لكم اللهُ يــــا أهل الشـــام

بواسطة الشيخ: احمد السالم قراءة 1059
لكم اللهُ يــــا أهل الشـــام
لكم اللهُ يــــا أهل الشـــام

أغسطس 14, 2012

الشيخ عبد الله السالم

الحمدُ للهِ المبدئِ المعيدِ ، الفعالِ لما يريدُ ، ذي العرشِ المجيدِ ، والبطشِ الشديدِ ، وأشهد أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ ، وأشهدُ أن سيدَنا محمداً عبدُهُ ورسولُهُ ، صلى اللهُ وسلم عليه ،وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الوعيدِ ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَائلونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ).أما بعدُ: أيهُا الأخوةُ في الله : فَإنَّ القلبَ ليتقَطَّعُ ألماً وحسرةً ، مِمّا يجري لإخوننا المسلمينَ في الشام ، من جرائِمَ قتلٍ وتعذيبٍ ، تَهتَزُّ له النفوسُ المُسلمةِ المؤمنه ، يتأثرُ المسلمُ ويتقطعُ قلبهُ ألماً وكمداً وحسرةً ، عندما يَسمَعُ ويرى قَتَلَ أخيهِ المُسلم ، على أيدٍ آثمةٍ ، وأنفُسٍ شريرةٍ مُجرمةٍ ، قومٌ يجرّون الضغائن ، ويحملون مسمومَ الدفائن ، ملأُ الشامَ عُدواناً ، وأشعلوها نيراناً ، جرائمٌ بَشِعةٌ ما سمع به التاريخ ، لقد بلغ السيلُ زُباه ، والكيدُ مداه ، والظلم منتهاه ، إفكٌ وافتراء ،وأراقتُ دماء ،واللهُ عزَّ وجل يقول (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًاعَظِيمًا [النساء:93]، ويقولُ سبحانه: ( مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًابِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا [المائدة:32]، نَظَرَ e إلى الكعبةِ المشرفةِ ، وقالَ {ما أعظمَكِ! وما أشدَّ حُرمَتِكِ! والذي نفسي بيدِهِ، لَلمؤمنُ أشدُّ حرمةً عند اللهِ تعالى منكِ } وهو القائلُ عليه الصلاةُ والسلامُ: { لَزوالُ الدنيا أهونُ على اللهِ من قتلِ امرئٍ مسلمٍ }وهؤلاءِ الظلمةِ القتلةُ بالشام، قتلوا الصغار والكبار ،ومارسوا أنواع الدمار ، وما زالوا إلى اليوم يسُومُونَهُم سؤ العذاب ، يُقَتِّلُونَ الرجالَ والنساء وَيَزُجُّونَ بِبعضِهم في السُّجُونِ ، ويغتصبون النّساء ، وينهبون الأموال علانية ، ويُدَّمِرون المنازل والممتلكات ، وما يُبثُ في وسائل الأعلام ، يُعتبرُ أقل القليل ، من بطشِ هؤلاءِ الظلمةِ المجرمين ، بإخوانِنَا وأهلِنَا في الشام ، تلك البلادُ المباركة ، والذي قال الله فيها على لسان موسى عليه السلام (يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ) (المائدة:21) وقال تعالى عن إبراهيمَ ولوطٍ عليهما السلام (وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطاً إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ) (الانبياء:71) وقال سبحانه (وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ) (الانبياء:81) وقال تعالى ( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ)(الاسراء: من الآية1) وعن زيد بن ثابتٍ الأنصاري -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله e يقول”يا طوبَى للشام، يا طوبَى للشام، يا طوبَى للشام, قالوا: يا رسول الله! وَِلمَ ذلك؟ قال: تلكَ ملائكةُ الله باسِطوا أجنحتها على الشام”. رواه الترمذي وصححه الألباني .وعن عبد الله بن حَوالة قال: قال رسول الله e:”ستجندون أجنادًا، جُنْدًا بالشام، وجُنْدًا بالعراق، وجندًا باليَمَنِ”, قال عبد الله: قلت: خِرْ لي يا رسول الله! فقال: “عليكم بالشام، فمن أبى فليلحق بيمنه، ولِيَسْتق من غُدْرِه، فإن الله -عز وجل- قد تكفَّل لي بالشَّامِ وأهلِهِ”. رواهُ أبو داوود وأحمد وصححه الألباني . قلت ومَنْ تَكفَّلَ اللهُ به فلن يُضيعَه. فلكُم اللهُ يا أهلَ الشَّام ، لقد بلغ السيل زُباه، والكيدُ مداه، والظلم منتهاه، والظلم لا يدوم ولا يطول، وسيَضمحلّ ويزول ، ((وَسَيَعْلَمُ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ أَىَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ)) أين الذين التحفوا بالأمن والدَّعَة، واستمتعوا بالثَّروةِ والسَّعة، من الأمم الظالمة الغابرة الظاهرة القاهرة؟! لقد نزلت بهم الفواجع، وحلّت بهم الصواعق والقوارع، فهل ( تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً) ؟!فمهما بلغت قوّةُ الظَّلُوم ، وضَعفُ المظلُوم ، فإنَّ الظالم مقهور مخذول، مُصفّد مغلول، وأقربُ الأشياء صَرْعَةُ الظلوم، وأنفذ السهام دعوةُ المظلوم، {تُحْمَلُ عَلَى الْغَمَامِ وَتُفْتَحُ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَوَاتِ وَيَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ وَعِزَّتِى لأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ}،اللهم انصر إخواننا في بلاد الشام ،أقول ما تسمعون هذا واستغفر الله العظيم العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين والمؤمنين من كل ذنب، فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم

 



مقالات ذات صلة