أين أصحاب شعار نصر الله يا حبيب اضرب دمر تل أبيب...؟؟

بواسطة موقع: صوت السلف قراءة 1945

أين أصحاب شعار نصر الله يا حبيب اضرب دمر تل أبيب...؟؟

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،

 لقد تكلمنا عن حسن نصر الله كثيراً أثناء  وبعد الحرب، و لكن إنصافًا فلن نوجه هذه المحاورة إلى حسن نصر الله، وإنما إلى الذين داعبوا عواطف المسلمين بل تاجروا بها، وخرجوا في مظاهراتهم مرددين هذا الهتاف الحلو الرنان:

نصر الله يا حبيب               اضرب دمر تل أبيب

ومعلوم أن ذكر القدس يهيج مشاعر الحب و الشوق و الحنين، و ذكر تل أبيب يهيج مشاعر الغضب و الكراهية ويُعلي شأن من أراد أن يضربها فضلاً أن يدمرها.

وكم من زعيم اكتسب زعامته من شعارات كهذه "سنلقي إسرائيل، ومن وراء إسرائيل في عرض البحر"،  ودرت الأيام، ومرت السنون، ولم يحدث شئ من ذلك، وما زال لهؤلاء الزعماء أنصارهم الذين يرون في رفع هذا الشعار بطولة لا تدانيها بطولة.

ولكن شجاعة حسن نصر الله لم تواته أن يعلن انه سيلقي إسرائيل، ومن وراء إسرائيل في عرض البحر، ولا ذكر أنه سوف يحرر القدس، نعم كان هذا هو شعار الحزب قبل أن يمتلك ما امتلك من الأسلحة، "زحفًا... زحفًا... نحو القدس" 

ومنذ عام 2000 رضي الرجل بالزحف نحو مزارع شبعا اللبنانية فحسب واكتشف أن قضية القدس أكبر منه.

وكذلك ضرب تل أبيب لم يذكره الرجل إلا استحياء، ووضع له شرط هو من باب امتناع الامتناع، وهو أنه سيضرب تل أبيب إذا ضربت بيروت.  والضاحية الجنوبية في بيروت تضرب منذ اليوم الأول للحملة اليهودية، وأما باقي بيروت، فلماذا تضرها إسرائيل وفيها القوى السياسية التي تريد إسرائيل أن يكونوا شركاءها في الجنوب بدلاً من حزب الله؟

وحسن نصر الله  لم يمتنع فقط من ضرب تل أبيب، بل امتنع من ضرب مصانع الكيماويات في حيفا، واكتفى فقط بضرب المناطق السكنية في حيفا، والتي معظم سكانها من عرب 48.

لن نناقش حسن نصر الله في الدوافع التي من أجلها امتنع عن ضرب إسرائيل ضربات أشد إيلامًا إعلاميًا أو اقتصاديًا أو كخسائر بشرية؟ لأن هذا السؤال إنما يكون فرعًا عن الهدف من وراء الحرب، وحسابات المكسب والخسارة التي نرى أن حسن نصر الله كان يحسبها بعيدًا عن المصالح العامة للمسلمين؟.

ولن نناقش هنا الذين أيدوه تأييدًا مطلقًا، مغمضين العين عن تاريخ الشيعة الأسود، وحاضرهم الأشد سوادًا في إيران والعراق، وقد سبق لنا ذلك في غير هذا الموضع.

ولكن فقط نناقشهم من حيثية اعتيادهم اللعب بعواطف الجماهير، مما يكون له أسوأ الأثر على مسيرة الحركة الإسلامية على المدى البعيد، حيث يظهر الإسلاميون في صورة السياسي الانتهازي الذي لا يختلف كثيرًا عن غيره من السياسيين.

هب أن هؤلاء الإسلاميين قد ظنوا أن الواجب الشرعي هو الموالاة التامة لحزب الله -وليس مجرد اعتباره أقرب إلينا من اليهود، وإلا فهذا هو موقفنا- ألم يكن من الواجب عليهم أن يضعوا الأمور في نصابها؟

لماذا ألهبوا مشاعر الجماهير بشعارات تحرير القدس، وتدمير تل أبيب؟ ثم لما قيل لهم لماذا لم يتم شئ من ذلك؟ قالوا وهل ادعى حسن نصر الله أنه سيفعل ذلك؟ وهل تريدون من الرجل أن يورط نفسه في مواجهة ليس مستعدًا لها ؟  فمن الذي رفع هذه الشعارات إذن؟؟!!

إن من الواجب على هؤلاء أن يبينوا للأمة موقفهم من الرافض، وجرائمهم ضد أهل السنة في العراق، بل وفي لبنان نفسها،

وأن يقدموا اعتذاراً عن هذا التدليس، ونسبة هذه الأهداف النبيلة للعملية الشيعية دون أن يدعيها أصحابها.

وعليهم -قبل كل هذا- أن يكفوا عن طلب النصر من كل أحد، وأن يعلموا أن السنن الكونية لا تحابي أحدا، وأن النصر له أسبابه، وطريقه، ومن تعجل شيئًا قبل أوانه عوقب بحرمانه.

 



مقالات ذات صلة