تواصل إيران تدبير المؤامرات ضد القضية الفلسطينية لخدمة الاحتلال "الإسرائيلي"، إذ إنها بحسب مختصين في الشؤون السياسية وملف قضية السلام في الشرق الأوسط تسعى إلى دمج "حركتي حماس والجهاد" الفلسطيني في كيان واحد تحت رعايتها.
محاولات إيران
وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة والخبير الإستراتيجي د.طارق فهمي: إن رئيس "حركة حماس" في قطاع غزة يحيى السنوار كشف عن لقاء عقد قبل أيام بين قيادات سياسية وعسكرية لـ"حركتي حماس والجهاد الإسلامي"، يستهدف محاور عدة هي: نقل رسالة من "حماس" إلى "إسرائيل" بأن "حركة الجهاد" تتجاوب مع مشروع الهدنة طويل الأجل وأنه لن يخترقها في المدى المنظور، وكذلك الرد على القيادات الأمنية "الإسرائيلية"، التي هددت باستئناف سياسة الاغتيالات للقيادات السياسية لـ"حركة حماس" وليست الميدانية بأنه سيكون هناك موقف موحد تجاه أية مستجدات، إضافة إلى التجاوب مع مطلب إيران بتوحيد الإطار السياسي والعسكري لـ"حركتي حماس والجهاد" في منظومة واحدة مع ضم "حركة صامدون" أيضا، وهذا الطرح تمت مناقشته أيضا في لقاءات "حماس" والمسؤولين الإيرانيين في طهران منذ عدة أسابيع.
وشدد فهمي على صعوبة توحد قيادة "حماس والجهاد" في كيان واحد، لتضارب الأولويات وتناقض البرامج والحسابات السياسية المصلحية والتباين في العقيدة القتالية وتعقد منظومة العمل العسكري لكل "حركة"، مؤكدا أنه كانت هناك محاولات سابقة لتوحيد "الحركتين" بالكامل وفشلت، وكانت أيضا وراءها إيران.
اختراق الداخل
ويرى الباحث في "حركات الإسلام السياسي" مصطفى حمزة أن إيران اخترقت الشأن الفلسطيني عن طريق "حماس"، التي تلقت منها دعما ماليا كبيرا عبر غطاء الجمعيات الخيرية، مشيرا إلى أن قيادات "حماس" لن ترفض أية إملاءات إيرانية في مقابل الحصول على المال، لذا ليس مستغربا أن تكون "حماس" هي الورقة الرابحة لنظام الملالي الساعي لتكريس الانقسام الفلسطيني، فضلا عن أن طهران تبحث عن دور في صفقة القرن.
تناقض أهداف
وفي السياق، يضيف الباحث الفلسطيني بالعلوم السياسية د.خالد الشيخ: إن وثيقة "حركة حماس"، التي صدرت مؤخرا تتناقض تماما مع أهداف ومبادئ "حركة الجهاد الإسلامي" ومع أن "الحركتين" غير منطوتين تحت راية "منظمة التحرير الفلسطينية" إلا أن الاندماج بينهما مستحيل؛ نظرا لاختلاف مشاريع كلتا "الحركتين"، فـ"حركة الجهاد" تحمل مشروعا إيرانيا والأخرى تحمل مشروع مَنْ يدفع أكثر.
وكان وفد من "حماس" قد زار إيران في يوليو الماضي برئاسة نائب رئيس المكتب السياسي لـ"الحركة" صالح العاروري، الذي التقى على خامئني، وصرح العاروري بأن «المقاومة الفلسطينية وإيران في جبهة واحدة»، واتهم دولا في المنطقة بأنها تقف خلف صفقة القرن.
وأعلن خامنئي خلال اللقاء عن استعداد نظام طهران لرفع دعمها المالي الشهري لـ"حماس" إلى 30 مليون دولار.
المصدر : اليوم
16/12/1440
17/8/2019