بشار الأسد الرئيس المدلل

بواسطة أحمد محمود الحيفاوي قراءة 1016
بشار الأسد الرئيس المدلل
بشار الأسد الرئيس المدلل

بشار الأسد الرئيس المدلل

أحمد محمود الحيفاوي

بسم الله الحمد لله أما بعد  :

كلنا شاهد اللحظات التي سقط بها نظام صدام حسين في العراق بعد حصار دام قرابة ثلاثة عشر عاما وقد جُهزت له أعتى قوى الدمار في العالم حتى اقتلعوه من جذوره , وهذا الرئيس البشير كيف اتهمته محكمة الجنايات الدولية حتى أصبح مجرما ملاحقا . أما الرئيس القذافي ففي اقصر مدة عقدت له المؤتمرات الدولية التي تدينه وتجيز استخدام القوة المسلحة ضده ناهيك عن مساعدة الثوار الليبيين والاعتراف بمجلسهم الانتقالي .

كذلك الرئيس مبارك ومن أول أيام الثورة المصرية كانت أمريكا والأمم المتحدة وغيرها من الدول الغربية تضغط لرحيله من الحكم حتى أزيل وحوكم بعد ذلك.

وزين العابدين رفع الغطاء عنه ونصح بمغادرة تونس ولم تستقبله أي من الدول عدا المملكة العربية السعودية .

وهذا الرئيس اليمني نسمع نصائح الدول الغربية بلزوم مغادرته السلطة ولولا وضع اليمن الخاص لاستعملوا معه طريق آخر .

أما الرئيس بشار ابن حافظ الأسد بائع الجولان والذي سحق الفلسطينيين في لبنان . فهناك تعامل آخر بالغ الشفافية والنعومة كان كل الرؤساء الذين سبقوا يتمنون أن يعاملوا بمثله أو بنصفه .

ألا وهو القيام بإصلاحات !!!.

رغم إن كل ما اقترفه اولئلك الحكام لا يعادل جزء مما استعمله النظام السوري ضد شعبه من سحق وتسلط واضطهاد وكل ذلك موثق ومصور وأمام العالم في ستة أشهر دموية من عمر الثورة السورية .

كل هذه المجزرة العلنية التي تحدث وبأبشع الصور وبطرق سادية والتي تحاكي محاكم التفتيش !! لكننا بالمقابل لا نرى ذلك الحماس الذي أزيل به نظام صدام أو نظام القذافي او غيره من الأنظمة . فنرى عقوبات ليست ذات جدوى كمنع السفر عن بعض المسؤولين أو تجميد بعض الأرصدة تلك العقوبات التي يستطيع النظام تجوازها بل لا تؤثر عليه .

إن مثل تلك العقوبات الخجولة تمثل غطاء يتحرك من خلاله النظام السوري للبطش بالشعب والقضاء على المعارضة .

ولسائل يسأل لماذا كل هذه المجاملة والحماية لذلك النظام المتستر بلباس المقاومة حيث انه يدعم المقاومة الفلسطينية كما يزعم واللبنانية المتمثلة بحزب الله اللبناني . اليس من المنطقي أن يكون الضغط على ذلك النظام أكثر بكثير مما حصل على غيره من الأنظمة ؟!!

ألا تعتبر تلك الاوضاع التي يمر بها النظام السوري فرصة ذهبية للقوى الغربية للانتقام من ذلك النظام ؟ ألا تعتبر تلك تساؤلات مشروعة ومنطقية؟  لماذا نرى العكس هو الذي يحصل ؟!!

للجواب على ذلك السؤال ينبغي الرجوع إلى الوراء ونقرأ صحف التاريخ لنكشف الغطاء عن طبيعة الطائفة العلوية النصيرية التي ينتمي اليها النظام .

إن أفضل من شخصَ النصيرية وحكم عليهم هو شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله والذي خبَرَ تلك الطائفة حيث عاش حياته في نفس البلد الذي تتواجد به , وشاهد بأم عينيه ما فعلته تلك الطائفة من جرائم خلال حروب المسلمين مع التتار وغيرهم . فقال رحمه الله حين سئل عن النصيرية في سؤال طويل يبين معاناة المسلمين من كيدهم ومكرهم .

فكان جواب شيخ الإسلام بعد أن بين عقائدهم الفاسدة وجرائمهم :

" وما ذكره السائل في وصفهم قليل من الكثير الذي يعرفه العلماء في وصفهم . ومن المعلوم عندنا أن السواحل الشامية إنما استولى عليها النصارى من جهتهم وهم دائما مع كل عدو للمسلمين ; فهم مع النصارى على المسلمين . ومن أعظم المصائب عندهم فتح المسلمين للسواحل وانقهار النصارى ; بل ومن أعظم المصائب عندهم انتصار المسلمين على التتار .
ومن أعظم أعيادهم إذا استولى - والعياذ بالله تعالى - النصارى على ثغور المسلمين فإن ثغور المسلمين ما زالت بأيدي المسلمين حتى جزيرة قبرص يسر الله فتحها عن قريب وفتحها المسلمون في خلافة أمير المؤمنين " عثمان بن عفان " رضي الله عنه"  فتحها  معاوية بن أبي سفيان.
فهؤلاء المحادون لله ورسوله كثروا حينئذ بالسواحل وغيرها فاستولى النصارى على الساحل ; ثم بسببهم استولوا على القدس الشريف وغيره ; فإن أحوالهم كانت من أعظم الأسباب في ذلك ; ثم لما أقام الله ملوك المسلمين المجاهدين في سبيل الله تعالى " كنور الدين الشهيد وصلاح الدين " وأتباعهما وفتحوا السواحل من النصارى وممن كان بها منهم وفتحوا أيضا أرض مصر ; فإنهم كانوا مستولين عليها نحو مائتي سنة واتفقوا هم والنصارى فجاهدهم المسلمون حتى فتحوا البلاد ومن ذلك التاريخ انتشرت دعوة الإسلام بالديار المصرية والشامية.

ثم إن التتار ما دخلوا بلاد الإسلام وقتلوا خليفة بغداد وغيره من ملوك المسلمين إلا بمعاونتهم ومؤازرتهم ; فإن منجم هولاكو الذي كان وزيرهم وهو " النصير الطوسي " كان وزيرا لهم بالألموت وهو الذي أمر بقتل الخليفة وبولاية هؤلاء . ولهم " ألقاب " معروفة عند المسلمين تارة يسمون " الملاحدة " وتارة يسمون " القرامطة " وتارة يسمون " الباطنية " وتارة يسمون " الإسماعيلية " و تارة يسمون " النصيرية " وتارة يسمون " الخرمية " وتارة يسمون " المحمرة " وهذه الأسماء منها ما يعمهم ومنها ما يخص بعض أصنافهم.

وشرح مقاصدهم يطول وهم كما قال العلماء فيهم : ظاهر مذهبهم الرفض وباطنه الكفر المحض .

وأما استخدام مثل هؤلاء في ثغور المسلمين أو حصونهم أو جندهم فإنه من الكبائر وهو بمنزلة من يستخدم الذئاب لرعي الغنم ; فإنهم من أغش الناس للمسلمين ولولاة أمورهم وهم أحرص الناس على فساد المملكة والدولة ... وهم أحرص الناس على تسليم الحصون إلى عدو المسلمين وعلى إفساد الجند على ولي الأمر إخراجهم عن طاعته .

والواجب على ولاة الأمور قطعهم من دواوين المقاتلة فلا يتركون في ثغر ولا في غير ثغر ; فإن ضررهم في الثغر أشد وأن يستخدم بدلهم من يحتاج إلى استخدامه من الرجال المأمونين على دين الإسلام وعلى النصح لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ; بل إذا كان ولي الأمر لا يستخدم من يغشه وإن كان مسلما فكيف بمن يغش المسلمين كلهم ولا يجوز له تأخير هذا الواجب مع القدرة عليه بل أي وقت قدر على الاستبدال بهم وجب عليه ذلك.  انتهى بتصرف.

هذا هو قول الخبير بهم ابن تيمية رحمه الله رحمة واسعة .

أما في العصر الحديث وإبان الاستعمار الفرنسي لبلاد الشام فلا تخفى موالاتهم للفرنسيين على المسلمين .

ففي وثائق الخارجية الفرنسية وثيقة تحت رقم (3547) تاريخ 15/6/1936 . نص العريضة التي رفعها زعماء الشعب العلوي كما أسماه سليمان المرشد إلى جناب الحكومة الفرنسية المنتدبة يطالبونهم بعدم إنهاء الانتداب هذا نصها : دولة ليون بلوم ، رئيس الحكومة الفرنسية : إن الشعب العلوي الذي حافظ على استقلاله سنة فسنة بكثير من الغيرة والتضحيات الكبيرة في النفوس ، هو شعب يختلف في معتقداته الدينية وعاداته وتاريخه عن الشعب المسلم ( السني ) ولم يحدث في يوم من الأيام أن خضع لسلطة من الداخل . إننا نلمس اليوم كيف أن مواطني دمشق يرغمون اليهود القاطنين بين ظهرانيهم على عدم إرسال المواد الغذائية لإخوانهم اليهود المنكوبين في فلسطين !! وأن هؤلاء اليهود الطيبين الذين جاءوا إلى العرب المسلمين بالحضارة والسلام ، ونثروا على أرض فلسطين الذهب والرفاه ! ولم يوقعوا الأذى بأحد ، ولم يأخذوا شيئاً بالقوة ، ومع ذلك أعلن المسلمون ضدهم الحرب المقدسة بالرغم من وجود إنكلترا في فلسطين وفرنسا وفي سوريا ، إننا نقدر نبل الشعب الذي يحملكم للدفاع عن الشعب السوري ورغبته في تحقيق استقلاله ، ولكن سوريا لا تزال بعيدة عن الهدف الشريف ، خاضعة لروح الإقطاعية الدينية للمسلمين . ونحن الشعب العلوي الذي مثله الموقعون على هذه المذكرة نستصرخ حكومة فرنسا ضماناً لحريته واستقلاله ، ويضع بين يديها مصيره ومستقبله ، وهو واثق أنه لابد واجد لديهم سنداً قوياً لشعب علوي صديق قدم لفرنسا خدمات عظيمة .
التوقيع : سليمان أسد ( جد رئيس الجمهورية الحالي حافظ الأسد )

محمد سليمان الأحمد  -   محمود أغا حديد

عزيز أغا هواش  -   سليمان مرشد  -    محمد بك جنيد أه

هذا مثال من أمثلة كثيرة على تعاون النصيرية مع الاستعمار الفرنسي لبلاد الشام .

أما عن حافظ الأسد والد بشار فقد قدم خدمات جليلة لليهود لا يمكن أن تعوض ولم يحلموا بمثلها فقد سلم الجولان لليهود ومن ثم حارب الدعاة والمشايخ من أهل السنة في سوريا وما مذابح حماة عنا ببعد كما انه أمن الحدود السورية مع دولة اليهود في فلسطين . وعلى الساحة اللبنانية فقد قضى على المقاومة الفلسطينية في لبنان واستعمل معهم أبشع المذابح مثل ما فعل في مخيم تل الزعتر أبان السبعينيات وكذلك حارب دعاة أهل السنة في لبنان وهمش الطائفة السنية هناك .

هذه أمثلة بسيطة وقليلة من كثير من الخدمات التي خدمت بها تلك الطائفة أعداء الأمة الإسلامية في كل زمان ومكان .

ألا يحق لأعدائنا بعد كل تلك الخدمات الجليلة بأن يتمسكوا ببشار بأيديهم وأرجلهم وأسنانهم, ففي حالة إزاحته من البديل من يؤمن حدود دولة اليهود؟ من يقمع الشباب المسلم على ارض سوريا من من ؟؟؟

إن تلك الطائفة قد وضعت سوريا كحلقة المفصل في مشروع الهلال الشيعي الذي يمتد من إيران إلى لبنان . ذلك المشروع الذي يهدف إلى حماية دولة اليهود وشق الدول السنية وإبعادها عن بعضها البعض .

إن زوال هذا النظام هو إطلاق رصاصة الموت على هذا المشروع الصفوي اليهودي المشترك .

لذا فلا نرى غرابة في أن المجتمع الدولي يطالب الرئيس بشار بإصلاحات حيث لم يطالب أي رئيس بذلك . كما أننا نرى الرفض الروسي لأي مشروع يدين هذا النظام !! فأين كان الروس عندما ضرب صدام والقذافي وحوصر البشير ؟

كما أننا نرى أن تركيا تقدم رجلا وتؤخر أخرى وكذلك بعض الدول العربية في نصرة أهلنا في سوريا ولا تفسير لذلك إلا أنهم يتعرضون لضغوطات في سبيل عدم السير في مشروع يؤذي النظام النصيري في سوريا .

إن كلنتون قد صرحت ومن أول أيام انطلاق شرارة الثورة السورية أن أمريكا سوف لن تتدخل في سوريا كما تدخلت في ليبيا .

إن هذا التناغم بين دول الكفر وبين هذا النظام خلفه حسابات ومصالح إستراتيجية كبيرة لقد استثمر أعدائنا تلك الطائفة لخدمتها فليس من السهل استبدالها بغيرها .

ولكننا نقول أن مكر الله اكبر وأعظم من مكرهم وكيد الله اكبر من كيدهم قال تعالى :      {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجَرِمِيهَا لِيَمْكُرُواْ فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ }الأنعام123. وكم نُصِرَ من ضعيف ومظلوم على قوي متجبر قال تعالى : {وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُواْ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ }الأعراف137.

 



مقالات ذات صلة