حتى لا تتهم حركة الجهاد الإسلامي بالتشيع

حتى لا تتهم حركة الجهاد الإسلامي بالتشيع
حتى لا تتهم حركة الجهاد الإسلامي بالتشيع

هل حركة الجهاد الإسلامي الفلسطيني شيعية ؟ وهل هي تعتقد المعتقد الرافضي ؟ وإذا لم تكن كذلك فلماذا دوماً توجه لها الاتهامات بالتشيع ؟ لابد وأن يكون هناك أسباباً لهذه الاتهامات ؟ وهل يا ترى أصبحت هذه الاتهامات محرجة لحركة الجهاد ؟ وفي النهاية ما الذي ينبغي لحركة الجهاد فعله حتى تخرج من دائرة الاتهامات بالتشيع ؟

بداية لعل الداعي لهذه التساؤلات هو أن الكثير في قطاع غزة بدأ يتهم هذه الحركة بالتشيع وأنها الوجه الآخر لمنظمة حزب الله اللبنانية وأنها تسير في فلك المنظومة الإيرانية ذات المطامع الصفوية .

وأصبح من اللافت أن ذلك أصبح محرجاً للحركة بسبب السمعة السيئة للشيعة جراء جرائمهم التي تبث يومياً عبر وسائل الإعلام .... ولا شك أن الفلسطينيين من أكثر شعوب الكرة الأرضية متابعة للأخبار ووسائل الإعلام وأصبح من الصعب إخفاء جرائم الروافض ضد أهل السنة وكذلك الفلسطينيين في العراق .... ولعل الدليل على هذا الإحراج هو ما أقسم عليه نافذ عزام القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي في خطبة الجمعة التي ألقاها بتاريخ 12ربيع الأول 1428 هـ الموافق 30 – 3 – 2007م  في مسجد فتحي الشقاقي في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة حيث قال: أقسم بالله العظيم أن الدكتور فتحي الشقاقي مات سنياً على عقيدة سنية صحيحة.

واستنكر عزام قيام العديد بتلفيق الاتهامات بناء على وهم أو بسبب قلة العلم الشرعي على حد قوله.

وكان هذا القسم وهذا النفي قد صدر عن عزام بسبب قيام مجموعة فلسطينية بتوزيع اسطوانات تتهم فيه حركة الجهاد الإسلامي بالتشيع وتحوى الأسطوانة بداخلها بعض التسجيلات للدكتور الشقاقي يمجد فيه الخميني والثورة الخمينية.

والحقيقة إن حركة الجهاد الإسلامي تعي جيداً أن هذه الاتهامات لن تكون في صالحها بل ستلعب دوراً كبيراً في تنفير العديد من الالتحاق بصفوفها وستكون سبباً في خسارتها للدعم الجماهيري الذي تحظى به، بل سيكون ذلك سبباً في تشويه صورة الجهاد والمقاومة التي تقوم به هذه الحركة ولم تتوقف عنه حتى اللحظة.

ولكن ما سبب هذه الاتهامات وما هي العوامل التي أدت بالكثير إلى وضع علامات الاستفهام هذه أمام حركة تناضل وتقاتل الكيان الصهيوني ...

 

الأسباب التي دعت لاتهام حركة الجهاد الإسلامي بالتشيع:

 

أولاً: عند التعرض للصحابة أمثال أبي بكر وعمر وعائشة رضي الله عنهم ..... نجد أن المسئول عن الطعن ومصدره هو قيادات بارزة في الجناح السياسي لحركة الجهاد الإسلامي والأمثلة على ذلك كثيرة كما حدث في مسجد الخنساء قبل عدة أشهر وكما لا يزال يحدث في مسجد القزمري من قبل أحمد حجازي القيادي في حركة الجهاد .

ثانياً: صحيفة الاستقلال التابعة لحركة الجهاد الإسلامي والتي يشرف عليها قيادات في الجناح السياسي لحركة الجهاد الإسلامي تعرضت قبل مدة للصحابي الجليل أبي سفيان رضي الله عنه ومن بعدها شككت في أفضلية عمر رضي الله عنه وأرضاه ولا تنتهز هذه الصحيفة فرصة إلا وتروج لسياسة حزب الله وإيران وتجاربها.

ثالثاً: قيام العديد من قيادات الحركة السياسيين والوجوه البارزة في حركة الجهاد الإسلامي بتمجيد الخميني والترضي عليه في المحافل والمجالس كما صرح بذلك لوكالة قدسنا الإيرانية  رمضان شلح الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين عقب زيارته لطهران في شهر فبراير الماضي قال شلح: (القائد خامنئي "حفظه الله" نعتبره نموذجًا للقيادة الإسلامية التي غابت منذ قرون عندما ضربت العلمانية عالمنا الإسلامي، وأصبح ما يسمى بالفصل بين السياسة والدين سائدًا، وغابت القيادة الإسلامية التي تتولى الحفاظ على الدين) .

هذا بالإضافة إلى تصريحات القيادي البارز في الحركة عبد الله الشامي والترضي على الخميني في المحافل والمجالس وخطب الجمعة لدرجة يصعب معها حصر هذه المواقف وتصريحات مشابهة كذلك للقيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي عمر شلح شقيق الأمين العام لحركة الجهاد.

الحقيقة إن هذه هي الأسباب التي دفعت الكثير لطرح علامات استفهام حول هذه الحركة وعن منهجها وإن كنا لا نريد أن نلصق اتهامات بالبعض فيوجد في الحركة كم كبير من الإخوة الذين لا نشك في إخلاصهم من أجل رفع راية الجهاد، ولكن هذه التصريحات وهذه المقالات لا تصيب الحركة إلا في مقتل، ولن يرحمها على ذلك الكثير بل المتربصون بالحركة يستغلون هذه الأمور للتشهير بالحركة ... ولسنا هنا لنشهر بحركة الجهاد بل لنقدم نصيحة لها حتى تبقى محافظة على إنجازاتها وعلى سمعة الجهاد الفلسطيني ...

والأمور التي يجب أن تتخذها الحركة تجاه مكافحة اتهامها بالتشيع ما يلي:

أولاً: محاسبة كل من يثبت تورطه بالطعن في الصحابة الكرام أو إثارة شبه حولهم مهما كان منصبه في حركة الجهاد ... وينبغي القيام بذلك علناً وأمام الجميع حتى لا يكون هناك مجالاً للشك في عقيدة ومصداقية الحركة ... فلا ينبغي للحركة أو لأعضائها أن يقولوا تم تجميد فلان بسبب تهجمه على الصحابة ثم بعد ذلك تجد الشخص عينه مسئولاً عن برنامج دعوي على مستوى عال لحركة الجهاد.

ثانياً: عمل لجنة رقابة صاحبة علم شرعي صحيح على كل المقالات التي تصدر من قبل صحيفة الاستقلال أو مجلة الطليعة وعدم السماح بنشر أي مادة تتعرض لعقيدة أهل السنة والجماعة ولعل الخسارة التي منيت بها حركة الجهاد الإسلامي نتيجة تعرض صحيفة الاستقلال للصحابي أبي سفيان لهي أكبر دليل على ذلك.

ثالثاً: وقف التصريحات التي تمتدح الخميني، فالفلسطينيون اليوم أصبحوا يعرفوا جيداً من هو الخميني وأنه لا يحمل إلا سماً زعافاً لأهل السنة بشكل عام سواء في العراق أو في فلسطين أو حتى في العالم بأسره و ولنعلم جميعاً أن هذه التصريحات لا تخدم قضيتنا لا من قريب ولا من بعيد  بل تقدم دعماً معنوياًَ للمشروع الصفوي في المنطقة .... ونحن لنا الكثير من الاستدراكات بسبب علاقة الحركة الوطيدة مع إيران ولسنا هنا بصدد مناقشة ذلك لأن ذلك يحتاج إلى مبحث آخر .... فإذا كانت قيادات الحركة لا تعرف من هو الخميني فإن الآلاف بدأوا يعرفون ذلك الرجل وعقيدته الرافضية الخبيثة.

رابعاً: ندعو حركة الجهاد الإسلامي إلى دمج منهج العقيدة الصحيحة في برنامجها الدعوي الذي أقرته منذ عدة أسابيع واختيار أفراد مؤهلين للقيام بذلك وجعل هذا المنهج من إستراتيجيات الحركة ومنهجاً لها، ولعل هذا الأمر سيؤدي بالحركة إلى بر الأمان وسيكون سبباً في وجود أفراد يحملون عقيدة صحيحة سليمة خالية من الفلسفات إلى جانب انخراطهم في العمل الجهادي وسيكون أرضية قوية لحركة الجهاد تقودها للمنهل الصحيح وهو كتاب الله والسنة العطرة.

وإن القيام بهذه الأمور على أقل تقدير كفيل بإعادة الهيبة لحركة الجهاد ولن يكون لأحد ذريعة لاتهام الحركة بالتشيع أو أنها حركة رافضية توطد للروافض في أرض فلسطين.



مقالات ذات صلة