الكشف عن مخطط "إسرائيلي" قديم لإقامة دولة درزية بالجولان

بواسطة مفكرة الإسلام قراءة 1314
الكشف عن مخطط "إسرائيلي" قديم لإقامة دولة درزية بالجولان
الكشف عن مخطط "إسرائيلي" قديم لإقامة دولة درزية بالجولان

سلط رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي توفيق مهنا الضوء على وثائق تاريخية لمعاهدة سرية بين الوكالة اليهودية لفلسطين وبين الكنيسة المارونية.

وفي كتابه الجديد (أنطوان سعادة والصهيونية) والذي اشتمل على العديد من الوثائق التاريخية، كشف مهنا عن وثيقة "إسرائيلية" حول إقامة دولة درزية عازلة بين سوريا و"إسرائيل"، وهو ما يتناغم مع تصريحات سابقة لكمال اللبواني القيادي المعارض في سوريا بتأييد منح الجولان العربي السوري لـ"إسرائيل" مقابل إسقاط نظام الأسد.

وأشار الكاتب إلى أن كمال كنج أبو صالح من الجولان المحتل، والمحامي كمال أبو لطيف من لبنان، قد اخترقا وضللا الاستخبارات "الإسرائيلية"، وسربا المخطط لقيادات عربية، بحسب رأي اليوم.

يُشار في هذا السياق إلى أنَّ كتابًا "إسرائيليًّا" جديدًا يحمل عنوان سدر النحاس (تس نحوشت) للمؤرخ "الإسرائيلي" د. شمعون أفيفي ألقى فيه الضوء بالوثائق والصور على خطة "إسرائيل" في أواخر سنوات الستينيات لإقامة (دويلة درزية) عازلة بين سوريا و"إسرائيل"، ومحاولة "إسرائيل" لبثِّ الفتن والمؤامرات في جبل العرب الذي تسكنه الغالبية من طائفة الموحدين (الدروز) من أجل تهيئة الأجواء لـ"إسرائيل" بإعلان الدولة المقترحة.

ويستذكر مؤلف الكتاب مراسلات وزير العمل "الإسرائيلي" يغال ألون مع رئيس الوزراء "الإسرائيلي"، ليفي أشكول بعد شهرين من عدوان 67، حيث تلخصت فكرة ألون في استغلال قرب جبل العرب الجغرافيّ من الجولان المحتل الذي يبعد حوالي 40 كلم، وحث الـ"شعب الدرزيّ" هناك على رفض الحكم السوري وإعلان التمرد عليه.

أشكول اقتنع بفكرة ألون، وبحسب مؤلف الكتاب تبلورت بشكل نهائيّ بعد أجواء التوتر التي سادت إعدام الضابط السوري سليم حاطوم واتهامه بالخيانة العظمى ومحاولة قلب نظام الحكم، إضافة إلى إقصاء عدد من الضباط الدروز عن مهامهم العسكرية واعتقال آخرين كجزء من الصراع السياسيّ على السلطة الذي شهدته سوريّا في زمن الانقلابات العسكرية قبل الـ1970، عندما وصل حافظ الأسد إلى الحكم.

وقد قال ألون في حينه رئيس الوزراء إشكول، كما جاء في كتاب المؤرّخ "الإسرائيليّ": إنّ خصوصية الطائفة الدرزيّة وعددها والمكان الجغرافيّ التي تعيش فيه تجعلها قادرة على إعلان التمرد من أجل إقامة دولة درزيّة تضم الجبل والجولان والجليل وأجزاء من جنوب الليطاني في لبنان، واقترح آلون أنْ تقوم "إسرائيل" بتقديم المساعدة العسكريّة والماليّة والسياسيّة لهم، وهذه الدولة، أضاف آلون، نجعلها تعترف بوجود دولة "إسرائيل" وشرعيتها.

وتابع المؤلّف قائلًا، استنادًا للوثائق "الإسرائيليّة" التي كانت سريّة: إنّ رئيس الوزراء ليفي إشكول قد أرسل رسالة جوابيّة إلى ألون بعد ثلاثة أيام جاء فيها أنّ هذا الموضوع قيد الدراسة الجديّة، وأنّ الفكرة تطرح الآن من قبل قادة وضباط الجيش مع بعض الوجهاء المحليين في القرى التي بقيت في الجولان بعد الحرب، على حدّ تعبيره.

ويكشف المؤلّف النقاب عن أنّ قسم الشرق الأوسط في الخارجية "الإسرائيليّة" أبدى تخوفات وشكوك في قدرة الجيش "الإسرائيليّ" الحديث في التغلب على الجيوش العربية، ولهذا يجب أنْ نجد شركاء وحلفاء محليين داخل تلك الدول لاستبدال وخلخلة النظم الحاكمة.

وتابع: في رسالة وجهت إلى رئيس قسم الشرق الأوسط الياهو ساسون في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) من العام 1948 كُتب فيها أنّ تمردًا كهذا سيكون بمثابة سكين سام يوجه في ظهر الدول العربية التي تحاربنا، إضافة إلى أنّ ضعضعة النظام في سوريّا ستُخفف من الضغط العسكريّ على "إسرائيل".

وكشف المؤرّخ في كتابه أيضًا النقاب عن أنّ وزير الخارجية "الإسرائيليّ" آنذاك موشيه شاريت رفض الفكرة بسبب تكاليف هذه التجهيزات، وقدّم اقتراحًا إلى رئيس الوزراء بن غوريون في أب (أغسطس) 1948 بأنْ تعمل "إسرائيل" على تدريب سكان محليين داخل "إسرائيل" قبل البدء بأي تحرك، إلا أنّه رفض الدخول في مغامرات جديدة، وقال: إنّ ما يجب أن يقوموا به أولئك المحليين هو الهروب من هنا .

المصدر : مفكرة الإسلام



مقالات ذات صلة