خالد مشعل .... تسلل !!
وقفة مع خطاب مشعل الأخير في ذكرى الهالك "خميني"
أطل علينا الأخ خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بخطاب مساء السبت الموافق 31/5/2008م في منطقة السيدة زينب جنوب دمشق بحضور السفير الإيراني في سوريا أحمد الموسوي وممثل قائد الثورة الإيرانية في دمشق مجتبي الحسيني في الذكرى السنوية لهلاك الخميني.
وقد دعا الأستاذ مشعل في كلمته إلى مصالحة العروبة والإسلام مشيراً إلى العلاقات العربية الإيرانية، وأضاف قائلاً: يجب أن يتوحد ويتصالح أبناء العروبة والإسلام، فإيران جزء من منظومة أمتنا، وليس من أعدائنا، يجب أن نميز بين الصديق والعدو! وأؤكد على أننا محتاجين إلى مصالحة حقيقية! ...... فلا حول ولا قوة إلا بالله.
ولابد والحال هذه أن نقف وقفات مع تلك الكلمات، لنضع الأمور في نصابها والنقاط على حروفها، قبل أن نؤتى من حيث لا نحتسب، وتجرنا مثل هذه التصريحات إلى ما لا يحمد عقباه، وقد كان الأخ خالد مشعل قد صرح قبل هذا بأن (حماس هي الابن الروحي للخميني !!!) وبعده جاءت تصريحات مستشار الأستاذ هنية كذلك في نفس السياق عندما قال (ما المانع بأن تكون شيعياً !!!) ، وغيرها من التصريحات المؤسفة حقاً!!
بداية ... فتلك المنطقة التي حصل فيها ذلك الحشد (السيدة زينب) تعتبر "قم" سوريا ومقر الرفض فيها والتشيع، حيث يوجد فيها أكبر حوزة علمية ويحج إليها في كل عام الآلاف من أهل القبور وعبّادها، وهي معقل الشرك بالله عز وجل ولعن الصحابة رضوان الله عليهم، ولا يليق بأدنى مسلم غيور موحد التواجد هنالك فضلاً عن المكوث فيها إلا للإنكار والدعوة إلى التوحيد، فكيف بشخصية مثل شخصية الأستاذ "مشعل" ، ونأسف إن حاول البعض التبرير ... فهل أصبحت الغاية تبرر الوسيلة... والسياسة تقتضي ذلك !!!
وهل يعقل بأن شخص مثل هذا "الخميني" الهالك يكون قدوة لحركة تقول بأنها مقاومة إسلامية ؟!! وهل حضور مثل هذا التجمع الشركي يُعلي من شأن المقاومة والإسلام أم ماذا ؟!!!
وهناك علامات استفهام وتعجب كثيرة جداً ... أصبحت غير خافية لكل ذي عينين وخصوصاً أن الأمر أضحى يتكرر من قيادات "حماس" بين الحين والآخر، ولعله يقال في مثل هذا المقام: "رُب ضارة نافعة"، فلابد من تمايز الصفوف على التوحيد ولابد من معرفة الحق من الباطل ولابد من كشف اللبس والوهم العالق بكثير من الأذهان!! قال تعالى: "فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث بالأرض" الآية / الرعد: ١٧
وهنا يتبادر إلى الذهن سؤال للأخ/ خالد مشعل!! وليُجهز له الجواب عندما يسأل بين يدي الله عز وجل عن مدحه للخميني الهالك ... الذي يطعن في عرض النبي عليه الصلاة والسلام وحِبُّه من نساءه عائشة رضي الله عنها وأرضاها؟! وما هو قوله في لعن "الخميني" وشتمه وتكفيره للصحابة رضوان الله عليهم ؟!! وهلم جرا فيما يحمل من عقائد باطلة وأفكار فاسدة ، وهل يرضى أن يحشر يوم القيامة معه (لأن المرء يحشر مع من أحب)!!
وهل يعلم ماذا يحمل هذا الهالك من عقائد فاسدة حكم فيها علماء أهل السنة عليه بالكفر؟! ثم نكون ممن يحضر ذكرى هلاكه السنوية نصرة وتأييداً؟!!!
فهو يقول –عامله الله بما يستحق- بأن فاطمة –رضي الله عنها وأرضاها- كائن إلهي جبروتي ظهر على الأرض بصورة امرأة !! ، وكذلك يصف الله بأنه (الإنسان الكامل المتحد مع الحقيقة المحمدية، والمتحدة بدورها بعلي بن أبي طالب ) ، وأيضاً يقول (إن من ضرورات مذهبنا أن لأئمتنا مقاماً لا يبلغه ملك مقرب و لا نبي مرسل ) ، وقد صرح الخميني –عليه من الله ما يستحق- بأن محمداً عليه الصلاة والسلام قد فشل في تربية أصحابه فقال ( لقد جاء الأنبياء جميعاً من أجل إرساء قواعد العدالة، لكنهم لم ينجحوا، حتى النبي محمد خاتم الأنبياء الذي جاء لإصلاح البشرية... لم ينجح في ذلك، وإن الشخص الذي سينجح في ذلك هو المهدي المنتظر!) .
فبالله عليك يا أخ مشعل أي صلح هذا الذي تدعو إليه وأي ثورة هذه التي تحتفي بقائدها؟!!
وهل تعلم بأن الخميني يمتدح مرتكب المجازر بحق أهل السنة ومن كان له الدور البارز في سقوط الخلافة العباسية وتسليم بغداد للتتار! حيث يقول (ويشعر الناس بالخسارة بفقدان الخواجة نصير الدين الطوسي وغيره ممن قدموا خدمات جليلة للإسلام)!!! وهو الذي كان يجهر علناً بأن الطريق إلى القدس يمر عبر مكة أولاً!!!
ولا ندري ما هو شعور أبناء حركة "حماس" بمدح مثل هذه الشخصية، وما هي ردود أفعالهم إزاء تلك المغازلات!! وهل يتجرأ أحد منهم - وفيهم باحثون ومشايخ أجلاء – أن يعترض على هذا الحضور أو تلك التصريحات! ويقول: له حسبك ... هذا خطأ، هؤلاء أعداء لله ولرسوله ودينه؟!!
وكثير من المشايخ وأهل العلم ممن نحبهم ونجلهم وممن ساهموا في بناء "حماس" يعلمون علماً يقينياً بأن الخميني الهالك عقائده كفرية ومنهجه منحرف وعلى ضلال كبير، فلماذا يغيّب مثل هؤلاء في وقت لا يجوز فيه تأخير البيان عن وقت الحاجة، ولماذا لا تعود "حماس" لقيادتها الشرعية الأولى التي ربّتها على التوحيد وأشربتها طريق السلف رضوان الله عليهم!
ونحب كذلك أن نذّكر أخانا خالد مشعل بالمجازر التي حصلت للفلسطينيين في لبنان على أيدي حركة أمل المدعومة من إيران، وكذلك مؤخراً على يد ما يسمى ( بحزب الله !!) ... ألم تصلكم أخبار وأنباء المجازر والانتهاكات التي تعرض لها الفلسطينيون في العراق على يد قوات بدر وجيش المهدي المدعومة من إيران!! أما رأيت الأسلحة الإيرانية التي قصفت بها المخيمات الفلسطينية في بغداد ؟!! ألم تسمع عن القتل المستمر والاضطهاد لأهل السنة من العرب في الأحواز المحتل منذ عام 1925 ؟!! أما سمعتم وعرفتم بأن طهران لا يوجد فيها مسجد واحد لأهل السنة ؟!! ألم ترى بأم عينيك تسهيل هؤلاء لاحتلال أفغانستان والعراق وسقوطها بيد الصليبيين؟!! أما سمعت ورأيت المجازر بحق أهل السنة في العراق على يد الميليشيات الرافضية الحاقدة المدعومة من إيران ؟!!. وماذا قدمت الحكومة السورية العلوية الحليفة لإيران إزاء مئات من اللاجئين الفلسطينيين الذين تم ترحيلهم إلى الصحراء عند حدودها فراراً من القتل؟!!
وعن أي مصالحة نتكلم وإيران هي الخطر الأكبر الحالي والقادم للمسلمين والعرب !! فإيران لعبت دوراً كبيراً وخبيثاً في احتلال العراق وتمزيقه ونشر الرفض وشتم الصحابة فيه، وإثارة الفتن والقلاقل فيه، وكذلك في معظم الدول العربية في السابق واللاحق ، ومثال شاخص أمامكم لبنان، ومحاولات نشر التشيع في مصر والأردن، ودعم الشيعة في الكويت والبحرين، وتهييج الذين في السعودية، وإثارة الفتنة في اليمن بتحريض الحوثيين على التمرد على الحكومة، وحدّث ولا حرج عن التشيع الذي يراد له وتم تمريره من خلال حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين!! فهل تدعو العرب لمصالحة جلادها ومخرّب بلادها؟!!
أم أنه الانكسار والذل في زمن هوان أهل السنة!! وهل بمثل هذه المواقف والتصريحات ستحرر فلسطين؟!
وهل نتحالف مع من يعتقد بأن النجف وكربلاء أفضل من بيت المقدس، وأن المسجد الأقصى ليس الذي في القدس بل هو في السماء!!! أم بمدحهم وتعظيم شأنهم وجعلهم النموذج الذي يجب أن يحتذى به، أم نريد مصالحة مع من يسمي الخليج العربي بالفارسي؟!! ويحتل الجزر الإماراتية الثلاثة!!
وهل نطلب من المسلمين والعرب الصلح مع إيران الرافضة الذين يهدمون مساجد أهل السنة هناك ويوقفون ضد أخرى يراد لها التشييد !!؟ وهل غاب عنا نهج صلاح الدين رحمه الله في تحريره لفلسطين الذي قضى على الفاطميين أولاً قبل أن ينتقل إلى الصليبيين!!
ثم أين تاريخ الرافضة في الذب عن قضايا المسلمين وعن حوزة الإسلام والدين؟! هذا التاريخ بطوله شاهدٌ على خياناتهم وغدرهم، فلا نفرح بالثمن البخس الذي يصلنا منهم!! فهو ليس لسواد العيون وإنما هو على حساب ديننا وعقيدتنا وفي مقابل الطعن في كتابنا وفي صحابتنا الغر الميامين، وكسراً لأعيننا لنشر التشيع في عموم فلسطين، والسكوت عن دماء الفلسطينيين في العراق ولبنان.
وأي منظومة هذه التي إيران جزء منها!! فهل القضية بالشعارات والجعجعة والنداءات، أم أن الأمر دين وعقيدة ومبدأ، فإيران ينطبق عليهم المثل (أسمع جعجعة ولا أرى طحناً) فأين النووي والصواريخ التي يتغنون بها ويمتلكونها عندما احترقت غزة ؟!! وما هو موقفهم من المقاومة في العراق؟!!
فمن يظن بأن إيران هي صديق وليست عدو فقد أبعد النجعة، وأخطأ الوجهة ووقع في قادح من قوادح العقيدة الصافية، فالذي يعتقد بتحريف القرآن ويطعن في عرض النبي عليه الصلاة والسلام وصحابته الكرام لا ينبغي محاباته بأي وجه من الوجوه، وينطبق فيهم قول ربنا (هم العدو فاحذرهم).
ثم أنه ما الفرق بيننا وبين دعاة العلمانية الذين يقيمون علاقاتهم على أساس المصالح السياسية المحضة بعيداً عن المبادئ والعقائد!! وإن كنا حركة مقاومة إسلامية حقة وجب علينا أن نقيم الدين على أساس عقيدتنا وشرعنا ولا يغرنا زيف الدنيا وبهرجتها، ولا تخطفنا الفتن والأهواء فنصبح في أيدي هؤلاء يتلاعبون بنا ويحركوننا وفق مصالحهم وغاياتهم.
فالإصرار على هذه المواقف الخاطئة التي من شأنها خذلان المسلمين عموماً والقضية الفلسطينية على وجه الخصوص، لأن قوة الرافضة تتناسب عكسياً مع قوة المسلمين وقيامهم. والتاريخ يثبت ذلك منذ الحقبة الأولى وفتنة ابن سبأ اليهودي مروراً بسقوط بغداد على يد هولاكو عام 656هـ، وأدوارهم القذرة في الدويلات الرافضية كالحشاشين والقرامطة والفاطميين مع أعداء الله، وبعد ذلك دورهم في احتلال الهند وباكستان في الفترات الماضية وفي إضعاف الخلافة العثمانية وطعنها في ظهرها، ومؤخراً في احتلال أفغانستان والعراق.
كما أن التعاون الإيراني اليهودي الأمريكي على قدم وساق والشواهد والوثائق مليئة بذلك، فعليكم بمراجعة أنفسكم وإعادة النظر في المسار الذي تسلكوه في ظل هذه الدولة الرافضية، فوالله الذي لا إله غيره لا يستقيم جهاد اليهود ومحاباة لاعني الصحابة!!! ولا مقاومة الصهاينة واتخاذ الرافضة مثلاً أعلى ومدحهم المستمر!!! وهيهات لمن يلعن عمر وصلاح الدين أن يكون على دربهما في تحرير فلسطين!
فطريق الهدى واضحٌ جلي لتحرير فلسطين وذلك بالسير على خطى الصحابة رضوان الله عليهم ثم سبيل سلفنا الصالح رضوان الله عليهم ومن سار على دربهم من المجاهدين الفاتحين كأمثال صلاح الدين الأيوبي رحمه الله، وربنا عز وجل يقول (إن تنصروا الله ينصركم) فهل نكون ممن نصر الله عندما نثني على الهالك الخميني ؟!!! ونعتبر ثورته "الأب الروحي" !!! وقد قال الله جل في علاه ( ولينصرن الله من ينصره ) فهنالك شرط وجوابه، فهل حققنا الشرط لننال الجواب!
أخيراً ...
نقول بأن إيران هي الخطر المحدق القادم على الأمتين الإسلامية والعربية، وهو خطر يوازي الخطر اليهودي الصليبي الذي يداهمنا، بل يعمل معه وينسق من أجل استرقاقنا وإذلالنا، وإذا لم نعي هذه الحقيقة ونضع آليات عملية في التصدي للتمدد الفارسي الرافضي الصفوي في المنطقة وحليفه، وعلى جميع المستويات، فسوف نؤكل كما أكل الثور الأبيض وسوف يكون أول المأكولين هم "حماس" ومن ارتضى طريقتهم وعندها ولات ساعة مندم.
بقلم : حاضر العربي