المكر باليمن و اتخاذ الرافضة و سيلة لزرع الفتن خطبة الجمعة للشيخ يحيى الحجوري من داخل دماج المحاصرة

بواسطة ابوعمر قراءة 1315
المكر باليمن و اتخاذ الرافضة و سيلة لزرع الفتن خطبة الجمعة للشيخ  يحيى الحجوري  من داخل دماج المحاصرة
المكر باليمن و اتخاذ الرافضة و سيلة لزرع الفتن خطبة الجمعة للشيخ يحيى الحجوري من داخل دماج المحاصرة

الخطبة الأولى:

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً.

{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} ]سورة آل عمران:102[.

{يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} ]سورة النساء: 1[.

{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) } ]سورة الأحزاب[

أما بعد،،،

فإن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدى هدى رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعةٍ ضلالةٍ، وكل ضلالةٍ في النار.

أيها الناس،،،

يقول الله عز وجل في كتابه الكريم: ((وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللّهِ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ (127) إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ (128) )) سورة النحل.

هذه الآية فيها أمر لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يصبر، وأن صبره بالله عز وجل وإعانته وتوفيقه.

وأمره بذلك وألا يحزن عليهم. ((َلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ)) سورة فاطر:8. وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحزن عليهم على استمرارهم على الكفر والعناد والكيد والمكر. قال الله : ((..وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ..)) النحل:127.

وهم يكيدون لرسول الله صلى الله عليه وسلم ويمكرون فقال الله: ((..وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ)) النحل:127. أي أن مكرهم ذلك، لا يضرك، لأن الله معك. ((إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ)) الحج:38.

((اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)) سورة البقرة:257.

وهو القائل : ((إِنَّ وَلِيِّيَ اللّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ)) سورة الأعراف:196.

وقال الله عز وجل : ((وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ)) سورة آل عمران:120.

أيها الناس،،،

هذه الآية فيها بيان أن الكفار يمكرون، وأن أعداء الله يمكرون، ولا يهمنا المكر بنا، ولا بأنفسنا، كل ذلك يسير. ((قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163) )) سورة الأنعام.

فشعرك وبشرك، ولحمك ودمك، وعصبك وعظمك، وسائر أجزائك وأشلائك، كلك لله، الله عز وجل يفعل ما يشاء، ولكن أهم ما يكون على المؤمن هو المكر بدين الله. المكر بالإسلام. المكر بالحق. المكر بالهدى. المكر بالسنة النبوية. المكر بالتوحيد. هذا هو أهم وأخطر وأضر أما أن يكون المكر على شخص أو فرد فإن الله عز وجل لن يضيع دينه. قال الله سبحانه : ((اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ..)) سورة الحج:75. فالله يخلق ما يشاء ويختار، ما كان لهم الخيرة. والله حافظ دينه. ((إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)) سورة الحجر:9.

فلو ذهب من ذهب وأراد الله عز وجل حفظ دينه لحفظه، مهما مكروا، كما قال الله سبحانه وتعالى عنهم أنه ليس بجديد مكرهم. إن المكر أيها الناس بدين الله وبحملة دين الله، ليس بجديد من اليوم، سواء عن طريق الكافرين، أو عن طريق عملائهم الزنادقة المنافقين، وإنه مكر كبير من قديم وحديث. من لدن أول الرسل إلى أهل الأرض.

ألا وهو نوح عليه الصلاة والسلام. أرسله الله عز وجل إلى أهل الأرض، ومكروا مكراً كبيراً كما وصفه عليه السلام وذكره عنه: ((قَالَ نُوحٌ رَّبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَن لَّمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا (21) وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (22) )) سورة نوح.

هكذا وصف الله عز وجل مكرهم بنبيهم بشتى الوسائل، سواء بمحاولة قتله، أو كذلك بمحاولة عدم مبالاة بقوله. ألف سنة إلا خمسين عاما يلبث فيهم وهم يعيشون في كر ومكر على ذلك النبي الكريم ليس لهم اي إقبال على دين الله عز وجل بسبب ذلك الكيد والمكر الذي اقترفوه. والحقد الدفين في نفوسهم. يولد جيل ويموت جيل على ذلك الحال. حتى دعى عليهم.

((وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27) )) سورة نوح.

كلما ولد جيل يسير على ذلك المكر بنبي الله وبدين الله.

إن المكر لم تسلم منه آيات الله فضلاً عن خلق الله عز وجل من رسله وما دونهم، ((...إِذَا لَهُم مَّكْرٌ فِي آيَاتِنَا..)) يونس:21. الشاهد. ((...إِذَا لَهُم مَّكْرٌ فِي آيَاتِنَا قُلِ اللّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ)) يونس:21. الآيات. قلبوها. ولم تزدهم إلا بواراً. وخساراً. ولم يعملوا بها. قابلوها بالمكر. هكذا شأن الكفار. هكذا شأن من قلدهم وسار على مسارهم من المنافقين والزنادقة. هكذا على مر العصور. هاتوا نبياً من الأنبياء سلم من مكر قومه من الكفار والمشركين والمنافقين الزنادقة على مر التاريخ.

وهذا نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم خير البشر يقول الله عز وجل له: ((وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ..)) وهل ضره هذا المكر؟! ((..وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (30) )) سورة الأنفال.

ليثبتوك: أي يأسروك. أو يقتلوك أو يخرجوك من ديارك، من مكة. ((..وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (30) )) سورة الأنفال.

هذه سنة الله في خلقه. أن كل صالح يمكر به. يمكر به الشيطان وأعوان الشيطان. من كفار ومنافقين. إلى أن يلقى الله عز وجل ((وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ)) آل عمران:141. سنة الله، هكذا، عباد الله المجرمون يمكرون بهم، ((وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا)) سورة الفرقان:31.

المجرمون يمكرون والله يهدي الصالحين ويتولاهم وينصرهم ولا يضركم كيدهم شيئاً. هكذا أنبياء الله مُكِرَ بهم. شتى أنواع المكر. عيسى عليه الصلاة والسلام، يقول الله عز وجل عنه: ((فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (52) رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنزَلَتْ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (53) )) آل عمران. قال الله: ((وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (54) )) سورة آل عمران.

مكروا... مكروا.. بقتله، وحاولوا قتله، ((..وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ..)) سورة النساء:157.

قال الله: ((بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ..)) سورة النساء:158. وهكذا، ظنوا أنهم قتلوه، وأنهم صلبوه، فنجاه الله. كما نجى مؤمن آل فرعون. بل أشد من ذلك وأعظم. ((وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ (41) تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ (42) لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ (43) فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44) فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ (45) )) سورة غافر.

هكذا المكر يحيق بأهله ويرجع على صاحبه. قال الله سبحانه: ((مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ (10) )) سورة فاطر.

هذا وعد الله أن مكر الماكرين هو يبور ويزول، وقال الله سبحانه وتعالى مبيناً أنه لا يكون عليهم إلا صغاراً وأنه لا يرجع المكر إلا على أهله، قال الله سبحانه وتعالى : ((..سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُواْ صَغَارٌ عِندَ اللّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُواْ يَمْكُرُونَ)) سورة الأنعام:124.

صغار عند الله وعذاب شديد ذلك بسبب مكرهم فما من رسول ولا صالح إلا وكانت سنة الله فيه أن يمكر به. هذه سنة الله الجارية في خلقه.

أيها الناس،،،

لا تبتئس بمكر الماكرين لا قديماً ولا حديثاً، هذا ليس بجديد، هكذا، هكذا يكون الإبتلاء ((وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ (31) )) سورة محمد.

يبتلي الله عز وجل المسلمين بالمجرمين، وقد ميز الله بينهم، ((أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (36) )) سورة القلم.

((مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَاللّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (105) )) سورة البقرة.

نبي الله، نبي الله، صالح عليه الصلاة والسلام، مُكِرَ به مكر عظيم، وما رجع ذلك المكر إلا على أصحابه. ودمروا، دمرهم الله بمكرهم. انظر ذلك المكر الذي وصفه الله في سورة النمل، قال : ((وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ (48) قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ.. )) أي نقتله بياتاً بليل لا أحد يشعر ((..وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (49) وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (50) )) سورة النمل.

الله يمكر بهم وهو خير الماكرين، فإن مكره أسرع وأهلكهم قبل أن يمكروا بنبي الله ((وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (50) فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ (51) فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (52) وَأَنجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (53) )) سورة النمل. نجى الله نبيه والمؤمنين من مكرهم ودمر الله سبحانه وتعالى عليهم وأخوى بيوتهم.

هذه سنة الله فلا تظن أن ما يحصل من أعداء الله سواء من كفار، أو من زنادقة أشرار، على المسلمين، أن ذلك جديد. هو قديم كله يفشل، كله يفشل ويزول، وتبقى العاقبة للتقوى والمتقين ((تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (83) )) سورة القصص. والعاقبة للتقوى.

فنعم، مسكين الذي ما يدرس التاريخ وما يتأمل في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله علي وسلم، كلما جاء مكر من جديد أو من جانب أو آخر ظن أن تلك هي الحالكة والهالكة والله سبحانه وتعالى قد قص العبر وأبان الخبر بأنه لا يصيب إلا ما قد كتب له ((قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا.. )) التوبة:51. هكذا، عقيدة المسلم، ((قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)) التوبة:51. ((إِنَّ وَلِيِّيَ اللّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ)) الأعراف:196.

((وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَابًا مُّؤَجَّلاً وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ (145) وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146) وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147) )) سورة الأعراف.

((فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ ..)) سورة البقرة:251. في الآية الأخرى، نعم.

الشاهد من ذلك. إيمانك أيها المسلم يبقى على توكل على الله، وثقة به، وأن المكر ليس بجديد، المكر مسترسل إلى أن تلقى الله، من الشيطان ومن غير الشيطان. ماذا صنع بنبي الله يوسف من أحوال ومكر إلى أن أرادوا قتله؟ وهكذا إذا وضعه في الجب؟ وهكذا بيعه وهو حر؟ وإلى غير ذلك. وفي نهاية المطاف، ((قَالُواْ تَاللّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ (91) قَالَ لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (92) )) سورة يوسف.

ماذا صنع بنبي الله إبراهيم؟ ((قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ (68) قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ (69) وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ (70) )) سورة الأنبياء.

في سورة الأنبياء ((الْأَخْسَرِينَ)) رجع كيدهم ومكرهم عليهم، وفي سورة الصافات ((فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ)) الصافات: 98.

هذا شأن الماكر، هذا شأن الكائد، هذا شأنه، شأنه أنه لا يكون له إلا الخسارة وأنه لا يكون له إلا السفول.

((وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءهُمْ نَذِيرٌ لَّيَكُونُنَّ أَهْدَى مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ فَلَمَّا جَاءهُمْ نَذِيرٌ مَّا زَادَهُمْ إِلَّا نُفُورًا (42) )) سورة فاطر. ((اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا (44) )) سورة فاطر.

الخطبة الثانية:

الحمدلله وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ومصطفاه.

أما بعد،،

إن ما يحصل في هذا الوقت حالياً في البلاد اليمنية من هذه الفرقة الظالمة الباغية، هذه الفرقة الظالمة الباغية، العادية المعتدية، فرقة الرافضة، من العدوان والبغي والطغيان والتمسك على دماء المسلمين وأعراضهم ودينهم وأخلاقهم ومروءتهم لهو والله إنما هو عمالة للشيطان ولجنود الشيطان من الكافرين وأمثالهم.

والمكر بهذا البلاد غير يسير، المكر به كبير، بلد الإيمان والحكمة، بلد الإيمان اليمنية، وسلم كل مغرض على هذه البلاد هذه الفرقة الخبيثة الفاجرة، التي لا ترقب في مؤمن إلاً ولا ذمة. الواجب على المسلمين معرفة ذلك وأن يعلموا أنهم عكاز كل باطل على الدعوة الإيمانية الإسلامية أينما كانت.

وهكذا كل من دافع عن طريق أولئك فإنها عمالة واضحة. ((..وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ..)) سورة فاطر:44. والشاهد من ذلك، بارك الله فيكم أن المكر ليس بجديد. مكر قديم والمكر حالياً الآن سواء على هذا الدار التي تعلم دين الله صافياً زلالاً، التوحيد والسنة والقرآن واللغة العربية والفقه ومعرفة دين الله عز وجل، ماذا ينقمون عليها؟ وماذا ينقمون على طلابها؟

وماذا ينقمون على أهلها وديارها؟ إنهم ينقمون على دين الله ((وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (8) )) سورة البروج.

وإلا ليس لهم، أي أثارة من علم ولا برهان على ما يصنعون من البغي والعدوان.

إن الديار ديار رب العالمين أيها الأرفاض وليست بديار فلان من الناس. فإن الله قد مكن لأنبيائه في أرضه. ((وَمَا لَنَا أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى اللّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ (12) )) سورة إبراهيم.

قال الله: ((وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الأَرْضَ مِن بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ (14) وَاسْتَفْتَحُواْ وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (15) )) سورة إبراهيم.

بعيد على عينك أيها الرافضي كبعد الشمس أن تزلزل أقدام أهل السنة من ديار صعدة.

اجعل هذا في ذهنك. نعم، فإن الأرض أرض الله، وأنت في ذلك متشبه بأولئك الذين ضادوا الرسل ((وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُم مِّنْ أَرْضِنَآ أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ (13) وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الأَرْضَ مِن بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ (14) )) سورة إبراهيم.

((وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ..)) سورة النور:55.

كل ذلك نقوله بمشيئة الله وتوفيقه وثقة به.

بعيد عليك أيها الرافضي أن تزلزل أقدام هذه الدعوة السلفية مادامت دماؤهم في جسومهم وفي عروقهم ومادام الإيمان ينبض في قلوبهم.

بعيد عليك.. اجعل هذا في روعك.. بل لعل الله سبحانه وتعالى أن ينتقم منك وأن يزلزلك بقدر ما أنت تمكر وتبغي وتعتدي ((..يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم مَّتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا..)) يونس:23.

فما من قرية إلا ومن أصنافك كثير ((وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجَرِمِيهَا لِيَمْكُرُواْ فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (123) وَإِذَا جَاءتْهُمْ آيَةٌ قَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللّهِ اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُواْ صَغَارٌ عِندَ اللّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُواْ يَمْكُرُونَ (124) )) سورة الأنعام.

بعيد عليك أن تدخل الرعب في قلوبنا بمجرد رصاصك وبمجرد هنجمتك، بعيد بفضل الله سبحانه وتعالى.

إن الإيمان إذا وقر القلوب جعل الله عز وجل في ذلك الخير والبركة، وجعل الله في ذلك أيضاً الثبات الإيمان بالقدر ((مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (11) )) سورة التغابن.

وهكذا يقول: ((َمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ)) قال أهل العلم يهديه لسائر ما ينفعه، من إيمان وتوكل وثبات، قال الله : ((إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلآئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرَّعْبَ فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ (12) )) سورة الأنفال.

والله ما انسحبنا من قرية الطلول التي هي عبارة عن دفاع عن طلابنا وإخواننا إلا لمصلحة دعوية ولمصلحة نافعة، وإلا فهم إخواننا وطلابنا، وهكذا يستنجدون بنا، ويستعينون بنا وهي تحت بيوتنا، من أجل هذا انسحبنا.

لا جبناً ولا خوفاً ولكن والله إنه لمصلحة رأينا فيها الرجحان والنفع. لا لذلك حتى لا يفرح العدو.

ألا موتوا بغيظكم!!

((إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ)) سورة النحل:128

((..وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)) سورة المائدة:23.

((..وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (3) )) سورة الطلاق.

****والحمدلله رب العالمين****

قام بالتفريغ: أبو عمر شريف الشعبي اللحجي



مقالات ذات صلة