الأُحجية الإيرانية
بقلم : الدكتور محمد بسام يوسف
هجوم إعلامي شرس على مصر والسعودية أثناء اندلاع حرب غزة، شارك فيه كل قابضٍ على جمر (التومان الإيرانيّ)!..
تصريحات مُريبة تجاه دولة البحرين، كان آخرها ما صرّح به (علي أكبر ناطق نوري) مستشار الوليّ الفقيه (علي خامنئي)، الذي أكّد بصورةٍ قاطعة، أنّ (البحرين) ليست سوى محافظةٍ من محافظات إيران التي يجب أن تعود إلى وطنها الأم!.. وأنّ شاه إيران الأخير (محمد رضا بهلوي) قد فرّط بهذه المحافظة (العزيزة) على قلب الوليّ الفقيه ومستشاره نوري!..
تفجيرات في حيّ الحسين بالقاهرة، بعد الحملة الإعلامية الشرسة التي يديرها الوليّ الفقيه ضد مصر!..
اندلاع أعمال تخريبٍ وشغبٍ واعتداءٍ على قبور بعض صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، في مقبرة البقيع بالمدينة المنوّرة، قام بها المئات من أفراد الطابور الخامس التابعين للوليّ الفقيه الفارسيّ الإيرانيّ!..
السطو على جزيرة (أم الرصاص) العراقية، تحت مَرأى ومَسمَع القوات الأميركية المحتلّة للعراق، وبتواطؤ حكومة الاحتلال الصفوية، العميلة لأميركة من جهة، ولإيران.. من بقية الجهات!..
زيارة رسمية لبغداد، قام بها عدوّ العراق الأزليّ (هاشمي رفسنجاني)، الرئيس الإيرانيّ الأسبق، وقاتِل الأسرى العراقيين، والممثِّل بجثث شهدائهم.. عبوراً إلى ما تُسمى بالمنطقة الخضراء، حصن أميركة في بغداد، التي يتكدّس فيها علاقمة العصر الحديث، بحماية أقوى ما لدى أميركة من أجهزةٍ أمنية!..
تهديدات رسمية إيرانية لمصر، بزعم استقبالها منظمة (مجاهدي خَلق) الإيرانية المعارِضة على أراضيها!..
قَطْعُ (المملكة المغربية) علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، بسبب التدخل المستمرّ بالشؤون الداخلية المغربية، الذي تجلّى بالنشاط المحموم للملحقية الثقافية الإيرانية في المغرب، لنشر التشيّع، وإثارة النعرات الطائفية، وبَلورة تشكيل طابورٍ خامسٍ مغربيّ، يعمل بإمرة الوليّ الفقيه الفارسيّ.. وذلك بعد أن طفح كيل الحكومة المغربية، وبعد سلسلةٍ من التحذيرات الدبلوماسية المغربية للحكومة الإيرانية، التي لم تنفع في وقف أو تخفيف الهجمات التشييعية الفارسية، باستغلال فقر الناس وجهلهم، وبارتداء قناع الإسلام والمحبة المزعومة لآل البيت رضوان الله عليهم!..
ولا تنسوا اضطرابات اليمن (السعيد)، التي يقودها (الحوثي) ظاهراً، والوليّ الفقيه الفارسيّ.. باطناً!..
وتذكّروا حزب الوليّ الفقيه اللبنانيّ، وتاريخه وسلوكه وسياساته وعبثه العلنيّ بمصير لبنان.. وأحزاب الوليّ الفقيه في السعودية والكويت والبحرين والإمارات.. وغيرها!..
أما ما يجري في العراق، الذي تحتلّه إيران بالدبابة الأميركية، فلا حاجة لنا للتذكير بكل مآسيه وعذاباته، لأنها مستمرّة على الأرض، مستعرة بأحقاد أحقد خَلْق الله عز وجل على العرب والمسلمين، من أتباع الأخطبوط الفارسيّ الصفويّ!..
وأما احتلال أفغانستان المسلمة، فتصريحات المسؤولين الإيرانيين أغنتنا عن التأويل!..
وأما ما يجري في سورية من اختراقاتٍ عدوانيةٍ طائفية، بالتعاضد مع الحليف الطائفيّ الأسديّ، فيكفي أن نعرفَ بأنّ المملكة المغربية التي تخاصم إيران منذ عشرات السنين، وصل الأمر بحكومتها لقطع العلاقات معها، بسبب اكتشافها النشاط المريب للصفويين الفرس داخل المجتمع المغربيّ.. فكيف بدولةٍ مثل سورية، يحكمها نظام حليف أزليّ لهؤلاء الصفويين، بل يعتبر نفسه جزءاً من التركيبة الطائفية الصفوية، ويؤمّن لنشاطاتها المشبوهة كل التغطية والحماية والرعاية والدعم؟!..
مع التذكير بأنّ جمهورية إيران (الإسلامية)! تحتل ثلاث جزرٍ إماراتية، وتحتل إقليم عربستان (الأحواز) الذي يسكنه ثمانية ملايين عربيّ!..
كل ما ذكرناه هو قمّة جبل الجليد، الذي ظهر ويظهر عملياً من المخطّطات الإيرانية الفارسية، فما خفي أعظم.. وأعظم!..
مع ذلك كله، فكلّ مَن يفضح المخطّط الإيرانيّ الفارسيّ الرهيب، هو عدوّ للوحدة الإسلامية!.. على أساس أنّ إيران التي يُديرها الوليّ الفقيه، بدوافع الثأر لكسرى ورستم وإمبراطورية الفُرس البائدة على أيدي العرب المسلمين.. هي دولة إسلامية، تسعى، بكل ما تقترفه ضد العرب والمسلمين، إلى تحقيق الوحدة الإسلامية!..
فهلاّ كَفَّ (عباقرة) عبثية التقريب، و(جهابذة) الفكر المسلمين، وبعض القيادات القومية والإسلامية، من (عرّابي) المشروع الفارسيّ الصفويّ، المتناقض تماماَ مع العروبة والإسلام ومصالح العرب والمسلمين.. هلاّ كفّ هؤلاء عن استهتارهم وتهاونهم؟.. هؤلاء الذين حبسوا عقولهم في (علبة سردينٍ) إيرانية، فلم ترقَ هذه العقول إلى مستوى عقل طفلٍ عراقيٍ اسمه (عمر)، أو عقل طفلةٍ سوريةٍ اسمها (عائشة)، لديهما كل المستمسكات والأدلّة على عمق المأساة التي يديرها الأخطبوط الفارسيّ الصفويّ الشعوبيّ الإيرانيّ، الذي يُصدِّر ثورته القومية الشيعية في كل الاتجاهات، ويكاد، يُطبِق على دِين الأمة وبلادها وثرواتها وأجيالها، ويقبض على حاضرها ومستقبلها.. هلاّ كَفّ هؤلاء عن صَخَبهم وعَبَثهم؟.. أم أنّ وراء الأكمة ما وراءها؟!..
12 من آذار 2009م