صورة لابنة سليماني تعيد للواجهة ملف "تصدير الثورة" لنيجيريا

بواسطة العربية نت قراءة 649
صورة لابنة سليماني تعيد للواجهة ملف "تصدير الثورة" لنيجيريا
صورة لابنة سليماني تعيد للواجهة ملف "تصدير الثورة" لنيجيريا

بعد مقتل والدها قاسم سليماني في مطلع 2020 إثر استهدافه من قبل طائرة مسيرة أميركية في بغداد، توسّع نشاط زينب سليماني أكثر من السابق، وشاركت في العديد من "المراسم والاحتفالات" واللقاءات، التي كان أشهرها ذلك الذي جمعها بزعيم مليشيا "حزب الله" اللبناني حسن نصر الله .

والجمعة، نشرت "الناشطة الإيرانية" الحائزة على "جائزة نوبل للسلام" شيرين عبادي صورة تجمع زينب سليماني بزكية زكزاكي، بنت "رجل الدين" النيجيري المتشيع الشيخ ابراهيم زكزاكي، معتبرةً ذلك من "نتائج" التدخل الإيراني في إفريقيا .
"نتائج تصدير الثورة"
وكتبت عبادي في منشورها متهكمةً: "من نتائج تصدير "الثورة (الإيرانية)"، جلوس ابنة الشیخ زكزاكي، زعيم شيعة نيجيريا إلى جانب ابنة قاسم سليماني" .
وأضافت الناشطة الإيرانية: "شيخ زكزاكي من أهالي نيجيريا وكان مثله مثل جميع المسلمين في تلك الديار السنية على المذهب المالكي، ويقول في مذكراته بأنه تشيع تحت تأثير "الثورة الإيرانية" (فلنقل تحت تأثر الأسلحة والمال)، وعمل لتوحيد المسلمين في بلاده تمهيداً لـ"الثورة"، وعليه ينبغي علينا اعتبار القمع والقتل بحق مسلمين في نيجيريا هي إحدى نتائج تصدير الثورة الإسلامية الإيرانية" .
وأضافت: "وحالياً تعيش أسرة الشيخ وأبناؤه في فيلا فارهة وتتمتع بالرفاهية، بينما هناك مسلمون بنيجيريا في السجون" .
ومن خلال متابعة الإعلام الإيراني، نجد أسماء رقية وزكية وسهيلا وبديعة زكزاكي تتكرر حيث يشاركن في مختلف "المناسبات" في إيران. وتسلّط وسائل الإعلام الإيرانية الضوء عليهن، لإظهار ما تعتبره "المؤسسة الدينية" في إيران "انتصاراً" لها في افتعال فئة شيعية وسط أغلبية سنية في نيجيريا .
الشيعة في نيجيريا
يذكر أن عدد سكان نيجيريا يبلغ حوالي 150 مليونا، 55% منهم مسلمون سنة على المذهب المالكي. ولم تكن تعرف نيجيريا شيئاً عن التشيع حتى عام 1980 أي بعد "ثورة إيران"، حيث تحول الشاب إبراهيم زكزاكي الحاصل على بكالوريوس الاقتصاد من جامعة أحمدو بيلو في نيجيريا إلى المذهب الشيعي وبدأ في نشره داخل البلاد بدعم مالي ولوجستي ودعائي كامل من قبل إيران. ولم ينجح في تحقيق تقدم ملحوظ في هذا المسار إلى العام 1995 .
واليوم تعيش في نيجيريا أقلية شيعية تستقر بشكل خاص في مدينة زاريا بولاية كادونا، ويقدر عديدها بعشرات الآلاف. تنظم وتقود هذه الأقلية "المنظمة الإسلامية" التي يتزعمها إبراهيم زكزكي، الذي يعتبر "المرشد الإيراني" علي خامنئي مرجعاً دينياً له. بالمقابل تدعي مصادر إيرانية أن عدد الشيعة في نيجيريا يتراوح بين 4 و10 ملايين نسمة تحولوا إلى المذهب الشيعي نتيجة لدعم إيران لإبراهيم زكزاكي، إلا أن التقارير الميدانية لا تؤكد هذا العدد المبالغ فيه .
ولم تتبع الأقلية الشيعية النيجيرية إيران في المذهب فحسب، بل انتقلت إليها حتى الطقوس والعادات والتقاليد المعمول بها في "مناسبات" الشيعة في إيران، فحمل صور "المرشد المؤسس" خميني و"المرشد الحالي" علي خامنئي في مثل هذه "المراسم" تؤكد انتماء هذه المجموعة للجهة الممولة لها، أي طهران .
اشتباكات مسلحة مع الجيش
وانتشرت الأخبار بخصوص "شيعة نيجيريا" الموالين لإيران في منتصف "ديسمبر/كانون الأول" 2015، وذلك على خلفية اشتباكات مسلحة بين الجيش النيجيري. واتهمت المجموعة الشيعية التي يقودها الشيخ زكزاكي الجيش بقتل 30 شخصاً خلال هجوم على بيت زعيم المجموعة في شمال البلاد بغية اعتقاله بتهمة محاولة اغتيال رئيس أركان القوات المسلحة النيجيرية .
وتداولت حينها وكالات أنباء محلية الخبر. كما أظهرت وكالات أنباء إيرانية اهتماماً بالغاً بخبر الاشتباكات بين الجيش النيجيري ومواطنين شيعة كانوا موجودين في "حسينية" بمدينة زاريا في ولاية كادونا شمالي البلاد، حسب ما نقلته حينها صحيفة "برميم تايمز" النيجيرية .
وأضافت الصحيفة النيجيرية التي تصدر في العاصمة أبوجا نقلاً عن شهود عيان أن قوة تابعة للجيش حاصرت "حسينية" تُعد مركزاً لتجمع أعضاء "الطائفة"، وسُمعت بعد ذلك بدقائق أصوات إطلاق رصاص .
ونشرت وكالة "فارس" للأنباء المقربة من "الحرس الثوري" والأجهزة الأمنية الإيرانية مزاعم "الحركة الإسلامية النيجيرية" التي أكدت محاصرة الجيش النيجيري بيت زعيمها إبراهيم زكزاكي في مدينة زاريا بعد اشتباكات أدت إلى مقتل 5 أشخاص على أقل تقدير .
"الحركة الإسلامية النيجيرية"
وكان زكزاكي أسس في الثمانينيات، بعد عودته من طهران، مجموعة ممولة من إيران بإسم "الحركة الإسلامية النيجيرية"(IMN) التي تتبنى أفكار مؤسس النظام الإيراني خميني "المرشد السابق للنظام" .
وكان الشيخ محمد يعقوب، شقيق الشيخ ابراهيم زكزاكي اتهمه في "أغسطس/آب" 2019 بالإرهاب، ودعا إلى محاكمته، حسب ما ذكرت صحيفة "بانتش" النيجيرية .
وقال شيخ محمد يعقوب في هذه المقابلة : "إيران دعت زكزاكي إلى طهران، وطلبت منه أن يصبح شيعياً ويكون موالياً لها، في حين هو أساساً رجل سني، إلا أنه عندما وفرت إيران له المال غيّر مذهبه" .
وفي "أغسطس/آب" 2019، قال مسؤول نيجيري لموقع "العربية" الإنجليزي، رافضاً الكشف عن هويته : "إيران تدعم مجموعة "الحركة الإسلامية النيجيرية" مالياً. وتتلقى هذه المجموعة الفتاوى من "رجال الدين" الإيرانيين. ويعتبر أعضاؤها السلطات الدينية الإيرانية ملهمة لهم، وهم يستفيدون من المنح الدراسية في الجامعات الإيرانية، خاصةً في قم" .
وكانت السلطات النيجيرية اعتقلت زكزاكي في عام 2015 إثر الاشتباكات المسلحة بين المجموعة التي يتزعمها والجيش النيجيري. ويُتهم زكزاكي بالهجوم على رئيس أركان القوات المسلحة النيجيرية .

 

العربية نت
27/10/1441
19/6/2020



مقالات ذات صلة