مفاسد المتعة بين السيستاني والمنتفضين له

بواسطة الهيثم زعفان قراءة 2193

 

مفاسد المتعة بين السيستاني والمنتفضين له

 

 الهيثم زعفان

 

انتفاضة الشيعة وبعض العلمانيين العرب للدفاع الساخن عن السيستاني في أزمته الأخيرة، أثارت لدي تساؤل مجتمعي حول مدى التزام هؤلاء بمنهاج السيستاني وتعاليمه، وحجم التطبيقات العملية لهذا الخط العقدي السيستاني في محيطهم الاجتماعي الذي يعيشون فيه، وكان من أبرز النقاط التي استرعت انتباهي هي "المتعة"، وانهمرت على ذهني في هذه الأثناء مجموعة من التساؤلات الفرعية عن رؤية السيستاني للمتعة، والفضائح والمشكلات المتعلقة بالمتعة عند أتباعه من اختلاط في الأنساب، وفوضى جنسية في مجتمعاتهم، وغير ذلك من فضائح جنسية، وآليات تعامل السيستاني مع الفضائح الناتجة عن ممارسة أتباعه لهذه العلاقات الجنسية، ومنهم بالبديهة المنافحين عنه، والمنتفضين له في أزمته الأخيرة.

من هنا قمت بجمع كافة فتاوى السيستاني المتعلقة بالمتعة وما يترتب عليها من مشكلات، والتي زادت على الثلاثمائة فتوى، وقمت بعملية تحليل محتوى لهذه الفتاوى السيستانية، لأخرج بصورة واقعية لرؤية السيستاني للمتعة، والمشكلات التي يواجهها أتباعه جراء التزامهم بتعاليمه في ممارسة المتعة في محيطهم الاجتماعي.

لأختم هذا المقال بعد استعراض نتيجة تحليل محتوى فتاوى المتعة عند السيستاني، بجملة من التساؤلات الموجهة للمنتفضين له في أزمته الأخيرة، وما يريدونه لمجتمعاتنا السنية أن تصير في ضوء تلك الفضائح الجنسية للمتعة  والتي سنستعرض فصول منها الآن.

 أولاً.... مفهوم المتعة عند السيستاني:

1)             الزواج المؤقت: هو زواج تتعين فيه المدة بسنة أو أكثر أو أقل، وتسمى الزوجة فيه بـ (الزوجة المؤقتة).

2)              يجوز المتعة لغير المحصن، ويجوز للبكر، ويجوز لهما خلال المتعة جميع الاستمتاعات المتعارفة.

3)              لا يعتبر في المتعة بالشهود، ويصح من الزوجين.

4)              ليس العمر من شرائط صحة عقد المتعة، والأمر إلى البنت

5)              موانع المتعة هي نفس موانع الزواج الدائم.

6)              الولد من المتعة يرث كغيره من الأولاد الناتجين عن الزواج الدائم، ولا يختلف معهم في أي حكم من الأحكام

7)              يجوز الزواج متعة من نساء وفتيات المذهب السني، وإن لم يصح العقد على مذهبهن.

8)              يجوز المتعة بالمسيحية واليهودية.

9)              لا يجب علی المتمتع أن ينفق علی المتمتع بها غير المهر، ولا يشترط عليه أن يوفر لها المسكن.

10)   يجوز الجمع في المتعة بين أكثر من واحدة إلى أربع في ذات الوقت، ولم يوضح السيستاني في فتواه المتعلقة بهذا الشأن هل يجوز أن يكون هناك أربعة نساء متعة، وأربعة دائم أم لا؟ فهو أجاز للسائل التمتع بأربع دون أن يسأله عن زوجاته الدائمات.

 

ثانياً....صيغة عقد المتعة عند السيستاني:

1)     العقد غير الدائم هو عقد يجب أن يتعيّن فيه المدة كساعة أو يوم أو سنة أو أكثر أو أقل، وکذلك المهر لابد أن يكون معلوماً وتسمى الزوجة بـ المتمتع بها والمنقطعة.

2)               يعتبر في صحة زواج المتعة إجراء صيغة العقد لفظاً، ولا تعتبر الكتابة.

3)               يجوز الزواج المنقطع بفتاه عبر الهاتف، وهناك حالات كثيرة في الفتاوى تم إتمام المتعة بينهم عبر الهاتف.

4)     إذا باشر الطرفان العقد غير الدائم بعد تعيين المدة والمهر فقالت المرأة (زوجتك نفسي في المدة المعلومة على المهر المعلوم) وقال الرجل من دون فصل معتد به (قبلت التزويج) صح العقد، ولو وكلا غيرهما فقال وكيل المرأة: (زوجت موكلك موكلتي أو زوجت موكلتي موكلك في المدة المعلومة على المهر المعلوم)، وقال وكيل الرجل من دون فصل معتد به (قبلت التزويج لموكلي هكذا) صح أيضاً.

5)     إذا كانت المرأة لا تعرف العربية يمكن إجراء الإيجاب، ويكفي منها حينئذ أن تقول: قبلت، ولا يجب الأداء الصحيح، وإذا لم تتمكن نهائياً جاز لها الإجراء بلغتها.

 

ثالثاً....المتعة والأبكار عند السيستاني:

1)   إذا کانت من سيتمتع بها بكراً فيشترط إذن الأب أو الجد للأب إذا كانت غير مستقلة في شئون حياتها، وإذا تم الزواج بدون إذنهما فالعقد صحيح، ولكن السيستاني يحتاط وجوباً باشتراط إذن الأب أو الجد، وإن كان الأب والجد غير موجودين، صح لها تزويج نفسها مؤقت فأمرها بيدها في هذه الحالة دون إذن أحد، وقد أجاب السيستاني في هذه الحالة على سؤال حول فتاة بكر عمرها 18 سنة توفي والدها وجدها هل تملك أمرها في زواج المتعة؟ فكان جوابه: نعم تملك أمرها ولا ولاية لأحد عليها.

2)    المقصود بالبكر (غير المستقلة في شؤون حياتها) هي التي لا تستقل عن أبويها في اتخاذ القرارات المتعلقة بالتصرف في نفسها ومالها.

3)    يجيز السيستاني أن ترجع البكر لمرجع شيعي آخر يرى صحة متعة البكر دون موافقة الأب أو الجد دون احتياط، مع رعاية الأعلم فالأعلم في المراجع.

4)    الفتاة البكر التي دخل عليها زوجها من الدبر وتطلقت منه تجب عليها العدة، ويجوز لها أن تزوج نفسها دائماً أو منقطعاً بدون إذن الولي.

5)    يجوز التزوج متعة من بكر أبوها متوفى بقصد "المداعبة" دون فض البكارة، إذا لم يكن لها جد من قبل الأب لأن أمرها في هذه الحالة بيدها، وقد وردت للسيستاني فتاوى كثيرة متعلقة بأمر مداعبة البكر تمتعاً.

6)    الفتاة البكر التي تمتعت بإذن والدها تجب عليها العدة بالنسبة إلى غير المتمتع الأول، ويجوز لها بعد ذلك الزواج بدون إذن الوالد إذا تم الدخول في مرة المتعة هذه ولو بقيت البكارة.

 

رابعاً....المتعة والعدة عند السيستاني:

1)    المتعة ليس فيها طلاق، ولكنها تنتهي بانتهاء المدة المحددة سلفاً، أو أن يهب الرجل المدة الباقية للمرأة إن أرادا إنهاء العلاقة قبل انتهاء المدة، ويجوز الإنهاء عبر الهاتف، بأن يقول: "لك وهبتك باقي المدة"  ولا حاجة إلى قبول هذه العبارة من قبل المتمتع بها

2)           يجوز إمداد مدة المتعة إذا حل الأجل المتفق عليه، ورغب المتمتعان بإكمال العلاقة.

3)    يجوز للمرأة التي تزوجت زواجاً مؤقتاً وأنهت مدة العقد، أن تعاود الزواج مؤقتاً من نفس الرجل قبل أن تنهي مدة العدة.

4)    لا عدة مع عدم الدخول، وأما مع الدخول فعدة المتمتع بها حيضتان ولا تكفي الحيضة الواحدة على الأحوط، ولا يصح الزواج بعد حيضة واحدة على الأحوط.

5)    سؤال موجه للسيستاني؛ يقول السائل: "إذا تم زواج المتعة لمدة أسبوع ولكن بدون دخول، فقط مداعبة خوفاً من الحمل، وانتهى الأسبوع، فهل يعتبر هناك عدة تحسب؟ وإن كان التجديد مع نفس الشخص هل يتم مباشرة أم يجب أن تنتهي فترة العدة؟ وكم هي فترة العدة؟" وكان الجواب كالآتي: "لا تجب العدة إلا بالدخول، أو دخول الماء في الفرج، ولا تجب العدة لنفس الزوج السابق، والعدة حيضتان كاملتان على الأحوط لمن ترى الدم، فإن كانت لا تراه ولم تبلغ اليأس فعدتها 45 يوماً، ولا عدة على اليائسة".

 

خامساً....المتعة والإنجاب عند السيستاني:

1)          إذا حملت المتمتعة من المتعة فالولد للمتمتع، ولا يجب الزواج بها زواج دائم.

2)    مشكلة معقدة متعلقة باختلاط الأنساب جاءت للسيستاني من أحد أتباعه وهي كالآتي: (ما رأيكم دام ظلكم في مؤمن عقد على مؤمنة متعة، وقضى شطراً من الزمن يستمتع بمداعبتها فقط من دون الدخول، ثم وهبها المدة قبل انقضاء الأجل، ففارقته وتزوجت بآخر دون عدة من الأول لعدم الدخول، وبعد مضي شهرين من زواجها الثاني بالعقد الدائم شعرت بأنها حامل، فذهبت إلى الطبيبة، وبعد الفحص والتصوير بالأشعة حكمت الطبيبة بأنها حامل منذ أربعة أشهر، فأخبرت زوجها الثاني بحالها، ثم وضعت حملها وجرى تسجيله في دوائر النفوس من قبل زوجها الثاني، والآن بعد مضي ستة عشر سنة من وضعها، أراد الزوج الثاني أن يزيل الشك من نفسه بالنسبة للولد هذا في أنه منه أو من الزوج الأول، فأجرى له الطبيب فحص جينات فتبيّن لدى الطبيب أن هذا الولد ليس منه. والآن، وقد وقعت الحيرة عند هذا الزوج الثاني في أن هذا الولد لمن يتبع؟ .وقد كان جواب العالم الشيعي على تلك المشكلة كالآتي: ( إن الفحص الجيني إذا كان يأتي بنتيجة علمية بينة لا يتخللها الاجتهادات الشخصية فالولد ليس للزوج الثاني، ولا بد من تفادي حصول الصدمة النفسية للولد بطريقة مناسبة، علماً أنه يعتبر ولد حلال. وإذا ثبت أن المرأة كانت حاملاً من الزوج الأول حين زواجها من الثاني ودخوله بها فهي تحرم عليه مؤبداً لوقوع الزواج في عدة الغير، وهو يوجب الحرمة المؤبدة مع الدخول حتى في صورة الجهل، والله العالم).

 

سادساً....المتعة والإجهاض عند السيستاني:

السؤال كما ورد للسيستاني: " امرأة حملت بعقد زواج منقطع؛ وتخشی على (سمعتها) و(العار) خاصة من أهلها ومعارفها، فهل يجوز لها الإجهاض؟.

وكان الجواب: "أما بعد ولوج الروح فلا يجوز إسقاطه، وأما قبله فإن كان ما تواجهه من (الحرج) بسبب (انكشاف أمرها) بحد لا يتحمل عادة، ولم يكن هناك طريق للمنع من ذلك، ولو بأن تسافر إلي أي بلد آخر وتسكن فيه حتى تضع الحمل (جاز لها الإجهاض).

 

لقد تعجبت كثيراً وأنا أقرأ هذه الفتوى تحديداً، فكيف تكون المتعة عندهم جائزة ومن ثم فلا خوف ولا عار فيها طالما يرغب فيها علماؤهم، وفي ذات الوقت يتم وصم الحمل الناتج عنها بالعار، بل ويتم الإفتاء بجواز الإجهاض خشية العار وانكشاف الأمر، إن لم تتمكن من إخفاء الحمل بأي وسيلة ولو بالسفر بعيداً، فما هو العار الذي يخشى السيستاني انكشاف أمره في المتعة؟ سؤال نترك إجابته لأتباع السيستاني المنتفضين لنصرته في المنطقة العربية.

إن هذه هي المتعة وفضائحها عند السيستاني وأتباعه، فهل يمارسها أتباعه والذين انتفضوا في أزمته الأخيرة بتلك الصورة المذرية داخل محيطهم الاجتماعي؟ وكيف يتعاملون مع الأبناء الذين يولدون جراء هذه الممارسات الجنسية؟ وما هو عددهم في مجتمعاتهم الداخلية؟ وإذا تنصل أحد الآباء من ولده في المتعة وليس هناك شهود، ولا أوراق تثبت فعلته فمن يأتي بحق ابن المتعة؟ ولمن يكتب الولد في هذه الحالة؟ وكم هي حالات الإجهاض التي تمت خوفاً من عار المتعة داخل محيط المنتفضين الاجتماعي بحسب فتوى مرجعيتهم العظمى السيستاني؟ وكم بكراً عندهم التزمت بأوامر السيستاني، وتم التمتع بها دون فض بكارتها لتتزوج بعد ذلك زواجاً دائماً دون أن يعرف أحد أنها تمتعت من قبل؟ وأين حقوق المرأة المتمتع بها في ظل "أجندة حقوق المرأة" التي يصدعنا بها العلمانيون المنتفضون للسيستاني؟ وهل يرضى أحد من العلماء الذين شمروا سواعدهم دفاعاً عن هذه المرجعية الكبرى عندهم أن يحدث لابنته مثلما رأينا في فتاوى السيستاني المؤصلة لواقع أتباعه مع المتعة؟ وهل يرضى أي عاقل منهم أن يكتب باسمه ولد ليس من صلبه؟ وهل هؤلاء المنتفضون للسيستاني يريدونها فوضى جنسية تعم البلاد، وتنشر الانحلال والفساد بين العباد، دون خشية من رب العباد.

وفي الختام وفي ظل اختلاط الأنساب والاستمتاع بأجساد الأبكار، وإجهاضهن مخافة العار، أين هؤلاء جميعاً من قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} النور19


 
اللهم استرنا فوق الأرض، وتحت الأرض، ويوم العرض عليك.

 

المصدر: المسلم 

 

 



مقالات ذات صلة