العلاقة بين اليهود وفرق الباطنية

بواسطة موقع الإسلام سؤال وجواب قراءة 1422
العلاقة بين اليهود وفرق الباطنية
العلاقة بين اليهود وفرق الباطنية

السؤال


لقد سمعت إشاعات تدعي بأن :

1) مؤسس الرافضة أسس هذا "المذهب" ليكون انشقاقات بين المسلمين مستغلا خلافاتهم في إمامة علي رضي الله عنه .

2) أنه يهودي أو من أصول يهودية ، أو حتى إنه له علاقات "بمنظمات سرية ".

هل هذه الإشاعات أو الادعاءات صحيحة ؟

 

نص الجواب


الحمد لله 
ذهب كثيرٌ من العلماء القدماء والمعاصِرين إلى أنَّ التشيُّع لعليِّ رضي الله عنه بدأ بمقتل عثمان رضي الله عنه ، وأنَّ الذي بدأ غرسَ بذرة التشيُّع هو عبدالله بن سبأ اليهودي ، في أواخر عهد عثمان رضي الله عنه ، وهذا باعتراف كتب الشِّيعة أنفسهم .
ينظر مثلاً : " المقالات والفرق " للقمي (ص 20) ، و" فرق الشيعة " للنوبختي (ص 22)، و" رجال الكشي " (ص 108).
وعبدالله بن سبأ من غلاة الزنادقة ، وهو رأس الطائفة السبتيَّة التي كانت تقول بألوهيَّة عليِّ رضي الله عنه .
وهو أول مَن قال بالنَّصّ على إمامة علي رضي الله عنه ، وقال برجعته قبل يوم القيامة ، وأول من أظهر الطعن في الخلفاء الثلاثة والصحابة ، وكل هذه الاعتقادات من أصول المذهب الرافضي .
وعبدالله بن سبأ كان يهوديًّا يتظاهر بالإسلام ، وأصله من اليمن
وقد رحلَ لنشر فتنته إلى الحجاز، ثم البصرة ، فالكوفة ، ودخل دمشق في أيام عثمان بن عفان رضي الله عنه ، فأخرجه أهلها ، فانصرف إلى مصر وجهر ببدعته .
وقد تناقل العلماء قديمًا وحديثًا أخبارَ فتنته وسعيَه في التآمر ودبّ الشقاقات بين المسلمين ، هو وطائفته ، وهذا مبسوط في كتب الفِرَق والتاريخ والرجال ، عند أهل السنة والشِّيعة أيضًا.
ينظر مثلاً: " مقالات الإسلاميِّين " لأبي الحسن الأشعري (1/ 32) ، " الملل والنِّحَل " للشهرستاني (1/ 174) ، " تاريخ الطبري " (4/ 340) ، " المقالات والفرق " للقمي الشيعي (ص 20) ، و" فرق الشيعة " للنوبختي (ص 22).
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : "وأول من ابتدع القول بالعصمة لعلي وبالنص عليه في الخلافة : هو رأس هؤلاء المنافقين عبد الله بن سبأ ، الذي كان يهوديا فأظهر الإسلام وأراد إفساد دين الإسلام كما أفسد بولص دين النصارى " انتهى من "مجموع الفتاوى" (4 /518).
فالقول بأن عبد الله بن سبأ اليهودي هو مؤسس المذهب الرافضي ، وأنه أسَّسه للسعي في التآمر على المسلمين ، وتوسيع الشقاقات بينهم : قول صحيحٌ معتبرٌ ، امتلأت به كتب التاريخ والفرق والمِلَل ، ولا ينكره الرافضة أنفسُهم.
وأما محاولة إنكار بعضهم لوجود شخصيَّة عبد الله بن سبأ ؛ فهي مجرَّد دعوى، يحاولون بها الرَّد على ما انتشرَ عند خصومهم من تأسيس هذا اليهودي لمذهبهم
وقد اتفق القدماء من أهل السنة والشِّيعة على السواء على أنَّ ابن سبأ شخصيَّة تاريخيَّة واقعيَّة؛ فكيف يمكن نفي ما اتفق عليه الفريقان ؟!
وللمزيد من الفائدة يمكن مراجعة رسالة " عبدالله بن سبأ وأثره في إحداث الفتنة في صدر الإسلام "، للدكتور سليمان بن حمد العودة ، وهي من أهمِّ الدراسات في هذا الباب.
وينظر لمزيد من الفائدة كتاب: " أصول مذهب الشيعة الإمامية الاثني عشرية: عرض ونقد"، للدكتور ناصر بن عبد الله القفاري (1/ 71، 82)

والله أعلم.

 

المصدر : موقع الإسلام سؤال وجواب



مقالات ذات صلة