الشبيهان..المشروع الصهيوني في فلسطين، المشروع الصفوي في العـراق

بواسطة أنور الشيخ قراءة 2023

الشبيهان..المشروع الصهيوني في فلسطين، المشروع الصفوي في العـراق

 

أنور الشيخ

 

لأمتنا العربية والإسلامية ولكل الأمم الحية وانحيازه بالمطلق للمشروع الصهيوني في فلسطين ضد أهدافنا العربية في التحرر والوحدة والتقدم..

أما إيران لا تقل خطورة لشراهة مطامعها في تقويض وتدمير الأمة العربية والإسلامية بل تجاوزت إلى الحد الذي تنافس الكيان الصهيوني في أهدافه لإبقاء العرب مستنزفون بالاحتلال والتجزئة والتخلف ولضرب نهوضنا.. أميركا عدو وغازي ومحتل ولن نهادنه.

السؤال المشروع.. هل يتناوب الكيان الصهيوني وإيران على مزيد من تمزيق وتفتيت حال الأمة الراهن كأدوات للسياسة الأمريكية؟؟؟

ما أثارني ولفت انتباهي هو ما يطرح الآن من قبل الصفويين الجدد في العراق المحتل  ومشروعهم الخطير المراد تنفيذه الذي يهدف إلى إقامة كيان مستقل في جنوب العراق وبعض ضواحي بغداد.. مستندا إلى أسباب ومنطلقات مختلفة تظلمية وبدعاوى تاريخية حقوقية وراهنة لحمايتهم وضمان مستقبلهم من مخاطر تعرضهم.. للاضطهاد من الشعب العراقي واستند هذا المشروع فــي طرحه وترويجه على عدد من النقاط الفكرة، القيادة، التنظيم، الظروف الدولية المواتية وهو ما يشابه المشروع الصهيوني.

الفكرة

الصهيونية طرحت فكرة إقامة كيان لليهود في فلسطين من خلال مجموعة من المفكرين اليهود على رأسهم هرتزل في أواخر القرن الثامن عشر بضرورة صناعة مكان آمن لليهود.

الصفوية طرحت الفكرة بضرورة وجود كيان يؤمن (الشيعة) أو إقليم في جنوب العراق.

الصهيونية استندت في ترويج الفكرة على مظلومية اليهود بسبب تعرضهم  للاضطهاد في أوروبا الرأسمالية (معاداة السامية).

الصفوية يروجون نفس الفكرة بطرح المظلومية في العراق وتعرضهم للظلم منذ أكثر من 1400 عام في بلاد العرب.

القيادة

الصهيونية بدأت بالعمل لتوفير العوامل لإنجاح المشروع الصهيوني في فلسطين بترويج أن فلسطين (أرض الميعاد) لشعب الله المختار تحت يافطة حقهم التاريخي، بشعوذات توراتية زائفة مستغلين ظرف احتلال فلسطين من قبل الاحتلال البريطاني وتحالفهم معهم.

الصفوية عبر المرجعيات الدينية وآياتهم وبنفس التوجه يروجون الآن إقامة كيان وإقليم لهم في جنوب العراق منفصل عن الوطن الآن بشعوذات وبمباركة المرجعيات الخطيرة مستغلين ظرف احتلال العراق الاحتلال الأمريكي.

التنظيم

الصهيونية اعتمدت في تنفيذ المشروع على العصابات الصهيونية الممثلة بالأحزاب والحركات الصهيونية الهاغانا والاشتيرن وغيرها التي ارتكبت المجازر الرهيبة بحق الشعب العربي الفلسطيني لإخضاعهم وتهجيرهم من أرضهم ليقطنوا الخيام.

الصفوية تمارس نفس النهج والأسلوب الصهيوني وذلك من خلال المجلس الأعلى وعصابته فيلق غدر وحزب الدعوة والجلبي وتكوين فرق القتل والموت والخطف والاغتيال والتصفيات والتطهير المذهبي في كافة مناطق العراق وتدعم قوات الاحتلال الأمريكي بتدمير مدن كاملة وتهجيرهم منها واللجوء إلى الخيام.

الصهيونية استخدمت المكر والخبث وذلك بتنفيذ الأعمال الإرهابية والتفجيرات ضد اليهود في الأقطار العربية  والعالم لإجبارهم على الهروب منها والاستيطان في فلسطين وبذلك يوصلوا رسالة لليهود مفادها أن أمنكم أيها اليهود هو في أرض الميعاد وإن حياتكم في خطر من الآخر.

الصفوية الآن يقترفون أبشع الجرائم بحق أبناء الشعب العراقي وإخوتنا وأهلنا من ابنا الشيعة العرب في العراق  بتنفيذ عمليات قذرة بحقهم وفي ضرب الحسينيات وفي مجزرة الحلة وبغداد الجديدة وغيرها من اجل أن يقولوا لأهلنا انتم مهددون من الآخر فعليكم القبول بالدستور الذي يمثل خلاصكم وإنقاذكم وسيوفر لكم كيانكم وملاذكم الآمن.

الصهيونية استفادت من العوامل الدولية المواتية لإنجاح مشروعها الاستيطاني في فلسطين وذاك بالاستفادة من طرف دولي خارجي قوي فكانت بريطانيا آنذاك واستثمرت الوضع الدولي بشكل جيد بل دافعو وتحالفوا مع الاحتلال البريطاني.. الاحتلال وفر الغطاء والدعم لإنجاح مشروعهم.

الصفوية الآن يمارسون نفس الأسلوب والتطبيقات الصهيونية وذلك باستغلال الظرف الدولي وطرف خارجي والمساعدة والدعم لها من خلال مهادنتها للاحتلال الأمريكي للعراق بل والدفاع عنه ودعم بلاد فارس الصفوية الشبيهان الصهيونية والصفوية في الآلية لمشروعهما المقارنة متطابقة في الأسلوب والأهداف النتائج الخطيرة.

السؤال مطروح على الجميع للتنبيه على المخاطر المحدقة في واقعنا العربي والإسلامي الراهن في ظل الاحتلال الأميركي العراق وتوغل الحركة الفارسية الصفوية وهذا ليس بجديد للتذكر فقط..

(الحركة الصهيونية رفعت شعارها من النيل إلى الفرات لما يسمى بدولة إسرائيل) لكن هذا الشعار لا قيمة له، حيث فشلت الحركة الصهيونية في ترجمته واقعيا لعقم كثافته السكانية وضيق رقعته الجغرافية وفقر قاعدته الاقتصادية قياسا لكثافة الوطن العربي سكانيا ومساحة جغرافيتنا وقوة ثرواتنا الهائلة  لكننا نفتقر للإرادة الوطنية وهذا الأمر حالة مؤقتة.. والكيان الصهيوني اعجز من تحقيق ذلك. والاستهجان لما طرحته بلاد فارس أيام الخميني عندما رفعت شعار الطريق إلى القدس أورشليم يمر عبر بغداد والنجف وكربلاء. هل هذه صدفة عندما يتلاقى شعار الحركة الصهيونية من النيل إلى الفرات مع شعار الحركة الفارسية الصفوية من بغداد إلى القدس.. هل يحق لبلاد فارس أن تستبيح وتحتل بغداد لتتلاقي مع استباحة جحافل الحركة الصهيونية ليس للاصطراع إنما لتحقيق وتلاقي المصالح الصهيونية والصفوية  ضد امتنا العربية والإسلامية.

 



مقالات ذات صلة