التدخل الأمريكي لصالح الرافضة

بواسطة مركز التأصيل للدراسات والبحوث قراءة 1491
 التدخل الأمريكي لصالح الرافضة
التدخل الأمريكي لصالح الرافضة

 

8-7-2014

لم يعد يحتاج المتابع للسياسة الأمريكية مؤخرا أي عناء أو جهد لإثبات التقارب الإيراني الأمريكي الظاهر للعيان, فقد التقى المشروع الأمريكي مع المشروع الصفوي ضد أهل السنة في المنطقة.

ليس هذا التقارب جديدا أو حديثا كما يظن البعض, بل هو قديم ذو جذور عميقة, إلا أن المرحلة السابقة كانت تقتضي إخفاءه بشعارات عداء وهمية من كلا الطرفين, تضمن للرافضة خداع أهل السنة بعدائها المزعوم لأمريكا و"إسرائيل" حتى تتمكن وتتفوق عليهم ماديا وعسكريا, وتضمن لأمريكا إمكانية القضاء على عدوها الأوحد في المنطقة "أهل السنة", في الوقت الذي يبرز فيه إعلاميا عدوا وهميا هو "طهران".

لم تقتصر نتائج هذا التحالف على كل من سورية والعراق فحسب - حيث الدعم الأمريكي الواضح للعيان للمالكي لضرب المقاومة السنية والتغاضي عن جرائم بشار الوحشية بحق الشعب السوري - بل شمل التفاهم والتقارب دول الخليج أيضا, والتي تزعم أمريكا أنها حليف استراتيجي لها.

فها هو "توماس مالينوسكي" مساعد وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية للشؤون الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل, يقوم بعقد لقاءات سرية مع ممثلين عن جمعية الوفاق الوطني الإسلامية أكبر حركات المعارضة البحرينية الشيعية.

وعلى الرغم من قرار وزارة الخارجية البحرينية اعتبار "توماس مالينوسكي" شخصاً غير مرحب به، ومطالبته بمغادرة البلاد فورا, وذلك بسبب تدخله في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين، وعقده اجتماعات مع طرف دون أطراف أخرى، بما يبين سياسة التفرقة بين أبناء الشعب الواحد، وبما يتعارض مع الأعراف الدبلوماسية والعلاقات الطبيعية بين الدول، إلا أن ذلك لم يلجم تدخل الولايات المتحدة الأمريكية لصالح الرافضة في البحرين وغيرها, ولم يحد من تغلغل النفوذ الأمريكي في المنطقة الذي تستغله مؤخرا لصالح طهران.

فقد عبرت الولايات المتحدة الأميركية عن "قلق عميق" بعد أن أمرت البحرين أمس الاثنين مسؤولا أميركيا زائرا بمغادرة البلاد على الفور, واعتبرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية "جين بساكي" أن المنامة "فرضت شروطا على زيارة مالينوسكي تنتهك البروتوكول الدبلوماسي" حسب زعمها، وبيّنت في بيان أنه تم التنسيق مسبقا لهذه الزيارة، وأن الحكومة البحرينية "تعلم جيدا" أن المسؤولين الأميركيين الزائرين يجتمعون بشكل تقليدي مع مختلف الجماعات السياسية، وفقا لما نقلته وكالة رويترز.

وهذا يعني أن الولايات المتحدة الأمريكية لها الحق في فعل ما تشاء في الدول العربية, وأن مجرد الاعتراض من تلك الدول على تصرفات مسؤولي الولايات المتحدة غير مقبول ولا مبرر, فالقاعدة عندها باتت هي التدخل, والاستثناء والمستغرب هو اعتراض الدولة العربية على ذلك!!

بل وصل تدخل أمريكا لصالح الرافضة في البحرين إلى حد وصف المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية "جين بساكي" جمعية الوفاق الوطني الشيعية بالبحرين بأنهم يمثلون طيفا واسعا للمجتمع البحريني!! الأمر الذي يظهر مدى الانحياز الأمريكي لصالح الرافضة والشيعة ضد أهل السنة في المنطقة.

ونظرا لضعف وفرقة الدول العربية والإسلامية, فإن البحرين مضطرة لأن تؤكد على العلاقات المتينة والثابتة مع الولايات المتحدة, وضرورة ألا تشوبها مثل هذه الشوائب بما يعكر صفوها وتطورها في مختلف المجالات, رغم تدخلها السافر بشؤونها الداخلية.

فإلى متى ستبقى الدول العربية عامة – والخليجية بشكل خاص – تعول على صداقة الولايات المتحدة الأمريكية رغم ظهور خيانتها من خلال تحالفها مع ألد أعداء دول الخليج وأهل السنة عموما "الرافضة"؟!!

المصدر : مركز التأصيل للدراسات والبحوث



مقالات ذات صلة