خالد الصالح
فيما أعرب الرئيس الإيراني حسن روحاني قبل عدة أيام عن فخره بأن جده الأول الملك الفارسي «كورش الثاني» قد أنقذ اليهود عام (539) قبل الميلاد بعد النفي والسبي البابلي، عدّ المحلل السياسي الأردني محمد الملكاوي، كلمة روحاني بمثابة «رسالة فارسية دافئة»، بهدف تخفيف العقوبات المفروضة على بلاده.
أبعاد كلمة روحاني
الإيهام بإنقاذ اليهود من الحكم البابلي
إقناع اليهود أن إيران ليست عدوة لهم
القبول بما يعرف بصفقة القرن
التفاهمات في الجبهة السورية الجنوبية
في الوقت الذي وجه الرئيس الإيراني حسن روحاني رسالته قبل عدة أيام من النمسا إلى يهود العالم ومن ورائهم “إسرائيل”، عبر فيها بشكل غير مباشر عن اعتراف إيران بالقدس عاصمة لـ”إسرائيل”، أكد المستشار والمحلل السياسي والأمني الأردني محمد الملكاوي، أن رسالة روحاني كانت بمئيلثابة «رسالة فارسية دافئة» إلى “إسرائيل” تسعى لتخفيف العقوبات الدولية المفروضة على بلاده وتكشف اعترافه بالقدس الشرقية عاصمة تاريخية لـ”إسرائيل” وليس للدولة الفلسطينية، وذلك بعد أن أعرب عن فخره بأن جده الأول الملك الفارسي «كورش الثاني» قد أنقذ اليهود عام (539) قبل الميلاد بعد النفي والسبي البابلي على يد الملك الكلداني (نبوخذ نصر) عام (586) قبل الميلاد، وسمح بذلك الملك الفارسي لهم بالعودة من «بابل» إلى «القدس الشرقية» وبناء الهيكل، مما يشكل اعترافا إيرانيا صريحا بأن «القدس» هي عاصمة اليهود حسب الشواهد التاريخية الفارسية.
تليين المواقف "الإسرائيلية"
أوضح الملكاوي في حديث إلى «الوطن» أن إيران تسعى جاهدة في الوقت الراهن لإقناع “إسرائيل” بأنها ليست دولة «عدوة»، من خلال مخاطبة الجاليات اليهودية المتنفذة في العالم لتليين موقف الحكومة "الإسرائيلية"، متكئة على التاريخ الفارسي القديم، خاصة بعد أن حاصرت “إسرائيل” والولايات المتحدة والدول العربية السنية المعتدلة إيران في سورية، وأصبحت كافة قوات الحرس الثوري والميليشيات الأخرى التابعة لها، بما فيها «حزب الله»، في مرمى الصواريخ "الإسرائيلية" والأميركية وبالموافقة الروسية، وعدم اعتراض رئيس النظام السوري بشار الأسد.
إقناع اليمين المتشدد
أضاف الملكاوي «إن إيران تريد أن تقنع اليمين المتشدد الذي يقود الحكومة "الإسرائيلية" بزعامة "حزب «الليكود»" بأنها ليست ضد “إسرائيل”، وأن هناك قواسم تاريخية ومصالح مشتركة مستمرة بين الطرفين، وأن وجودها في المنطقة وفي سورية تحديدا لن يكون لمحاربة “إسرائيل”، وهذه إشارة أخرى بأن سورية الجديدة التي يقودها نظام الأسد والذي تم «تدجينه» بواسطة روسيا، مُستعد من وراء الكواليس لتوقيع «معاهدة سلام» مع “إسرائيل”، والقبول أيضا بصفقة القرن التي ستحرم الفلسطينيين حقهم من إقامة دولتهم على أرضهم وعاصمتها القدس الشرقية، وعدم المطالبة بهضبة الجولان السورية نظير بقائه في الحكم».
المراهنة على دعم إيران
لفت الملكاوي إلى أن تصريحات روحاني الرسمية بحضور المستشار النمساوي «سباستيان كورتس» قبل عدة أيام تعتبر صفعة للفلسطينيين الذين طالما راهنوا على دعم إيران للنضال الفلسطيني لإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، والتي أصبحت بفضل التاريخ الفارسي عاصمة لليهود منذ ما يزيد على (2500) عام على الأقل. وأشار إلى أن تصريحات روحاني أنكرت حق العرب وفي مقدمتهم «"المسيحيون" والمسلمون» في «القدس»، وألغى تاريخ قبائل العرب الكنعانية التي سكنت أرض فلسطين والمنطقة قبل (3500) عام قبل الميلاد، عبر منح هذا الحق لمن سكن القدس بعد العرب الكنعانيين بما يزيد على (3000) سنة قبل الميلاد.
خدمة المشروع الصهيوني
خلص الملكاوي في حديثه بالتأكيد أن إيران تخدم المشروع "الإسرائيلي" في المنطقة واليهودي في العالم، ولهذا تريد نشر الفوضى في الدول العربية السنية المعتدلة، حتى يسهل تدميرها والسيطرة عليها، مشددا على وجود صحوة عربية تقودها السعودية وبعض دول الخليج العربي والأردن، ولن تسمح لإيران بالتمدد في المنطقة، لأنها أينما حلت حل الخراب والدمار، محذرا لبنان من تدارك ذلك قبل أن يعود للحرب الأهلية التي يحركها «حزب الله» بأوامر إيرانية مثلما حدث في سبعينيات القرن الماضي.
أبعاد الرسائل
الإيهام بإنقاذ اليهود من الحكم البابلي
مخاطبة الجاليات اليهودية حول العالم
إقناع اليهود أن إيران ليست عدوة لهم
القبول بما يعرف بصفقة القرن
التفاهمات في الجبهة السورية الجنوبية
المصدر : الرياض
29/10/1439
13/7/2018