بقلم مديرالمركز اللبناني للابحاث والاستشارات... حسان القطب..
“حزب الله” وعلى لسان قادته وضع نفسه في خدمة المشروع الايراني في المنطقة العربية وحتى في مختلف دول العالم، ويؤكد ذلك ما تكشفه كل يوم الاعتقالات والتحقيقات عن تورط “حزب الله” ومن معه في قضايا مخالفة للقانون الدولي او ما يمكن اعتباره ممارسات تشكل خطراً على أمن دول اجنبية ذات "سيادة" و"صديقة للبنان" .. نذكر على سبيل المثال:
(قالت وزارة العدل الأميركية، إن رجل أعمال من لبنان فرضت عليه وزارة الخزانة الأميركية عقوبات لأنه داعم مالي مهم لجماعة “حزب الله”، أقر بالذنب بتهمة الالتفاف على العقوبات المفروضة عليه. وقالت الوزارة في بيان، إن قاسم تاج الدين (63 عاما) أقر بالذنب في تهمة التآمر مع خمسة أشخاص على الأقل للقيام بمعاملات مالية بقيمة أكثر من 50 مليون دولار مع شركات أميركية في انتهاك للعقوبات.)... وكان سبق ان (أعلنت وزارة الأمن الأرجنتينية في بيان "انها القت القبض على مواطنين ارجنتينيين للاشتباه بصلتهما بجماعة "حزب الله" اللبنانية، وذلك قبل قمة مجموعة العشرين المقرر عقدها في بوينس آيرس اواخر الشهر. واعتقل الرجلان اللذان يبلغان من العمر 23 و25 عاماً في مسكن بالعاصمة، وعثرت الشرطة على كمية من الأسلحة شملت بندقية وبندقية رشاش وعدداً من المسدسات وغيرها. وذكرت الشرطة انها وجدت أدلة على السفر إلى الخارج "بالإضافة إلى أوراق هوية باللغة العربية وصورة لراية “حزب الله"...).. وفي حادثة مماثلة ..(أعلنت السلطات البرازيلية، أمس، القبض على أسعد أحمد بركات، الذي يعد أحد كبار ممولي “حزب الله”، المصنف إرهابيا في الولايات المتحدة. وذكرت الشرطة الاتحادية البرازيلية في بيان، أنها أوقفت بركات واحتجزته في مدينة فوز دو إيغواسو الحدودية، أمس، وفق وكالة «أسوشيتدبرس». وكانت باراغواي أعلنت في أواخر آب الماضي، إصدار مذكرة توقيف بحق بركات..).. وكانت الحكومة البحرينية، (قد كشفت عن وجود أصابع لـ “حزب الله” اللبناني في التفجيرات التي قتلت شخصين في البحرين، وذلك من خلال التدريب والتوجيه، واتهمته بتدريب "مخربين" على تنفيذ عمليات إرهابية...)
والامثلة كثيرة...ولكن السؤال الذي يفرض نفسه.... اي اثر تتركه هذه الممارسات والتصرفات بل الارتكابات على واقع لبنان الداخلي كما على علاقاته الخارجية مع معظم الدول..؟؟
كيف سيثق المجتمع الدولي بالمواطن اللبناني سواء كان زائراً او سائحاً او طالباً او تاجرا او رجل اعمال ومهما كانت صفة الزائر اللبناني..؟؟
في عودة الى الداخل اللبناني لو القينا نظرة على طبيعة بعض حلفاء “حزب الله”...نرى العجب..
ميشال سماحة في السجن بعد ادانته بادخال مواد متفجرة من سوريا حليفة “حزب الله” تحضيرا للقيام بعمليات تفجير..
رفعت عيد غادر لبنان بعد اتهامه بالضلوع في تفجير مسجدين في طرابلس..
شاكر البرجاوي، بقدرة قادر تم تخفيف الاحكام القضائية بحقه واستبدال السجن بالغرامة المالية، ومع ذلك فهو مدان..
جمال سليمان، قيادي فلسطيني متحالف مع “حزب الله”، غادر مخيم المية ومية برعاية وحماية وعناية من “حزب الله” الى الضاحية الجنوبية، ويقال انه سيتوجه الى سوريا...بالرغم من انه قد صدر بحقه احكام قضائية..
وئام وهاب، الذي لا يقدم على الشاشة التلفزيونية الا الاتهامات والعبارات التي لا تليق بسياسي او بمسؤول اذا اعتبرنا انه يمكن تصنيفه في عداد المسؤولين.. ويرفض الامتثال للتحقيق بحماية ورعاية من “حزب الله” وهو الذي قال (راجعوا "السيد")..؟؟؟
طبعاً يبقى الجسم الديني الذي لن ندخل في تفاصيله حتى لا نتسبب باحراج لاحد..؟؟ طبعاً دون ان نتجاهل ان “حزب الله” نفسه متهم بالتورط في اغتيال الرئيس الحريري..؟؟
هل يستطيع فريق كهذا ادارة وطن وشؤون امة ورعاية شعب وحماية وطن وضمان مستقبل لبنان، وبناء علاقات دولية ناجحة، وتعميق الانسجام بين المكونات المختلفة للنسيج اللبناني... المتنوع والمتعدد دينياً ومذهبياً وعرقياً..!!
وكيف اتفق ان قيادة “حزب الله” قد وقع اختيارها على التفاهم والتعاون والتنسيق والتحالف مع مجموعة متنوعة هذه صفاتها وهذا افضل ما تستطيع ان تقدمه لوطنها وشعبها..؟؟؟ وكل ما كان على “حزب الله” ان يقدمه لها مقابل تحالفها وخدماتها، هو العمل على اخراجها من ازماتها وتسهيل عبورها ومرورها..؟؟ او اعادة انتاج دورها على الساحة اللبنانية ولكن بعد فوات الاوان كما جرى مع وئام وهاب..؟؟
إن هذا المشهد يؤكد لنا عدم اكتراث “حزب الله” للاستقرار في لبنان.. ولتحقيق الرخاء الاقتصادي والنمو الاجتماعي..؟؟ كما يترجم لنا سبب عدم قدرة “حزب الله” على تقديم رؤية للحكم والسلطة والادارة في لبنان..؟؟ لذا كل ما يقوم به “حزب الله” في لبنان، هو تعطيل العمل السياسي وتاخير تشكيل الحكومات وانجاز الاستحقاقات الدستورية من انتخاب رئيس للجمهورية وصولاً للتكليف والتاليف وتوزيع الحقائب...الى التعيينات الادارية ...؟؟
يعرف “حزب الله” ان دوره في لبنان كما هو واضح من سلوكه التاريخي ان يبقى لبنان ساحة صراع سياسي وامني لخدمة المشروع الايراني، ومشهد الانفاق الاخير على الحدود مع فلسطين المحتلة نموذج، الى جانب تورط “حزب الله” في حرب سوريا الاهلية وتلك العراقية اضافةً الى الحرب اليمنية.. كما يدرك “حزب الله” ان فريقه غير قادر على ادارة لبنان، لانه لا يملك الكفاءة ولا التجربة ولا الرؤية..؟؟ فالبديل لدى “حزب الله” هو ابتزاز السياسيين المنافسين او غير الخاضعين لسلطته والخارجين على محوره..؟؟
لذلك كل ما نسمعه من خطابات وتصريحات من قادة “حزب الله” وخاصةً امينه العام، تتضمن طرح مطالب داخلية وخارجية، او توجيه تحذيرات وتنبيهات للداخل والخارج، او الاساءة الى العلاقات اللبنانية مع الدول العربية والغربية..؟؟ الى جانب التحريض واستنهاض بيئة “حزب الله” على اسس دينية لا سياسية..؟؟ لكن لم نسمع او نقرا منهم ولو لمرة واحدة موقفاً يتضمن رؤية او مشروع لبناء وطن وتطوير واقع لبنان.. وحمايته من الازمات..؟؟
اذا كان دور “حزب الله” هو تعطيل السلطة لا ادارتها، فاي مستقبل ينتظر لبنان اذا استمرت هيمنة “حزب الله” على الواقع اللبناني ..؟؟
المصدر : المركز اللبناني للابحاث والاستشارات
29/3/1440
7/12/2018