
موقفنا مما قد يحدث بين أمريكا وإيران !!
شبكة الراصد الإسلامية:
لا يزال الجميع يترقب ما ستأتي به الأيام القادمة، من حرب أو هجوم أو ضربة أو حتى صفقة بين إيران وأمريكا!
الصراع على النفوذ والسيطرة على المنطقة العربية هو حقيقة ما يتقاتل عليه الطرفان، ولذلك يحاول كل منهما جرّ دول المنطقة لصفّه بالتأييد أو الحياد عبر الترغيب الأمريكي أو الترهيب الإيراني، ولكن لا تزال دول المنطقة مترددة لم تحسم أمرها بين أمريكا الطامعة بخيراتها ونفطها أو إيران الساعية لأكثر من ذلك بكثير مما يعدّ مشهد نهاية صدام معه شيء قليل !!
وكلا الطرفين يسعى نحو مصالحه فقط وإن تظاهر بالحرص على مصالح دول المنطقة، فالحقيقة أن ثمة مشروعا أمريكيا ومشروعا إيرانيا لا يختلفان على رغبتهما السيطرة على بلداننا وثرواتنا لكنهما مختلفان حول الأولى به منهما!
ورغم أن أمريكا تدفع الغالي والثمين لإسرائيل حين تريد منها موقفا، وإيران من جهة أخرى تنفق الكثير لشراء مواقف الآخرين إلا أن الغريب أن كلا الطرفين يريد كسب موقف دول المنطقة لصفّه مجاناً دون أي ثمن!
ودول المنطقة طبعاً هي الخاسر الأكبر لأنها مقصد الصراع وقد تكون ساحته، ولأنها للآن لم تحدد أهدافها وطريقها فستكون لعبة بيد الآخرين.
وأكثر من هذا أن عواطف كثير من الناس هي مع أي طرف ضد أمريكا، وهذا جهل فاضح وغباء كبير، فأمريكا لا يجهل أحد اعتداءها علينا لكن أيضا هناك كثيرون اعتدوا علينا وكانت أمريكا معنا ضدهم لمصلحة لها مشتركة معنا، كما كان الأمر في أفغانستان (أيام الاتحاد السوفييتي) والبوسنة.
وفي هذا الصراع الجديد ليس الطرف المعادى لأمريكا طرفا مسالما لنا أو محايد تجاهنا، بل هو طرف لا يقل في عدوانه علينا عن أمريكا بل هو متفوق عليها بكثير، فإيران لا تخفى مطامعها في دول الخليج بل هي تحتل بعضاً منه، ولعل مطالبة رئيس تحرير صحيفة كيهان بحق طهران في امتلاك البحرين مؤشر على هذه المطامع، كما أن تلميحات أو قل تهديدات إيران بتثوير شيعة الخليج على حكوماتهم وضرب منشآت النفط في الخليج جرس إنذار يجب أن ينتبه له بجدية كبيرة .
ليس من مصلحتنا حصول الصراع بين الطرفين وليس من مصلحتنا أيضاً بقاء تهديد الطرفين لنا وابتزازنا دوماً! وهذا يحدث بسبب ضعفنا وضياع بوصلتنا في تقدير الأمور على حقيقتها.
لسنا مرغمين على الاصطفاف مع جهة ضد أخرى لأننا نعلم أن الطرفين سيغدر بنا بعدها.
يجب أن لا ننساق وراء عواطف الجماهير وبعض الإسلاميين الذين يعميهم عداء وبغض أمريكا عن رؤية خطر المشروع الإيراني، كما يجب أن لا ننساق خلف المستشارين العلمانيين الذين لا يخالفون لأمريكا رغبة، ولتكن مواقفنا يحكمها مصلحتنا نحن المصلحة النابعة من موافقة الشرع الإسلامي لا مصلحة إرضاء الجماهير أو البقاء في الكراسي للحصول على رضا أمريكا .
يجب أن نبادر لفهم حقيقة أبعاد المشروعين الأمريكي والإيراني، وحجم أخطارهما علينا، وكيفية الاستفادة من الثغرات الموجودة فيهما، كما يجب توعية الجماهير بذلك حتى لا تنساق خلف الشعارات المضللة، سواء بحب أمريكا أو كرهها، يجب أن يحقق هذا النزاع بين المشروعين مكاسب على حساب مصالحنا الشرعية من الحرية والنفط والتدين. ولنكف عن تقديم المواقف والأفعال المجانية لكلا الطرفين، ولتكن لنا مطالب واضحة من الطرفين ونستغل حاجتهم لتأييدنا، على أن لا يكبل ذلك أيدينا بل يجعلنا أكثر قدرة على العمل لتحقيق مصالحنا .
لماذا لا نطالب إيران الآن بإرجاع جزر الإمارات المحتلة كبادرة على حسن النوايا وسلامة المشروع النووي؟ لماذا لا نضغط على إيران لتحسين أوضاع أهل السنة فيها لتكون دليلا على عدم وجود مشروع هلال أو قوس شيعي! لنطالب إيران بإدانة القتل الطائفي والسرقة الشيعية لنفط العراق على يد حلفائها هناك.
وفي المقابل: لماذا لا نطالب أمريكا بموقف حقيقي تجاه جرائم إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، لنطالب أمريكا بإنهاء احتلالها للعراق، لنطالب أمريكا بوقف إرهابها تجاه المؤسسات الإسلامية الخيرية والدعوية.
يجب علينا دراسة كل الاحتمالات لما قد يحدث و تحديد موقفنا قبل حدوث الواقعة وتبصير الجماهير، وإلا لطمتنا فتنة مرة أخرى كفتنة " حرب حزب الله " ، والتي لا نزال نعانى منها لليوم، فهل يبادر أهل الشأن من العلماء والساسة لذلك ؟؟