الرد على " صلاح أبوعرفة " في دعوته لأهل الشام الصلح مع النصيري" بشار"

بواسطة منذر النابلسي قراءة 9222
الرد على " صلاح أبوعرفة " في دعوته لأهل الشام الصلح مع النصيري" بشار"
الرد على " صلاح أبوعرفة " في دعوته لأهل الشام الصلح مع النصيري" بشار"

الكاتب : منذر النابلسي

المشرف على لجنة الدفاع عن عقيدة أهل السنة في فلسطين

11-9-2012

كما أن في  كل زمان هنالك دعاة للحق ينافحون ويدافعون عنه  كذلك فإن هنالك دعاة للباطل يدعون إليه ويدافعون عنه وهذا الصراع قائم بينهم الى قيام الساعة , وقد تكون المعركة بين الحق والباطل بالسيف والسنان أو بالحجة والبيان كما هو الحال في جدال المنافقين وأصحاب قالة السوء وناشري الشبه والضلالات .

فما من منهج وقول بدعي إلا وله أصل في أقوال أهل البدع, فاللاحق يعيد إجترار من سبقه من أصحاب المقالات المنحرفة عن جادة السنة ولو بأسم جديد أو ثوب جديد فكلهم يغلف دعوته الباطلة بشعار حق ليمرر باطله على عوام الناس وقليلي العلم , ورضي الله عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عندما قال له الخوارج أتحَكِمْ الرجال في كتاب الله – لاحكم إلا لله – قال رضي الله عنه كلمته النفيسة المشهورة " كلمة حق أريد بها باطل "  وهذا ديدن أهل البدع والضلال على مر الزمن .

من أمثلة هؤلاء ومن يتنزل عليه الوصف السابق شخص يدعى " صلاح أبو عرفة " يلبس ثوب العلماء والدعاة وينشر أفكارا غاية في الخطورة ونتائجها نسف تراث الأمة وتهوين إحترام العلماء في قلوب عوام المسلمين , خاصة من يسمع محاضراته ودروسه ويـتأثر بها , واللافت للنظر وما يزيد الأمر خطورة أن دورس هذا المتعالم تلقى في المسجد الأقصى المبارك والمُعظمْ في قلوب المسلمين , وكم هو معروف تأثر المسلمين وتعاطفهم مع هذا المسجد العظيم ومن يسكن حوله , وحسب علمي أن هذا المتعالم منعته الأوقاف من إلقاء الدروس لكنه مازال مستمرا !!!.

وفي بحث صادر من  الحركة السلفية الفلسطينية قالت عنه :

ولماذا لا يصدر عنه إلا ما يفرق المسلمين ؟ ولماذا أغلب ما يصدر عنه تفاسير عجيبة للقرآن ؟ ولماذا يستخدم " البلطجة " والتكفير والقذف والبذاءة مع إخوانه من الجماعات الإسلامية ؟ ولماذا هذا الهجوم على التراث الإسلامي ؟! ولماذا ما زال يدرس في المسجد الأقصى رغم منع الأوقاف له ؟!!!...الخ ، خصوصاً وأنه قد نُقل لنا الكثير من الأقوال المشبوهة والتي يسارع هذا الدجال إلى إنكارها مثل اعتبار عيسى عليه السلام آخر الأنبياء والتعرض للصحابة رضوان الله تعالى عليهم فمن دونهم ، والدعوة إلى إتلاف تراثنا الإسلامي كما فعل التتار بتراثنا - باستثناء كتاب الله تعالى والبخاري - ، وأيضاً عرضه الأموال على بعض مخالفيه جهاراً نهاراً ، وأما الكذب والبهتان والأيمان المغلظة الكاذبة فحدّث ولا حرج...هـ .

ويقول الأخ أسامة العتيبي في حقه :

فقد اطلعت على جملة من أقوال وتفسيرات صلاح الدين أبو عرفة للقرآن الكريم فوجدته يسلك مسلك الباطنية والقرامطة، ويشبه نوعاً ما بعض حسابات البهائية، فهو رجل مخلط، مبتدع ضال مضل، أعرض عن تفسير السلف، وأطلق العنان لخياله ليسرح به، وجاء بنظرية اختراق الزمن يعبث بها حيث شاء، وأدخل اللغة العربية في الأعجمية، وخالف صريح القرآن، وصريح السنة، فزعم كاذباً أن نواحاً أطول الناس عمراً مع أن آدم عليه السلام هو أطولهم عمراً بنص الحديث وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((وما زال الخلق يتناقص)) أي عمراً وخلقةً ..الخ .[1]

ويقول الشيخ د. حسام الدين عفانة وهو من بلدياته عندما سئل عمن يستنكر إطلاق كلمة عقيدة وهي من دعاوى أبي عرفة  :

إن مما ابتليت به الأمة المسلمة في زماننا هذا كثرة المتسورين على حمى العلم الشرعي من أشباه طلبة العلم الذين يظنون أنهم بلغوا رتبة الاجتهاد وصاروا كأبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد رحمهم الله تعالى، بل إنهم قد يخطئون هؤلاء الأئمة الكبار وبعض هؤلاء المتعالمين لا يحسن ألف باء العلم الشرعي !!

وإن من مصائب الأمة الإسلامية في هذا الزمان أن يتكلم في مسائل العلم الشرعي أشباه طلبة العلم الذين إن قرأ الواحد منهم كتاباً أو كتابين ظن نفسه من كبار العلماء ومن أهل الاجتهاد المطلق فيجعل من نفسه حكماً يحكم بين العلماء فيرد عليهم ويصحح ويخطيء كما يشاء ويهوى من دون سند ولا أثارة من علم، وهذا مع الأسف نشاهده ونسمعه باستمرار .قال الحافظ ابن عساكر يرحمه الله مخاطباً رجلاً تجرأ على العلماء:[ إنما نحترمك ما احترمت الأئمة ]...الخ [2]

وقد رد عليه الشيخ الدكتور حسام الدين عفانة حفظه الله ورعاه ، والأخ خالد قطينة ثم رد الشيخ الفاضل خباب مروان الحمد حفظه الله ورعاه وآخرين .

لايعرف للمدعو صلاح أبو عرفة شيوخ تتلمذ على أيديهم وفق منهج أهل العلم, , رغم ذلك فإنه يتكلم في كتاب الله ويأتي بأوابد منها مضحك ومنها مبكي ولسان حاله يقول ((و إني و إن كنت الأخير زمانه لآت بما لم تستطعه الأوائل ))

من جديد أبو عرفة هي دعوته لأهل الشام بالصلح مع النصيري بشار الأسد قاتل ألأطفال ومدمر العمار ومنتهك الأعراض وقبل ذلك مغير الدين ومبدل الملة, علما أنه كان الأجدر من أبي عرفة هو الدعوة إلى نصرة أهلنا في بلاد الشام لأن نصرتهم هي مفتاح تحرير الأقصى الأسير الذي يعيش أبو عرفة في كنفه .

ذكر أحد المواقع خبرا مفاده :

دعا عدد من مشايخ مدينة القدس المحتلة إلى  انتهاج لغة الحوار بين أبناء سورية بعيداً عن العنف وتحقيق المصالحة الوطنية، وأكدوا في مؤتمر صحفي عقد في حي الشيخ جراح بالمدينة المقدسة تحت عنوان "إلى أهل سورية الشام من المسجد الأقصى وأرض الأنبياء دعوة للصلح وحقن الدماء" أن ما يجري في سورية لا يخدم سوى أعداء الأمة العربية والإسلامية فقط وأنه ليس من فعل السوريين المطالبين بالإصلاح بل من فعل الأعداء الذين جيشوا للهدف أذرعاً لهم أوكلوا لها مهمة القتل والفتنة بين أبناء البلد الواحد. وقال الشيخ صلاح الدين بن إبراهيم أبو عرفة أحد علماء المسجد الأقصى إن هذا التجييش ضد أهل الشام لم يسبق له مثيل من قبل... الى آخر الخبر .[3]

ولا ندري من هؤلاء العلماء وهل أبو عرفة عالم ومن شهد له بذلك  ...

قال الخطيب: ينبغي للإمام ان يتصفح أحوال المفتين فمن صلح للفتيا أقره ومن لا يصلح منعه ونهاه ان يعود وتواعده بالعقوبة ان عاد وطريق الإمام إلى معرفة من يصلح للفتوى أن يسأل علماء وقته ويعتمد أخبار الموثوق بهم.

ثم روى بإسناده عن مالك رحمه الله قال : " أفتيت حتى شهد لي سبعون أنى أهل لذلك ".

وفي رواية ما أفتيت حتى سألت من هو أعلم منى هل يرانى موضعا لذلك قال مالك ولا ينبغى لرجل أن يرى نفسه أهلا لشئ حتى يسأل من هو أعلم منه . [4]

لقد كانت دعوة أبي عرفة في عدم الخروج على الحكم النصيري في أرض سوريا تحت مفهوم عدم أو حرمة الخروج على الحاكم المسلم الظالم , وحقن الدماء ومطالباً  كل من حمل سلاحاً في سورية أن يكف عن ذلك فهو إما أن يقتل أخاه أو يقتله أخوه.

نقول : وإن كانت كل تلك التقريرات هي شرعية وعلى كل مسلم الإمتثال لها لكن مشكلة أبي عرفة أنه يخونه جهله في كيفية إستعمال الدليل في موضعه, وفي كيفية تنزيل هذا الدليل على الواقعة وماهي المؤثرات الخارجية التي قد تمنع هذا التنزيل .

يقول إبن القيم رحمه الله :

وَلَا يَتَمَكَّنُ الْمُفْتِي وَلَا الْحَاكِمُ مِنْ الْفَتْوَى وَالْحُكْمِ بِالْحَقِّ إلَّا بِنَوْعَيْنِ مِنْ الْفَهْمِ : أَحَدُهُمَا : فَهْمُ الْوَاقِعِ وَالْفِقْهِ فِيهِ وَاسْتِنْبَاطُ عِلْمِ حَقِيقَةِ مَا وَقَعَ بِالْقَرَائِنِ وَالْأَمَارَاتِ وَالْعَلَامَاتِ حَتَّى يُحِيطَ بِهِ عِلْمًا .وَالنَّوْعُ الثَّانِي : فَهْمُ الْوَاجِبِ فِي الْوَاقِعِ ، وَهُوَ فَهْمُ حُكْمِ اللَّهِ الَّذِي حَكَمَ بِهِ فِي كِتَابِهِ أَوْ عَلَى لِسَانِ قَوْلِهِ فِي هَذَا الْوَاقِعِ ، ثُمَّ يُطَبِّقُ أَحَدُهُمَا عَلَى الْآخَرِ ؛ فَمَنْ بَذَلَ جَهْدَهُ وَاسْتَفْرَغَ وُسْعَهُ فِي ذَلِكَ لَمْ يَعْدَمْ أَجْرَيْنِ أَوْ أَجْرًا ؛ فَالْعَالِمُ مَنْ يَتَوَصَّلُ بِمَعْرِفَةِ الْوَاقِعِ وَالتَّفَقُّهِ فِيهِ إلَى مَعْرِفَةِ حُكْمِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ، كَمَا تَوَصَّلَ شَاهِدُ يُوسُفَ بِشَقِّ الْقَمِيصِ مِنْ دُبُرٍ إلَى مَعْرِفَةِ بَرَاءَتِهِ وَصِدْقِهِ ... الخ .[5]

كما أن أبي عرفة ليس لديه علم في كيفية جمع كل الأدلة التي تخص تلك الواقعة والترجيح بينها عند التعارض للخروج بحكم نهائي... وعدم إستعمال دليل واحد وترك البقية , فهنالك على سبيل المثال " العام – الخاص – المطلق – المقيد – المنطوق – المفهوم وهكذا ..... الخ " كل تلك المباديء والقواعد الأصولية يستعملها فقهائنا الأجلاء المجتهدين في الدين لإستخراج الحكم من الدليل , والذين يغمزهم أبو عرفة بإطلاق لفظ الناس عليهم تصغيرا وتحقيرا لشأنهم ..!!!

تلك المباديء والقواعد والتي لها أصل في الشرع يعجز عن إستخدامها أبو عرفة ومن يتتبع حاله يعرف هذا .

إن مثل أبوعرفة كمن يستنكر قتل الأسير المحارب لأن الله قال جل شأنه :   {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً }الإنسان8 ويفوته أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد قتل العُرَنيين وسَملَ عُيونهم وحكم بقتل المقاتلين من يهود بني قريظة .

وكمن يحرم الصيام في السفر لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : " ليس من البر الصيام في السفر "[6] ونسي بقية الأدلة التي تبيح الصيام في السفر .

فقد أستنكر أبو عرفة إستعمال لفظ صفات الله لأنها لم تأتي في القران إلا على سبيل الذم على الرغم من وجودها في السنة وأقر الرسول صلى الله عليه وسلم الصحابي قوله (صفة الرحمن ) على سورة الإخلاص وهو حديث متفق عليه لكن أبو عرفة يُضعِفهُ لهوى في نفسه .

وقد ورد في الحديث : عن عطاء بن يسار قال : لقيت عبد الله بن عمرو بن العاص قلت : أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة قال : أجل والله إنه لموصوف ببعض صفته في القرآن : ( يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا )... الحديث [7]

كذلك يقول أن عمران في القران هو واحد أي ودعوته أن الإسم في القران لا يطلق الا على واحد لكن يرد عليه أن الله جل وعلا قال : {ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ }البقرة2 وفي موضع آخر قال تعالى : {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ ... }البقرة87 فهل الكتاب في الآية الأولى هو نفسه في الآية الثانية ؟؟

هذان مثالان على جهل أبي عرفة في التعامل مع الأدلة وهنالك الكثير من هذه التخبطات .

نقول : قد لا يُطبَق الحكم الشرعي لأن هنالك أحوال وموانع قد تمنع من العمل به , فعلى سبيل المثال: الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقتل المنافقين خشية أن يقول الناس أن محمدا يقتل أصحابه بالرغم من أن حكم المنفاقين القتل لأنهم يبطنون الكفر وقد فضحهم الله وقد إعتدوا على الرسول صلى الله عليه وسلم .

كما أنه صلى الله عليه وسلم لم يعاقب حاطب بن أي بلتعة لأنه شهد بدرا  , وعلي رضي الله عنه لم يقتص من قتلة عثمان لحصول ضرر أعظم وهنا إختار علي الفقيه أخف الضررين , فقد تتزاحم الشرور في مكان واحد فيختار الفقيه أقلها شرا لدفع أعظمها وقد تتزاحم الخيرات في مكان فيختار الفقيه أعظمها خيرا , وهنالك الكثير من هذه الأمثلة في شرعنا المطهر .

ولذلك قال إبن تيمية كلمته الشهيرة :  : ( ليس الفقيه من يعرف الخير من الشر و لكن الفقيه من يعرف خير الخيرين و شر الشرين ) من يطلع على دعوة أبي عرفة بخصوص أهلنا في الشام يخلص إلى القول بأن أبو عرفة ليس جاهل بالشرع فقط بل هو جاهل بالواقع أيضا !! فنقول له  مع من يصطلح  الشعب السوري هل يصطلح مع بشار ... فمن هو بشار هذا ؟؟؟

إن بشار ليس جمعية خيرية ولا هو رجل بريء ومسالم يعرف حدود الله بحيث لو عُرِضَ عليه الصلح يقبل به ويقول عفى الله عما سلف وليرجع كل إلى بيته وعمله وهيا بنا لنبني الوطن من جديد ...!!!!

إن بشار سليل فرقة نصيرية سميت علوية ظلما من قبل المستعمر الفرسي ليقبلها أهل الشام السنة بل أن جد بشار طلب من المستعمر الفرنسي البقاء في سوريا.

يؤكد د.حمامي أن حزب البعث "القومي" في شعاراته نشأ نشأة طائفية،  فاللجنة العسكرية التي قامت في ما بعد بانقلاب 8آذار 1963م الذي جاء بالبعث إلى التسلط على سوريا، كانت تتألف من خمسة أشخاص، ثلاثة منهم علويون (محمد عمران-صلاح جديد-حافظ أسد) والإثنان الآخران إسماعيليان (أحمد المير-عبد الكريم الجندي)!! هـ .

 هذه الفرقة هي التي سحقت المقاومة الفلسطينية وإخوانهم السنة  في لبنان وفي نفس الوقت دعمت الشيعة وأعلت من شأنهم وسَلحَتهُمْ , وهي التي ساعدت خميني في حربة ضد العراق بل وتآمرت على العراق قبل وبعد الإحتلال, وهي التي تدرب الحوثيين والمخربين في البحرين هذا خارج سوريا أما في داخلها فحدث ولاحرج فهي من سحقت حماة وطاردت خيرة أهل سوريا فيُسْجَن المَرْءُ في أقبية المخابرات لأدنى شبهة, وَسَلطتْ على الشعب شراذم النصيريين فهم غالبية الظباط في الجيش والأمن والمخابرات وذوي المراكز الحساسة والفاعلة فيها وهذا لايخفى , والأدهى من ذلك وَالأَمَرْ هو تبديل دين الناس وذلك بنشر فكر الإلحاد عن طريق نشر أفكار حزب البعث ونشر التشيع في أوساط السوريين فأصبح المسجد الأموي عبارة عن حسينية شيعية, وسوق الحميدية مرتعا للمواكب واللطم والشعائر الشيعية الصفوية,  أما بناء الحسينيات والحوزات الشيعية في المناطق السنية فقائم على قدم وساق ,وننصح بالإطلاع على كتاب (البعث الشيعي) الصادر عن المعهد الدولي للدراسات السورية ليتبين كم هو عمق التغلغل الشيعي الكارثي في سوريا, بل إن هشام بختيار مدير الأمن القومي السوري والذي قتل في تفجير مبنى الأمن القومي هو المسؤول عن ملف التشيع في سوريا وضابط الإرتباط مع إيران .

في عهد بشار الأسد تحول التشيع إلى (( تشييع )) الأمر الذي يعكس تزايد إنتشار التشيع وتضاعف معدله عن عهد أبيه , فقد منح بشار الأسد المؤسسات الشيعية ونشاطاتها تسهيلات تبدأ من المستوى الأمني وتنتهي بالمستوى السياسي والإداري , الأمر الذي أعطى التبشير دفعة لم تكن قط في السنوات السابقة ... ومقارنة ما بين التعليم الشرعي عند السنة والشيعة في الخطة التي أعدها هشام بختيار نجد :

أن عدد المعاهد الشرعية والحوزات هي 24 للسنة مقابل 40 للشيعة .[8]   

كل هذا يحدث في ظل تضييق ومطاردة لكل منهج سني فلا يستطيع الخطيب أن يتكلم عن التوحيد أو نقد الفرق الضالة أو حتى التكلم عن الحجاب يعتبر مصيبة لدى الخطيب , وترى كتب خميني والكتب التي تسب الصحابة منتشرة في سوريا ومباحة فيما تمنع كتب إبن تيمية وابن عثيمين والألباني وغيرهم من علماء أهل السنة .

فهل جعل أبو عرفة هذه العوامل والكوارث نصب عينية عندما أفتى بالصلح مع بشار ؟!!

ونقول كذلك لأبي عرفة هل تضمن أن هذا النظام النصيري الذي أجمع علماء المسلمن على تكفيره, وهو من باع الجولان وقهر أهل السنة في سوريا على مدى نصف قرن, وفي هذه الأثناء يسحقهم بأخس الوسائل وأعنفها . هل تضمن ياأبو عرفة بعد الصلح مع هذا النظام ألا يغدر بأهل السنة ويجتث وجودهم, بعد أن يعرف مواطن خلله ويتداركها , ويقوم بعد ذلك بتثبيت الحكم النصيري الكافر في سوريا, وتتغلغل إيران أكثر في هذا البلد وتنشر التشيع بقوة, ويقوموا بتفتيت أمكان تواجد أهل السنة ويحاصروهم بالمستعمرات العلوية والشيعية,  ويغتالوا أكابرهم ويعتقلوهم خاصة أن كل الأجهزة الأمنية والجيش هي بيد الحكم النصيري .

هل تضمن ياأبو عرفة... إنه سؤال موجه إليك فنرجو الإجابة عليه !!!

أم إن الأفضل هو دعم أهل السنة في سوريا ليتخلصوا من هذا النظام خاصة بعد أن بانت بوادر إنهيارة وضعفه وبدأ يترنح ويخسر الأراضي والمعسكرات لصالح الجيش الحر.

 فهل من المصلحة بقاء الحكم النصيري الحامي لحدود اليهود والذي جعل من سوريا مزرعة للفرق الباطنية؟؟

أليس في زوال هذا النظام  مصلحة عليا للمسلمين وتقليل للشر إن لم نقل إزالته إن خسارة الأرواح والأموال مقدم على خسارة الدين وفتنة الرجل في ماله ونفسة خير من فتنته في دينه أم ماذا تقول في هذا يا أبو عرفة ؟؟؟؟

ومن هذه المنطلقات أفتى مفتي عام المملكة العربية السعودية بجواز التبرع وإعطاء الزكاة للجيش الحر وهذا من الجهاد في سبيل الله  وقال العالم الفاضل الليحدان لو خسرت سوريا ثلث لينعم الثلثين لجاز وهذا كله تحت قواعد التمييز بين خير الخيرين وشر الشرين السابق ذكرها , أم أن هؤلاء العلماء هم من الناس أو أصحاب الخراريف يا أبو عرفة ؟ .

إن هذا التقرير من أبي عرفة وهو طلب الصلح مع النظام النصيري في سوريا , له لوازم منها أن المسلمين كان عليهم الصلح مع الفرق الباطنية من القرامطة الذين قتلوا الحجيج في بيت الله الحرام,  وأن صلاح الدين الأيوبي رحمه الله الذي قاتل الفاطميين وأزال ملكهم كان مخطئا , لأنه لايصح القتال بين المسلمين ويجب حقن دمائهم خاصة وأن هنالك متربص كافر من الصليبيين.

وأما الإمام الفلسطيني  أبو بكر النابلسي نزيل نابلس رحمة الله الذي أفتى " بأن من كان عنده عشرة أسهم فليضرب الفاطميين العبيديين بتسعة وليضرب بالعاشر الصليبيين " كانت مخطئأ لأنه يجب حقن دماء المسلمين وتحت هذا الشعار كان لا ينبغي قتال الصفويين الذين أغاروا على بغداد ونبشوا قبور العلماء هناك, فقد كانت الدولة العثمانية التي حررت بغداد منهم على خطأ حسب مقاييس أبي عرفة وكذلك الأمر ينسحب على البوهيين الذي حكموا بغداد وأعلنوا سب الصحابة  فقد كان السلاجقة السنة مخطؤون عندما أزالوا ملكهم وحرروا بغداد منهم .

وبالنسبة لإبن تيمية الذي حارب التتار الذين يعلنون الإسلام  ودافع عن دمشق فقد كان مخطأ وينبغي حقن دماء المسلمين لأن هذا القتال من مصلحة الكفار المتربصين.

فمن جملة الشبه التي رفعها المخذلون المثبطون ورد عليها شيخ الإسلام رداً حاسماً: أن التتار أظهروا الإسلام فهل يحل قتالهم؟ وكذلك حكم من يكون في عسكرهم من المنتسبين إلى العلم والفقه والفقر والتصوف ونحو ذلك؟ وما يقال فيمن زعم أنهم مسلمون، والمقاتلون لهم مسلمون، وكلاهما ظالم فلا يقاتل مع أحدهما؟ أفتونا في ذلك بأجوبة مبسوطة شافية، فإن أمرهم قد أشكل على كثير من المسلمين، بل على أكثرهم، تارة لعدم العلم بأحوالهم، وتارة لعدم العلم بحكم الله تعالى ورسوله في مثلهم، وفي سؤال آخر: سئل عن أجناد يمتنعون عن قتال التتار ويقولون إن فيهم من يخرج مكرهاً معهم؟

قال الحافظ ابن كثير وهو يتحدث عن وقعة "شقحب": (وقد تكلم الناس في كيفية قتال هؤلاء التتار من أي قبيل هو؟ فإنهم يظهرون الإسلام، وليسوا بغاة على الإمام، فإنهم لم يكونوا في طاعته في وقت ثم خالفوه، فقال الشيخ تقي الدين ابن تيمية: هؤلاء من جنس الخوارج الذين خرجوا على علي ومعاوية، ورأوا أنهم أحق بالأمر منهما، وهؤلاء يزعمون أنهم أحق بإقامة الحق من المسلمين، ويعيبون على المسلمين ما هم متلبسون به من المعاصي والظلم، وهم متلبسون بما هو أعظم منه بأضعاف مضاعفة، فتفطن العلماء والناس لذلك؛ وكان يقول للناس: إذا رأيتموني من ذلك الجانب وعلى رأسي مصحف فاقتلوني؛ فتشجع الناس في قتال التتار وقويت قلوبهم ونياتهم ولله الحمد).[9]

ونقول لأبي عرفة ما الفرق في الحكم بين النصيرية وهؤلاء المذكورين بل أن النصيرية كفار وشيخ الإسلام شبه أولئك بالخوارج !! فإما أن الأمة أخطأت في قتال تلك الفرق أو أن تكون أنت المخطيء, وأرجوا ألا تستعمل أدلتك في في التفريق بين النصيرية وتلك الفرق كما استعملتها في إستنتاج " أن للنبي سليمان آلة للزمن يتحكم بها " !!!!!!! .

ثم أليس من المعيب تشبيه إخواننا أهل الشام بأنهم أذرع لأعداء الأمة حسب قولك: " بل من فعل الأعداء الذين جيشوا للهدف أذرعاً لهم أوكلوا لها مهمة القتل والفتنة بين أبناء البلد الواحد "

نقول لأبي عرفة إن الفتنة حاصلة في بلاد الشام منذ تسلم النصيرية مقاليد حكم هذا البلد كما كان الأولى بك تشبيه النصيرية وحلفائم الشيعة بأنهم أذرع الأعداء لا إخواننا المجاهدين من أهل السنة الذين يرفعون شعارات الترضي عن الصحابة وأمهات المؤمنيين نكاية بالشيعة .

قال أبو عرفة :

" أن الأحداث بدأت في تونس فتن كصياصي البحر تترى يتبع بعضها بعضاً مؤكداً بأن ما يحدث في بلاد الشام هو كيد ومكر دبر في ليل لا مصلحة للمسلمين فيه وجاء به عدوهم، مطالباً  كل من حمل سلاحاً في سورية أن يكف عن ذلك فهو إما أن يقتل أخاه أو يقتله أخوه ".

لاندري ياأبو عرفة هل النصيرية إخوان لنا ؟؟ ومن يقف معهم ويناصرهم حتى لو كان من أهل السنة, هل الذين يجبرون السوريين على السجود لبشار إخوان لنا هل من يغتصب النساء العفيفات ويدمر المدن على رؤس ساكنيها ويهدم المساجد إخوان لنا هل من يسب أبا بكر وعمر إخوان لنا .

نحن ليس عندنا خلاف في أن الخروج على الحاكم المسلم الظالم حتى لو أخذ مالك وضرب ظهرك[10] لا يجوز لكن هل هذا الحكم الشرعي ينطبق الآن على الفرقة النصيرية الكافرة .  

وقد لا نختلف مع أبي عرفة بأن الأفضل لأهل الشام عدم الدخول في مواجهة مع النظام النصيري وهم على غير إستعداد وقد قال تعالى : { وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً ... الآية  }التوبة46.

وقال تعالى : {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ }الأنفال60.

لكن الآن وقع الحدث ولا يمكن الرجوع للوراء فحال الفتوى قبل حصول الواقعة شيء وبعدها شيء آخر .

كما أن منطلقاتنا تختلف عن منطلقاته .. حيث أنه أي أبي عرفة يعتبر بشار ولي أمر المسلمين لايجوز الخروج عليه لكننا نرى أن هذه فرقة نصيرية كافرة[11] محاربة وهذا ما أفتى به شيخ الإسلام إبن تيمية رحمه الله فقال :

 الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ .

هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ الْمُسَمَّوْنَ بالنصيرية هُمْ وَسَائِرُ أَصْنَافِ الْقَرَامِطَةِ الْبَاطِنِيَّةِ أَكْفَرُ مِنْ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى ; بَلْ وَأَكْفَرُ مِنْ كَثِيرٍ مِنْ الْمُشْرِكِينَ وَضَرَرُهُمْ عَلَى أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم أَعْظَمُ مِنْ ضَرَرِ الْكُفَّارِ الْمُحَارِبِينَ مِثْلَ كُفَّارِ التَّتَارِ والفرنج وَغَيْرِهِمْ.

فَإِنَّ هَؤُلَاءِ يَتَظَاهَرُونَ عِنْدَ جُهَّالِ الْمُسْلِمِينَ بِالتَّشَيُّعِ وَمُوَالَاةِ أَهْلِ الْبَيْتِ وَهُمْ فِي الْحَقِيقَةِ لَا يُؤْمِنُونَ بِاَللَّهِ وَلَا بِرَسُولِهِ وَلَا بِكِتَابِهِ وَلَا بِأَمْرِ وَلَا نَهْيٍ وَلَا ثَوَابٍ وَلَا عِقَابٍ وَلَا جَنَّةٍ وَلَا نَارٍ وَلَا بِأَحَدِ مِنْ الْمُرْسَلِينَ قَبْلَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم وَلَا بِمِلَّةِ مِنْ الْمِلَلِ السَّالِفَةِ بَلْ يَأْخُذُونَ كَلَامَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ الْمَعْرُوفِ عِنْدَ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ يَتَأَوَّلُونَهُ عَلَى أُمُورٍ يَفْتَرُونَهَا ; يَدَّعُونَ أَنَّهَا عِلْمُ الْبَاطِنِ ; مِنْ جِنْسِ مَا ذَكَرَهُ السَّائِلُ وَمِنْ غَيْرِ هَذَا الْجِنْسِ ; فَإِنَّهُ لَيْسَ لَهُمْ حَدٌّ مَحْدُودٌ فِيمَا يَدَّعُونَهُ مِنْ الْإِلْحَادِ فِي أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى وَآيَاتِهِ وَتَحْرِيفِ كَلَامِ اللَّهِ تَعَالَى وَرَسُولِهِ عَنْ مَوَاضِعِهِ .

كَمَا قَتَلُوا مَرَّةً الْحُجَّاجَ وَأَلْقَوْهُمْ فِي بِئْرِ زَمْزَمَ وَأَخَذُوا مَرَّةً الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ وَبَقِيَ عِنْدَهُمْ مُدَّةً وَقَتَلُوا مِنْ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ وَمَشَايِخِهِمْ مَا لَا يُحْصِي عَدَدَهُ إلَّا اللَّهُ تَعَالَى وَصَنَّفُوا كُتُبًا كَثِيرَةً مِمَّا ذَكَرَهُ السَّائِلُ وَغَيْرُهُ وَصَنَّفَ عُلَمَاءُ الْمُسْلِمِينَ كُتُبًا فِي كَشْفِ أَسْرَارِهِمْ وَهَتْكِ أَسْتَارِهِمْ ; وَبَيَّنُوا فِيهَا مَا هُمْ عَلَيْهِ مِنْ الْكُفْرِ وَالزَّنْدَقَةِ وَالْإِلْحَادِ الَّذِي هُمْ بِهِ أَكْفَرُ مِنْ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَمِنْ براهمة الْهِنْدِ الَّذِينَ يَعْبُدُونَ الْأَصْنَامَ . وَمَا ذَكَرَهُ السَّائِلُ فِي وَصْفِهِمْ قَلِيلٌ مِنْ الْكَثِيرِ الَّذِي يَعْرِفُهُ الْعُلَمَاءُ فِي وَصْفِهِمْ .

وَمِنْ الْمَعْلُومِ عِنْدَنَا أَنَّ السَّوَاحِلَ الشَّامِيَّةَ إنَّمَا اسْتَوْلَى عَلَيْهَا النَّصَارَى مِنْ جِهَتِهِمْ وَهُمْ دَائِمًا مَعَ كُلِّ عَدُوٍّ لِلْمُسْلِمِينَ ; فَهُمْ مَعَ النَّصَارَى عَلَى الْمُسْلِمِينَ .

وَمِنْ أَعْظَمِ الْمَصَائِبِ عِنْدَهُمْ فَتْحُ الْمُسْلِمِينَ لِلسَّوَاحِلِ وَانْقِهَارُ النَّصَارَى ; بَلْ وَمِنْ أَعْظَمِ الْمَصَائِبِ عِنْدَهُمْ انْتِصَارُ الْمُسْلِمِينَ عَلَى التَّتَارِ .

وَمِنْ أَعْظَمِ أَعْيَادِهِمْ إذَا اسْتَوْلَى - وَالْعِيَاذُ بِاَللَّهِ تَعَالَى - النَّصَارَى عَلَى ثُغُورِ الْمُسْلِمِينَ فَإِنَّ ثُغُورَ الْمُسْلِمِينَ مَا زَالَتْ بِأَيْدِي الْمُسْلِمِينَ حَتَّى جَزِيرَةِ قُبْرُصَ يَسَّرَ اللَّهُ فَتْحَهَا عَنْ قَرِيبٍ وَفَتَحَهَا الْمُسْلِمُونَ فِي خِلَافَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ " عُثْمَانَ بْنِ عفان " رضي الله عنه فَتَحَهَا " مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ " إلَى أَثْنَاءِ الْمِائَةِ الرَّابِعَةِ .

فَهَؤُلَاءِ الْمُحَادُّونَ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ كَثُرُوا حِينَئِذٍ بِالسَّوَاحِلِ وَغَيْرِهَا فَاسْتَوْلَى النَّصَارَى عَلَى السَّاحِلِ ; ثُمَّ بِسَبَبِهِمْ اسْتَوْلَوْا عَلَى الْقُدْسِ الشَّرِيفِ وَغَيْرِهِ ; فَإِنَّ أَحْوَالَهُمْ كَانَتْ مِنْ أَعْظَمِ الْأَسْبَابِ فِي ذَلِكَ ; ثُمَّ لَمَّا أَقَامَ اللَّهُ مُلُوكَ الْمُسْلِمِينَ الْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى " كَنُورِ الدِّينِ الشَّهِيدِ وَصَلَاحِ الدِّينِ " وَأَتْبَاعِهِمَا وَفَتَحُوا السَّوَاحِلَ مِنْ النَّصَارَى وَمِمَّنْ كَانَ بِهَا مِنْهُمْ وَفَتَحُوا أَيْضًا أَرْضَ مِصْرَ ; فَإِنَّهُمْ كَانُوا مُسْتَوْلِينَ عَلَيْهَا نَحْوَ مِائَتَيْ سَنَةٍ وَاتَّفَقُوا هُمْ وَالنَّصَارَى فَجَاهَدَهُمْ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى فَتَحُوا الْبِلَادَ وَمِنْ ذَلِكَ التَّارِيخِ انْتَشَرَتْ دَعْوَةُ الْإِسْلَامِ بِالدِّيَارِ الْمِصْرِيَّةِ وَالشَّامِيَّةِ .

ثُمَّ إنَّ التَّتَارَ مَا دَخَلُوا بِلَادَ الْإِسْلَامِ وَقَتَلُوا خَلِيفَةَ بَغْدَادَ وَغَيْرَهُ مِنْ مُلُوكِ الْمُسْلِمِينَ إلَّا بِمُعَاوَنَتِهِمْ وَمُؤَازَرَتِهِمْ ; فَإِنَّ مُنَجِّمَ هُولَاكُو الَّذِي كَانَ وَزِيرَهُمْ وَهُوَ " النَّصِيرُ الطوسي " كَانَ وَزِيرًا لَهُمْ بالألموت وَهُوَ الَّذِي أَمَرَ بِقَتْلِ الْخَلِيفَةِ وَبِوِلَايَةِ هَؤُلَاءِ .

وَلَهُمْ " أَلْقَابٌ " مَعْرُوفَةٌ عِنْدَ الْمُسْلِمِينَ تَارَةً يُسَمَّوْنَ " الْمَلَاحِدَةَ " وَتَارَةً يُسَمَّوْنَ " الْقَرَامِطَةَ " وَتَارَةً يُسَمَّوْنَ " الْبَاطِنِيَّةَ " وَتَارَةً يُسَمَّوْنَ " الإسماعيلية " و تَارَةً يُسَمَّوْنَ " النصيرية " وَتَارَةً يُسَمَّوْنَ " الخرمية " وَتَارَةً يُسَمَّوْنَ " الْمُحَمِّرَةَ .

وَهُمْ كَمَا قَالَ الْعُلَمَاءُ فِيهِمْ : ظَاهِرُ مَذْهَبِهِمْ الرَّفْضُ وَبَاطِنُهُ الْكُفْرُ الْمَحْضُ .هـ [12]

فما هو إختلاف نصيرية ذاك الزمان عن هذا الزمان ليبين لنا أبو عرفة ذلك ؟؟؟

وكذلك أفتى به أبي بكر النابلسي رحمه الله  بحق الفاطميين كما ذكرنا سابقا.

 إن أعظم ما ابتليت به الشام هو تسلط تلك الفرقة النصيرية على رقاب أهلنا في سوريا ومن يقرأ سيرتهم يجد بأنهم أضر على أهل الشام من اليهود والنصارى فقتالهم هو قتال لليهود والنصارى لأنهم سكين في خاصرة الأمة يستعملها أعدائنا ضدنا .

بل إن الأمة لم تصب في عصرها الحديث بمثل مصابها بالفرقة النصيرية الجاثمة على أرض الشام  فها هو أبو عرفة يلقي الدروس في الأقصى ومطلق لحيته ويقول ما يريد فهل يستطيع ذلك في الشام ؟؟؟.

هكذا يُقرأ الواقع وهذه نظرة فقهاء وعلماء أهل السنة للأمور لا النظرة الحَرْفِية لأبي عرفة ولذلك لا عجب في أن نرى معظم علماء الأمة قد وقفوا بجانب الشعب السوري في جهاده لتلك الفرقة ومنهم مفتي المملكة حفظه الله .

فقد : أصدر عبد العزيز آل الشيخ مفتى المملكة العربية السعودية فتوى بوجوب تقديم كافة أنواع الدعم المادى والعسكرى إلى الجيش السورى الحر، فى جهاده ضد نظام بشار الأسد.

وكان المفتي قد أعلن أنه لو ثبت وصول الدعم بأمانة ودقة إلى الجيش السوري الحر فإن هذا الدعم يعتبر من الجهاد في سبيل الله.

وقال مفتي المملكة: "كل ما يقوي شوكة هؤلاء ويضعف شوكة النظام السوري الدموي مطلوب شرعًا". [13]

وهنالك قصة لشيخ الاسلام إبن تيمية تبين مدى بعد النظر عند هؤلاء الفقهاء المتمرسين بالفقه : فعندما زار شيخ الإسلام مع بعض تلاميذه معسكر التتار وجد بعض الجنود يحتسي الخمر فأراد بعض تلامذة إبن تيمية نهيهم عن هذا الفعل فمنعهم شيخ الإسلام وقال دعهم فإنهم لو أفاقوا لنشطوا إلى حرب المسلمين وسفك دمائهم... هذه هي النظرة الثاقبة للفقيه والتي يفتقدها من لم يثني ركبه عند العلماء من حدثاء الأسنان وقليلي الخبرة...  فجنود التتار عند سُكرِهِمْ وقعوا في منكر لو أفاقوا من هذا السُكر لسفكوا الدماء ووقعوا في منكر أعظم منه, وهنا تأتي كلمة شيخ الإسلام في الموازنة بين شر الشرين وخير الخيرين وهذه وظيفة العالم وليس المتعالم .

فلو لم يكن خير بما حدث في بلاد الشام إلا فضح المشروع الصفوي الإيراني وحليفة حزب الله في لبنان وخلع صفة المقاومة والممانعة عنهم وكسر, مشروعهم المتحالف مع اليهود والنصارى في بلاد الشام, وكسر الهلال الشيعي لكان هذا الخير الكثير... فعملنا هو دعم هذا الشعب المجاهد بأقصى مانستطيع لهدم هذا المشروع الصفوي الذي يريد تغيير عقيدتنا ولعن خيار أمتنا وتدمير أخلاقنا وسفك دماء خيرة شبابنا .

وأخيرا نقول لأبي عرفة تب الى الله وأرجع إلى العلماء الربانيين ولا تتشبع بما لم تعْطَ فإن هذا الميدان ليس ميدانك وكن عونا لإخوانك في محنتم فهم عمق لأهل بيت المقدس, ولا تكون عونا لأعداء الأمة وترمي اليهم أطواق النجاة في هذا الوقت العصيب فإنهم فرحوا بموقفك وطاروا به.

 نسأل الله أن يهدي جميع المسلمين لما يحبه ويرضاه اللهم آمين .


[1] شبكة سحاب

[2] شبكة يسألونك

[3] موقع عمريت وموقع جريدة البعث

[4] المجموع شرح المهذب

[5] إعلام الموقعين

[6] رقم : 5428 في صحيح الجامع

[7] صححه الالباني في المشكاة

[8] كتاب " البعث الشيعي "

[9] موسوعة الخطب والدروس جمعها ورتبها الشيخ علي بن نايف الشحود

[10] كما ورد في الحديث الشريف

[11] راجع فتوى الشيخ عثمان الخميس( على اليو تيوب ) في الحكم على بشار وزبانيته

[12] راجع غير مأمور إبطال التحليل والفتاوى الكبرى لإبن تيمية

[13] مفكرة الإسلام

 



مقالات ذات صلة