أحمد النعيمي
11-2-2012
الغريب أنه وعلى مدار ثلاثة وعشرون شهراً عرت خلالها كل أوراق التوت عن العصابة الأسدية، وفضحت الدور الغربي والأمريكي والروسي واليهودي في إبقائه على سدة الحكم في سوريا، بل وشاركته كل ما يحتاجه من سلاح من أجل إكمال مهمته الشارع فيها في إبادة الشعب السوري، ومنع الجيش السوري من الحصول على أي سلاح من شأنه أن يمنع الموت المصبوب عليه ليل نهار؛ إلا أنك تجد بعضاً من الكتاب الذين عاشوا الارتزاق بأبشع أنواعه من هذا النظام المجرم يحاولون جهدهم أن يدافعوا عنه، وإعادة ثوب المقاومة والممانعة إلى سوءته التي كشفتها وفضحتها الثورة السورية المجيدة، موجهين التهم واحدة تلو الأخرى إلى الشعب السوري ورميه بالخيانة، دون أن يدور في خلدهم أنهم قد كُشفوا أمام العالم الإسلامي في دفاعهم عن نظام عميل وقاتل لا لشيء إلا لأنهم يقتاتون على موائده، ويعيشون من أمواله، لا يهمهم ما كشف من حقيقتهم، مؤكدين مواصلتهم لعملية الارتزاق حتى تنقطع تلك الأموال عنهم أو يبحثون عن مصدر رزق آخر بعد وفاته!!
وفي هذا المقال نعرض لواحدة من الفضائح التي تحيق بهذه العصابة المجرمة التي تدعي المقاومة والممانعة والعداء للعدوين اليهودي والأمريكي، تتمثل في تأكيد كل من أمريكا ويهود أن الأسلحة التي بحوزة الأسد في يد أمينة، وخصوصاً الكيمائية منها، في الوقت الذي يزعم فيه الأسد أنه مقاومة وممانع لدولة الاحتلال اليهودي، ويؤكد حليفة نصر الله في لبنان أن الأسلحة التي بيده قد وصلته من سوريا وإيران، التصريح الأول جاء على لسان رئيس الامن بوزارة الحرب الاسرائليلة "عاموس جلعاد" يوم الاثنين 28 كانون الثاني 2013م مؤكداً فيه أن أسلحة الأسد الكيماوية لا تزال مؤمنة في وقت تتصاعد فيه مخاوف يهودية من إمكانية وقوع الاسلحة الكيماوية في أيدي المعارضة السورية، وحديث عن اتخاذ خطوات ديبلوماسية وأمنية لمنع حدوث ذلك، ثم جاء التصريح الثاني على لسان المتحدث باسم البيت الأبيض "جاي كارن" الذي أكد أن الرئيس الأمريكي "أوباما" وفريقه للأمن القومي رفضا فكرة تسليح المعارضة السورية خوفاً من أن تصل أية أسلحة إلى الأيادي الخاطئة وبالتالي تعريض حياة الشعب السوري أو حليفتنا إسرائيل أو الولايات المتحدة للخطر.
وبهذه الاعترافات الصريحة والواضحة يتضح سبب بقاء هذا النظام الحارس الأمين طيلة عقود من الزمن، بالرغم من رفعه لشعارات الموت لليهود والموت لأمريكا، وأنه لا توجد يد أمينة أكثر منه لحماية دولة بني صهيون، وأنه لا خوف من الحارس الآخر في لبنان نصر الله الذي صرح أن السلاح يصله من سوريا، وما دام أن اليد الأمينة هي التي ترسل الأسلحة إليه فحدث ولا حرج!! وستعيدنا كذلك إلى فضيحة والد المجرم الأسد حافظ وبيعه للجولان والتي قادته إلى حكم سوريا، وليس أدل على هذه الحقيقة سوى قيام دولة الاحتلال اليهودي ببناء جدار عازل يبلغ 16كم على الحدود بينها وبين سوريا وصفته صحيفة "معاريف" العبرية في عددها الصدر يوم الأحد 3 شباط 2013م بأحدث جدار "عائق" حدودي في العالم على طول حدود الجولان المحتل مع سوريا، يتم تنفيذه من قبل شركة "البيت" الإسرائيلية بتكلفة تصل الى ربع مليار شيكل، تم الانتهاء من بناء 9كم منه، وينتهي العمل منه منتصف العام الجاري، تخوفاً من سقوط حارسها القريب، صاحب شعار " نحتفظ برد الحق".. فعن أي ممانعة يتحدثون!!
Ahmeeedasd100@gmail.com