حاخام : حافظ الأسد حمى تراث إسرائيل الديني

بواسطة المثقف الجديد قراءة 3436
حاخام : حافظ الأسد حمى تراث إسرائيل الديني
حاخام : حافظ الأسد حمى تراث إسرائيل الديني

علي محمد طه

لعل ما سنذكره يفسر للكثيرين سبب بقاء بشار الأسد في حكم سوريا رغم كل ما جرى ويجري فيها, ويفسر اعتداءات إسرائيل المتكررة على الأراضي السورية كلما اقتربت المعارضة والثوار من مركز حكمه في دمشق .

خلال فترة الثمانينات من القرن الماضي تحدث الإعلام الغربي كثيراً عن لقاءات ضمت حافظ الأسد وقادة يهود, وهو الذي يدّعي رفع لواء الممانعة والمقاومة ضد الكيان الصهيوني بيده اليمنى بينما يصافحها ويقدم لها باليسرى كل العون والمساعدة ،وكثيراً ما تحدث الضباط المنشقون عن الجيش السوري عن تلك الاتفاقية التي تم بسببها تسليم هضبة الجولان السورية للكيان الصهيوني من قبل وزير دفاع جمال عبدالناصر عام 1967م مقابل صفقة تسلمه الحكم في سوريا والتي جاءت على شكل انقلاب اسطوري ساهمت في نجاحه أجهزة استخبارات أمريكية وغربية . ويقول العميد المتقاعد الركن (حسن حدة) المسمى بصانع الانقلابات في سوريا كل من جاء للحكم في هذا البلد منذ استقلاله عام 1945م حتى اليوم جاء بدعم من المخابرات الغربية وقد كان انقلاب الأسد على رفاقه البعثيين بدعم غربي لتدعيم سيطرة حكم الأقلية العلوية على الأغلبية السنية ، يذكرنا كلامه بمقولة الرئيس السوري الراحل أديب الشيشكلي (الاستخبارات الغربية تعمل على تسليم سوريا لأهالي أحد الجبلين إما جبل الدروز أو جبال العلويين). وبالفعل جاء انقلاب سليم حاطوم الدرزي الذي باء بالفشل وتبعه انقلاب حافظ الأسد المسمى بالحركة التصحيحية المجيدة؟؟؟، الذي احكم السيطرة على كل مقدرات سوريا البشرية والمادية حتى اليوم .

ومنذ بدء الغزو الإسرائيلي إلى لبنان عام 1976م ,وعلى الرغم من تواجد الجيشين السوري والاسرائيلي في مناطق التماس والصراع على النفوذ لم يحصل أن تلاقى الجيشان في أي واقعة في لبنان, بينما سجل التاريخ صراعاً بين الجيش السوري الذي دخل إلى لبنان أصلا لمساندة الموارنة ضد قوات (منظمة التحرير الفلسطينية) بزعامة ياسر عرفات ، وخلال فترة تواجد الجيش السوري في لبنان سجل التاريخ حملات تصفية منظمة قام بها الجيش السوري ضد التنظيمات والقيادات الفلسطينية في لبنان، وكانت الأشهر مذبحة ( تل الزعتر) ,وقد قال خليل الوزير (أبو جهاد ) ذات مرة لحافظ الأسد الذي تشدق كثيراً بالقضية الفلسطينية (من لم يكن أميناً على الجولان لن يكون أميناً على فلسطين) ,وبعد ضربات متتالية لمنظمة التحرير من قبل الجانبين السوري والإسرائيلي ضعف الجانب الفلسطيني كثيراً, وأدى الاتفاق السري بين الجانبان السوري والإسرائيلي إلى تقاسم مناطق النفوذ في لبنان بما فيه بيروت وإخراج حركة فتح من الساحة اللبنانية الى دولة تونس .

وربما يكون أخطر وأوضح كلام صدر عن حاخام متطرف مقيم في إسرائيل عن حافظ الأسد وثنائه البالغ عليه هو ما صرح به الحاخام إبراهام حمرا رئيس الطائفة اليهودية السورية في تل أبيب مؤخراً ؛و هو شخصية مثيرة، كما يقول موقع "المصدر الاسرائيلي"؛ وقد مر بتجارب كثيرة في حياته وهو يعيش اليوم في إسرائيل، ولكنه يبدي توقًا شديدًا لحياته التي كانت في دمشق. وفي مقابلة له أجرتها معه صحيفة إسرائيلية يقول: "التقيت بشار الأسد حين كان لا يزال طالبًا في كلية طب العيون. قُتل أخاه في حادث سير وعاد هو خصيصًا وترك دراسته في إنجلترا. سافرت إلى القرداحة لعزاء عائلة الأسد كان يبدو شابًا لطيفًا. وسيم، حليق الذقن، بدا إنسانًا طيبًا، لكننا لم نكن نعرفه، دائمًا ما كنا نتصور بأن شقيقه هو الرئيس"ويصف لقاءاته مع حافظ الأسد بالمتكررة والروتينية لكثرتها كونه صديقا شخصيا للحاخام، ويضيف حافظ الأسد ساهم في حماية اليهود فقد هاجر معظمهم بعد سماحه لهم بمغادرة البلاد في مطلع التسعينيات من القرن الماضي،كما ساهم في حفظ تراث ديننا العريق, فساهم في نقل كتاب تيجان دمشق وهو من الإرث اليهودي من دمشق لخارج سوريا ،وقد كُتبت "تيجان دمشق" حوالي عام 1260 في إسبانيا، في الفترة التي كانت فيها اليهودية في إسبانيا في ذروة قوتها في القرون الوسطى وفي ذروة ثقافتها. نُقلت الكتُب، بعد طرد اليهود من إسبانيا، إلى سوريا، وظلت محفوظة هناك طوال عشرات الأجيال..سُرق في عام 1940 الكتاب الرئيسي من بين كتب "تيجان دمشق" من الكنيس السوري، وظهر بشكل غريب بعد 23 عامًا، وتم نقله لخارج سوريا بمساعدة حافظ الأسد.

لعلنا بعد هذا لا نعجب من بقاء بشار الأسد في الحكم والرغبة الأمريكية الإسرائيلية الملحة على بقائه في الحكم , فهو من قدم الخدمات الجليلة لربيبة أمريكا في المنطقة وحامي حدودها الصادق الأمين .

وقد وصفته صحيفة ها آرتس في تقرير لها بانه ملك ملوك إسرائيل وأشارت لحالة من القلق تنتاب الأوساط الإسرائيلية من احتمال سقوط نظام بشار الأسد بدمشق، مضيفة أن الكثيرين في تل أبيب يصلون من قلوبهم للرب بأن يحفظ سلامة النظام السوري الذي لم يحارب إسرائيل منذ عام 1973 رغم "شعاراته" المستمرة وعدائه "الظاهر" لها. واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول أن النظام الحاكم في سوريا يعتمد على فكرة حكم الأقلية على الأغلبية القبليكة واستخدام وسائل القمع والعنف وبكل قسوة تجاه تلك الأغلبية مما يؤدي في النهاية الى حمامات من الدماء، لافتة في النهاية الى أن الإسرائيليين ينظرون للنظام الحاكم في دمشق من وجهة نظر مصالحهم متحدين على أن الأسد الابن مثله مثل الأب محبوبا ويستحق بالفعل لقب "ملك إسرائيل.

المصدر : موقع المثقف الجديد



مقالات ذات صلة