم، إلى غير ذلك من بدعهم وأكاذيبهم (9).

فتبين هنا أن ما أثاره الشيعة من حملات إعلامية ومظاهرات (في أوربا وأمريكا) وصفت الشيخ بأنه "الحاخام الوهابي" وأنه المحرض الأول على إبادة الشيعة في العراق، وكذلك بعض الدعاوى القضائية ضد الشيخ بتهمة إبادة الجنس البشري، وارتكاب ضد الإنسانية هي واحدة من كذباتهم وحملاتهم التبشيعية لعلماء المسلمين وللدعوات الإصلاحية، لأن الشيخ لم يأت بشيء من عنده ولم يحدث قولاً لم يسبقه إليه أحد.

 

موقفه من حزب الله

لم يصدر الشيخ رحمه الله تعالى فتوى بخصوص الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله في شهر تموز 2006، وفتواه في هذا الصدد  قديمة (1423هـ/2002م) حيث شاع بين أهل السنة الاغترار والافتتان بما يظهره حزب الله من عداء لليهود وكان نص الفتوى كالتالي:

(بدأ في الآونة الأخيرة ظهور بعض المنادين بنصرة حزب الله اللبناني. هذا الحزب رافضي موالٍ لإيران، وسؤالنا: هل يجوز نصرة حزب الله الرافضي؟ وهل يجوز الانضواء تحت إمرتهم؟ وهل يجوز الدعاء لهم بالنصر والتمكين؟ وما نصيحتكم للمخدوعين بهم من أهل السنة)؟

الجواب :

لا يجوز نصرة هذا الحزب الرافضي، ولا يجوز الانضواء تحت إمرتهم، ولا يجوز الدعاء لهم بالنصر والتمكين،ونصيحتنا لأهل السنة أن يتبرؤوا منهم وأن يخذلوا من ينضم إليهم وأن يبينوا عداوتهم للإسلام والمسلمين وضررهم قديما وحديثا على أهل السنة، فإن الرافضة دائما يضمرون العداء لأهل السنة ويحاولون بقدر الاستطاعة إظهار عيوب أهل السنة والطعن فيهم والمكر بهم، وإذا كان كذلك فإن كل من والاهم دخل في حكمهم لقول الله تعالى: (ومن يتولهم منكم فإنه منهم).

قاله وأملاه عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين في : 7 / 2 / 1423 هـ (10).

والشيخ رحمه الله لم يتراجع عن موقفه حول "حزب الله " حيث جاء في رد الشيخ على من أثار الفتوى القديمة أثناء حرب تموز 2006 (هذه الفتوى قديمة صدرت منا في تاريخ 7/2/ 1423 هـ، والواجب على الذين نشروها أن يبينوا ما تتعلق به وأن يتثبتوا فيها قبل نشرها وأن يردوها إلى من صدرت منه حتى يبين حكمها ويبين مناسبتها، وهي لا تتعلق بما يسمى حزب الله فقط، فنحن نقول: إن حزب الله هم المفلحون، وهم الذين قال الله تعالى فيهم: (أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون)، وأما الرافضة في كل مكان فهم ليسوا من حزب الله، وذلك لأنهم يكفّرون أهل السنة، ويكفرون الصحابة الذين نقلوا لنا الإسلام ونقلوا لنا القرآن، وكذلك يطعنون في القرآن ويدعون أنه محرف وأنه منقوص منه أكثر من ثلثيه، وذلك لما لم يجدوا فيه شيئاً يتعلق بأهل البيت، كذلك هم يشركون بدعاء أئمتهم الذين هم الأئمة الاثني عشر، هذا هو مضمون تلك الفتوى؛ فإذا وجد حزب لله تعالى ينصرون الله وينصرون الإسلام في لبنان أو غيرها من البلاد الإسلامية، فإننا نحبهم ونشجعهم وندعو لهم بالثبات.

وحيث أن الموضوع الآن موضوع فتنة وحرب بين اليهود وبين من يسمون حزب الله، واكتوى بنارها المستضعفون ممن لا حول لهم ولا قوة، فنقول لا شك أن هذه الفتنة التي قام بها اليهود وحاربوا المسلمين في فلسطين وحاربوا أهل لبنان أنها فتنة شيطانية وأن الذين قاموا بها وهم اليهود يريدون بذلك القضاء على الإسلام والمسلمين حتى يستولوا على بلادهم وثرواتهم، وهذا ما يتمنونه ولكن نقول: (يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره) وندعو الله تعالى أن ينصر الإسلام والمسلمين في كل مكان وأن يمكن لهم دينهم الذي ارتضاه لهم وأن يبدلهم بعد الخوف أمناً وبعد الذل عزاً وبعد الفقر غنى، وأن يجمع كلمتهم على الحق وأن يرد كيد اليهود والنصارى والرافضة وسائر المخالفين الذين يهاجمون المسلمين في لبنان وفي فلسطين وفي العراق وفي الأفغان وفي سائر البلاد الإسلامية، وأن يقمعهم ويبطل كيد أعداء الله الطامعين في بلاد المسلمين، وندعو الله سبحانه وتعالى للمسلمين أن يردهم الله إلى دينهم الحق، وأن يرزقهم التمسك به وان يثبتهم على ذلك، حتى يعرفوا الحق وحتى ينصرهم تعالى (ولينصرن الله من ينصره ان الله لقوي عزيز) والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 قاله وأملاه عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين 3/7/1427هـ).

أما ما يسمى بحزب الله فقد تبين للجميع حقيقة ما يرمي إليه من أفعاله وخطابه الظاهري فضلا عن وقوفه وراء تدريب مليشيات الذبح والإجرام في العراق وكان للمجاهدين في العراق كلمة في حقه، أما على الأرض فقد انكشف الوجه الحقيقي للحزب بعد أحداث 7 أيار 2008 التي استبيحت خلالها كرامة أهل السنة في لبنان، هذا اليوم الذي جعله حسن نصر الله من أيام المقاومة المجيدة!!، مقاومة تساوي بين دم الجندي الصهيوني والمسلم السني!!

 

كلمة أخيرة

إن الشيخ رحمه الله تعالى قد أفضى إلى ما قدم، ولم يضره كلام الشيعة ولا مكرها و قد سمع العالم كله من الثناء والمديح لجهود الشيخ الشيء الكثير، فقد أثبت الله تعالى لابن جبرين الشكر والمدح بعد وفاته، ومن بين الذين نعوا الشيخ حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ورابطة علماء فلسطين وهيئة علماء فلسطين وعلماء السعودية ومصر والكويت والمجاهدون في العراق .

 

 

 

[1]- صحيفة القدس العربي ( 22/1/2009).

[2]-  منشور على موقع الشيخ الرسمي بتاريخ ( 1/1/1430هــ)

[3]- بيان الهيئة الشرعية للجيش الإسلامي في العراق.

[4]- تاريخ البيان (2 صفر 1428هـ).

[5]- وهاتان المسألتان تكلم عليها من العلماء الموسومين بالاعتدال كالقرضاوي وشيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي وجبهة علماء الأزهر وغيرهم في مناسبات كثيرة، وخاصة بيان التضامن مع القرضاوي بسبب اتهام الشيعة له بأنه "ناصبي" الذي وقع عليه أكثر من 25 عالما من علماء السودان ومصر الكويت والسعودية والأردن.

[6]-  وقد ندد الشيخ يوسف القرضاوي بجرائم إبادة أهل السنة في العراق وأكد في تصريحات لصحيفة الأهرام العربي أن ما يجري في العراق معناه أن هناك حرب إبادة مبيتة للسنة‏ وقال:‏ "لن أسكت على ذلك" صحيفة الأهرام العربي (13/1/2007) العدد 512 .

-[7] وهذا الأمر معلوم من دين الشيعة بالضرورة لا يجادل في رده أو إنكاره أحد من المسلمين.

[8]-  انظر كلام الدكتور القرضاوي في بيانه حول موقفه من الشيعة ، البيان صادر الأربعاء ( 17/9/2008) ومنشور على الموقع الرسمي للشيخ.

[9] يرفض جميع علماء المسلمين بدع الشيعة وخاصة بدع يوم عاشوراء وممن نص على حرمة هذه الأفعال وكراهتها الإمام القدوة عبد القادر الكيلاني شيخ الصوفية، وحجة الإسلام الغزالي، وشيخ الإسلام ابن تيمية والحافظ ابن رجب الحنبلي والإمام ابن كثير الشافعي الدمشقي، ومن متأخري الحنفية العلامة المحقق حقي إسماعيل البروسوي، ومن المعاصرين العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله والدكتور يوسف القرضاوي.

[10] رقم الفتوى ( 4174) /فتاوى ابن جبرين.

 



مقالات ذات صلة