عبيد الخميني في غزة
غزة – مراسل موقع الحقيقة في غزة
في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك شهد قطاع غزة أمراً تناغم مع دعوات الروافض المزعومة حول نصرة المسجد الأقصى ، وقام بعض المأجورين لطهران بتعليق يافطات تحمل يوم النصرة العالمي للقدس ، وغيرها من الدعوات التي أرادتها طهران ونفذها المتنفذون من عملاء طهران.
ومع هذا الأمر لنا وقفات وتحليل لمسار هذه العملية الخطيرة والتي قد يفهم البعض أنها جاءت لنصرة الأقصى أو فلسطين .
فتعليق يافطات تحمل اسم يوم القدس العالمي لهو أمر خطير للغاية ويوضح بما لا يدع مجالاً للشك أن النظام الإيراني له عملاء في قطاع غزة .
الأدهى من ذلك هو وجود توصيات لدى أصحاب المطابع التي قامت بطباعة اليافطات بعدم الكشف عن هوية الفاعلين ، مما يدلل على أن هؤلاء العملاء يعملون بسر وبحذر شديد ، ويعرفون الأرضية التي يسيرون عليها في فلسطين .
إن هذه اليافطات التي كتب عليها القدس وعد السماء ، ويوم القدس العالمي لم توقع باسم تنظيم أو مؤسسة ، وللعلم فإن القائمين على هذا المشروع لا يهمهم الدفاع عن الأقصى بقدر ما يهمهم نشر كلمات رددها الخميني .
هذه اليافطات في شوارع غزة هي تمهيد لقبول دعوة الفرس التي طالما حاربها أهلنا بغزة ، لكن العملاء وعبيد الدينار والدولار أبوا إلا أن يكونوا عبيداً للدرهم الفارسي فقد قال الله تعالى :(( من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفُ إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون . أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون )) [هود : 15- 16].
و في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد الخميصة تعس عبد الخميلة إن أعطي رضي وإن لم يعط سخط تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش، طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله أشعث رأسه مغبرة قدماه إن كان في الحراسة كان في الحراسة وإن كان في الساقة كان في الساقة إن استأذن لم يؤذن له وإن شفع لم يشفع " .
الأمر الأخطر من ذلك هو اختيار هذه الثلة المأجورة بالدراهم الفارسية مواقع حساسة جداً ، لعرض يافطات يوم القدس العالمي .
وهذه الأماكن التي تم استئجارها من شركات دعائية موجودة في غزة ، وعلى مفترق الطرقات لتدلل على أن المال المدفوع لترويج الدور الإيراني ودس أنفه في الشارع الفلسطيني يملك من الموارد المالية ما الله به عليم.
إن عملاء طهران أرادوا إثبات وجودهم في غزة ، لأنهم يعرفون جيداً أن الدعاية الإعلامية المتعلقة بغزة ثمنها جيد ، ومن أراد قيادة العالم الإسلامي ضد أنظمته فعليه البدء من غزة .
فقطاع غزة يعاني من حصار قضى على الأخضر واليابس ، وهناك عائلات مستورة في غزة وضعها الاقتصادي لا يمكن وصفه، والمتاجرة بهذه العبارات في ظل منظومة تآمرت على حصار غزة وتدفع به للتنازل عن حقوقه وثوابته و تضغط عليه للدفع بالمزيد .
كل الدلائل التي وصلت إليها لجنة الدفاع عن عقيدة أهل السنة والجماعة في فلسطين تشير إلى أن حركة الجهاد الإسلامي هي المسئولة عن تنفيذ الدعاية الإعلامية لطهران والخميني وليوم القدس المزعوم .
إن المسجد الأقصى يحترق ، ويهود وتمارس ضد أهلنا في القدس أبشع أنواع الظلم ، فأين دور طهران في تحرير المسجد الأقصى؟ وهل ما تدعمه طهران لأولادها في لبنان ولحزبها الرافضي في بيروت، هو نفس الدعم الذي يتم دعمه للمقاومة الفلسطينية التي هي بأمس الحاجة لأي رصاصة لتواجه بها المحتل ....
إن طهران لا تريد تحرير الأقصى ولا الدفاع عن المقدسات بقدر ما هي بحاجة إلى تدمير أهل السنة و جر الخراب لبيوتهم كما فعلت في العراق ولا زالت تفعل الأفاعيل هناك .
لو كانت إيران فعلاً صادقة في دعوتها لتحرير أراضي المسلمين فلتبدأ بتحرير العراق الذي دمرته ولا زالت تدعم زبانيته!!
لقد شارك الإيرانيون في تدمير بغداد ولا زالوا يدمرون فيها ، ولا زالت أيديهم المعلنة والخفية تمنع من استقرار العراق ، والروافض الخبثاء كتبهم تؤكد على أن هناك أماكن ومساجد في اصطلاحهم أفضل من المسجد الأقصى والحرم المكي والمدني ، ومن أراد الاستزادة في هذا المجال فعليه الرجوع إلى كتاب "الشيعة والمسجد الأقصى" وهو من الإصدارات الهامة الخاصة بلجنة الدفاع عن عقيدة أهل السنة والجماعة في فلسطين .
وهنا أمر نعمل على التركيز عليه وهو حديثنا عن هذه الثلة المارقة التي تتاجر في المسجد الأقصى ، ولا يعني هذا تثبيط الداعمين للمسجد الأقصى فنحن نعمل جاهدين على نصرة المسجد الأقصى بكل ما أوتينا من قوة فعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ".. لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَكُونَ لِلرَّجُلِ مِثْلُ سِيَةِ قَوْسِهِ (ما عُطِفَ من طَرَفَيْها) مِنَ الْأَرْضِ؛ حَيْثُ يَرَى مِنْهُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ خَيْرٌ لَهُ مِنَ الدُّنْيَا جَمِيعًا .
ولن يحرر المسجد الأقصى إلا بالجهاد وبالسيف والسنان حتى لا يظن البعض أننا من المثبطين ، أو من أنصار أنظمة صدأت أسلحتها في مخازنها وزادت الأمة وهناً إلى وهنها ، ولكن لا يعني ذلك أننا فقدنا الأمل أو أننا نرمي بكل بيضنا في سلة طهران والروافض التي لا تتفق معنا لا في العقيدة ولا حتى في هدف تحرير المسجد الأقصى ، وعليه فعلى عملاء طهران أن يراجعوا أنفسهم ويتوبوا إلى الله توبة نصوحاً من هذا الخداع ويعودوا إلى أمتهم بدلاً من السير في ركاب الروافض أعداء أهل السنة قبل أن يكونوا أعداء اليهود .