اعترافات زعيم (حزب خامنئي اللبنانيّ) ومغالطاته (4)

بواسطة الدكتور محمد بسام يوسف قراءة 1648
اعترافات زعيم (حزب خامنئي اللبنانيّ) ومغالطاته (4)
اعترافات زعيم (حزب خامنئي اللبنانيّ) ومغالطاته (4)

صَحوة الموت:

اعترافات زعيم (حزب خامنئي اللبنانيّ) ومغالطاته (4)

 

بقلم : الدكتور محمد بسام يوسف

 

رابعاً: الفتنة الطائفية والحروب بالوكالة

 

لعلّ الصبغة الطائفية وتكريس مفاهيمها، هي أخطر ما جاء على لسان زعيم (حزب خامنئي اللبنانيّ)، وأشدها دلالةً على الفتنة، التي تُعتَبَر الوسيلة المجدية المستخدَمة من قِبَل أصحاب المشروعَيْن المشبوهَيْن: الفارسيّ الصفويّ، والأميركيّ الصهيونيّ. وقد كان خطاب (حسن) في هذه القضية، مُعَفَّراً بالتناقضات والمغالطات والمعايير العجيبة غير الأخلاقية، لأنّ من ينطلق في رؤيته للواقع الذي يجري على الأرض من منطلقٍ طائفيٍ بغيض، لا بدّ أن ينكشف أمره بكل سهولة، نظراً لكبر حجم السوء الذي سينضح من إنائه المريب، ولأنّ رؤيته التي سيبنيها، وبالتالي سيبني عليها مواقفَه وسلوكَه، لن تخرجَ عن (زنزانة) الانتماء الطائفيّ واللهاث وراء فتنته المدمِّرة، وانكشاف المستور في كل ذلك!..

قد يكون أمراً عادياً، أن ينحازَ المرء في لبنان التعدّديّ إلى طائفته، نظراً لتركيبته الاجتماعية الخاصة، وذلك ضمن التقاءٍ كاملٍ على خدمة وطنٍ واحدٍ يجمع كل اللبنانيين.. لكن هذا الانحياز عندما يصبح سافراً ولاهثاً وراء تكريس الباطل، وترسيخ الانحراف، وتبرير الخيانة، لأسباب الانتماء الطائفيّ وحده.. فإنّ ذلك يُسقِط الأقنعة، ويُظهِر زيف الشعارات والمزاعم التي يختبئ خلفها هؤلاء الطائفيون الديماغوجيون!..

(لقد تراجعت احتمالات حرب أميركة على إيران بسبب حرب لبنان)!.. بهذا المنطق ينفِّذ (حزب خامنئي) ما يرسم له الإيرانيون الصفويون، وعلى هذه الرؤية الطائفية تُحاكَم قضايا الحرب والسلم ومعايير النصر أو الهزيمة، فالمهم بالنسبة لحسن وحزبه أن يدرأ السوء عن قمٍّ وطهران، ولو أدّى ذلك إلى خراب بيروت وصيدا وطرابلس!.. فمادامت إيران بخير، وما دامت تتحرّك بحريةٍ ونجاحٍ في مساوماتها على النفوذ في المنطقة مع أميركة.. فإنه النصر المبين، فالحروب التي يخوضها هذا الحزب ليس هدفها تحرير لبنان أو فلسطين.. وإنما هدفها بالتحديد هو: حماية إيران.. إيران التي تجتاح العالَم العربيّ والإسلاميّ بمشروعها القوميّ المتستّر بالإسلام!.. ولهذا (يقول حسن): (قاتلنا في حرب تموز، وسنقاتل في أي حربٍ قادمة)!.. ولهذا فإنّ حزب خامنئي اللبنانيّ (لا ينتظر إجماعاً وطنياً أو شعبياً لبنانياً "لتحرير" الأرض)!.. طبعاً لأن الحروب التي يخوضها لا علاقة للبنان فيها، ولا ترتبط بأهداف اللبنانيين، ولا بأهداف الفلسطينيين والعرب والمسلمين، فعلاقتها وحسب، محصورة بحروب النفوذ الفارسية الصفوية مع القوّة الأميركية الصهيونية، وهي ليست حروباً عدوانيةً بين عدوَّيْن، بل هي حرب نفوذٍ بين متنافسَيْن، والحلبة التي تجمعهما هي أوطان العرب والمسلمين (عدا إيران).. ومع أنّ حزب خامنئي اللبنانيّ هو أحد الأدوات التي تتحكّم بزاويةٍ من زوايا هذه الحلبة، لصالح أحد اللاعبَيْن.. فإنّ النتيجة النهائية لدوره، تخدم مصالح الفريقَيْن معاً، في السيطرة والتفتيت والهيمنة والاحتلال وتمزيق العرب والمسلمين!..

بهذه الرؤية الطائفية العوجاء، يتجاهل (حسن) المقاومةَ العراقيةَ تجاهلاً كاملاً، ويغضّ الطرف، بشكلٍ كاملٍ أيضاً، عن خيانات كل الأحزاب والجماعات الشيعية الصفوية العراقية، المصنَّعة إيرانياً والمحمولة على الكفّ الأميركية الصهيونية.. وذلك لسببٍ شديد الوضوح، هو أنّ الأولى (أي المقاومة العراقية) سنّية، والثانية شيعية صفوية!.. فالخونة المتواطئون مع المحتلّ الأميركي، هم مجرّد فصائل (تؤمن بالديمقراطية والحلّ السياسيّ في العراق)!.. وعدم مقاومتهم ذلك المحتلّ شديد الإجرام.. مجرّد (تجربةٍ سياسية)!.. وكل أفعالهم مبرّرة، حتى لو اجتمعوا وقاموا وقعدوا وأكلوا وشربوا وتصافحوا وراحوا وقدموا وخطّطوا ونفّذوا ونسّقوا وباعوا واشتروا.. مع رامسفيلد وبريمر وبوش ورايس وباول.. وغيرهم من عتاة المحتلّين الأميركيين، قبل الاحتلال وبعده.. أما استقبال رئيس الوزراء اللبنانيّ بصفته الرسمية، وزيرةَ الخارجية الأميركية أو السفيرَ الأميركي في بيروت.. فهذه خيانة عظمى للبنان، ولِما يسميها (حسن) بالمقاومة!.. وأيضاً السبب بسيط وشديد الوضوح، هو أنّ الجعفري والمالكي والحكيم والسيستاني وبحر العلوم والصدر وزبانيته وبطانته.. هم من الصفويين الشيعة، ومن أحبّاء الوليّ الفقيه الفارسيّ.. بينما السنيورة ينتمي إلى أهل السنة!..

على هذا المنطق، وبهذه الرؤية، اكتشف (حسن نَصَر خامنئي) أنّ الرئيس المغدور (رفيق الحريري) رحمه الله، كان (يوائم بين مشروع بناء الدولة والمقاومة)، وهو اعتراف بالغ الأهمية، بِعَظَمَة الرجل السنيّ الذي اغتالوه، ثم حشدوا الألوف المؤلّفة من أنصارهم في 8/3/2005م تحت راية (شكراً) لقاتله، ثم انسحبوا من الوزارة للحيلولة دون محاكمة القاتل، ثم خيّموا في بيروت وحاصروها وعطّلوا الحياة فيها، ثم انقضّوا عليها بسلاح (المقاومة) المزعومة، وأول المؤسّسات التي انقضّوا عليها وغدروا بها في بيروت الغربية، وأشبعوها تدميراً وتحريقاً وقصفاً وفتكاً.. هي المؤسّسات التي بناها (رفيق الحريري) لتكونَ درءاً للمقاومة الحقيقية!.. فهل هناك نفاق أشدّ من هذا النفاق الذي يُشهِره (سيّد المقاومة) المزعوم؟!..

على النسق نفسه، فقد (ذهب حزب خامنئي اللبنانيّ إلى الدوحة) –كما يزعم حسن- (لينقذَ لبنان من الفتنة الطائفية)!.. متجاهلاً بزعمه هذا، حتى تلك اللحظة، أنّ هذه الفتنة الطائفية العميقة في جراحها وذيولها، هو وحده مَن صنعها، وعمّقها، ونفّذها، وارتكبها بسلاحٍ يزعم أنه استخدمه (لحماية) سلاح المقاومة!.. فأيّ قناعٍ هذا الذي يحتجب وراءه حزب ولاية الفقيه وسيّده الطائفيّ؟!..

 

الثلاثاء في 3 من حزيران 2008م

تَمّت

 



مقالات ذات صلة