حكومة حماس و مطاردة الرافضة في غزة إلى أين ؟

بواسطة محمد الشاعر قراءة 1018
حكومة حماس و مطاردة الرافضة في غزة إلى أين ؟
حكومة حماس و مطاردة الرافضة في غزة إلى أين ؟

حكومة حماس و مطاردة الرافضة في غزة إلى أين ؟

 

غزة – محمد الشاعر – لجنة الدفاع عن عقيدة أهل السنة – فلسطين

12-2-2012

ان المؤمن الحقَّ صاحبَ العـقيدة الصحيحة ليرى عجبا مما يحدث في ديار الإسلام من تقلبات منهجية تتقلب بين الحين و الآخر تبعا للمصلحة التي تخدم أصحابها ، بينما نجد أهل السلف ثابتون عـلى عـقيدتهم لا تهزُّهم هـبوب العواصف و لا تؤثر عـليهم ظلمة الليل الحالك و هم لا زالوا كذلك حتى يأتي أمر الله تعالى ، و يرجع السبب في وجود هـذه التقلبات المنهجية إلى عدم وضوح الطريق عـند أصحابها ، فهم من البداية اتَّخذوا مبدأ المصلحة المرسلة ثم توسَّعوا فيها حتى أصبحت خارجة عـن نطاقها الشرعي إلى أن أوصلتهم إلى طريق مسدود .

 و حينئذ استخدموا أسلوب ليِّ الأدلة الشرعـية ، أما الأدلة التي لا تُسعـفهم في أحقية الاستدلال بها ألصقوها بالمصالح الشرعـية و مرَّروا ذلك عـلى الجماهير عـن طريق عـلمائهم فتارة تكون الاحتفالات بمظلومية الحسين المزعومة      ــ التي تتولاها الرافضة في كل مكان ــ من باب التعاطف معهم فلا إشكال فيها عـند أصحاب المصلحة المرسلة ،    و تارة تكون محرَّمة و يستخدمون أشدَّ الأساليب في قمعها معـتقدين أنَّ قطاع غـزة مذهبه سني لا ينبغي للرافضة أن تُولِغَ فيه، و السؤال الذي يطرح نفسه هنا إلى متى سيستمر العـمل عـلى شمَّاعة المصالح المرسلة في قطاع غـزة ؟ 

في تاريخ 26 / 4 / 2011 م صرَّح أحمد يوسف المستشار السياسي لرئيس وزراء حكومة حماس في مقال نشرته العديد من وكالات الأنباء  بعـنوان غـزِّيون يعـتنقون 'المذهب الشيعي' ويحضرون لافتتاح أول حسينية في غزة أنَّه " ...لا يوجد شيعة في غـزة، كل ما عـندنا هو حالة تعاطف مع حزب الله وإيران ... " ، ويضيف   " ... تعاطفنا معهم جاء بحكم إحساسنا بما يتعـرض له الشيعة من مظلومية وللحس الوطني من قبلهما تجاه القضية الفلسطينية ... " ، ويتابع " ... الموجود هو ظاهرة إعجاب بخطابات حسن نصر والرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في تحدي الغـطرسة الإسرائيلية والأميركية، في ظل التحول الغـربي الذي ينظر للحركات الإسلامية من منظار العداوة والإرهاب... "  و ثمة أسئلة عديدة تطرح نفسها هـنا و من بينها:   

هل وجود الرافضة في غـزة هو وجود تعاطف مع حزب الله و إيران أم وجود كيان ؟ و لماذا لجأت الشرطة إلى القوة و العـنف في التعامل معهم في الفترة الأخيرة ماداموا يمارسون طقوسا تدل عـلى تعاطفهم مع حزب الله و إيران ؟    

هل انتهى تعاطف حكومة حماس مع الرافضة في غـزة ؟

و أين شعورهم بمظلومية الحسين الذي تعـرضت له الشيعة الروافض كما قد صرَّحوا هم بذلك ؟  

هل نفهم من حكومة حماس أنَّ استخدام القوة في التعامل مع الروافض في غـزة وَ وصولها إلى مرتبة الجهر بهذا العـنف هو دليل عـلى انتهاء العلاقة بين حكومة حماس و إيران ؟ 

و لماذا تأخَّر استخدام القوة مع الروافض في بادئ الأمر قبل أن تستـفحل جذورها في غـزة ؟ أكان هذا من باب المصالح و المفاسد أم أنَّ الدولار الفارسي كان له بريق خاص ؟      

مما لا شك فيه و هذا معـروف عـند أهل العـلم أنَّ الشريعة الإسلامية قائمة عـلى المصالح و المفاسد و لكن ضمن ضوابط  شرعـية معـلومة و ظروف محدودة دون إطلاق العـنان في هذا الباب .

 و نحن أهل السلف نؤيد حكومة حماس في ما قامت به ضدَّ هؤلاء الروافض ضمن ضوابط شرعـية معـلومة عـند أهل العـلم ، و هذه خطوة إيجابية و بنَّاءة من حكومة حماس و لكنّها متأخرة ، كان الأجدر بها أن تكون هذه الخطوة في بداية الأمر و لو كان هذا لتجنَّبت الحكومة الكثير من الانزلاقات التي سببت لها الكثير من المتاعـب و الانتقادات خاصة من إخواننا أهل السلف الذين يحرصون عـلى تصحيح العـقيدة لدى المسلمين نحسبهم عـند الله كذلك ، هذه الانتقادات جعـلت من حكومة حماس تنظر إلى أهل السلف عـلى أنَّهم خصوم و أهل السلف ليسوا كذلك ، و الآن قد أدركت حكومة حماس أنَّه لابد من المواجهة العـلنية مع الروافض دون أيِّ تأخير و نحن لا نغـفل عـن بعـض التحقيقات التي أجرتها حكومة حماس مع بعـض الروافض في غـزة قبل المواجهة العـلنية و كانت تعمل عـلى مراقبتهم و التحرِّي عـنهم مما يدل عـلى أنَّ الجهر بالعداوة للرافضة بالنسبة لحكومة حماس بات أمرا طبيعـيا إلا أنها كما قلت قد تأخرت في إظهار هذه العداوة فما سبب هذا التأخير يا ترى ؟  

كلنا نعـلم أنَّ حكومة حماس هي التي تسيطر عـلى قطاع غـزة و هذا يحتاج منها إلى أموال باهضة لإدارة الحكم في غـزة مما دفع بالحكومة إلى أن تلقي بنفسها في أحضان الرافضة و لو بصورة مؤقتة لأجل الحصول عـلى الدعم المالي لتغطية حوائج الموظفين لديها ، ناهيك عـن بعـض العـبارات الرنَّانة التي تطلقها الحكومة في مغازلة الرافضة و عـلى رأسها إيران من أجل الدعم المادي و ربما العـسكري أيضا ، و لكنَّ السؤال الذي يطرح نفسه هـنا هل الحاجة إلى المال في مثل هذا الوقت يعطي التبرير لحكومة حماس بأن تلقي بنفسها في أحضان الرافضة ؟ و لو افترضنا جدلا أنَّ هذا جائز فهل يصحُّ منها أن تُغازل الرافضة بعـبارات تعـصف بعـقيدة أهل السنة و الجماعة؟                                  

إنَّ سبب ظهور العداوة العـلنية للرافضة من قبل حكومة حماس هي الثورة السورية ضد النظام العـلوي المستبد بقيادة بشار العـفن الذي يأبى إلا أن يسير عـلى نهج والده بقتل الآلاف من المدنيين فأراد بشار الأسد أن يَظْهَرَ أمام العالم بأنَّه الحامي للمقاومة و للفصائل الفلسطينية و أنَّ ما يفعـله بحق المدنيين السورين من قتل و تدمير و سجن و تعذيب و غـير ذلك هو حق مشروع بالنسبة له فطالب بشار الأسد من الفصائل الفلسطينية و عـلى رأسها حركة حماس بإظهار التأييد الكامل للمجازر التي يُحْدثها هذا العـلوي الأفَّاك الذي تدعمه إيران و حزب الله دعما ماديا و عسكريا في سبيل إنعاش النظام السوري البائد و لو لبضعة أشهر ، فكان موقف الفصائل الفلسطينية بالرفض التام في تأييد هذا النظام إلا أنَّ حكومة حماس وقفت موقف الحياد هـنا فلا هي أيَّدت نظام بشار الأسد في المجازر التي يفعـلها ضد شعـبه بدعم من إيران و حزب الله ، و في نفس الوقت لم تقف موقف المعارض للثوار السوريين و للجيش الحر بسوريا فما سبب هذا الحياد يا تُرى ؟                                                 

  تعوَّدنا مع حكومة حماس عـلى اللعـبة السياسية التي تلعـبها دائما و من كثرة ما عهدناه عـن الحكومة من أنَّها تتماشى دائما مع قاعدة الإمساك بالعصا من الوسط ، فقد تظهر الحكومة بتصريحات تدغدغ فيها إيران و حلفائها لأجل الكسب المادي و العسكري من ناحية ، و من ناحية أخرى تعمد إلى مراقبة الروافض و متابعـتهم و التظاهر أمام الإعلام بوجود الحريات في قطاع غـزة دون التعـرض لأحد بسوء فـيما يتَّخذ من حرِّية الاعـتقاد، فهي تعمد إلى الازدواجية السياسية في المعاملة .

 هذه الازدواجية ـــ و التي قد أضعـفـت من شعـبية الحكومة أمام بعـض الجماهير التي تأبى التعامل مع الرافضة بأيِّ وجه من الوجوه ـــ لم تفلح هذه المرة مع أحداث الثورة السورية التي وضعـت حكومة حماس عـلى رأس طريقين لا ثالث لهما : إما أن تختار التأييد الكامل للنظام العـلوي بزعامة البائس بشار الأسد و معارضة الثوار ، أما الطريق الآخر فهو العكس تماما فماذا تفعل الحكومة إذًا ؟ لقد حاولت الحكومة تطبيق الازدواجية هذه المرة فلم تظهر بالتأييد للنظام العـلوي بزعامة بشار العـفن حتى لا تخسر الدعم المادي من جهة  .

  و أيضا للحفاظ عـلى رموز و قيادة حركة حماس المتواجدين في سوريا من جهة أخرى و من جهة ثالثة أرادت حكومة حماس ألا تُدْخِلَ آلاف الفلسطينيين في سوريا ضمن الثورة السورية محافظة عـلى دمائهم و ذلك في حالة اتِّخاذها موقفا معارضا للنظام السوري البائد ، و من ناحية أخرى لم تُظْهِرْ حكومة حماس معارضتها للثورة السورية ضد نظام الأسد حتى لا تخسر الثوار السوريين و أيضا لكي لا يذهب رصيدها الشعـبي بين الفلسطينيين التي لازالت تحافظ عـليه منذ سنوات إلا أنَّ المجازر الرهـيبة التي يرتكبها النظام العلوي ضد المتظاهرين السورين قد فاقت ذروتها لتزيد من وقوع الحرج أكثر فأكثر عـلى حكومة حماس فترجمت الحكومة رفضها للنظام العـلوي بمحاربة الروافض في قطاع غـزة و التنكيل بهم و كأنها رسالة واضحة للنظام العـلوي و حلفائه بأنَّ العلاقة معهم قد انتهت و لكنَّ هذه الرسالة كما أسلفت سابقا كانت متأخرة  وكانت بعد انقطاع الدعم المادي عنها .                                                                  

كلمة أخيرة لابد منها :                                                                                                         

و بهذا فإننا نرى بوادر خير حيث قد عـلمت الرافضة في غـزة أن لا مجال للتحرك بحرية عـلى سابق عهدها و أنَّ السيف قد أعمل نفسه ليكسر شوكتها التي لطالما أَقَضضَّتْ مضاجعنا بخرافاتهم العـفنة و التي من بينها أربعينية الحسين التي لا تأتي لنا إلا بكل شر و فساد ناهـيك عـن الانحراف العقدي الذي يصيب شبابنا من جراء هذه الخرافات ، نسأل الله تعالى أن يحفظ أمة الإسلام من الرافضة و أعوانهم و من الأعداء المتربصين بالإسلام و أهله إنَّه ولي ذلك و القادر عـليه و الله المستعان .



مقالات ذات صلة