دكاكين التنظيمات الفلسطينية والجري وراء التومان الفارسي

بواسطة أحمد محمود الحيفاوي قراءة 3355
دكاكين التنظيمات الفلسطينية والجري وراء التومان الفارسي
دكاكين التنظيمات الفلسطينية والجري وراء التومان الفارسي

أحمد محمود الحيفاوي

30-4-2012

بعد أن كانت كثير من المنظمات الفلسطينية ترفع شعار المقاومة المسلحة ضد العدو الصهيوني أبان فترة الستينات والسبعينات والثمانينات من القرن المنصرم تحول الكثير منها ان لم نقل معظمها الى دكاكين تعرض بضاعتها لكل مشتري, ولأن النظام الإيراني قادر على الدفع أكثر والنظام السوري مستعد للاستقبال والضيافة , فلا عجب بإنحياز هذه التنظيمات الى الجانب السوري ونرى أنها قد وقفت موقف الناطق الإعلامي بأسم الحكومة السورية والمدافع عنها , بل ذهب الكثير منها الى غير ذلك الى تأييد ايران وتبني خطابها , والمضحك المبكي أن جل هذه التنظيمات هي تتخذ ايدلوجية يسارية وذات خلفة ماركيسية فكيف تصطف في خندق مع من يتبنى الخطاب الديني وهي إيران ,

فمن يطلع على مواقع بعض التنظيمات مثل موقع الجبهة الشعبية القيادة العامة أو جبهة النضال وخاصة صحيفتها نضال الشعب , يجد أن أنها تدافع وبكل قوة عن النظام السوري وتصف ما يقوم به الشعب السوري مؤامرة ضد نظام الممانعة , وفي المقابل تصب جام غضبها واتهاماتها على السعودية وقطر وتركيا .

فهذا موقع جبهة النضال يقول في مقال له ومن  كتبها المكتب الاعلامي-غزة ، في 23 أغسطس 2011 .

" بالطبع لا أوجه حديثي لمعارضة لا يشغلها كثيرا التبعية لقوي الهيمنة الأجنبية أو الرجعية العربية ولا من يسعي لتكون سوريا دولة وهابية تحت حكم شمولي آخر يقمع هذه المرة باسم الدين يتبع سياسيا لقوي الهيمنة الغربية التي لا يمانع في مغازلتها بل يتعاون معها وهكذا تصبح سوريا أداة لتحقيق إستراتيجيتها في الوطن العربي ومحيطه الإقليمي عبر مشروع الشرق الأوسط الكبير الملتف بعباءة الديمقراطية وبمذاق إسلامي " هـ .

أليس هذا هو منطق النظام السوري وحليفيه النظام الأيراني وحزب الله اللبناني , لكن ينسى هذا الكاتب المسكين أو يتناسى , أن حليفه النظام السوري قد حول سوريا الى مقاطعة يسرح ويمرح بها نظام الملالي , ويتم فيها بناء الحسينيات والحوزات وتوزع فيها كتب الخميني وكتب لعن الصحابة دون رقيب أو حسيب فلماذا حلال لنا وحرام على غيرنا !!! , ونسأل الكاتب اليس النظام السوري من أعتى الانظمة الشمولية, الم يورث الحاكم الأب الحكم لأبنه بشار القاصر وغيرَ الدستور في ليلة ليناسب قياس الحاكم الجديد , الم تتحول سوريا الى مزرعة لآل الأسد والطائفة العلوية بينما يهمش السنة وهم الطائفة الأكبر , أهكذا المنطق يا جبهة النضال ؟

أما حليف الأسد الأقوى فهو أحمد جبريل رئيس الجبهة الشعبية القيادة العامة فانظر ما ذا يقول :

من وقف معنا في ذلك الوقت؟ كان في الأردن جيش عراقي تعداده من 30-40الف، هذا الجيش وقف جانبا يتفرج، بل وقف مساعدا، لا أريد أن أنكأ الماضي وجراحاته، وبعض قاداته مثل صدام سامحهم الله والله يحاسبهم ... تفرجوا علينا سوريا اخدت قراراً جريئاً وشجاعاً في الدخول إلى الأردن لحماية المقاومة الفلسطينية في أيلول عام 1970....

كنا في لبنان أيضاً تحت المظلة السورية.. تابعنا نضالنا في لبنان منذ أيلول الـ 70حتى 1982.

والتقينا مع القيادة السورية والقيادة السورية كانت تعرف ان الاجتياح للبنان ليس هدفه فقط الملف الفلسطيني، كان يعرف جيداً الرئيس الأسد أن هذا الملف أيضاٍ يستهدف سوريا وكانت الجمهورية الإسلامية في إيران غارقة في حرب ظالمة شنت عليها من قبل صدام حسين في ذلك الوقت وفاعليتها فاعلية محدودة، رغم ذلك أرسل المقاتلون من الحرس الثوري إلى لبنان للمساهمة عندما بدأ هذا الاجتياح التقينا مع الرئيس حافظ الأسد وقلنا له ما نفعل وماذا تفعلون؟ قال ما رأيكم قلنا له علينا أن ننظم أنفسنا وان نقوم بالهجوم المعاكس، في ذلك اليوم.

هذه هي سوريا أيها الإخوة لذلك لا تستغربوا لماذا تعاقب سوريا.. حتى عندما اجتاح العراق الأمريكان وبعد أن وصلو إلى الموصل أربعمائة ألف جندي.

لاندري ماعلاقة ذكر نظام صدام بأحداث ايلول , الا والله أعلم لإرضاء ايران , علما أنه لايذكر في تاريخ العراق ومن حكوماته المتعاقبة وصولا الى حكم صدام أنها قد اعتدت على المنظمات الفلسطينية بل على العكس فإن ارض العراق كانت مفتوحة لهم . والكل يعرف ان الجيش العراق قد حمى دمشق من السقوط تحت مخالب القوات الصهيونية المهاجمة في حرب عام 1973.

لكن لعل احمد جبريل ينسى او يتناسى أن النظام السوري قد سحق المقاومة الفلسطينية في لبنان وتحالف مع المارونيين وما مخيم تل الزغتر الا شاهد على ذلك نعم كانت المقاومة تحت مظلة القنابل السورية المنهمرة عليهم .

والعجب أن حرب صدام مع ايران كانت ظالمة طبعا من قبل صدام !!!!!!!!!

الم أقل ان دكان الجبهة الشعبية أصبح بوق لايران .

والأعجب ان سوريا تريد أو قامت بالهجوم المعاكس , !!! لو ان الجيش السوري الذي يمتلك ترسانة من المدفعية والدبابات تدخل لانقاذ الفلسطينيين ابان حصار بيروت لتغير الحال ولكن مع الأسف بقيت القوات السورية متفرجة , على مجاور الفلسطينيين بل لما رجع ياسر عرفات بعد خروجه من بيروت الى طرابلس , اخرجته القوات السورية نيابة اليهود , وأقول لجبريل إن إخوانه شيعة الجنوب هم من استقبل القوات الصهيونية المهاجمة بنثر الرز والترحيب .

وهذا خالد البطش القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين يقول :

علي "أن الشعب الفلسطيني مازال يؤمن بان سورية في قلب المعركة مع الكيان الصهيوني وهي الراعية للمقاومة وداعمة لها"، موضحا "ان سورية قريبة جدا من فلسطين وهي تتبني خيار المقاومة والجهاد" .

وأضاف "نحن كشعب فلسطيني وكحركات مقاومة وجهاد مازلنا نؤمن بان سورية في قلب المعركة مع الكيان الصهيوني وأن سورية هي راعي للمقاومة وداعي لها"

... ورفض البطش رفضا مطلقا أي تدخل دولي وإقليمي في الشأن السوري، قائلا: "نرفض رفضا مطلقا أي تدخل دولي إقليمي ونطالب بضرورة حقن الدماء السورية والبدء بحوار داخلي سوري"،

وقال البطش في حوار خاص مع (عربي برس)، "علاقتنا مع أي نظام عربي أو إسلامي هو بمقدار قرب هذه الدولة من فلسطين وبالتالي سورية قريبة جدا من فلسطين وهي تتبني خيار المقاومة والجهاد.

وحول العلاقة التي تربط حركة الجهاد الإسلامي مع جمهورية إيران الإسلامية، قال: "إيران دولة إسلامية مهمة في المنطقة ونحن أصحاب مشروع تحرري إسلامي وإيران أيضا صاحبة مشروع وبالتالي نلتقي مع إيران ومع حزب الله ومع حماس في مشروع نهض الأمة وطرد المحتل الإسرائيلي والأمريكي، واستعادة دور المسلمين والعرب علي مستوي العالم من خلال المشروع القومي والإسلامي .

أقول : هذا الكلام من قيادي بحركة الجهاد لا يحتاج الى رد بل هذه التصريحات هي رد على نفسها , عجيب سوريا تتبنى خيار المقاومة والجهاد ونصرة فلسطين !!, فليشرح لنا خالد البطش كيف هذا وهذه الحدود الطويلة مع العدو الصهيوني في الجولان لم تشهد هذه المقاومة , بل لا يستطيع أي مواطن سوري التعرض للقوات الصهيونية , ليسام بعد ذلك سوء العذاب في أقبية المخابرات السورية .

ألم يرمي نظام بشار فلسطينيو العراق على الحدود وطاردهم كما يطارد المجرمون أم لم يعرف هذا خالد البطش .

أما عن اعتراض هذا القيادي على أي تدخل في شؤون سوريا , فماذا يقول عن التدخل الإيراني الواضح والمعلن الى جانب النظام السوري وفي قتل الشعب السوري تحديدا  ؟

واخيرا نقول لخالد البطش ان دماء الشعب السوري ليس هي بأغلى من دماء الشعب الفلسطيني ولا بارك الله بمقاومة تنتهك دماء وكرامة الشعوب .

وعن تحالفه مع إيران فنقول مبروك لكم هذا التحالف مع هذه الدولة التي تسب أبا بكر وعمر رضي الله عنهما, و ذات المشروع الاسلامي ونطلب منه أن يخاطب إيران بالكف عن تسمية الخليج العربي بالفارسي وأن تفتح بعض المساجد لأهل السنة في طهران .

وبالنسبة للتنظيمات الفلسطينية التي تقف مع النظام السوري فهي بشكل مختصر كالاتي وهي بالعموم أغلب التنظميات التي مقراتها في دمشق :

  1. الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين – ليس لديها موقف واضح لكن بالعموم هي مع النظام السوري .
  2. جبهة النضال الشعبي – مع النظام السوري .

 

  1. حركة الجهاد الاسلامي – ليس لديها موقف واضح ولكن تعتبر سوريا بلد المقاومة والممانعة . وتميل الجهاد الإسلامي للضبابية في ظل ارتباطها العميق بإيران وحزب الله.

 

  1. حركة فتح الانتفاضة - ليس لديها موقف واضح لكن بالعموم هي مع النظام السوري .

 

  1. الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – مع النظام السوري .

 

  1. الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة بزعامة احمد جبريل – تقف بقوة مع النظام السوري اعلاميا وعسكريا وعناصرها يشاركون في قمع المظاهرات . ومن يطلع على تصريحات مسؤوليها يعتقد انهم ناطقين رسميين باسم النظام السوري والايراني .

 

كما أن هناك حالة قلق عميقة يعيشها الفلسطينيون, مع ما يتردد عن تحول الجبهة الشعبية-القيادة العامة إلى شبيحة في قمع الفلسطينيين، وهو ما أثار حالة غضب تجاه الحركة .[1]

ومن يطلع على موقعهم يجد  العجب العجاب بل تجد ان هذه الجبهة رغم فكرها الشيوعي الملحد تقف مع ايران أيضا وبقوة بل وتسمي الخليج العربي في موقعها وإعلامها بالخليج الفارسي .

  1. "الصاعقة" وهي التنظيم الفلسطيني لحزب البعث :تقف مع النظام السوري
  2. جبهة التحرير الفلسطينية : يلاحظ من موقف القيادة المركزية لجبهة التحرير تبني لهجة النظام الحاكم في بيانات إدانة تفجيرات هزت دمشق, حيث تتحدث عن "أعمال إجرامية تستهدف المواطنين الأبرياء وإشاعة الفوضى والخوف بينهم، في محاولة يائسة لقطع الطريق على كل الجهود المبذولة لتسوية الأزمة السورية بشكل سياسي سلمي، وهي تماما تندرج في خانة المحاولات الهادفة لاستجلاب التدخل الخارجي الإمبريالي وأدواته الإقليمية الرجعية".[2]

هذه مواقف بعض التنظيمات الفلسطينية التي أصبحت تتسول على موائد ملالي طهران وتتبنى مواقف النظام العلوي النصيري الذي سحق الفلسطينيين قبل السوريين رجاء أن تفوز بهدايا من التومان الفارسي , علما بأن هذه التنظيمات قد تحولت الى أسماء وتاريخ فقط وليس لها أي دور مميز على الساحة الفلسطينية هذا اذا استثنينا تنظيم الجهاد الإسلامي الذي إن أصر على مواقفة سيلحق بالركب عاجلا ام أجلا لأن الجزاء من جنس العمل . قال تعالى : {وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ }إبراهيم42

وفي الحديث الشريف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  : " ما من امرئ يخذل امرءا مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه و ينتهك فيه من حرمته إلا خذله الله تعالى في موطن يحب فيه نصرته و ما من أحد ينصر مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه و ينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته "[3] .

هذا وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم

 

 


[1] الجزيرة نت

[2] الجزيرة نت بتصرف

[3] قم : 5690 في صحيح الجامع

 



مقالات ذات صلة