جيش المهدي البداية والنهاية
سارة علي
يظن كثير من المحللين والدارسين لتاريخ الحركات إن جيش المهدي تأسس وأعلن عنه بشكل رسمي في تموز من عام 2003 وبعد احتلال العراق بحوالي ثلاث شهور لكن التأسيس الحقيقي لجيش المهدي هو قبل ذلك فبعد قيام الجمهورية في إيران وأثناء الحرب العراقية الإيرانية تأسس ما يسمى بفيلق الفجر متخذاً من قاعدة ديزفول – الشوش في إيران مقرا له حيث أصبح هذا الفيلق مأوى ومركزا لاستقطاب وتدريب الهاربين من العراق إلى الجانب الإيراني .
وقد عني بالتدريب والإشراف على كل الميليشيات الشيعية العاملة في العراق وانبثق من ذلك الفيلق فيلقا آخر هو (فيلق القدس) الذي أصبح فيما بعد مشرفا على كافة عمليات الداخل في العراق وممن يرتبطون به من الكثير من الرموز الشيعية العاملة في الحكومة العراقية الحالية, ولقد أصبح فيلق القدس ذا أهمية كبيرة لارتباطه بشكل مباشر مع بالمرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران وقد قام هذا الفيلق بتدريب العناصر الهاربة من العراق وإدخالهم دورة (دافوس) العليا (كلية القيادة والأركان) أو جامعة الحسين العسكرية ومن خلال فروعه ومكاتبه الرئيسية مثل فرع خرم شهر (المحمرة) الذي يدير شؤون البصرة (حاليا) وبقية الفروع المنتشرة في أماكن عدة, وأصبح الكثير منهم هم قادة مليشيات بدر وجيش المهدي وهم قاموا بما يسمى الانتفاضة الشعبانية في عام 1991 .
وبعد احتلال العراق من قبل الأمريكان عادت تلك العناصر من إيران وبالتعاون مع القوات الأمريكية وقاموا بأعمال الحرق والسلب والنهب بالتعاون مع جماعات كانت تعمل معهم بالسر أثناء حكم صدام حسين, ولم سقط الحكم برزت تلك العناصر للوجود, وفي تموز من عام 2003 أعلن مقتدى الصدر من خلال خطبته في مسجد الكوفة عن تشكيل جيش المهدي, وهو في الحقيقة ليس جيشا إنما ينطبق عليه مفهوم المليشيا أكثر مما هو جيش وقد أفتى مقتدى الصدر بأنه لا يعتبر ميليشيا بل جيشاً عقائدياً في حين اعتبره الصدري سلام المالكي جيشاً ثقافيا .
المفهوم العقائدي لهذا الجيش:
تعود فكرة إنشاء جيش المهدي إلى عقيدة إن المهدي المنتظر وهو الإمام الاثنى عشر (محمد بن حسن العسكري) ابن الخمس سنوات الذي اختفى في سرداب في مدينة سامراء وانه سيعود بعد أن يعم الأرض الفساد والظلم وانه يأتي ليغير الواقع ويملأ الدنيا عدلا بعد أن ملئت جوراً وظلماً يسانده في ذلك أتباع ومحبي آل بيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وان كل من لم يؤمن بذلك أو يساند المهدي المنتظر في دعوته هذه فهو من أعداء الرسول وآل الرسول.
التنظيم:
تنظيماتهم.. ليست منظمة, مجاميع عشوائية, نواتها الفرد, وكل خمسين فرد يشكلون فصيلاً, وكل ستة فصائل تشكل سرية عددها 300, وكل سبعة سرايا تكون فوجا, واغلب أفراد التنظيم هم العاطلين عن العمل ومن محدودي التعليم وممن تتراوح أعمارهم بين العشرين إلى الخمسة وثلاثين سنة.
ثقافتهم:
الكثير من أتباع جيش المهدي وعناصره هم من محدودي الثقافة وممن يتعاطون المخدرات ولذلك كثير ما كان مقتدى في خطاباته يدعوهم إلى الالتزام وطالما ما ينعتهم في خطاباته بالـ (جهلة) و (العناصر غير المنضبطة), كما يعرف في الأوساط العراقية أن أكثرهم ممن يمارس الرذيلة وليس لديه أي التزام ديني أو أخلاقي .
عسكريًّا:
كثير من قيادته تلقت التدريب في إيران وفي لبنان وفي العراق أيضا وبإشراف مباشر من الحرس الثوري الإيراني والتي قامت فيما بعد بتشكيل المجاميع التي تجيد استخدام السلاح على اعتبار أن أكثر الشباب العراقي متدرب على استخدام السلاح بحكم الحروب المتعاقبة وقيام صدام حسين بفرض التدريب المسلح على اغلب الشباب العراقي .
يعمل جيش المهدي بنظام السرايا التي لا تتجاوز غالباً السرية الواحدة الخمسين مقاتلاً من عامة الشيعة الذين ينضمون إليه عن طـريـق هيـئات تشـكلت في الحسينيات والجوامع التابعة للتيار الصدري، وهم يعـملون متـطوعين بلا مخصصات مـالية ثابتة معتـمدين فـقط على نظـام العـطايا وما يوزع عليهم من الخُمْس؛ إضـافة إلى تقديمهم في فرص العمل لدى الدولة وخـاصة في أجـهزة الأمن من شرطة وقوات الأمن كجزء من الاتفـاقات المعقودة بين التيار الصدري وبين حكومة الائتلاف الشيعي.
وتشكلت في بادئ الأمر سرايا محدودة منها سرية الشيخ محمد الصدر في محمد الصدر في مدينة الصدر، وسرية الشيخ مصطفى الصدر في بغداد الجديدة، وسرية الشيخ مؤمل الصدر في منطقة الشعب وحي أور، وسرية الشيخ علي الكعبي وسرية الشيخ حسين السويعدي وكلها في بغداد، وهي في معظمها أسماء لمن يعتبرهم التيار الصدري شهداءه إبان حكم نظام صدام حسين، ويكون عدد أفراد السرية غالباً متعلقاً بقوة الزعيم الشيعي الذي يقودها وحجم المساحة الجغرافية أو السكانية التي يتولاها، وقد تتعدد السرايا في المنطقة الواحدة كما هو الأمر في مدينة الصدر في بغداد, وسرعان ما تزايدت هذه السرايا خاصة بعد أحداث تفجيرات الأماميين العسكري في سامراء .
أما تدريباتها ففي بداية الأمر أشرفت إيران على تدريب تلك العناصر وبعد احتلال العراق كان تدريب قيادات وبعض تلك العناصر في إيران وجنوب لبنان بالتعاون مع حزب الله وفي داخل العراق ومن الشخصيات البارزة في حزب الله التي أشرفت على جيش المهدي سواء في التأسيس والتدريب, عماد مغنية وقد اشرف على تدريب قيادات في جيش المهدي سواء في إيران أو تم تدريبهم بالنجف فقد كان يدخل مغنية باسم مستعار للعراق ويعمل بكل أريحية ولقد قام بتهيئة أماكن لقادة جيش المهدي في إيران في حال ملاحقتهم من قبل القوات الأمريكية في العراق وهذا ما حصل فعلا بعد أن تكررت ملاحقة القوات الأمريكية للكثير من عناصر جيش المهدي لتورطهم بالكثير من العمليات الإجرامية بحق أبناء الشعب العراقي.
مصدر معلوماتهم الاستخباراتية:
جيش المهدي يستند في معلوماته الاستخباراتية على ما يزوده به أعضاؤه الملتحقين في صفوف منتسبي وزارتي الدفاع والداخلية والوزارات الأخرى في الدولة, وعلى ما تقوم به الجهات الاستخباراتية الإيرانية بتزويدهم بما يحتاجون إليه من معلومات استخباراتية, أيضا قاموا بتشكيل مؤسسة استخباراتية (مصغرة) تحت عنوان (الإشراف العسكري) وهذه تأخذ على عاتقها متابعة وإحصاء أبناء العراق وبالتحديد بغداد ممن هم من المذهب السني والعمل على تصفيته أو تهجيره من بغداد لكي يكون المكون الغالب في بغداد هو المكون الشيعي تمهيدا للسيطرة الكاملة على بغداد من قبل المنتمين للمذهب الشيعي وبأحزابه المختلفة.
أعمال جيش المهدي:
ابرز أعماله كانت بعد احتلال العراق بأيام حيث دخل المرجع السيد مجيد الخوئي إلى النجف حيث كان مهاجراً إلى لندن لأنه كان معارضا لحكم صدام حسين, ولما عاد للنجف بعد أيام من احتلال العراق لم يرق للتيار الصدري رجوعه (مقتدى الصدر) لأنه كان يطمح أن تكون المرجعية له بعد علي السستاني ولذا قام أتباع الصدر بتصفية الخوئي ولقد أصدرت القوات الأمريكية في آب من عام 2004 مذكرة تقضي باعتقال مقتدى الصدر واتهامه بمقتل الخوئي, هذا الأمر احدث صداما بين جيش المهدي والقوات الأمريكية وانتهى الأمر بلجوء مقتدى الصدر إلى إيران وإيقاف العمليات بين أتباع جيش المهدي والقوات الأمريكية.
أما البروز الآخر لجيش المهدي فكان أعقاب تفجير قبتي الأماميين العسكريين شباط (فبراير) 2006م، ولكن هذه المرة ليست كبروزه في 2004 في معركته مع القوات الأميركية حينما اكتسب تأييداً جماهيرياً كبيراً، بل ظهر هذه المرة كأبرز ميليشيا طائفية تحارب أهل السنة وتعتدي عليهم في مناطق نفوذها وقد مكنهم من ذلك هو سيطرتهم بالتناغم مع قوات بدر على وزارتي الدفاع والداخلية مما ساهم بشكل كبير في قيام جيش المهدي وفيلق بدر بتصفية كبيرة لأهل السنة بالعراق وقتل أئمة مساجد السنة بعد حرقها وتهجير الكثير من العوائل السنية من بغداد وغيرها من المحافظات إلى أماكن أخرى سواء داخل العراق أو خارجه.
مصادر تسليحهم:
مخلفات الجيش العراقي السابق والدولة العراقية.
ما حصلوا عليه من أسلحة بعد انضمام كثير من أعضاء جيش المهدي إلى صفوف الحرس الوطني وتشكيلات وزارتي الدفاع والداخلية.
الدعم الإيراني المسلح لجيش المهدي لان جيش المهدي وعد بمقاتلة الأمريكان إذا ما قامت أمريكا بضرب إيران كما جاء على لسان (مقـتدى الصـدر) وشـمل هذا التطور مد إيران جيش المهدي بأحدث الأسلحة وأشدها فتكاً، وقد تسلم (جيش المهدي) فعلياً شحنات من الأسلحة المتطورة والعادية شملت القاذفات والبنادق صغيرة الحجم "غدارات" صناعة إيرانية، وهي نسخة مطورة من البندقية الألمانية.
( أم بي فايف ) وهذه البندقية صغيرة الحجم بحيث يسهل إخفاءها تحت الملابس؛ ويستخدم لها عتاد مسدس عيار 9ملم, وكذلك تم تزويدهم بالرشاشات الثقيلة والصواريخ المضادة للطائرات، واتخذ الجيش من حسينياته مقرات لها.
اليوم جيش المهدي يتسلم شهريًا ملايين الدولارات من إيران لقاء موافقته على أن يكون طوعًا بين أيديهم.
سياسيا:
دخلوا العملية السياسية في الانتخابات النيابية الماضية مع المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق رغم الاختلاف القوي معهم, لكن الائتلاف كان يضم حزب الدعوة أيضا وهذا تربطه بالتيار الصدري علاقة تاريـخية تعـتمد على تنحية فكر الصدر الثاني وهو الخصم اللدود للتيار الشيعي الصفوي والعودة إلى الصدر الأول مؤسس التيار الصدري وحزب الدعوة معاً، حتى أصبح الصدريون الدعامة الرئيسة لرئيس الوزراء السابق (إبراهيم الجعفري) والمطالبين بقوة لاستمراره لكونه أكثر من حقق لهم رغباتهم الطائفية، وسهل على الشيعة تحقيق أحلام الأجداد في تقتيل أهل السنة تحت مسمى (الوهابية) واستباحة بيضتهم بطريقة غوغائية بشعة، فكانوا السبب الرئيس وراء أزمة تأخر تشكيل الحكومة العراقية الحالية واستمرار حالة الفوضى الأمنية، وتأخير العمل بالنظـام الأمـني الجـديد واستمرار مسلسل القتل اليومي لأهل السنة مما أسهم في تراجع ترشيحه رئيساً للوزراء, وبعد مجيء نوري المالكي انسحب التيار الصدري وحزب الدعوة جناح الجعفري من الإتلاف وبقوا في البرلمان العراقي بتسميات أخرى .
الوضع الحالي لجيش المهدي في العراق:
بعد أن تم استخدام جيش المهدي من قبل الأمريكان في العراق لتصفية أبناء المذهب السني لمخاوف أمريكا من أن السنة هم الجانب الحقيقي للمقاومة العراقية وعلى أساس التحالف المسبق مع الجهات الشيعية في العراق على احتلال العراق ولقد كان جيش المهدي هو البارز في التصفية الطائفية لأهل السنة في العراق بينما كان الإتلاف الموحد (ممثلا بالمجلس الإسلامي الأعلى) يعمل خفية, لذا وجب التخلص من هذه الورقة.
السبب الثاني هو النزاع التاريخي بين الحوزتين (الفـارسـية) و (العربية) أو ما يسمى بالحوزتين (الصامتة) و (الناطقة) فبينهما من الخصومة الشيء الكثير مـن تاريـخ ملـيء بالدماء والثارات والاختلاف على الحقوق الشيعية (الخُمْس) ومردودات السياحة الدينية والدخول المتأتية من الأضرحة والمـزارات ما لا يمـكن أن يـذوب نهـائـياً فـي ليلة وضـحاهـا .
الحوزة العربية (ممثلة بالصدر) والحوزة الفارسية ممثلة بالسيد السستاني ومن يقف وراءه ويؤده من حزب الدعوة والائتلاف العراقي بقيادة عبد العزيز الحكيم, وقد اتهمت المرجعية الأخيرة أن الصدر (مقتدى الصدر) لم يصل إلى مرتبة المجتهد، ويعرف في الحوزة بأنه طالب بحث خارجي وفيما يقول الصدر انه وكيل للحائري ويحق له الإفتاء, لكن أتباع الحوزة الأخرى يقولون أن الوكالة تسقط بوفاة الوكيل, لذا لا يحق لمقتدى الصدر أن يعطي الفتوى أو أن يكون مرجعية ,هذا كان سببا له للذهاب إلى إيران لكي يحصل على المرجعية ويعود بها بعد ذلك إلى العراق.
السبب الآخر هو النزاع بين قوات بدر وجيش المهدي على الخمس (وهو المبلغ الذين يحصلون عليه من المناطق الشيعية ومن التجار وأصحاب الأموال الشيعة وهو مبلغ يدفع إلى المرجعية الشيعية) وأيضا مبالغ الأوقاف والممتلكات والأضرحة الشيعية حيث كانت سببا رئيسيا للنزاع بين الإتلاف الموحد وجيش المهدي والتيار الصدري.
أما السبب الأخير هو الانتخابات المحلية ورغبة الإتلاف الموحد بان يحصل على أغلبية الأصوات في المحافظات الشيعية تمهيدا لتطبيق فيدرالية المحافظات التي يريد الإتلاف الشيعي تطبيقها بعد انتخابات المجالس المحلية في 31 كانون الثاني من عام 2009 ومن بعدها الانتخابات البرلمانية .
ولذا عمدت قوات بدر إلى تشكيل ما يسمى (صحوة بدر) وهي عناصر من فيلق بدر تم تشكيلها للقضاء على عناصر جيش المهدي وبأوامر إيرانية بعد زيارة الرئيس الإيراني احمدي نجاد للعراق 2-3-2008 ، وان عبد العزيز الحكيم قد تلقى دعما أمريكيا لمواجهة ميليشيا (جيش المهدي) بل وكان هناك تنسيقا بين فيلق بدر والقوات الأمريكية لأجل إلقاء القبض على عناصر جيش المهدي, بل وانه تم إلحاق بعض من عناصر ما يسمى بصحوة بدر بقوات الأمن الحكومية لكي تدخل مدينة الصدر ومعاقل جيش المهدي الأخرى باللباس العسكري, وقد قامت تلك القوات بتقديم كل الصور والمعلومات وأماكن تواجد أفراد جيش المهدي لان سبق لهما (جيش المهدي وفيلق بدر) أن تعاونا في عمليات مشتركة في تهجير وقتل سنة العراق وحرق مساجدهم .
فكانت العملية التي أطلق عليها نوري المالكي بصولة الفرسان في محافظات الجنوب والوسط وبغداد لتصفية جيش المهدي وإلقاء القبض على عناصره وفرار الكثير من قياداته إلى إيران ولبنان وتحاول هذه القيادات والعناصر الباقية لملمة صفوفها للعودة من جديد والدخول إلى العراق متى ما سنحت لها الفرصة, أما ما بقى من عناصرها في داخل العراق فحاليا لا تعلن عن نفسها كما في السابق كونها من جيش المهدي أملا في عودة مرة أخرى للساحة العراقية وخوفا من الفتك بهم من قبل القوات الأمريكية بعد أن احترقت أوراقهم ,وتم التركيز في الوقت الحالي على خوض الانتخابات تحت مسمى أحرار العراق في محاولة لاستعادة مكانتهم في الساحة العراقية بعد أن تم تحجيم نشاط جيش المهدي في العراق من قبل الحكومة وقوات الاحتلال الأمريكي ولعل ما حدث لجيش المهدي يعطي دروسا كبيرة أن هذه الفئة أعلنت الحرب على الله حيث قامت بهدم المساجد واستباحة الدم والعرض ولكن كان لابد لهم أن يدركوا أن يد الله فوق الظالم وان الظلم لن يدوم ولابد له أن يزول ليبزغ الفجر بعد حلكة الظلام.
14/2/2009
المصادر:
1- جمعية ضحايا سجون الاحتلال الأمريكي والصفوي في العراق للأستاذ – علي القيسي.
2- بروز جيش المهدي - بقلم عبد الله علوان البدري
3-جيش المهدي وبداية النهاية- صهيب الفلاحي.
4- إدارة موقع جيش المهدي الوثائقي.
5- من هم أعضاء جيش المهدي- باتريك جاكسون- بي بي سي.
6- هل تمّ اغتيال عماد مغنية فعلا ؟ - باسل أدو .
7- المشروع الصدري في العراق - المنجز والإخفاقات / 5
كتابات - راسم المرواني.
8- جيش المهدي ... قوة ضاربة ، شبكة البصرة.