من يغربل تراث التصوف ؟

بواسطة أسامة شحادة قراءة 2817
من يغربل تراث التصوف ؟
من يغربل تراث التصوف ؟

من يغربل تراث التصوف ؟

أسامة شحادة

 

في المناظرة الأخيرة حول الصوفية بين زعيم الطريقة الرفاعية في الكويت السيد يوسف هاشم الرفاعي والشيخ عبدالرحمن عبد الخالق ، اضطر الرفاعي للتنصل من تراثه الصوفي المبثوث في الكتب الصوفية المعتمدة وحين لم ينفع هذا التنصل افترى فرية عظيمة أن الشيخ عبدالرحمن ومن معه من أهل السنة هم الذين طبعوا هذه الكتب المزورة على الصوفية !! ونبطل فريته هذه بطلب إظهار نسخة أخرى من كتبهم لا تحتوى هذا المجون والشرك !!

وسبب هذا التنصل أن تراث التصوف يحتوى المنكرات العظيمة والفواحش الغريبة ، وقد سبق للشيخ عبد الرحمن عبد الخالق أن أصدر كتاب " فضائح الصوفية " قبل أكثر من عشرين سنة جمع فيه بعضاً من " كرامات " الصوفية العجيبة والتي خجل مدير المناظرة أن يقرأها على الجمهور لولا إصرار الشيخ عبدالرحمن عليه، وكذلك الشيخ الأستاذ محمود القاسم صاحب موسوعة " الكشف عن حقيقة الصوفية لأول مرة في التاريخ " خصص فصلاً طويلاً لهذه" الكرامات " الشنيعة .

وهذا يجعلنا نطالب المتصوفة المعاصرين وخاصة أصحاب النوايا الحسنة والذين ينشدون الحق و الصواب لماذا لا تقومون بغربلة تراثكم الصوفي فتنفون عنه المنكرات والفواحش والشركيات والبدع لتبقى لكم زبدة تصلح لمقابلة الله بها !!

وهذه الغربلة للتراث الصوفي قد اقترحها الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق على الرفاعي في رده عليه قبل المناظرة في صحيفة السياسة الكويتية .

والتراث الصوفي يتكون من كتب تنظر وتقعد للتصوف سواء كان تصوف فلسفي أو سلوكي وأشعار ومدائح وقصص وكرامات ومنامات تروى للأولياء ، وهذه كلها تحتاج إلى غربلة حقيقية بمشعاب أو منخل موافق للكتاب والسنة وهدي الصحابة .

ولغربلة هذا التراث الصوفي يجب التيقظ لنقطتين :

الأولى : الإتفاق على بعض المفاهيم وأنها خارجة عن إطار الإسلام كما جائنا في الكتاب والسنة كفكرة وحدة والوجود والحلول والتلقي عن الله مباشرة وسقوط التكاليف وعلم الغيب والإتصاف بصفات الرب من الخلق والإحياء والإماتة والرزق وغيرها من المفاهيم المنافية لجوهر دين الإسلام .

الثانية : أن هناك لغة صوفية خاصة بهم ، يجب معرفة أسرارها وإن كانت تستخدم المفرادت العربية لكنها لغة تستخدم رموز خاصة لمعانى يقصدها الصوفية، ولذلك ألف بعض الصوفيون وغيرهم كتب في موضوع اللغة والمعجم الصوفي ، وسبب هذه اللغة السرية هو سرية المعتقدات الصوفية الحقيقية وهي وحدة الوجود في النهاية .

بالسر إن باحوا تباح دمائهم   وكذا دماء البائحين تباح

هذه هي الحقيقة الصوفية سر لا يباح لغير أهله ، فإن أباحه الصوفي قتل لردته كحال الحلاج وامثاله! ولأجل ذلك يستبيح الصوفية قتل من قتل الصوفي المرتد !!

إذا طبقنا هاتين النقطتين على التراث الصوفي رفض هذه المفاهيم المنكرة والتيقظ لللغة الصوفية المرموزة سيسقط غالبية التراث الصوفي نظريا وشعرا وكرامات ، ولن يبقي إلا النزر القليل جداً .

وأسهل مرحلة في غربلة التراث الصوفي غربلة أوليائهم وكراماتهم ، وذلك أنها واضحة البطلان ، فمن كان لا يصلى أو اشتهر بالزنا واللواط وشرب الحشيش فهذا من أولياء الشيطان لا الرحمن .

كما أن مقارنة أخبار هؤلاء الأولياء المزعومين عند كتب الصوفية بما كتبه أهل العلم في كتب التراجم كفيلة بإسقاط كثير من هؤلاء الدجالين ، ولا يصح أن يقبل كلام الذهبي مثلا في رجال الحديث ولا يقبل كلامه في رجال التصوف !!

لقد قام أهل السنة بغربلة تراثهم ونفي الخطأ والتحريف عنه عبر تاريخهم كله ، ومن ذلك إزدهار حركة التحقيق والتصحيح والتضعيف للروايات في عصرنا الحاضر ، ولم يخجل أهل السنة من إخراج كافة كتبهم في العقيدة أو الحديث وسائر علوم الشريعة في إصدارات محققة يبين فيها صواب قول المؤلف من خطائه ولم يكن في ذلك انتقاص لعلمائهم ولا لمنهجهم بل كان فيه زيادة قوة وثقة بما هم عليه من الحق في مواجهة المناهج المحرفة والضالة كالصوفية وغيرها .

فهل ينبري لذلك أحد من الصوفية لغربلة هذا التراث ترشيدا لحركة التصوف المعاصرة من الوقوع في الضلال والشرك من جهة أو الوقوع في خدمة أعداء الأمة الإسلامية اعتمادا على هذا التراث السيء والمضلل ؟؟



مقالات ذات صلة