مؤشرات ثلاثة مستجدة .. خطيرة وذات دلالة على الساحة السورية...؟؟

بواسطة حسان القطب قراءة 1238
مؤشرات ثلاثة مستجدة .. خطيرة وذات دلالة على الساحة السورية...؟؟
مؤشرات ثلاثة مستجدة .. خطيرة وذات دلالة على الساحة السورية...؟؟

2017-2-22

حسان القطب

 

تتسارع الاحداث بشكل غير مسبوق في منطقة الشرق الاوسط وعلى الساحتين السورية واللبنانية بشكلٍ خاص.. اذ بعد التصعيد الكلامي المفاجيء الذي اطلقه نصرالله في خطابه الاخير والتهديدات الاسرائيلية الخطيرة التي جاءت رداً على ما ورد في كلمته .. كشفت التصريحات واللقاءات والقرارات التي تلت هذا التصعيد الاسباب الحقيقية لهذا التصعيد والتي تنذر بحدوث تطورات دراماتيكية في مسار الاحداث وحتى على مستقبل المنطقة ..

-          المؤشر الاول..هو ما اورده موقع روسيا اليوم.. وهذا نصه... (قال نائب وزير الخارجية الروسي أوليغ سيرومولوتوف خلال حوار أجرته معه صحيفة اسرائيلية أنه متأكد من أن قوات حزب الله والقوات الإيرانية التي تقاتل إلى جانب القوات السورية الحكومية سوف تغادر الأراضي السورية فور انتهاء الحرب في سوريا. ويزور الدبلوماسي الروسي إسرائيل للبحث في مسائل مكافحة الإرهاب. وكانت اسرائيل قد عبرت مرارا عن رفضها لوجود قوات حزب الله والقوات الإيرانية في سوريا. وقال سيرومولوتوف: “قامت الحكومة السورية بطلب المساعدة من حكومة إيران ومن حزب الله، وفور انتهاء الحرب سيغادرون مع كل مجموعاتهم المسلحة”. وأضاف: “أنا أتفهم قلق اسرائيل من وجود قوات حزب الله وقوات الحرس الثوري الإيراني في سوريا، أفهم أنكم متخوفون من أن هذه القوات ستبقى في سوريا بعد انتهاء الحرب”. ولم يتطرق الديبلوماسي الروسي ما اذا كانت قوات بلاده ستبقى في سوريا أم أنها ستغادر فور انتهاء الحرب السورية).. وكان قد سبق ان قال نصرالله لتلفزيون إيراني إنّ موسكو «ليست ضمن محور المقاومة». وعليه فإنّ التباينَ معها في شأن عناوين ذات صلة بالأزمة السورية أو أيّ مسألة أُخرى هو أمرٌ ممكن الحدوث.. وتابع نصرالله رفع وتيرة التصعيد والتهديد حين نشرت وكالة مهر الايرانية ما قاله أمين عام حزب الله نصر الله في مقابلة معه:( إن حزب الله لن يلتزم بأي خطوط حمراء في ما يخصّ مخازن الأمونيا في حيفا والمفاعل النووي الإسرائيلي في صحراء النقب. واضاف إن "إسرائيل يجب أن تحسب مليون حساب قبل أن تشن أي حرب على لبنان، ومستعدون لأي تهديد"..).. الاشارة الروسية الواضحة بأن ايران وميليشياتها وعلى راسها ميليشيا حزب الله سوف تكون خارج سوريا بعد انتهاء الحرب واحلال السلام في سوريا بتسوية سياسية.. يؤكد ان ايران التي كانت تعتبر نفسها المعني الاول بل المسؤول الاوحد عن مستقبل نظام سوريا واشارت مرات عدة الى انها تمسك بالعاصمة السورية دمشق التي تعتبرها تحت هيمنتها كان كلاماً او طموحاً غير واقعياً ولكنه بالتأكيد كان مكلفاً وباهظ الثمن من حيث الخسائر المادية والانفاق الهائل ولكن غير المعروف الكم.. على هذه الحرب، الى جانب الخسائر البشرية الهائلة التي تكبدتها ايران وميليشياتها في سوريا والمنطقة، الى جانب خسارتها اي دعم او تعاطف شعبي عربي واسلامي مع نظامها وميليشياتها وعلى راسها ميليشيا حزب الله...وفقدانها لمصداقية شعاراتها حول الوحدة الاسلامية وتحرير فلسطين والقدس.. الذي تبين انه شعار وليس مشروع...؟؟

-          المؤشر الثاني..هو ما نشرته الصحافة الدولية وصحيفة الراي ...(أعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير استعداد المملكة ودول خليجية وإسلامية لإرسال قوات خاصة إلى سورية لمكافحة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) بالتعاون مع الولايات المتحدة، شرط عدم استيلاء النظام وحلفائه على الأراضي التي يتم تحريرها. وقال الجبير في مقابلة مع صحيفة «زود دويتشه تسايتونغ» الألمانية، الصادرة أمس، «إن المملكة العربية السعودية ودولاً أخرى بالخليج أعلنوا عن الاستعداد للمشاركة بقوات خاصة بجانب الولايات المتحدة الأميركية، وهناك بعض الدول من التحالف الإسلامي ضد الإرهاب والتطرف مستعدة أيضاً لارسال قوات». وأضاف «سننسق مع الولايات المتحدة من أجل معرفة ما هي الخطة وما هو ضروري لتنفيذها». وفي إشارة إلى طلب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من وزارة الدفاع «البنتاغون» إعداد خطة جديدة، خلال 30 يوماً، للقضاء على «داعش»، قال الجبير إنه يتوقع عرض هذه الخطط قريباً، مشيراً إلى ضرورة تسليم المناطق التي يتم تحريرها إلى المعارضة السورية. وقال في هذا السياق «إن الفكرة الأساسية هي تحرير مناطق من تنظيم (داعش)، ولكن أيضاً ضمان ألا تقع هذه المناطق في قبضة حزب الله أو إيران أو النظام». وجدد موقف المملكة المتمسك برحيل رئيس النظام السوري بشار الأسد، قائلاً «ما زلنا مصرين على رأينا المطالب برحيل الاسد»، لأنه بعد ارتكاب ذلك النظام جميع هذه الجرائم «فلا مستقبل للأسد في سورية»)...وسبق ان أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السبت 18 فبراير/شباط عن نية بلاده إقامة ما سماها بالمناطق الآمنة في سوريا بتمويل من بلدان الخليج العربية لمنع تدفق اللاجئين على الغرب. اضف الى ذلك انه قد (استبقت الأمم المتحدة انطلاق مفاوضات جنيف الرسمية في 23 شباط، بإعادة بند "الانتقال السياسي" إلى جدول أعمال المفاوضات، وذلك في تراجع عن تصريحات كان المبعوث الأممي إلى سوريا "ستيفان دي مستورا" قد أدلى بها حول اقتصار المفاوضات على "الدستور و الانتخابات")... إذاً فإن كلام الجبير الواضح والصريح عن ان لا مستقبل للأسد في مستقبل سوريا وبالتالي لحلفائه ايضاً وهم ايران وميليشياتها..يعززه التعاون بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الاميركية.. وقد اكد ارتفاع منسوب التطورات هذه اعلان ستيفان دي مستورا اعادة بند الانتقال السياسي الى جدول الاعمال للمفاوضات المرتقبة في جنيف....وما يؤكد هذا التوجه هو  تزايد عدد القوى العسكرية المتدخلة على الساحة السورية مما يجعل من ايران ومن معها مجرد لاعب استثاني محدود الدور وبالتالي المكاسب..حتى انه من الممكن القول انه قد تم استغلال ايران ومن معها من قبل روسيا والغرب لضرب الحركات الاسلامية والفصائل الثورية السورية واضعافها لصالح قيام نظام سوري جديد لا علاقة له بطهران كما لا يكون في الوقت عينه اسلامي الهوى والانتماء والالتزام...

-          المؤشر الثالث والاخير هو ما اوردته الصحافة نقلاً...عن وكالة رويترز ....فقد (أفادت مصادر في المعارضة السورية المسلحة بتجميد مساعدات عسكرية كانت تنسقها وكالة «الاستخبارات المركزية الأميركية» (سي آي إيه) لمقاتلي المعارضة في شمال غربي سورية، وذلك بعد تعرضهم لهجوم كبير من متشددين الشهر الماضي. وقال مسؤولون في المعارضة السورية إنه لا يوجد تفسير رسمي للخطوة التي اتخذت هذا الشهر بعد هجوم المتشددين، لكن عدداً من المسؤولين يعتقدون أن الهدف الرئيس منها هو الحيلولة دون سقوط السلاح والمال في أيدي المتطرفين)... إن هذا التجميد معناه ان تدخلاً عسكرياً وشيكاً قد بات قريباً ولا ضرورة بعد الان لتزويد الثوار باي سلاح وخاصةً مضاد للدروع حتى لا يستخدم ضد القوات الدولية سواء كانت عربية او غربية على الساحة السورية كما ان اضعاف الثوار عسكرياً بات امراً ملحاً..حت يتم تسهيل قبولهم بالحلول السياسية المطروحة.. واذا كانت تركيا قد باشرت تدخلها منذ اشهر في شمال سوريا بذريعة ضرب تنظيم داعش المتطرف فإن الحدود الاردنية – السورية، قد تشهد تدخلاً مماثلاً تحت العنوان عينه.. وللأسباب نفسها..خاصةً مع تزايد الانباء عن تقدم داعش في جنوب سوريا على حساب سيطرة الفصائل الثورية هناك.. مما يجعل من التدخل العسكري العربي بقيادة اردنية امراً ملحاً بل ضرورياً ومبرراً...؟؟

الساحة اللبنانية سوف تتأثر بالتأكيد من تداعيات المتغيرات على الساحة السورية، مع تورط شريحة لبنانية في الصراع الذي يدور على مستقبل سوريا..وجاء اعلان التصعيد مع اسرائيل الذي اطلقه نصرالله ليرفع من منسوب التوتر والقلق لدى بيئة حزب الله ولدى كافة اللبنانيين... خاصةً اذا ما لاحظنا طبيعة الزيارة التي قام بها نائب وزير الخارجية الروسي أوليغ سيرومولوتوف الى اسرائيل والنقاط التي اثارها خلال مباحثاته وهي متعلقة بالارهاب ومكافحته كما اعلانه تفهم بلاده لمخاوف اسرائيل من قوة حزب الله والدعم الايراني له..؟؟؟ وتخوف حزب الله من قيام المجتمع الدولي او الدول المتدخلة في سوريا بالتنسيق مع روسيا باقامة منطقة آمنة على الحدود اللبنانية – السورية تحت الحماية الدولية قد اصبح له ما يبرره..

 

 

المصدر: المركز اللبناني للأبحاث والإستشارات



مقالات ذات صلة