الهجوم على القرضاوي لماذا؟

بواسطة أسامة شحادة قراءة 961
الهجوم على القرضاوي لماذا؟
الهجوم على القرضاوي لماذا؟

الهجوم على القرضاوي لماذا؟

 

أسامة شحادة

 

لا تزال بعض الفعاليات الشيعية تشن هجومها الظالم والمتجني على الشيخ القرضاوي بسبب رفضه للغزو الشيعي المنظم في الأوساط السنية، فقد قام  فريق من المحامين الشيعة برئاسة ابن طاهر البديوي دعوى قضائية مستعجلة ضد الشيخ بالمحكمة الشرعية بالدوحة لطرده نهائيا من قطر، وسحب جنسيتها منه. وكان قد سبق هذه الخطوة سلسلة من الاتهامات الباطلة والتي وصفها  المفكر التونسي راشد الغنوشي في مقاله " كلنا يوسف القرضاوي " بأنها " تصريحات سافلة صادرة عن وكالة أنباء إيرانية تدعي مهر تخطت كل الحدود والاعتبارات الأخلاقية والشرعية ". وفي ما يلي نماذج من هذه التصريحات السافلة: "هذا الكلام وما شابهه سبق وأن جاء على لسان حاخامات اليهود...لقد فقد الشيخ القرضاوي وزنه بتفوهه بمثل هذه الكلمات البذيئة.. يحق للشعوب الإسلامية أن تشكك بانتماء الشيخ القرضاوي السياسي وتتساءل: هل بات الشيخ القرضاوي يتحدث بهذه التصريحات المشينة نيابة عن زعماء الماسونية العالمية أو عن الحاخامات اليهود؟...خطر المد الصهيوني أوشك أن يقترب من بيت القرضاوي نفسه حيث أن أبناءه انصهروا تماما بالثقافة الإنجلوساكسونية وابتعدوا عن الثقافة الإسلامية " حسن هاني زاده – خبير الشؤون الدولية بوكالة مهر الإيرانية  للأنباء.

"أنا لم أسمع أنه صدر عنه – القرضاوي- أي موقف ضد التبشير الذي يراد من خلاله إخراج المسلمين من دينهم أو ضدّ اختراق العلمانيين أو الملحدين للواقع الإسلامي" محمد حسين فضل الله في حوار مع صحيفة الرأي الكويتية.

"إنها ناجمة عن ضغوط الفئات التكفيرية والمتطرفة التي تقدم للقرضاوي معلومات كاذبة، إن القرضاوي بتصريحاته هذه لا يتخذ الخطى في مسار انسجام الأمة الإسلامية ومصالحها" محمد علي التسخيري.

من اللافت للنظر أن تصريحات القرضاوي التي هاجمه الشيعة عليها كانت إجابة على سؤال عن  موقفه من الشيعة والوهابية معاً بما ينفي وجود موقف مسبق ضد الشيعة، لكن الشيعة تعاملوا معها بانتقائية غريبة، فقد سألت مراسلة صحيفة المصري اليوم القرضاوي " أيهما تري أنه الأخطر والأكثر نفاذاً: المد الوهابي أو المد الشيعي؟ فأجاب: في السنوات الأخيرة اشتغل الفكر الوهابي بقوة وكان له دعاة ومدعوم والعيب فيه هو التعصب له ضد الأفكار الأخرى وهو قائم علي المذهب الحنبلي، ولكنهم لا يرون ولا يؤمنون إلا برأيهم فهم يعتبرون أن رأيهم صواب لا يحتمل الخطأ، ورأي غيرهم خطأ لا يحتمل الصواب..  أما الشيعة فهم مسلمون، ولكنهم مبتدعون وخطرهم يكمن في محاولتهم غزو المجتمع السني وهم مهيئون لذلك بما لديهم من ثروات بالمليارات وكوادر مدربة علي التبشير بالمنهج الشيعي في البلاد السنية خصوصاً أن المجتمع السني ليست لديه حصانة ثقافية ضد الغزو الشيعي فنحن العلماء لم نحصن السنة ضد الغزو المذهبي الشيعي لأننا دائماً نعمل القول «ابعد عن الفتنة لنوحد المسلمين» وتركنا علماء السنة خاوين".

صدور هذه الاتهامات بحق الشيخ القرضاوي من شخصيات تعد إعلامياً من رموزاً شيعية معتدلة شكل صدمة لدعاة التقريب والمتعاطفين مع الشيعة لأن هذه الاتهامات أخذت طابع التشهير والطعن بشخص القرضاوي وأبنائه وإنكار جهوده ودوره في الدعوة الإسلامية والرمي بالعمالة للماسونية والصهيونية، وفي بيان الشيخ القرضاوي الذي فند فيه اتهامات حسن زاده وفضل الله والتسخيرى ظهرت مرارة الظلم والتجنى بإنكار جهوده المشكورة في نصرة الإسلام وأهله، ومرارة الهجوم السافر غير المبرر من بعض من كان يعتبرهم أصدقاءه من الشيعة.

أما عن سبب تصدي فضل الله والتسخيرى دون غيرهم فيقول العارفون بشؤون النشاط الشيعي أن ذلك بسبب تصدرهم لهذا التبشير الشيعي في المنطقة السنية، ففضل الله يعد من أكبر الناشطين في التبشير الشيعي في سوريا كما رصدت ذلك دراسة المعهد الدولي للدراسات السورية " البعث الشيعي في سوريا "، ولذلك كان تحذير القرضاوي وهو الشخصية السنية المعتدلة ذات الكلمة المسموعة مصدر خطر كبير على مشروع التبشير الشيعي.

و ليست هذه هي المرة الأولى التي يهاجم الشيعية فيها القرضاوي بل سبق أن قام المتشيع المصري أحمد راسم النفيس صاحب كتاب " القرضاوي وكيل الله أم وكيل بني أمية " بسب القرضاوي على صفحات كتابه حتى جعل القرضاوي من ( جمعية عشاق القتلة من بني أمية )!! وفي عام 2007 اتهمت صحيفة "ملي دار" العراقية الشيعية، الشيخ يوسف القرضاوي بتحريض الأكراد على الشيعة كما ذكر ذلك أشرف عبد المقصود الباحث المصري في الشؤون الإيرانية.

ورغم كل هذا الهجوم الظالم من الشيعة على القرضاوي إلا أنه أعاد التأكيد على موقفه المتساهل تجاههم بعكس علماء آخرين فقال في بيانه: " أنكر الشيخ فضل الله اعتباري الشيعة مبتدعة و نسي أني قلت هذا في مواجهة من يقول أنهم كفار" ولم يواجه الاتهامات الظالمة والمتجنية بمثلها، مع تأكيد ثبات موقفه من رفض التبشير الشيعي في الوسط السني فقال: "  ولكن هذا لا يعني أن أرى الخطر أمام عيني وأغضُّ الطرف عنه، مجاملة لهذا وإرضاء لذلك، فوالله ما أبيع ديني بملك المشرق والمغرب... أما ما قلته من محاولات الغزو الشيعي للمجتمعات السنية، فأنا مصر عليه، ولا بد من التصدي له، وإلا خنا الأمانة، وفرطنا في حق الأمة علينا. وتحذيري من هذا الغزو، هو تبصير للأمة بالمخاطر التي تتهدَّدها نتيجة لهذا التهوُّر، وهو حماية لها من الفتنة التي يُخشى أن يتطاير شررها، وتندلع نارها، فتأكل الأخضر واليابس. والعاقل مَن يتفادى الشرَّ قبل وقوع".

إن محاولة فضل الله والتسخيري نفي وجود نشاط تبشيري شيعي في البلاد السنية محاولة فاشلة، فقد اعترف به حسن زادة في هجومه على القرضاوي !! كما أن مواقع مراجع الشيعة الإلكترونية تروج للمتشيعين من السنة وكتاباتهم، وهي مليئة بكل القضايا الإشكالية بين السنة والشيعة من سب الصحابة والطعن في أمهات المؤمنين وبعضهم أردنيين مع الأسف، ومن يطالع المنتديات الشيعية المخصصة لكل بلد سني يدرك حجم النشاط المبذول على هذا الصعيد، خاصة إذا علمنا أن الميزانية المخصصة لنشر التشيع لهذا العام بحسب موقع " شيعة نيوز" يبلغ 2.3 مليار دولار!!! 

لقد تعامل الوهابيون مع هذه التصريحات على أنها وجهة نظر للقرضاوي يرون أنها لم تنصفهم لكنهم لم يجعلوا منها قضية، بعكس الشيعة الذين أقاموا الدنيا دون وجه حق، فلماذا؟؟؟

يرجح بعض الخبراء بالشأن الشيعي أن هناك حالة من النشوة والشعور بالقوة لدى المجتمع الشيعي بسبب مكاسبه السياسية في العراق ولبنان والبحرين إضافة إلى قرب امتلاك إيران للسلاح النووي، جعل النخب الشيعية تتجاوز وتتطاول أحياناً في مواقفها أو تصريحاتها، لترسيخ نوع من الحصانة والتقديس لكل ما يتعلق بالطائفة الشيعية، عبر فرض نوع من الإرهاب الإعلامي والمادي لإسكات كل صوت يتصدى لهذا المشروع بالنقد مما يجعل الساحة السنية مستباحة من قبل أدوات تنفيذ المشروع الإيراني أو الشيعي دون مقاومة أو تحذير، ويذكرون من أمثلة ذلك:

1-   سب كبير علماء شيعة البحرين قبل أشهر لأئمة الحرمين الشريفين دون سبب.

2-   تهديد الصحفي اللبناني أحمد الأيوبي قبل سنة بسبب مقالاته عن حزب الله بوضع قنبلة يدوية على عتبة باب منزله.

3-   مهاجمة مكاتب إحدى القنوات الفضائية بالكويت بسبب مسلسل تناول قضية زواج المتعة.

4-   مهاجمة تصريحات العاهل الأردني والرئيس المصري بخصوص الهلال الشيعي.

5-   احتلال بيروت من قبل حزب الله.

6-   مهاجمة قناة الجزيرة بسبب برنامج نقد مقدمه السيستاني.

 

سبق أن قلنا إن تأجيج الصراع الطائفي ليس في مصلحة المسلمين، لكن الغريب أننا نفتقد الطرف الشيعي العاقل في إخماد هذه الفتنة، فلم نجد أبداً من يدافع عن القرضاوي من عقلاء الشيعة بل عقلاؤهم المفترضون هم الذين هاجموه دون وجه حق!

كما أننا نفتقد الصوت الشيعي العاقل الذي يستنكر ما يحدث في مشاركات بعض الشيعة على قناة المستقلة من هجوم سافر على الصحابة وثوابت الإسلام، وأيضاً نفتقد الصوت الشيعي المعتدل في التصرفات السياسية العدوانية الطائفية تجاه الغالبية السنية من قبل القوى الشيعية في إيران والعراق والبحرين وغيرها، فلماذا يحضر دوماً المجانين من الشيعة ويغيب العقلاء منهم؟!

 



مقالات ذات صلة