مأساة مجمع البلديات هل من مجيب

بواسطة عبد الملك الشامي قراءة 1612

مأساة مجمع البلديات هل من مجيب

 

بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه أما بعد:

أكتب هذه السطور وقلبي يعتصر ألماً على ما حلّ بإخوتنا وأبناء ملتنا من فلسطينيي العراق وخاصة في بغداد نسأل الله أن يفرج عنهم ويحفظهم من كل سوء .وبعد هذه المقدمة لا يشك كل متابع لأحداث الساحة العربية والإسلامية أن إيران من الناحية الإعلامية والكلامية والتصريحات الرنانة فقط تقف مع قضية فلسطين وأهل فلسطين وتدعي أنها القضية المركزية لها وكم سمعنا من جعجعات لرئيسهم نجاد  بحرق وتدمير دولة إسرائيل وهذه شنشنة سمعناها من أخزم كما يقال.

وهذه ذيولهم تسير على نفس المنوال ففي لبنان هذا ذيلهم حسن نصر يشرق نفسه حين يذكر فلسطين ويكاد صوته يبح من كثرة ضجيجه وعويله أما ذيولهم في اليمن فجعلوا شعار معركتهم الموت لإسرائيل والنصرة لفلسطين ولكن كما يقال: "أسمع كلامك أصدق وأشوف فعلك أستعجب".

 أما على أرض الواقع فنرى غير ذلك بل عكس ذلك فمنذ قرابة شهرين والمداهمات مستمرة على اكبر مجمع للفلسطينيين في العراق وهو في منطقة البلديات من بغداد ولسان حال هذه القوات الطائفية المداهمة يقول لم يكفي ما فعلنا بفلسطينيي العراق من القتل والتهجير والترويع في السنوات العجاف من الاحتلال الأمريكي للعراق . فمنذ (30\12\ 2010) تمت ست عمليات مداهمة وتفتيش وترويع كبيرة لهذا المجمع الصغير والذي يحوي عدة آلاف ممن تبقى من أهل فلسطين في العراق .وغالبيتهم من محدودي الدخل والفقراء وكبار السن والذين لم يكن لهم القدرة على الهجرة من العراق الجريح .

هذا غير كثرة تواجد دوريات المغاوير في المجمع ونصب سيطرات قريبة منه والتحرشات مستمرة إضافة إلى سقوط صاروخ بالقرب من المجمع.  أهكذا يعامل أهل فلسطين يا من تبحون أصواتكم ليل نهار في الادعاء بنصرة قضية فلسطين!!

ولكن العجب ليس من هؤلاء الذين دينهم التقية والكذب أعداء الصحابة ولكن العجب من بعض من ينسبون أنفسهم لفلسطين ويتصدرون مشهد فلسطين المقاوم ونصرة أهل فلسطين في كل مكان من التنظيمات الفلسطينية والتى كذلك تكاد تشهق عند ذكر إيران وفي كل مناسبة ينسبون لإيران نصرة فلسطين وأهلها ويلبسونها ثوب راعية المقاومة . أقول لهؤلاء.

أولا: إن كانت إيران كما تدعون وتصرحون وتثبتون لإيران هذه الصفة فأن كانت كما ادعيتم فاطلبوا من هذه الدولة أن تأمر مليشياتها والتنظيمات الموالية لها والتي تحكم العراق اليوم ولا يشك احد أن الشيعة هم من يحكم العراق اليوم وجل القوات الامنية منهم وهذا يعرفه الجميع بل إن القوات التي تعتدي على المجمع هي من الطائفة الشيعية وتأتمر بأوامر القادة الذين هم من الشيعة كما معروف للقاصي والداني . اطلبوا من إيران أن تأمر أتباعها في العراق ليس أن يساعدوا فلسطيني فهذا لم يعد مطلبنا بل نريد فقط أن يكفوا أذاهم عنا فقط ولا غير ذلك.

ثانيا: إن لم تقم هذه التنظيمات بواجبها تجاه شعبنا في الطلب من إيران بكف مليشياتها عن أذية ما تبقى من شعبنا في العراق . فلتكف عن المزايدة في نصرة شعبنا الفلسطيني في كل مكان وحينئذ سوف تنكشف اللعبة وتظهر أنها ليست إلا مصالح ومزايدات شخصية ومطالب دنيوية فليس الفلسطيني في غزة هو أغلى علينا من الفلسطيني في العراق.  

 

أخوكم عبد الملك الشامي

11/2/2010



مقالات ذات صلة