غزة – مراسل الحقيقة
حصار غزة... كارثة إنسانية بل مجزرة بحق مليون ونصف المليون من الموحدين من أهل السنة بغزة يتعرضون لحرب إبادة جماعية والصمت العربي القاتل على مستوى الأنظمة لم يعد مبرراً إذ لم يعد عاقل لا يدري ما يجري في غزة ، حتى على مستوى الشعوب لم نر هناك تحركاً جماهيرياً على الأقل يرتقي لمستوى الجريمة التي يتعرض لها أهلنا في قطاع غزة ، فلقد انتظرنا طويلاً حتى نتمكن من كتابة هذه السطور نظراً للانقطاع المتواصل للتيار الكهربي بسبب منع الوقود من قبل الكيان الصهيوني من الدخول لغزة في حين يتم إدخاله ليل نهار وبأرخص الأثمان عبر بوابات عربية !!!
ولم يشهد قطاع غزة عيداً كالذي مر علينا فلم تشاهد مظاهر العيد على الإطلاق في شوارع غزة ولم تشاهد الأضاحي تذبح إلا القليل ومكث الغزيون في بيوتهم نظراً لفراغ جيوبهم من العملة ... وبقيت غزة تستصرخ فهل من مجيب ؟
تقع غزة كما نعلم على الحدود المصرية الفلسطينية وهناك معبر رفح المتنفس الوحيد لأهالي قطاع غزة على العالم الخارجي ومع ذلك بقيت جمهورية مصر العربية مغلقة لهذا المعبر والمئات يموتون نتيجة لهذا الإغلاق ، لم تشعر مصر للحظة واحدة بالذنب تجاه هذه القضية بل على العكس منعت العديد من القوافل الإغاثية من الوصول إلى قطاع غزة دون مبرر يذكر.
مصر السنية تفعل ذلك بأهل السنة المتواجدين على حدودها في الوقت الذي يحتاج فيه الشعب الفلسطيني لأي قشة تنجده من هذا الحصار الذي أتى على الأخضر واليابس .
الشاهد في هذا الأمر هو أن طهران بدأت تصطاد في الماء العكر وبدأت باستغلال قضية الحصار لتحقق مآرب وأهداف تخدم مشروعها المتنامي في المنطقة – وطبعاً كل ذلك بسبب أخطاء فادحة تقع فيها الأنظمة السنية – وبدأت تنظم مظاهرات وصفت بالمليونية لدعم الشعب الفلسطيني ولا سيما قطاع غزة المحاصر بل وكان هناك تجمعات إيرانية أمام مكتب رعاية المصالح المصرية وسط طهران وذلك حسب وكالة فارس الإيرانية للأنباء على غرار التجمعات الاحتجاجية التي بدأت تشهدها العواصم الأوروبية أمام السفارات والممثليات المصرية .
كل هذا يدعونا نحن كأهل للسنة أن نتحرك ولنعلم جيداً أن أهلنا بغزة بحاجة لمن يقف بجانبهم حتى لا يصبحوا لقمة سائغة بأيدي الفرس بأخطاء استراتيجية يرتكبها أهل السنة .
إن على الجميع أن يدرك جيداً أن تخاذل العرب وأقصد هنا أهل السنة عن نصرة أهلهم في فلسطين ستكون تبعاته وخيمة وإن الشعوب والأنظمة جميعها مطالب بالتحرك حتى لا يكون الحضن الفارسي هو الأقرب ونعرف جيداً أن العقيدة شيء راسخ ثابت لا ينبغي لذي لب أن يساوم عليه ولكن لا من إضاعة الفرصة على ذوي النفوس المريضة بعدم الاستشهاد بالجهود الشيعية لنصرة الفلسطينيين في الوقت الذي تنخذل فيه غزة من أقرب المقربين لحدودها ولعقيدتها أيضاً.
وكما قال أحدهم لو وجدت دولاراً عربياً لما لجأت إلى الدولار الفارسي ، وحتى نكون مهنيين إن أهل السنة في قطاع غزة بحاجة لكل دعم عربي خالص لله سبحانه وتعالى بعيداً عن الدعم المشروط ولا سيما ذلك الدعم الإيراني الذي طالما تغنت به طهران لخداع أمتنا والتغرير بذوي النفوس الهابطة .
فالأنظمة والشعوب السنية مطالبة بالتحرك وعلى عجالة من أمرها تحركاً يليق بكل سني غيور على دينه وأمته لرفع الحصار عن غزة وكل جهد يبذل لذلك غزة ستشهد له ، فهي تراقب عن كثب وبعين متفحصة كل حرف وكل كلمة وكل تصريح يصب في خانة رفع الحصار عنها، فما أحوجنا نحن أهل السنة لأن نقوم بذلك حتى لا تقع غزة فريسة للذئب الإيراني.