خطابان إخوانيان سوري ومصري تجاه الحوثيين
أحمد موفق زيدان
التاريخ: 27/11/1430 الموافق 15-11-2009
الإخوان المسلمون في سوريا التنظيم الإخواني الوحيد الذي خالف حتى الآن المرشد العام لتنظيم الإخوان المسلمين العالمي محمد مهدي عاكف حين دعا العاهل السعودي الملك عبد الله إلى التعامل بحكمة في الرد على الحوثيين وهم يخترقون الأراضي السعودية ويهددون وحدة اليمن، بينما جاء بيان الإخوان المسلمين السوريين منذرا ومحذرا من مشروع تدميري ممتد من سوريا ولبنان والعراق إلى اليمن والسعودية يهدف إلى زرع كيان من أجل تمزيق الأمة .. ولم يكتف الإخوان المسلمون في سوريا بتوصيف الحالة وإنما طالب الإخوان السوريون برئاسة المراقب العام الأستاذ علي صدر الدين البيانوني بمشروع يقف في وجه المشروع التدميري هذا ...
بالطبع هاتان الرؤيتان نابعتان من خلفيات معرفية وتراكمات خبرة مختلفة لفهم الأحداث، وإن كان الأصل أن يحتكم الكل إلى العقيدة والشرع في توصيف حالة والحكم عليها ، فالإخوان السوريون بنظرهم عانوا ولا يزالون من الطائفية بتحكم الأقلية العلوية في مرافق ومفاصل النظام السوري .. بينما ذلك غير موجود في إخوان مصر، حيث تتماهى كثير من مواقفهم مع الخط الإيراني ـ السوري بذريعة المقاومة والممانعة وهي شعارات لم ترق أبدا إلى التطبيق العملي، بله ظهر عكسها في التعاون والتنسيق الأميركي الفاضح في كل من العراق وأفغانستان ....
للأسف الشديد فإن التنظيم الدولي صمت إزاء الأخطاء القاتلة التي ارتكبها ممثلوه في أفغانستان من أمثال الرئيس السابق برهان الدين رباني وعبد رب الرسول سياف الذين تعاونا مع الأميركيين، ثم صمت التنظيم نفسه عن تعاون الإخوان المسلمين العراقيين مع الاحتلال الأميركي، لكنه خرج للعلن ينتقد ويطالب الإخوان المسلمين في سوريا بالتصالح مع النظام، والتنظيم الدولي يدرك أكثر من غيره تعنت النظام ورفضه القبول بالآخر بأي شكل من الأشكال ..
اللافت أن موقف الإخوان المسلمين في سوريا يأتي بعد فترة هدنة عام تقريبا مع النظام السوري حيث علق الإخوان في سوريا نشاطاتهم بسبب حرب غزة وبتشجيع من الخط الإخواني العام والذي توج لاحقا بوساطة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان للتوسط مع النظام السوري، لكن كل ذلك لم يجد ولم يحقق أي نتيجة، ليعلن الإخوان لاحقا موقفهم ضمن رسالة تم تسريبها إعلاميا عبر موقع سوري معارض " سوريون نت" وهم يتهمون النظام باضطهاد الطيف السني وهي لغة غير مسبوقة في الخطاب الإخواني ...
الإخوان في سوريا يرون أنهم و معهم الشعب السوري ربما الضحية الأولى والأساسية من وراء أي تقدم للمشروع الإيراني السوري، وهو يتقدم في ظل دراسة أميركية مهمة نشرتها النيويورك تايمز أخيرا عن تراجع الدور المصري ـ السعودي في المنطقة وتقدم المشروع السوري ـ الإيراني بسبب التباين في موقف عناصر المحور الأول على عكس المحور الثاني وتحديدا في طريقة التعاطي مع النظام السوري ...
الأهم من ذلك أن الإخوان المسلمين ربما سيظهرون الآن وكأنهم يخرجون خارج السرب الإخواني تماما، فالحركات الإخوانية في مجملها بالعالم العربي متماهية مع الاستراتيجية الإيرانية ـ السورية بحجة دعمها اللفظي للمقاومة في فلسطين، بينما هي تضرب ملفات خطيرة للأمة على مستوى العراق وأفغانستان واليمن والصومال وغيرها من نقاط ساخنة، يسعى المشروع الإيراني إلى كسب أوراق بيديه من أجل تعزيز موقفه التفاوضي مع الغرب ...
المصدر: صحيفة المصريون