البهائية .. ردة جديدة .. في مصلحة من ؟
د. ليلى بيومي
ظهر مؤخرًا على سطح القضايا التي تناقش في الإعلام المصري موضوع جماعة البهائيين المرتدة عن الإسلام بعد صدور حكم من محكمة القضاء الإداري يطلب من وزير الداخلية كتابة 'بهائي' في خانة الديانة في البطاقات الشخصية والوثائق الرسمية.
وقد أثار هذا الحكم ضجة واسعة النطاق في العديد من الأوساط السياسية والفكرية في مصر حيث أنه وللمرة الأولى منذ إغلاق محافل البهائية عام 1964م في عهد عبد الناصر يطرح مرة أخرى موضوع البهائية، ومن باب خطير، وهو الاعتراف بها كدين مستقل، أو عقيدة تكون لها مطالب بعد ذلك تتجاوز مجرد الاعتراف القانوني إلى أبعاد مثل فتح المعابد والمدارس وتكوين هيئات تتبع طائفة مستقلة.
وكان أول ما لفت الانتباه في هذا الموضوع هو أنه بينما تطالب جهات أجنبية ومحلية نصرانية وعلمانية بإلغاء خانة الديانة في البطاقات المصرية سارعت هذه الجهات، وعلى رأسها منظمات حقوق الإنسان المحلية، بالترحيب بهذا الحكم باعتباره علامة على بداية منح الحريات الدينية للجميع. وكان هذا التناقض الصارخ في المواقف علامة على أن إثارة موضوع البهائية لم يأت كأمر طبيعي، في إطار عملية منح الحريات للجميع، بل جاء نتيجة لضغوط داخلية وخارجية أمريكية وأوروبية علمانية تستغل الأوضاع الضعيفة للحكم في مصر في هذه الفترة، ورغبة الحكم في استرضاء القوى الخارجية والعلمانية لكي تحصل على تنازلات خطيرة لم تكن أبدًا تفكر في الحصول عليها في أي وقت سابق، وهي تنازلات تناقض صريح الدستور والقانون المصري، وتناقض التقاليد والأعراف المستقرة في مصر على امتداد قرون طويلة.
تضييق هنا وتسامح هناك
كذلك يأت الاعتراف بوجود البهائية كفئة دينية مستقلة في وقت تقوم الحكومة المصرية بعملية ضغوط واسعة على الاتجاهات الإسلامية جميعها بل والمتدينين وهم الغالبية العظمى من أبناء مصر، فبينما يأتي الاعتراف القانوني بالبهائية وبوجودها كجماعة تمارس طقوسًا وعمليات مثل جمع التبرعات وإظهار الهويات، تتزايد الضغوط من الجانبين الرسمي والعلماني لمنع نشاطات إسلامية عادية مثل جمع التبرعات لبناء المساجد أو تنظيم دروس دينية أو الإعلان عن الهوية الإسلامية في المنابر الإعلامية والثقافية.
ومن خلال تتبع معظم قيادات البهائية في مصر والذين بدءوا يعلنون عن أنفسهم وعن أسرهم، بينما كان معظمهم منذ وقت قريب يتخفون أو يمارسون أنشطتهم في شبه سرية، وخصوصًا في أوقات تزايد أنشطة الصحوة الإسلامية في المدارس والجامعات في السبعينات وبداية الثمانينات، ومنذ أعلن عبد الناصر عن إلغاء محافلهم في مصر، لكنهم الآن وفي ظل الهجمة العلمانية الشرسة على الإسلام بدءوا يظهرون على الفضائيات العربية وفي الصحف ويعلنون بشكل سافر عن شخصياتهم ويتحدثون عن أفكارهم وطقوسهم حتى بين الشباب والفتيات.
والملاحظ أيضًا أنهم يمارسون أعمالاً تجاريًا ووظائف خاصة بالبنوك والمعاملات المالية الدولية وهذا يعني أنهم مرتبطون بالتمويل الخارجي. وقد أعلنوا أيضًا عن كتبهم التي يدعون أنها مقدسة، وأن بيت العدل الموجود في فلسطين المحتلة هو قبلتهم، وأنهم يجمعون الأموال والتبرعات من خلال التنسيق مع أعضائهم في مختلف البلدان وخاصة أوروبا وأمريكا.
وما يثير الغيظ من هؤلاء المرتدين أن كثيرًا منهم يحملون أسماء المسلمين مثل حسين وعمر ومحمد ويدعون أنهم يؤمنون بالنبي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، إلى جانب هذا البهاء ويؤولون بعض الآيات القرآنية حسب هواهم محرفين الكلم عن مواضعه. وقد صار لهم منابر إعلامية وخصوصًا على مواقع الانترنت مما قد يحدث بلبلة في عقول بعض الشباب غير المحصن بالثقافة والوعي الإسلامي.
دور النصارى واليهود
ويقف وراء هؤلاء بعض النصارى في مصر الذين يساندونهم في السر مستغلين الأوضاع السياسية العامة، هذا إلى جانب الدعم اليهودي أيضًا.
وقد أشارت الأنباء إلى أن السفير الإسرائيلي [شالوم كوهين] تعهد بتقديم تسهيلات للبهائيين في مصر وقام بزيارتهم في مدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية حيث يوجد أحد معاقلهم والتقى بقياداتهم وطالبهم بضرورة المشاركة في النشاط السياسي عن طريق إنشاء جمعية أو حزب والترشيح للمجالس البرلمانية وممارسة الأنشطة الفاعلة في الحياة السياسية للتأثير على مراكز القرار، وقد وعدهم أيضًا بتقديم تسهيلات لهم لزيارة إسرائيل تحت دعاوى الحج إلى مدينة حيفا.
وعلاقة البهائيين بالصهيونية والصهاينة علاقة تاريخية معروفة وموثقة، ومن أشهر من فضح ارتباطهم بالصهيونية الكاتبة والأكاديمية المصرية الراحلة عائشة عبد الرحمن[بنت الشاطئ].
ومحامي البهائيين في مصر هو النصراني لبيب معوض الذي أعلن أنه أرثوذكسي متمسك بمسيحيته لكنه يعتنق أفكارهم ويتبنى مواقفهم طعنًا في الإسلام ونكاية من المسلمين، هذا إلى جانب أن نصيب بباوي الذي يعتبر زعيم البهائيين في مصر والذي التقى بالسفير الإسرائيلي بالقاهرة لتلقي الدعم والتشجيع أعلن هو الآخر أنه نصراني، وقد طلب من البابا شنودة في لقاء جمع بينهما في الكنيسة الأرثوذكسية بالعباسية ضرورة ممارسة ضغوط على الدولة لانتزاع اعتراف بحقوق البهائية لكن البابا رفض ذلك.
هذا كله يأتي في إطار ضجة إعلامية وتهليل من البعض لهذا الحكم الصادر من محكمة القضاء الإداري وهو حكم غير نهائي حيث أعربت منظمة تدعى المبادرة المصرية للحقوق الشخصية عن بالغ ترحيبها هذا إلى جانب بعض اللجان الدولية المعنية بحقوق الإنسان والتي تعتبر هذا مظهرًا من مظاهر الحرية مع بعض العلمانيين واللادينيين الذين لا يهللون ولا يذكرون أحكامًا أخرى نهائية تقضي مثلاً بالسماح للمذيعات المحجبات بالظهور على شاشات التلفزيون المصري أو بعودة خطباء مفصولين أو جمعيات إسلامية إلى ممارسة نشاطاتها بشكل رسمي وفي نفس الوقت يأتي التهليل لموضوع البهائية ليثير الشبهات وليكشف أهل الأهواء والمتربصين بالإسلام.
ويأتي ذلك أيضاً في وقت يراد فيه إبعاد الأنظار عما يحدث في ساحات أخرى سياسية واجتماعية من قمع للحريات وانهيار اقتصادي عام. فكأن من يريد إبعاد الناس عن هذه المشاكل الخطيرة يطرح قضية البهائية التي كانت مغمورة وساكنة طيلة ما يزيد عن 40 عامًا لكي ينشغل بها الناس ويظهر بعضًا من رموز النظام الحاكم بأنهم يدافعون عن الإسلام، في الوقت الذي يتمتع فيه البهائيون، رغم ردتهم عن الإسلام، بكامل حرياتهم في ممارسة أنشطتهم وطقوسهم وجمع تبرعاتهم والتنسيق بينهم وبين البهائيين في شتى أنحاء العالم
فساد وضلال
يعتقد البهائيون أن كتاب 'الأقدس ' الذي وضعه البهاء حسين ناسخ لجميع الكتب السماوية بما فيها القرآن الكريم، ويعتقدون بإلوهية الفرد وبوحدة الوجود والحلول وأن لا انفصال بين اللاهوت. ويقولون أن الوحي لا يزال مستمرا وبأن المقصود بكون محمداً خاتم النبيين هو أنه زينة لأن الخاتم يزين الإصبع.
ويصفون المسلمين بأوصاف قبيحة، مثل الهمج والرعاع الذين يتلون الفرقان كل صباح، وما فازوا للآن بحرف من المقصود.
ويحرمون ذكر الله في الأماكن العامة ولو بصوت خافت، ويعتقدون بقدسية العدد 19 فالسنة 19شهرا والشهر 19 يوم. ويعتقدون أن القيامة مجيء البهاء في مظهر الله تعالى، ولا يؤمنون بالجنة أو النار، ولا يؤمنون بالملائكة والجن، ولا يؤمنون بالحياة البرزخية بعد الموت بل يقولون أنها المدة بين سيدنا محمد والباب لشيرازي.
وهم يحرمون الجهاد والحرب تحريما قطعيا ومطلقا وهذا أحد أسرار علاقتهم بالقوى الاستعمارية.كما أنهم يحرمون الخوض بالسياسة إلا للساسة، كما أن كتب البهاء تدعو للتجمع الصهيوني في فلسطين، ويقولون بصلب المسيح عليه السلام، ويبيحون المتعة الحرام للنساء، والزنا بالإكراه له عقوبة مالية فقط.
وهم لهم تأويلات منحرفة وباطلة لآيات القرآن الكريم، مما يؤكد أنهم فئة ضالة موجهة خصيصاً لإفساد دين المسلمين. فيؤولون الحياة الدنيا بالإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم والحياة الآخرة بالإيمان بالبهاء.
وهم لا يبيحون الصلاة في جماعة إلا على الميت والصلاة عندهم ثلاث مرات هي الصبح والظهر والمساء في كل مرة ثلاث ركعات دون تحديد لكيفية معينة، أما قبلتهم فهي نحو قصر البهجة في عكا، ويكون الوضوء فقط للوجه واليدين بماء الورد وان لم يوجد فيقولون باسم الله الأطهر خمس مرات.
ولا يعتقدون بالنجاسة من الجنابة أو سواها لأنهم يعتقدون أن من اعتقد بالبهائية فقد طهر.
والصوم عندهم تسعة عشر يوما في السنة وهي من 2-21 مارس/آذار.
والزكاة استبدلوها بنوع من الضريبة تقدر بـ 19% من رأس المال تدفع مرة واحدة. والحج عندهم هو للرجال دون النساء لقبر البهاء بقصر البهجة في عكا. أما العقوبات فقد ألغوها جميعا عدا الدية.