يعيش السوريون العرب في الحسكة وريف الرقة حالةً من المواجهة المباشرة لعمليات التهجير القسري من أراضيهم وقراهم والتي تفرضها الميليشيات والأحزاب الكردية، بعد السيطرة على القرى العربية بحجة تحريرها من تنظيم "الدولة".
تهجير قسري للعرب وتوسيع دائرة الاستيطان الكردي
لا يخفى على متابع للأحداث الأخيرة الجارية بين تنظيم الدولة والميليشيات الكردية بريف الحسكة والرقة ما يجري على الأرض من عمليات اغتصاب للأراضي العربية، وتهجير أهلها بحجة موالاتهم لتنظيم الدولة، والتي باتت كذبة رائجة في صفوف الميليشيات، والتي هدفها التوسع الكردي في المنطقة، وخلق إقليم كردي بمكون كردي كامل.
وقد بات نزوح المدنيين العرب من قراهم من أكثر المقاطع والمشاهد الرائجة في الإعلام المحلي، حيث نزح حتى الآن عشرات الآلاف منذ سيطرة الميليشيات الكردية على جبل عبد العزيز ونهاية وصولهم إلى أطراف ناحية سلوك بريف الرقة.
وهذا ما أكده الناشط علي الحريث من مدينة الحسكة، حيث قال إن الميليشيات الكردية وعلى رأسها "ypg " يشنون حملات اعتقال ودهم بجميع القرى العربية، بحجة انتماء أبناء المنطقة لتنظيم الدولة، وحقيقة أن تلك الحملات هدفها الحقيقي إخافة السكان المحليين وإجبارهم على الهرب، إما إلى المناطق الجنوبية أو تركيا، حفاظًا على أرواحهم وأرواح أبنائهم.
وأضاف "الحريث" أن الميليشيات لا تكتفي بعمليات التهجير، إنما تعمل بشكل كبير على طمس أي معلم من المعالم العربية كالجوامع والمنازل، إضافة لحرق الأراضي الزراعية، متسائلًا لماذا الميليشيات الكردية تمارس مثل هذه الانتهاكات فقط في القرى العربية، رغم وجود قرى لمكونات أشورية وكردية أيضًا في المنطقة؟
وتعود جميع تلك الانتهاكات الآنفة الذكر إلى الرغبة الشديدة للأكراد الانفصاليين بتغير ديمغرافية الأرض، وتحويلها إلى فدرالية أو كونفدرالية كردية مستقلة.
وكان قد نشر القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني نوري بريمو خريطة تظهر المناطق التي يطمح الأكراد للسيطرة عليها وتحويلها إلى إقليم كردي ممتد من عين ديوار أقصى شمال شرق سوريا إلى جبل الأكراد غربي سوريا.
هل التحالف الدولي شريك في مخطط التهجير؟
بدأ التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة هجماته الجوية على مواقع تنظيم الدولة، في عين العرب "كوباني" أواخر العام الماضي 2014، وذلك بعد سيطرة التنظيم عليها، فيما اعتبر خبراء سوريون أن هجوم التنظيم على عين العرب هو إجهاض الفدرالية أو الكونفدرالية الكردية في الشمال السوري.
وبدأت تقارير إخبارية ترد إلى وسائل الإعلام حول مساندة التحالف الدولي للميليشيات الكردية في تهجير العرب من قراهم، وذلك عبر قصف المناطق المأهولة بالمدنيين والخالية من أي تواجد لجنود التنظيم.
وهذا ما أشار إليه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال خطابه الأول بعد الانتخابات التي جرت في تركيا؛ حيث اتهم الغرب بالمساهمة في المخطط ضد العرب والتركمان في الشمال والشرق السوري ومساندة الميليشيات الكردية .
في حين أكد "الحريث" أن الميليشيات الكردية تعمد إلى تقديم إحداثيات خاطئة لقوات التحالف على أنها مناطق عسكرية للتنظيم، الأمر الذي تنجم عنه مجازر بحق المدنيين العرب ودفعهم إلى الهجرة الداخلية أو الخارجية .
وأضاف الحريث أن الميلشيات الكردية عمدت إلى تهديد العوائل العربية في حال أي مقاومة أو رفض لهم، سيتم تزويد طائرات التحالف بإحداثيات قراهم ليتم قصفها وإبادتها.
ونوه "الحريث" بأن التحالف الدولي يمتلك أكبر شبكات التجسس والاستخبارات في العالم، وأن هذا الأمر لا ينطلي عليه، بما معناه أن التحالف على علم بالمناطق التي يستهدفها .
وكان التحالف الدولي ارتكب اليوم الخميس 6/11/2015 مجزرة جديدة له هذه المرة، في ناحية سلوك العربية بريف تل أبيض، راح ضحيتها أكثر من 15 شخصًا أغلبهم من عائلة يوسف السيد .
الجدير بالذكر أن الفصائل الثورية التي تقاتل التنظيم في مناطق شمال حلب اتهمت في وقت سابق التحالف أنه غير جاد في محاربة تنظيم الدولة، حيث يتجاهل تمدده في ريف حلب الشمالي بشكل كامل، وأن تركيزه على دعم غرفة "بركان الفرات"، التي تشكل الميليشيات الكردية غالبيتها العظمى دليلٌ على مآرب سياسية خفية للتحالف.
المصدر : الدرر الشامية