حماس وإيران ضرورة سياسية أم ولاء شرعي !!؟؟

بواسطة الحقيقة قراءة 1478
حماس وإيران ضرورة سياسية أم ولاء شرعي !!؟؟
حماس وإيران ضرورة سياسية أم ولاء شرعي !!؟؟

صدم الشارع السني من تصريحات "إسماعيل هنية" التي أدلى بها في إيران أثناء "مراسيم عزاء" المقبور المجرم سليماني ..

وهذا التصريح جاء من أعلى سلطة في "حركة حماس" ..

فبعد الثناء عليه نعته بـ"شهيد القدس" .. هذا غير تصريحات القادة الآخرين التي تصب في نفس الموضوع ..

فهل هذا الفعل من "حماس" هو لحالة الضرورة التي تمر بها..؟؟ أم هو نهج كان عليه العمل منذ نشأتها..؟؟  أم هو نهج الجماعة الأم التي انبثقت عنها وهي "جماعة الإخوان المسلمين" ..؟؟ .

يحتج بعض المنافحين عن الحركة بأنها تمر في حالة من الضيق والضرورة وكأن الضرورة هي  صك مفتوح يفعل فيه المضطر ما يشاء من محظورات ..

لو افترضنا بأن الموضوع هو ضرورة لكان بيانا واحدا مكتوبا يكفي لترضية "الولي الفقيه" .. ومن قبل مسؤول واحد مخول .

لكن من قال بأن "حماس" تمر بحالة ضرورة ..؟؟ هي تدعي ذلك نعم .. وأصبحت هذه  النغمة هي التي يتناقلها جميع من يدافع عنها أو يتعاطف معها لكننا نقول في الأخير( البينة على المدعي ) ..

فهنالك دول تدعم "حماس" غير إيران ,, هذا غير أتباع "تنظيم الأخوان العالمي" والذي يتبعه الملايين فلو أن كل واحدا منهم دفع دولارا في الشهر لتجمعت الملايين هذا غير استثمارات "الأخوان" مع المتعاطفين من عموم المسلمين .

فمن يستطيع الإثبات بأن "حماس" تمر بحالة الضرورة .. شعب غزة نعم لكن يجب التفريق .

إن كثرة التصريحات من قبل "حماس" المؤيدة لإيران والتي وصلت الى حد التخمة وأصبحت من الصعوبة بمكان يمكن تبريرها وإيجاد الأعذار لها ومن زمن بعيد .. يعطي علامات وإشارات على إن تلك "الحركة" تطلق تلك الكلمات والتصريحات عن قناعة وموقف مسبق وليس على سبيل تمشية الأمور .

ولربما استقت "الحركة" تلك الثقافة من جذرها الفكري والمنهجي وهي "جماعة الأخوان المسلمين" ..

نعم كان هنالك في بعض قياداتها أو المقربين من الناصحين من هو غير راض عن تلكم الأفعال :

يقول الشيخ أسامة شحادة : وبخصوص الشيعة وإيران كان الشيخ عمر الأشقر يطلب تزويده بأي أخبار ومعلومات عن العلاقة والتعامل بين "حماس" وإيران والشيعة ليقوم بالتوجيه والنصح والتصحيح. وأظن يمكن بوضوح ملاحظة الانحدار والتهور في العلاقة مع إيران والشيعة بعيدا عن ضوابط السياسة الشرعية والمبادئ الاخلاقية .. بعد وفاة الشيخ الاشقر رحمه الله .. ورغم أنه لا يزال في "الحركة" عدد من العلماء والدعاة الرافضين لانحراف القيادة في هذا الخصوص إلا أن القيادة لا تستمع إليهم كحال السلطوية العربية ! هـ ..

 

إن "جماعة الإخوان المسلمين" ومنذ نشأتها تبنت خطابا وديا مع الشيعة الرافضة بالرغم من عدم وجود شوكة لهم في تلكم الفترة وكان الشيعة يغطون في سبات عميق ,إذا والحال هكذا فما الفائدة من مد خيوط التواصل مع طائفة تعادي الصحابة وخيار المؤمنين وليست لها شوكة آنذاك حتى لتبرير الموقف .

 ومن يرجع الى فتاوى علماء المسلمين ومنذ الطلعات الأولى لمذهب الرفض يجد الموقف الشديد والمصرح بضلال تلك النحلة بل وخروجها عن الإسلام والمفارقة وعدم اللقاء معها .. ومن أمثلة ذلك :

قال مالك رحمه الله : الذي يشتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ليس لهم اسم أو قال : نصيب في الإسلام . (السنة للخلال  2 / 557 )

قال الشافعي رحمه الله : لم أر أحداً من أهل الأهواء أشهد بالزور من الرافضة .

قال البخاري رحمه الله : ما أبالي صليت خلف الجهمي والرافضي ، أم صليت خلف اليهود والنصارى ولا يسلم عليهم ولا يعادون[1] ولا يناكحون ولا يشهدون ولا تؤكل ذبائحهم ( خلق أفعال العباد ص 125) .

لكننا في المقابل نرى بأن طلائع "الأخوان" يلتقون مع علماء الشيعة فقد شجع حسن البنا مؤسس "جماعة الإخوان"، دعوة "التقريب مع الشيعة"،، وكان من المؤيدين لهذه الفكرة في مصر .. وتأسست "دار التقريب بين المذاهب الإسلامية" عام 1947 وكان البنا عضوا فيها .. بخلاف الأستاذ محب الدين الخطيب الذي كان من أوائل المدركين للخطر الشيعي وألف كتابه "الخطوط العريضة لمذهب الشيعة" ..

يقول محمود عبدالحليم في كتابه (الإخوان المسلمون .. أحداث صنعت التاريخ): رأى حسن البنا أن الوقت قد حان لتوجيه الدعوة إلى طائفة الشيعة، فمدّ يده إليهم أن هلموا إلينا فأنتم إخواننا في الإسلام، وهيا نتعاون معاً على إقامة صرحه واستعادة مجده، وقد وجدت دعوته هذه من الشيعة آذاناً صاغية، إذ أسعدهم أن يسمعوا لأول مرة منذ مئات السنين صوتاً ينضح بالحب ويدعو إلى الأخوة الإسلامية، فقدم إلى مصر شيخ من كبار مشايخهم في إيران هو الشيخ محمد تقي قمي والتقى بحسن البنا وحَسُن التفاهم بينهما، وثمرة هذا التفاهم أنشأت في القاهرة داراً ترمز إلى هذه المعاني السامية اسمها دار التقريب بين المذاهب الإسلامية ..هـ

وهذه الدار انتفع منها الشيعة فيما أضرت بأهل السنة ..

فلا نرى عجبا بأن كثير من المتشيعين المصريين كانت لهم سابقة في جماعة الأخوان وهذا أحد كبراء المتشيعين في مصر والمدعو "أحمد راسم النفيس"[2] كان عضوا في الإخوان بين عامي 1976 و1985 ..

لقد زار الشيعي المعمم نواب صفوي القاهرة وقوبل بحماس شديد وترحيب حار من قبل "الإخوان المسلمين" ,, مع العلم بأن هذا قد قتل أتباعه المهتدي الذي ترك التشيع أحمد كسروي رحمه الله .

يقول يوسف ندا الإخواني الكبير في برنامج شاهد على العصر : بأن "جماعة الإخوان" المسلمين شكلت وفدا للقاء خميني في مهجره فرنسا قبل قدومه الى ايران عام 78 وبعد الثورة عام 79 كانت أول الطائرات التي هبطت في طهران تحمل وفدا يمثل "قيادة التنظيم الدولي للإخوان المسلمين"  ..

وعند وفاة خميني أصدر "المرشد العام للإخوان" حامد أبو النصر نعيا يقطر حزنا قال فيه : "الإخوان المسلمون يحتسبون عند الله فقيد الإسلام الإمام الخميني القائد الذي فجر الثورة الإسلامية ضد الطغاة" ..

والأمثلة في هذا المضمار كثيرة جدا ..

هذا النهج الذي سارت عليه الجماعة الأم  يعطي إشارة إلى طبيعة تعاطي هذه الجماعة في التعامل مع الشيعة ,, واعتبارهم فرقة إسلامية من الممكن التواصل معها على أنهم مسلمين ,, و"حماس" هي وليد ورضيع تلك الجماعة أي "الإخوان" فمن الطبيعي أن تسير على نفس ذلك النهج .

نافح الكثير واستقتل في الدفاع عن علاقة "الحركة" مع إيران منهم من داخل "الحركة" والآخر خارجها تعاطفا معها ,, وجوزوا لها هذه العلاقة تحت مسميات ومصطلحات كثيرة ,,وأنها جماعة تجتهد وهم بشر وليسوا معصومين وأن هذا من الضرورة ..

لكن نهج "الحركة" وتوسعها في أكل الميتة واستمتاعها بهذه الميتة وذلك بإصرارها على المجاهرة والتفاخر والتناغم مع إيران تكسر كل تلك التبريرات ..

وجاءت بعض الصواعق التي هدمت كل الذي بناه المنافحين عن "الحركة" لتثبت بأن فعل "الحركة" هو نهج وطريقة تفعلها عن قناعة ..

وهذا يذكرنا بموقف "الإخوان" من التشيع مما سبق ذكره ..

- الذي جلى الموقف وحكم بين الفريقين هو التصريح الصاعق لممثل "حماس" في لبنان أحمد عبدالهادي  حيث رد على  المتعاطفين مع "الحركة" والذين برروا لها علاقتها مع إيران بسبب الضرورة حيث قال "لا ننطلق من هذه المنطلقات وإنما انطلقنا من كوننا واحد جسد واحد مكون واحد مقاومة واحدة "..هـ

إذا حسب كلام ممثل "حماس" في لبنان فإنهم والرافضة سبابي الصحابة مكون واحد وجسد واحد ولا داعي للتبرير بالضرورة .. ننتظر تعليقا من "حماس" فإن لم تعلق فهي موافقة على هذا الطرح ..

كذلك قام وفد من "حماس" برئاسة أحمد عبدالهادي هذا بالذهاب للسفارة العراقية وتعزيتها بالمجرم أبو مهدي المهندس أحد السفاحين الذي نكلوا بالفلسطينيين في العراق .. !!؟؟

- الأمر الآخر هو إدانة "حماس" لبعض العمليات التي قامت بها تنظيمات في داخل ايران  تقاتل نظام الملالي ,, مثل الهجوم الذي تعرضت له قافلة من "الحرس الثوري" ووصفت "حماس" حينئذ العملية بالإرهابية وقدمت التعازي لأهالي الضحايا والحكومة الإيرانية حسب بيان "حماس" ,, وفي 2009 ادانت "حماس" كذلك عملية في اقليم سيستان – بلوشستان  ونعتتها بالجبانة ..ونقول هنا لـ"حماس" لماذا "مقاومتكم" مبجلة ومقاومة غيركم جبانة ومستنكرة .. فكما سمحتم لأنفسكم بـ"المقاومة" اسمحوا لغيركم ,, ولماذ تطير عقولكم عندما تعترض عليكم بعض الأنظمة ..!!؟؟ .

ولا ندري ما وجه الضرورة في إصدار مثل تلك البيانات ..

- طريقة التعزية بالمجرم قاسم لسليماني ونعته بأنه "شهيد القدس" فهل الضرورة تقتضي مثل هذا التصرف أن هو نهج متبع..؟؟,,  فهل يكون سليماني قاتلا في مكان مقاوما في مكان آخر..؟؟ فهذان نقيضان لا يجتمعان فإما إنه مقاوما في العراق وسوريا ولبنان وفلسطين أو مجرما في كل تلك الأماكن,, ومما يلفت النظر أن ابنة سليماني عندما طلبت الثأر ناشدت "حزب الله" والحوثي وإسماعيل هنية وأظن النخالة معهم ذلك لما ترسخ في ذهنها بأن كل هؤلاء واحدا كما صرح ممثل "حماس" في لبنان .

- يقول الأستاذ يوسف سمرين : ثلاث سنوات تقريبا عشت فيها في الزنزانة نفسها التي جمعت رئيس المكتب السياسي لـ"حركة حماس" (السنوار) وتخللها سماع العديد من وجهات نظره الدينية والسياسية وكان يقول بمليء فيه : لا خلاف عقدي مع الشيعة ولا إيران وأنه لو خرج سيكون في حلف استراتيجي مع إيران ..

هذه تربية القوم ومن أعلى رأس هرم سلطتهم فما بالك بقواعدهم ..

إذا هي تربية خاطئة وفهم معوج منذ تأسيس "جماعة الإخوان" وورثته "حركة حماس" منهجا وطريقة ..

فلا نتعب أنفسنا في التبرير والمدافعة ..

فهي رضيت لنفسها أن تكون في سلة الروافض .. وتبتعد يوما بعد يوم عن طريق أهل السنة ومنهجهم ..

ولن تفلح ما استمرت على هذا النهج لأن طريق أبي بكر وعمر هو الباقي والمنتصر وليس طريق سبابيهم والأيام دول ..

 

موقع الحقيقة

لجنة الدفاع عن عقيدة أهل السنة في فلسطين

14/5/1441

9/1/2019

 


[1] ؟أي يعاد مرضاهم

[2] وهذا يصرح بأنه تعلم حب خميني من نافذ عزام القيادي في حركة الجهاد

 



مقالات ذات صلة