1438-2-21
2016-11-21
في هذا الزمن الذي يتشدق به العالم الغربي بزمن الحريات وحقوق الإنسان وميثاقه العالمي ..
في هذا الزمن الذي يزخر به العالم بالمنظمات الحقوقية ..
في هذا الزمن الذي يتخم به العالم بالوسائل الإعلامية ...
في هذا الزمن ترتكب أبشع المجازر وأشدها إجراما ,, حيث تُصَبُ الحِمَمْ بكافة أنواعها على رؤوس الأناسْ العزل لتفتك بهم وتحرقهم كل ذلك يحصل بمباركة الصليب سواءاً كان أرذودوكسيا أم كاثوليكا أم بروتستانتيا ..!!
لقد قصفت طائرات بوتين المجرم كل شيء في حلب حتى مشافي الأطفال الرضع والخدج وكل ذلك موثق بالصوت والصورة لكن منظمات الغرب التي ترتجف وتتسارع لإنقاذ كلب أو قط وقع حفرة ..لا تلقي بالا لآلاف الأبرياء الذين يبادون بحمم الصليب وتحت رايته ..
لماذا لأن الضحية هو مسلم ليس إلا ومن أهل السنة ...
بل نرى أن دول الصليب تتشفى لهذا المناظر المروعة التي تنقلها وسائل الإعلام عن مجازر حلب .
لقد وصف جل وعلا حال أهل الكتاب معنا أروع وصف في كتابه العظيم الذي يجب أن يكون نبراسا لنا لنعرف كيفية التعامل مع عدونا قال تعالى : " هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (119) إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (120) " ..آل عمران ..
قال ابن عاشور في تفسيره : والعض: شد الشيء بالأسنان. وعض الأنامل كناية عن شدة الغيظ والتحسر. وإن لم يكن عض أنامل محسوسا، ولكن كني به عن لازمه في المتعارف، فإن الإنسان إذا اضطرب باطنه من الإنفعال صدرت عنه أفعال تناسب ذلك الإنفعال، فقد تكون معينة على دفع انفعاله كقتل عدوه ..هـ
ففي الآية غيظهم علينا عظيم وأنهم لا يحبوننا وإن تصبنا سيئة يفرحوا بها ..
وهذا هو عين موقفهم منا والمجازر التي تحيق بنا شاهد على هذا ..
قال الشاعر :
مـلكنا فـكان الـعفو منا سجية فـلما مـلكتم سـال بالدم أبطح
وحـللتم قـتل الأسارى وطالما غدونا عن الأسرى نعف ونصفح
فـحسبكم هـذا الـتفاوت بيننا وكـل إنـاء بـالذي فيه ينضح ..
فعندما دخل عمر رضي الله عنه بيت المقدس عقد صلحا مع أهلها النصارى وهذا نص منه :
"بسم الله الرحمن الرحيم: هذا ما أعطى عبد الله؛ عمر أمير المؤمنين أهل إيلياء من الأمان، أعطاهم: أماناً لأنفسهم، وأموالهم، ولكنائسهم وصلبانهم، وسقيمها، وبريئها، وسائر ملتها. أن لا تسكن كنائسهم، ولا تهدم، ولا ينتقص منها ولا من حيزها ولا من صلبهم، ولا من شيء من أموالهم، ولا يكرهون على دينهم ولا يضار أحد منهم، ولا يسكن بإيلياء معهم أحد من اليهود ...".
وتحرير بيت المقدس على يد المجاهد صلاح الدين الأيوبي كانت صورة للفارق بين سماحة الإسلام حين يحكم وتكون كلمته هي العليا، وبين الحقد الصليبي وغدرهم حين احتلوا بيت المقدس وعاثوا فيه الفساد من ذبح وقتل أكثر من سبعين ألفا من المسلمين في عام 492هـ ، وكثير من القتلى كانوا أئمةً وعلماءً وعباداً ممن فارق الأوطان، وجاوروا بذلك المسجد الأقصى.[1]
فهذا هو الفرق بيننا وبينهم ...
ومن الصور المشرقة لحماية غير المسلمين موقف شيخ الإسلام "ابن تيمية" رحمه الله حينما تغلب التتار على الشام، فسمح القائد التتري للشيخ بإطلاق أسرى المسلمين، وأبي أن يسمح له بإطلاق أهل الذمة، فما كان من شيخ الإسلام إلا أن قال: لا نرضى إلا بإطلاق سراح جميع الأسارى من اليهود والنصارى فهم أهل ذمتنا، ولا ندع أسيراً لا من أهل الذمة ولا من أهل الملة ، فلما رأى إصراره وتشدده أطلقهم له .
لقد أوضح "غوستاف لوبون" في كتابه حضارة العرب كيف عامل الصليبيين المسلمين في القدس، ووثق ذلك بشهادة "ريمون أجيل" الذي وصف بشاعتها بالآتي: لقد حدث ما هو عجيب عندما استولى قومنا الصليبيون على أسوار القدس وبروجها فقد قطعت رؤوس بعض العرب وبقرت بطون بعضهم وقذف بعضهم من أعلى الأسوار وحرق بعضهم في النار، وكان لا يرى في شوارع القدس وميادينها سوى أكداس من رؤوس العرب وأيديهم وأرجلهم … فأفنوهم على بكرة أبيهم في ثمانية أيام ، ولم يستثنوا منهم امرأة ولا ولداً ولا شيخاً.
لقد تواطأ الغرب الصليبي مع المجرم الصليبي بوتين وأطلق يديه لأبادة مدينة سنية بأبشع الطرق, وتهديمها على رؤوس ساكنيها بل وأعطاه الغطاء للقيام بجريمته تلك ,, طبعا بمشاركة حمير الصليب وهم الرافضة الذين يقترفون أبشع المجازر وأكثرها سادية بحق أهل السنة دون رقيب أو حسيب ولو التفكير قليلا بوضعهم على قوائم الإرهاب الأمريكية ..
لكن رغم كل تلك المصائب والمعاناة نوصي أهلنا في حلب بالرجوع إلى الله ومناجاته فالدعاء أعظم وسيلة لكشف الكربات عنهم ..
وإن الطغاة والمجرمين مهما استأسدوا فهم إلى زوال ولن يضيع الله صرخات المكلومين ودعائهم على الظالمين وكما أخبرنا الحبيب صلى الله عليه وسلم : دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب ..
والأيام دول ولابد أن يقتص الله من الظالمين قال تعالى : وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ (42)..إبراهيم ..
وقال تعالى :
قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (137) هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (138) وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139) إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140) ...آل عمران ..
موقع الحقيقة
لجنة الدفاع عن عقيدة أهل السنة في فلسطين