الدعم الصهيوني للنووي الإيراني

بواسطة مراسل الحقيقة قراءة 1903

 

الدعم الصهيوني للنووي الإيراني

 

غزة – مراسل الحقيقة :

 

حرب تسير عبر الإعلام حول سلاح إيران النووي بزعم من الغرب أن هذا الأمر يهدد مصالحها ويهدد الحليف الاستراتيجي للغرب ألا وهو الكيان الصهيوني ، ولكن حتى لا تنطلي هذه الأكاذيب على السذج لابد من التأكيد بأن رفض تسلح إيران أمريكياً وإسرائيليا هو حبر على ورق، فأمريكا لن يضرها وجود قنبلة شيعية مقابل القنبلة السنية في باكستان ، والأهم من ذلك أن تبقى بعبعاً لدول الخليج السنية ، وحتى تبقى دول الخليج تطلب ود واشنطن للدفاع عن نفسها وذلك عبر العديد من الأمور التي تؤكد مصلحة الولايات المتحدة والكيان الصهيوني في حصول طهران على دعم من تحت الكواليس لمشروعها النووي، ويتضح ذلك بقراءة المسائل الآتية :

1.    شراء  دول الخليج العربي للسلاح الأمريكي والأوربي ، فدول الخليج هي أكثر دول العالم استيراداً للسلاح الأمريكي ، ولا شك فإن هذا الأمر يؤدي إلى إنعاش الاقتصاد الأمريكي المصاب بأزمة خانقة .

2.    لا ينبغي أن يغفل أحد أن السفن الحربية الأمريكية الجاثمة في دول الخليج ، لها العديد من الوظائف ، أهمها أن تبقى دول الخليج في إطار التبعية للحماية الأمريكية .

3.    من كان يظن أن الشركات الصهيونية لا علاقة لها مع الشركات الإيرانية فهو ساذج لا  يعلم كيف تسير الأمور على المستوى الدولي ، ولا يدري ما يسير وراء الكواليس، فغالبية الشركات التي تتعاون مع طهران تابعة للموساد الصهيوني، وهي ترتع وتلعب داخل إيران ضمن مسميات أجنبية وبجنسيات أجنبية ، وأبرز مثال على ذلك عملية اغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح وما تبعها من  تحقيقات أثبتت تورط العشرات من عناصر الموساد الإسرائيلي والذين يحملون جنسيات غربية، إضافة إلى المساعدات التي قدمت لهم من العديد من المؤسسات مما يدلل على أن الموساد الصهيوني يضع أقدامه جيداً في تلك البقعة ، وربما تثبت الأيام القادمة مدى استفادة هذه الشركات من تواجدها في طهران وبعلم إيراني صرف ، هذه الشركات التجارية ، هي من  يقدم الدعم اللوجستي لمشاريع طهران العسكرية ، من قطع وأدوات ، وكلنا يعلم التغلغل الصهيوني بداخل هذه المؤسسات والشركات التي أصلاً تعتبر المصدر الأول في دعم الاقتصاد الصهيوني .

وهذا ما تؤكده تجربة مرّت بها شركة «دارو نت» (DaroNet) الإسرائيلية، المُتخصصة في مجال التكنولوجيا، ومقرها في إحدى ضواحي تل أبيب. وقد كشفت هذه الشركة عن أنها أبرمت صفقة بقيمة مليون دولار مع غرفة التجارة الإيرانية، وتقضي بتوريد أجهزة كمبيوتر وبرامج عمل إدارية لطهران.

وأكدت «دارو نت» أنها أرسلت إلى إيران أكثر من 70 ترخيصاً من منتجها الرئيسي، وهي برمجيات إدارة المواقع الإلكترونية، في صفقة كان مُهندسَها وسيط هولندي غامض. وقال المدير العام لـ«دارو نت» ياكوف هارباز، للإذاعة الإسرائيلية «لقد عرفنا أنّ الطرف المقابل في الصفقة هو إيران، عندما طلب منّا الوسيط ترجمة لغة البرمجيات إلى الفارسية»، فيما أشار المتحدث باسم الشركة ياوشو مييري إلى أن «كثيراً من الإسرائيليين يقومون بأعمال مع إيران»، مؤكداً أنه «في مجال التكنولوجيا تُمثل إيران سوقاً مُغرية يصل حجمها إلى 250 مليون دولار».

وفي الوقت نفسه  لم يُفاجأ رئيس تحرير موقع «إسرائيل فالي» (Israel Valley) للأخبار الاقتصادية، دانيال رواش بأخبار صفقة «دارو نت»، وحسب ما قاله فإن «خبراء إسرائيليين، ممن يملكون جنسية ثانية، عملوا في مشروعات للبنى التحتية في إيران، بعد أن تركوا جوازاتهم الإسرائيلية لدى سلطات الحدود في مطار إيران».

وعلى العكس تماماً فأمريكا رغم أنها تحاول احتواء إيران إلا أنها لا تريدها في نفس الوقت أن تعيش في جلباب أي دولة أخرى تملك سلاحاً نووياً كباكستان، وفي نفس السياق فإن الشركات الأمريكية والإسرائيلية غارقة في التعاملات التجارية السرية والعلنية مع الشركات الإيرانية. فمن ظن أن الإدارة الأمريكية والحكومات الإسرائيلية بمعزل عن هذه الاتصالات والتعاملات فظنه غير دقيق.

باراك لم يفاجئ المحللين عندما قال إن إيران حالياً لا تشكل خطراً وجودياً على أمن إسرائيل، فتاريخ العلاقات بين البلدين يوحي بذلك وهذا ما أكده وزير الخارجية الروسي  سيرجي لافروف أن تاريخ العلاقات بين إيران و"إسرائيل" يؤكد على أن تطبيع العلاقات بينهما أمر حتمي.

وقال وزير الخارجية الروسي: "باعتقادي أن من الواجب السعي إلى أن تبدأ "إسرائيل" وإيران بتطبيع العلاقات. وليس في هذا أي شيء مستحيل".

أما بالنسبة للإدارة الأمريكية وإسرائيل فهما مدركتان تماماً أن النظام الإيراني يريد امتلاك السلاح النووي

للأسباب الآتية:  

1- إيران بحاجة لقنبلة شيعية موازية للقنبلة الباكستانية السنية .

2- إيران بحاجة الى السلاح النووي من أجل استخدامه للتلويح به ضد القوى السنية التي تكن لها طهران أشد العداء ، بل عداء أكثر من العداء التي تزعم طهران وجوده ضد أمريكا والكيان الصهيوني، والقلاقل التي تثيرها طهران في قلب الدول السنية في العراق ، واليمن، ونذكر بأن حزب الله استولى على بيروت في غضون دقائق معدودة بسلاح إيراني ولا يفوتنا أن نذكر أن السلاح الذي يلطخ بدماء السنة لا يمكن أن يعود شريفاً مرة أخرى ، لذا ليس من المستبعد أن تستخدم طهران النووي إن امتلكته أو سمح لها بامتلاكه ضد أهل السنة ، فيد إيران طولى في ارتكاب المجازر ضد أهل السنة ، والشيعة بشكل عام لهم باع طويل في تحصيل أرقام عالية من الضحايا والقتلى من أهل السنة .

مما سبق يتضح أن ما يجري عبر وسائل الإعلام حول الجدل والمناوشات التي تحدث بين طهران غيرها ، ما هي إلا مسرحية دولية أبطالها ثلاثة : أمريكا وإسرائيل وإيران هدفها الوصول إلى ما يلي :

1- ضمان تطور البرنامج النووي في ظل صمت وربما موافقة دولية.

2- تغلغل إيران في دول الخليج وازدياد نفوذها وقبولها بشكل أكبر في العالمين العربي والإسلامي، وربما الدولي أيضاً.

إذن المشروع النووي الإيراني والمشروع النووي الصهيوني له وجهة واحدة، وتعاون مشترك هدفه القضاء على أهل السنة في العالم كله في نهاية المطاف.



مقالات ذات صلة