هكذا تعاونت المرشحة لرئاسة الـ"سي آي إيه" مع الأسد في فرع فلسطين!

بواسطة ترجمة وتحرير أورينت نت قراءة 817
هكذا تعاونت المرشحة لرئاسة الـ"سي آي إيه" مع الأسد في فرع فلسطين!
هكذا تعاونت المرشحة لرئاسة الـ"سي آي إيه" مع الأسد في فرع فلسطين!

ترجمة وتحرير أورينت نت

رشح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (جينا هاسبل – 61 عاماً) لشغل منصب رئاسة الاستخبارات المركزية. وعلى الرغم من (هاسبل) تعد أول أمرأة تستلم إدارة الاستخبارات في الولايات المتحدة، في حال وافق مجلس الشيوخ على ترشيحها، إلا أن عملها كضابط في الاستخبارات المركزية أثناء إدارة (بوش الابن)، يثير العديد من التساؤلات خصوصا حول التقارير التي تربط (هاسبل) بعمليات ترهيب وتعذيب السجناء المشتبه بهم أثناء ما يعرف بحملة الولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب

الحفر السوداء

أقامت الاستخبارات المركزية الأمريكية، أثناء حملة مكافحة الإرهاب، ولتجنب القيود القانونية التي ترتبط بالموقوفين وظروف احتجازهم ضمن الولايات المتحدة ما يعرف باسم "الحفر السوداء"، وهي السجون التابعة للوكالة والتي تقع خارج أراضي الولايات المتحدة. ويرتبط اسم (هاسبل) بدورها في إدارة أحد هذه السجون، حيث كان يتعرض المعتقلون المشتبه بكونهم إرهابيين إلى الإيهام بالغرق، وغيرها من وسائل الاستجواب التي تندرج ضمن تصنيفات التعذيب

وينقل عن (هاسبل) إشرافها على سجن، مصنف على أنه أحد الحفر السوداء، في تايلاند، حيث تم تعذيب المشتبه بصلاتهم بالإرهاب حسبما قال مسؤولون مجهولون لوكالة (أسوشيتد برس).

كما ينسب إليها مسؤوليتها عن تدمير فيديوهات استجواب سجلتها "CIA"، وذلك خلال تحقيق كانت تجريه وزارة العدل الأمريكية، والذي انتهى دون توجيه أي اتهامات. وكانت صحيفة "النيويورك تايمز" نشرت في تحقيق لها مسؤولية (هاسبل) شخصياً بالإشراف على تعذيب إثنين من الإرهابين المشتبه بهم في سجن سري في تايلاند

وكانت (هاسبل) قد انضمت إلى وكالة الاستخبارات المركزية في عام 1985. وعملت كعميل متخفي، إلى أن شغلت منصب نائبة المدير في الوكالة.

التعاون مع نظام الأسد

وكانت مبادرة حقوقية تعرف باسم "العدالة للمجتمع المفتوح OSJI" مقرها في نيويورك، نشرت ضمن تقرير لها أن 54 دولة على الأقل تعاونت مع الاستخبارات الأمريكية ضمن عمليات شملت الاختطاف والاعتقال والتعذيب بعد هجمات 11 سبتمبر. ومن ضمن هذه الدول، التي أشار إليها تقرير المنظمة، شاركت كلاً من إيران وسوريا ضمن برنامج تسليم المشتبه بهم. حيث كانت سوريا "واحدة من الوجهات الأكثر شيوعاً" حسب ما ورد بالتقرير، في حين أن إيران شاركت من خلال تسليم 15 شخصاً إلى كابول بعد فترة وجيزة من الغزو الأمريكي لأفغانستان.

وكانت مجلة "التايم" الأمريكية كشفت في وقت سابق تقريراً للاستخبارات الألمانية، يتناول فيه تعاون وكالة الاستخبارات الأمريكية مع النظام ضمن برنامج "الحفر السوداء" من خلال تسليم مطلوبين للنظام ليتم التحقيق معهم في تهم متعلقة بالإرهاب بالنيابة عن الجانب الأمريكي. منهم (محمد حيدر الزمار)، والذي حسب التقرير الألماني قد تعرض للتعذيب أثناء التحقيق معه في فرع فلسطين، وأطلق النظام سراحه مع بداية أحداث الثورة السورية

وكشف التحقيق الألماني الذي يشمل 263 صفحة، عرض مسؤولو الاستخبارات الأمريكية على نظرائهم الألمان، استجواب كتابي (للزمار) الذي يحمل الجنسية الألمانية، بواسطة المحققين السوريين

وتضيف المجلة، أنه بحلول نهاية عام 2002، كان (الزمار) واحدا من أربعة سجناء على الأقل مسجونين في زنازين فرع فلسطين في دمشق كجزء من عمليات نقل سرية تابعة لوكالة الاستخبارات الأمريكية، بالإضافة إلى مراهق بعمر 15 أو 16 سنة.، أخبر أحد السجناء أنه نقل من باكستان إلى سوريا ضمن أحد عمليات التسليم الأمريكية

منظمات حقوقية

ونقلت صحيفة "أمريكا اليومعن (كريستوفر أندرس)، نائب الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية، أن (هاسبل) غارقة بملف التعذيب "سواء من خلال إشرافها على سجن تايلاند، أو تدمير أدلة على علاقة بعمليات التعذيب" مضيقاً "أن أحد الرجال الذي كان يخضع للتوقيف ضمن أحد السجون التي كانت تديرها قال أن تعرض لمحاولات إيهامه بالغرق 83 مرة، بالإضافة إلى ضربه بالجدار، واحتجازه ضمن كفن داخل صندوق" وأضاف  (أندرس) أنه "بعد ترقيتها إلى مقر وكالة المخابرات المركزية، عملت على تدمير الأدلة  المرتبطة بجرائم التعذيب التي ارتكبت في السجن الذي كانت تديره"

وكان المركز الأوروبي للحقوق الدستورية وحقوق الإنسان دعا المدعين العام الألمان في العام الماضي للتدخل قانونياً وإصدار أمر اعتقال بحق (هاسبل) على خلفية ارتباطها بعمليات تعذيب المعتقلين

مجلس الشيوخ 

ويثير ترشيح (هاسبل) شكوك حول موافقة مجلس الشيوخ، بعد أن أبدى أعضاء من كلا الحزبين استياءهم من ترشيحها
السيناتور الجمهوري البارز، (جون ماكين) والذي كان نفسه ضحية تعذيب أثناء أسره في حرب الفيتنام، قال في بيان له نشره على تويتر أن" تعذيب المعتقلين في المحتجزات الأمريكية خلال العقد الماضي يعد واحداً من أحلك الفصول في التاريخ الأمريكي" معتبراً أن الشعب الأمريكي يستحق تأكيدات من (هاسبل) بالالتزام بالقانون الأمريكية، مضيفاً "تحتاج السيدة هاسبل إلى شرح طبيعة ومدى مشاركتها في برنامج الاستجواب الخاص بوكالة المخابرات المركزية خلال جلسة الاستماع التي سيعقدها الكونغرس" مؤكداً على أن مجلس الشيوخ سيؤدي مهمته في دراسة سجل (هاسبل) وكذلك معتقداتها حول التعذيب وموقفها من القانون الحالي.

وقال السناتور الديمقراطي (رون وايدن)، العضو في لجنة الاستخبارات التي ستوافق على ترشيح (هاسبل) في الكونغرس أن "خلفية هاسبل تجعلها غير مناسبة لهذا المنصب" وأضاف في تصريح له للصحفيين في الكونغرس "أشعر بقوة أن المعلومات المتعلقة بها يجب أن ترفع عنها السرية".

مصادر التقرير

صحيفة نيويورك تايمز

صحيفة أمريكا اليوم

مجلة التايم الأمريكية

وكالة فرانس برس

 



مقالات ذات صلة